فرص عمل جديدة للشباب في لبنان ضمن قطاعات متنوعة.. ورواتب مجزية قياسًا بالوضع الاقتصادي الحالي
أعلنت عدد من المؤسسات والشركات اللبنانية، بالتنسيق مع وزارة العمل في بيروت، عن طرح مجموعة من الوظائف الجديدة في مختلف القطاعات، بمرتبات شهرية تصل إلى 500 دولار أمريكي، وذلك ضمن خطة الدولة لتحفيز سوق العمل وتشجيع الشباب على الالتحاق بالوظائف الرسمية بدلاً من العمل غير النظامي المنتشر في السنوات الأخيرة.
وتشمل الوظائف الجديدة فرص عمل في مجالات الخدمات، والمطاعم، والقطاع الصحي، والتعليم، والاتصالات، إضافة إلى بعض المهن الفنية والإدارية. وتأتي هذه الخطوة في ظل محاولات الحكومة اللبنانية استيعاب معدلات البطالة المرتفعة، خاصة بين فئة الشباب.
القطاعات الأكثر طلبًا للعمالة
بحسب بيان رسمي من وزارة العمل اللبنانية، فإن فرص العمل المطروحة تتوزع على عدة مجالات حيوية تشهد نقصًا في العمالة، وتشمل:
- قطاع الخدمات الفندقية والسياحية: يشمل وظائف في الفنادق والمطاعم والمقاهي، مثل موظفي استقبال، وعمال نظافة، وطهاة مساعدين، وعمال خدمة.
- القطاع الطبي والصحي: وظائف في المستشفيات الخاصة والمراكز الطبية، منها ممرضون، فنيون، وعمال نظافة وتعقيم.
- قطاع التعليم: فرص لمعلمي اللغات والمواد العلمية في المدارس الخاصة، برواتب تتراوح بين 400 و500 دولار شهريًا.
- القطاع التقني والاتصالات: يشمل موظفي دعم فني، ومندوبي مبيعات في شركات الاتصالات وخدمات الإنترنت.
- القطاع الإداري والمحاسبي: فرص عمل لموظفي إدخال بيانات ومحاسبين مبتدئين وسكرتارية تنفيذية.
وأكدت الوزارة أن جميع هذه الوظائف ستكون متاحة للمواطنين اللبنانيين أولًا، مع فتح الباب لاحقًا أمام العمالة العربية المؤهلة التي تمتلك تصاريح عمل رسمية.
الرواتب والمزايا المالية
أوضحت الجهات المنظمة أن الرواتب الشهرية المعلنة تتراوح بين 350 و500 دولار أمريكي، وذلك بحسب طبيعة الوظيفة والخبرة المطلوبة.
وأضافت أن بعض المؤسسات تمنح حوافز إضافية مثل بدل النقل والتأمين الصحي والمكافآت الشهرية للأداء الجيد، إلى جانب ساعات عمل مرنة في بعض القطاعات الخدمية.
وأشار مسؤول بوزارة العمل إلى أن هذه المرتبات تعتبر جيدة نسبيًا في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، خاصة بعد استقرار سعر صرف الدولار في السوق اللبناني وتحسن نسبي في القوة الشرائية مقارنة بعامي 2022 و2023.
الشروط العامة للتقديم في وظائف لبنان
حددت وزارة العمل والشركات المشاركة مجموعة من الشروط التي يجب توافرها في المتقدمين، وجاءت كالتالي:
- أن يكون المتقدم لبناني الجنسية أو من المقيمين إقامة قانونية سارية المفعول.
- السن من 21 إلى 45 عامًا حسب طبيعة الوظيفة.
- إجادة القراءة والكتابة، مع تفضيل من يمتلكون مؤهلات علمية أو شهادات فنية.
- اللياقة الصحية والقدرة على العمل في بيئة جماعية.
- عدم وجود سوابق جنائية أو قضايا قانونية قائمة.
- الالتزام بساعات العمل المحددة والانضباط في أداء المهام.
