قصص رومانسية

الحب والشر

أنا مستحيل ارتبط بواحد زي ده، ده واحد مجنون، ليه هتجوزه، ليه اربط نفسي بيه.

مامتها هناء: يا منة يا بنتي إنتي عارفة كويس إيه اللي حصله، وده ابن عمك، ومالوش في الدنيا حد غيرنا، وبعدين مش ده اللي كنت هتتجوزيه، وكنتوا عايشين أحلى قصة حب مع بعض.

منة: دي مش مشكلتي يا ماما إني استحمل واحد زيه، وبعدين خلاص ولا هتجوزه، ولا هرتبط بيه، ولا عاد في حب بينا.

مقالات ذات صلة

وقفوا كلامهم لما شاب وسيم دخل عليهم، شاب طول بعرض وعنده عضلات وملامحه جميلة، بس عقله عقل طفل عنده ست سنين.

حسام: بتقولي هترتبطي بمين يا مونتي.

ملك: قلتلك 100 مرة متقوليش مونتي دي تاني.

حسام جري وحضن فاطمة وهو بيقول لمنة: أنا زعلان منك ومخاصمك، أنا مش بحبك، إنتي وحشة.

فاطمة لمنة: امشي من وشي وملكيش دعوة بيه تاني.

منة: أحسن بردوا هو ده اللي أنا عايزاه.

ومشيت منة وسابت البيت.

هناء: خلاص يا حسام يا حبيبي متخافش ومتزعلش نفسك.

حسام: خلاص يا ماما أنا مش هزعل أنا هدخل أوضتي دلوقتي والعب باللعب بتاعتي.

هناء: خلاص يا حبيبي روح.

حسام راح على الأوضة بتاعته عشان يلعب بألعابه.

وهناء فضلت تفكر في المصيبة اللي حصلت لحسام وخليته بمخ عيل صغير، حسام الشاب اللي كان زي الفل اللي ربيته على إيديها زي ابنها لحد ما بقى راجل ملو هدومه واشتغل ظابط في المخابرات وبقى ليه كلمته وهيبته، وفي اليوم اللي جه عشان يتقدم لمنه اللي وافقت عليه وهي فرحانة ومبسوطة.

ومنال بنتها الكبيرة وقلبها الطيب، وإزاي منال سافرت فجأة بحجة إنها هتشتغل في بلاد بره، بعد ما أختها منة اتخطبت بيومين.

وفجأة سمعت هناء خبط على الباب وراحت تشوف مين، واتصدمت ما لقت منال بنتها واقفة قدامها.

هناء وهي مبسوطة ومش مصدقة نفسها: منال حبيبتي.

منال: ماما حبيبتي وحشاني كتير أوي.

هناء حضنت بنتها الكبيرة وحبيبة قلبها منال وقالتلها: إنتي أكتر يا قلب أمك، وحشاني أوي يا حبيبتي.

دخلت منال وشالت شنطتها وقفلت الباب وراها.

هناء بلوم: كده بردوا يا منال اهون عليكي تغيبي عليا كل ده.

منال: حقك عليا يا أمي معلش إنتي عارفة الشغل قد إيه صعب، وبعدها منال بصت حواليها وسألت أمها: هو فين منه وحسام يا ماما؟

هناء: منه راحت مشوار يا حبيبتي وحسام موجود بس هو…..

منال: ماله حسام يا ماما في إيه؟

وفجأة حسام دخل عليهم وهو ماسك لعبة في إيده كان بيلعب بيها وراح قعد جنب هناء وسألها: هي مين دي يا ماما؟

منال بصدمة: حسام.

حسام: إنتي عارفاني.

منال بصدمة: في إيه يا ماما هو حسام بيتكلم كده ليه، هو إيه اللي حصل؟

هناء: هفهمك كل حاجة يا منال.

وبعدها هناء لفت لحسام وقالتله: حسام يا حبيبي ادخل الأوضة واقعد العب فيها لغاية ما اتكلم مع منال شوية.

حسام: حاضر يا ماما بس بعد كده ابقي عرفيني على البت الطيبة وجميلة دي.

هناء: حاضر يا حبيبي، تعالي يا منال.

