رائد فضاء ياباني يرصد الإعصار من محطة الفضاء الدولية
كيف تم رصد الاعصار من محطه الفضاء الدوليه

في مشهد نادر جدا حيث انه يجمع بين روعة العلم وقسوة الطبيعة تمكن رائد الفضاء الياباني كويتشي واكاتا من التقاط مجموعة صور مذهلة لإعصار هائل جدا يضرب المحيط الهادئ وذلك من على متن المحطة الفضائية الدولية ISS وهو على ارتفاع يزيد عن 400 كيلومتر فوق سطح الأرض المشهد الذي انتشر سريعًا على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام اليابانية أظهر الإعصار كعين عملاقة بيضاء تتوسطها دوامة ضخمة تدور ببطء فوق سطح الكوكب الأزرق في تذكير قوي بقوة الطبيعة الهائلة وهشاشة الأرض في مواجهة الظواهر المناخية المتطرفة
رائد فضاء ياباني يرصد الإعصار من محطة الفضاء الدولية
بعد ان التقط رائد الفضاء من وكالة استكشاف الفضاء اليابانية جاكسا لصورة إعصار من المحطة الدولية، وهذا على الرغم من استمرار لأعمال البحث وذلك على الرغم من استمرار أعمال البحث والصيانة هذا الأسبوع على متن محطة الفضاء الدولية، والتحديثات المتعلقة بهذه الأنشطة وقد توقفت تقريبًا بسبب إغلاق الحكومة الأمريكية، إلا أن المنشورات التي نشرها رائد الفضاء الياباني كيميا يوي على مواقع التواصل الاجتماعي كانت استثناء.
الإعصار كما يبدو من الفضاء
شارك واكاتا الصور عبر حسابه الرسمي على منصة إكس وهي تويتر سابقا، وتحدث قائلا ان هذا الارتفاع، يبدو الإعصار كلوحة فنية مذهلة من الغيوم والمياه، لكنه في الحقيقة ظاهرة تحمل قوة لا يمكن تصورها، وأظهرت الصور الدوامة المركزية للإعصار بوضوح غير مسبوق، حيث تمتد السحب الحلزونية لمسافات شاسعة تغطي آلاف الكيلومترات فوق المحيط ويمكن رؤية التدرج المدهش في الألوان بين البياض الكثيف للسحب ودرجات الأزرق المتفاوتة للمحيط، مما جعل المشهد يبدو أقرب إلى عمل فني مرسوم بإتقان، وأضاف واكاتا أن المشاهدة من الفضاء تجعل الإنسان يدرك مدى دقة واتساع النظام الطبيعي للأرض.
تعاون علمي لرصد الظواهر الجوية
تعد هذه المشاهد جزءًا من مشروع علمي مشترك بين وكالة الفضاء اليابانية JAXA ووكالة ناسا الأمريكية، يهدف إلى مراقبة الظواهر الجوية الكبرى من المدار الأرضي المنخفض باستخدام مجموعة من الكاميرات وأجهزة الاستشعار الحرارية الرادارية المثبتة على هيكل المحطة الدولية، وتقوم هذه الأجهزة بالتقاط بيانات دقيقة تشمل سرعة الرياح، ودرجة حرارة سطح البحر، وكثافة السحب، والرطوبة النسبية، وترسل المعلومات بشكل مباشر إلى مراكز تحليل الطقس على الأرض،وبحسب تقرير رسمي من وكالة JAXA، فإن الصور التي التقطها واكاتا ساعدت في رسم خريطة دقيقة لمسار الإعصار المسمى نوري.
الإعصار نوري يهدد السواحل الآسيوية
وفقا لهيئة الأرصاد اليابانية، يعتبر إعصار نوري أحد أقوى الأعاصير وكان ذلك في عام 2025، إذ وصلت سرعة الرياح المصاحبة له إلى أكثر من 220 كيلومترا في الساعة، مع احتمال ارتفاع مستوى الأمواج إلى ما يقارب من 12 مترا في بعض المناطق الساحلية.
تحذير من السلطات المحليه لسكان اوكيناوا
حذرت السلطات المحلية سكان أوكيناوا وكيوشو من مغادرة منازلهم إلا في الحالات الضرورية، كما أوقفت عشرات الرحلات الجوية والبحرية بسبب سوء الأحوال الجوية، وفي الفلبين، أعلنت الحكومة حالة التأهب القصوى في عدد من المقاطعات الجنوبية، تحسبا لحدوث فيضانات وانهيارات أرضية نتيجة الأمطار الغزيرة التي بدأت بالفعل في بعض المناطق الجبلية،ورغم أن الإعصار لم يصل بعد إلى اليابسة، إلا أن تأثيراته بدأت تظهر على شكل تيارات هوائية قوية واضطرابات بحرية، وهو ما دفع الجهات المعنية إلى الاستفادة من المعلومات القادمة من الفضاء.