أما بالنسبة للوظائف الفنية أو التقنية، فقد تم تحديد بعض المتطلبات الإضافية، مثل الخبرة في تشغيل الأجهزة التقنية، أو إجادة استخدام الحاسب الآلي وبرامج المكاتب الأساسية.
الأوراق المطلوبة للتقديم
طالبت وزارة العمل اللبنانية المتقدمين بتقديم عدد من المستندات الأساسية لإتمام إجراءات التوظيف، وهي:
- صورة واضحة من بطاقة الهوية أو جواز السفر.
- عدد 2 صورة شخصية حديثة بخلفية بيضاء.
- شهادة المؤهل الدراسي أو شهادة التدريب المهني.
- شهادة الخبرة إن وجدت، أو سيرة ذاتية حديثة.
- شهادة طبية تثبت اللياقة البدنية للعمل.
- إفادة من السجل العدلي (خالية من السوابق الجنائية).
ويتم تسليم هذه الأوراق إلى مكتب وزارة العمل أو عبر البريد الإلكتروني الرسمي لكل جهة توظيف، حسب طبيعة الوظيفة المطلوبة.
طريقة التقديم على الوظائف
أتاحت وزارة العمل عدة طرق للتقديم في الوظائف الجديدة، لتسهيل عملية التسجيل أمام المواطنين، وتشمل:
- التقديم المباشر في مكاتب وزارة العمل اللبنانية المنتشرة في بيروت وطرابلس وصور وزحلة.
- إرسال السيرة الذاتية والمستندات عبر البريد الإلكتروني الرسمي للوزارة أو الشركة المعلنة عن الوظيفة.
- التقديم الإلكتروني من خلال المنصة الوطنية للتوظيف التي أطلقتها الحكومة اللبنانية، والتي تتيح متابعة حالة الطلب إلكترونيًا.
وأكدت الوزارة أن عملية الاختيار ستكون شفافة ووفق معايير الكفاءة، وأنه سيتم التواصل فقط مع المتقدمين الذين يستوفون الشروط المطلوبة.
تصريحات وزارة العمل اللبنانية
قال الدكتور مصطفى بيرم، وزير العمل اللبناني، في تصريح خاص إن الهدف من إطلاق هذه الدفعة من الوظائف هو “إعادة تنشيط سوق العمل المحلي” ودعم الأسر المتضررة من الأزمة الاقتصادية.
وأضاف أن الوزارة تسعى إلى توفير فرص عمل دائمة ومستقرة للشباب اللبناني، بالتعاون مع القطاع الخاص والمنظمات الدولية العاملة في لبنان.
وأشار الوزير إلى أن الوزارة تعمل أيضًا على ضمان حقوق العمال من خلال آلية رقابية جديدة لمتابعة التعاقدات، والتأكد من صرف الرواتب بانتظام، وتطبيق معايير السلامة المهنية في مواقع العمل.
ردود فعل إيجابية من المواطنين
قوبل الإعلان عن الوظائف الجديدة بترحيب واسع من المواطنين، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد.
وقال عدد من الشباب في بيروت إن مثل هذه الفرص تمثل “بارقة أمل” في تحسين الوضع الاقتصادي، خاصة بعد موجات البطالة التي أعقبت أزمة العملة وانهيار بعض القطاعات.
بينما أكد آخرون أن الرواتب المعلنة، رغم كونها متواضعة مقارنة بالدول المجاورة، إلا أنها تُعد مقبولة نسبيًا داخل السوق اللبناني، مع الأخذ في الاعتبار استقرار الأسعار في بعض السلع والخدمات الأساسية.
آراء الاقتصاديين: خطوة في الاتجاه الصحيح
يرى خبراء الاقتصاد أن طرح وظائف جديدة بمرتبات تصل إلى 500 دولار يمثل خطوة إيجابية في تحريك عجلة الاقتصاد اللبناني، وتحسين القوة الشرائية للمواطنين تدريجيًا.
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور سامي عطا إن “زيادة فرص العمل المنظمة تقلل من حجم الاقتصاد الموازي وتحد من العمالة غير الرسمية التي لا تتمتع بأي حماية قانونية”.