دور المحطة الدولية في دعم علوم المناخ
تعتبر المحطة الفضائية الدولية واحدة من أهم المختبرات العلمية التي تخدم الأرض من خارجها، إذ تتيح روادها متابعة التغيرات المناخية لحظة بلحظة عبر تقنيات تصوير متقدمة تعمل بالأشعة تحت الحمراء و الرادار، ويؤكد جميع العلماء أن البيانات التي توفرها المحطة أساسية لفهم أنماط الاحترار العالمي، ورصد الأعاصير المدارية والعواصف الرملية، وحتى ذوبان الجليد في القطبين.
حديث الباحث المناخي تاكاشي
يقول الباحث المناخي الياباني تاكاشي موريتا، حيث انه هو المشارك في تحليل بيانات إعصار نوري، إن هذه الصور تمثل نقطة تحول في طريقة مراقبة الأعاصير، لأنها تتيح رؤية شاملة جدا للظاهرة من بدايتها في المحيط إلى تطورها فوق اليابسة و أضاف أن التعاون الدولي في الفضاء أصبح ضرورياً لمواجهة التحديات البيئية، لأن التغير المناخي لا يعترف بالحدود الجغرافية، وأن مشاركة البيانات بين الدول تساعد على إنقاذ الأرواح وتقليل كل الخسائر.
رسالة بيئية في وصف الجمال الطبيعي
لم يقتصر حديث واكاتا على وصف الجمال الطبيعي لهذا الإعصار، بل استغل المشهد لتوجيه رسالة بيئية مؤثرة جدا إلى سكان الأرض، وقال رائد الفضاء في بث مباشر من المحطة، فعندما تنظر إلى الأرض من هذا الارتفاع، تدرك أننا جميعًا نعيش على سفينة واحدة في محيط كوني هائل كل إعصار أو عاصفة هو تذكير بأن الطبيعة أقوى منا جميعًا، وأن الحفاظ على كوكبنا لم يعد خيارا بل انه ضرورة.
التكنولوجيا الحديثة في خدمة الأرض
تستخدم وكالة الفضاء اليابانية JAXA تقنيات متقدمة لتحليل بيانات الطقس من الفضاء، منها نظام قد يعرف باسم ال GOSAT لقياس تركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، بالإضافة إلى منظومة ال Himawari للأقمار الصناعية التي ترصد التغيرات الجوية كل عشر دقائق تقريبًا، تدمج كل هذه البيانات مع الصور التي يلتقطها رواد الفضاء على متن المحطة الدولية لتشكيل صورة متكاملة عن حالة الغلاف الجوي، ويشير بعض الخبراء إلى أن الصور الملتقطة من الفضاء لا تخدم فقط التنبؤ بالأعاصير، بل تساعد أيضًا في تحليل آثار الكوارث الطبيعية بعد حدوثها، مثل رصد مناطق الفيضانات أو تآكل السواحل، مما يمكن الحكومات من توجيه فرق الإغاثة بكفاءة كبيرة.
البعد الإنساني لهذه المهمة
رائد الفضاء كويتشي واكاتا يُعد من أبرز رواد الفضاء في اليابان، حيث يمتلك سجلًا قويا جدا من المهمات الفضائية منذ انضمامه إلى برنامج ال JAXA في التسعينات، وقد شارك في أكثر من خمس بعثات فضائية على متن مركبات أمريكية ويابانية، ويشتهر بمشاركته المستمرة في نشر الوعي البيئي بين الشباب الياباني والعالمي، ويرى واكاتا أن مهمته في الفضاء لا تقتصر على إجراء التجارب العلمية، بل تمتد إلى نقل رسالة أمل ومسؤولية، مفادها أن العلم يمكن أن يكون وسيلة للحفاظ على الأرض وليس فقط لاستكشاف الفضاء.
المحطة الدولية..متي تم اطلاقها
منذ إطلاق هذه المحطة في عام 1998، أصبحت المحطة الفضائية الدولية نموذجا للتعاون بين أكثر من 15 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا واليابان وكندا ودول الاتحاد الأوروبي، ويجري العلماء أبحاث كثيرة تتناول مجالات متعدد مثل الطب، والفيزياء، وايضا البيئة، والتكنولوجيا الحيوية، إضافة إلى مراقبة الأرض، وتعد كل الصور الملتقطة للأعاصير والعواصف من الفضاء واحدة من الإنجازات العلمية الأكثر تأثيرا، لأنها تتيح لكل العلماء رؤية الأرض بشكل متكامل، وفهم كبير لكل العلاقات بين المحيطات والغلاف الجوي والمناخ.
معلومات هامه عن المحطة الدولية
في ختام حديثه، قال واكاتا، فكلما نظرت إلى الأرض من الخارج، تذكرت كم هي جميلة وضعيفة في الوقت ذاته نحن نمتلك القدرة على تدميرها أو إنقاذها، والاختيار في أيدينا ،كلماته، التي حملت طابعا تأمليًا عميقا، لاقت صدى واسعا في الأوساط العلمية والبيئية، خاصة في ظل تصاعد الكوارث المناخية حول العالم خلال السنوات الأخيرة.