وأضاف أن هذه الوظائف، رغم بساطة بعضها، تُعد ركيزة لإعادة الثقة في سوق العمل، وتشجع الشباب على البقاء داخل البلاد بدلاً من الهجرة المتزايدة في السنوات الأخيرة.
المنظمات الدولية تدعم الخطة
أكدت مصادر بوزارة العمل أن عددًا من المنظمات الدولية، مثل منظمة العمل الدولية (ILO) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، شاركت في دعم الخطة الجديدة، من خلال تمويل برامج تدريبية وتأهيلية قبل بدء العمل.
وتهدف هذه البرامج إلى رفع كفاءة العمالة المحلية وتزويدها بالمهارات اللازمة لمواكبة متطلبات سوق العمل في القطاعات المختلفة.
نصائح للمُتقدمين إلى الوظائف
وجهت وزارة العمل عدة نصائح للراغبين في التقديم، منها:
- إعداد سيرة ذاتية احترافية تتضمن الخبرات والمهارات الفعلية.
- التأكد من صحة البيانات والمستندات قبل التقديم.
- الحضور في مواعيد المقابلات الرسمية بدقة، وارتداء ملابس مناسبة.
- الاستعداد للإجابة عن أسئلة تخص المجال الوظيفي المطلوب.
- تجنب التقديم لأكثر من وظيفة في نفس الشركة دون تنسيق مسبق.
وأكدت الوزارة أن الالتزام بهذه التعليمات يزيد من فرص القبول بنسبة كبيرة، ويعكس الجدية في التعامل مع فرص العمل.
إجراءات بعد القبول
بعد اجتياز المقابلات الشخصية، يخضع المقبولون لفترة تدريب تمتد بين أسبوعين إلى شهر حسب طبيعة الوظيفة، يتم خلالها التعرف على مهام العمل والأنظمة الداخلية للمؤسسة.
ويتم بعد ذلك توقيع عقد عمل رسمي محدد المدة، يحدد الراتب وساعات العمل والإجازات والمزايا.
وأكدت الوزارة أن أي تجاوز أو استغلال من أصحاب العمل سيتم التعامل معه قانونيًا، وأن العمال يمكنهم التقدم بشكاوى مباشرة إلى مكاتب العمل في حال حدوث أي مخالفات.
مستقبل الوظائف في لبنان
بحسب تصريحات رسمية، فإن الحكومة اللبنانية بصدد إطلاق مبادرات توظيف جديدة خلال الربع الأول من عام 2026 بالتعاون مع دول عربية وخليجية لفتح أسواق خارجية أمام العمالة اللبنانية الماهرة.
كما يجري العمل على تفعيل مشاريع دعم الشباب في المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتشجيع العمل الحر.
ويقول مراقبون إن نجاح المرحلة الحالية من التوظيف سيشكل نقطة تحول في سوق العمل اللبناني، خصوصًا إذا تم الالتزام بالشفافية وتكافؤ الفرص في التعيينات.
خاتمة: خطوة نحو استقرار سوق العمل اللبناني
في ظل الأزمات الاقتصادية المتتالية التي مر بها لبنان خلال السنوات الأخيرة، يأتي هذا الإعلان عن وظائف برواتب تصل إلى 500 دولار كرسالة أمل جديدة للشباب الباحث عن فرصة عمل كريمة ومستقرة.
ورغم أن التحديات ما زالت كبيرة، إلا أن هذه المبادرة تُعد بداية مشجعة نحو تحقيق التوازن بين العرض والطلب في سوق العمل، وإعادة بناء الثقة بين الدولة والمواطن.
ويبقى الأمل معقودًا على أن تستمر الحكومة في دعم هذه المبادرات وتوسيع نطاقها، حتى يتمكن كل شاب لبناني من إيجاد فرصة عمل تحقق له الاستقرار المعيشي وتمنحه الكرامة التي يستحقها.
وزارة العمل اللبنانية: «فرص العمل مفتوحة للجميع.. والتقديم متاح إلكترونيًا ومباشرًا خلال الأيام المقبلة».