قامت منال مع مامتها هناء ودخلوا الأوضة، وقعدت باصة لمنال وهي مش عارفة تحكلها إيه ولا إيه.

منال: قولي يا ماما إيه اللي حصل.

بدأت هناء تحكي وقالت: بعد ما سافرتي يا بنتي بيومين عملنا خطوبة كبيرة لحسام ومنة وكنا كلنا فرحانين وكل حاجة كانت كويسة لغاية يا دوبك من شهر واحد، وحسام عمل حادثة كبيره أوي، تقريبًا كان في حاجة تبع الشغل بتاعه واتصاب وبلغونا.

( لقطات من الذاكرة)

كانت هناء بتتفرج على التلفزيون وتليفونها رن.

المتصل: حضرتك أم الرائد حسام حبيب؟

هناء: أيوه يا إبني هو إيه اللي حصل؟

المتصل: الرائد حسام عمل حادثة كبيرة وهو دلوقتي في المستشفى.

هناء: يا لهوي حسام ابني.

رمت هناء السماعة من إيديها، وجريت على أوضتها ولبست هدومها وبسرعة راحت المستشفى، وفي أقل من نص ساعة كانت وصلت للاستقبال.

هناء: لو سمحت إبني محجوز عندكم عمل حادثة.

الموظف: حضرتك قوليلي الاسم وأنا هبحث عنه.

هناء وهي بتعيط: إبني اسمه حسام حبيب.

الموظف: حضرتك هو موجود دلوقتي في العمليات الدور الرابع.

جريت هناء وركبت الأسانسير ووصلت للدور الرابع وبقت واقفة قدام أوضة العمليات.

فضلت واقفة مكانها لمدة ساعتين لغاية ما جت منة.

منة: ماله حسام يا أمي في إيه؟

هناء: والله يا بنتي ما أنا عارفة اتصلوا عليا وقالولي عمل حادثة وجيت على ملا وشي وقالولي إن هو في العمليات وأنا بقالي ساعتين واقفة مستنياه.

في اللحظة دي الدكتور خرج من أوضة العمليات، وجريت هناء عليه وسألته: أرجوك يا دكتور قلي حسام ابني ماله هو عامل إيه، وإيه اللي حصله؟

الدكتور: حضرتك إحنا قمنا باللي نقدر عليه بس هو عنده مشكلة في المخ بسبب النزيف الكتير، وفي كسر في الضلوع وإصابات وكدمات في جسمه كله، إحنا هننقله دلوقتي للعناية المركزة، وهنتابع الحالة وهنبقى نحدد بعد كده الضرر اللي حصل في المخ هيأثر عليه أزاي.

هناء وهي بتعيط: يا رب اشفيلي ابني يارب احفظهولي، ارجوك يا دكتور عايزة ادخله اطمن عليه.

الدكتور: ممكن اسمحلك إنك تخشي تشوفيه بس هما خمس دقايق بالظبط مش أكتر من كده.

هناء: حاضر يا دكتور.

مشيت هناء ورا الدكتور ومعاها منة عشان يدخلوا يشوفوا حسام.

أول ما دخلوا الأوضة منة بصتله ولقت حالته صعبة جدًا وراسه ملفوفة كلها بالشاش، وصدره ملفوف بسبب الخبطات والكسر اللي في الضلوع، ووشه كان مليان جروح.

منال قربت منه ووطت براسها واديتله بوسة على دماغه.

فاطمه وهي بتعيط: حسام يا حبيبي، حسام يا ابني، اصحى أنا ما اقدرش اشوفك كده، اصحى يا حسام، اصحى يا حبيبي اصحى، يا ابني يا اللي عمرك ما ضايقتني ولا خليتني اعيط، يا وجع قلبي عليك يا ابني.

فضلت هناء تعيط بصوت عالي لحد ما الدكتور دخل عليهم.

الدكتور: حضرتك مينفعش اللي إنتي بتعمليه ده، احنا في العناية المركزة، وهو مش حاسس بيكى، استأذنك تتفضلي تطلعي بره دلوقتي.

هناء: حاضر يا دكتور.

خرجت هناء من عند حسام وقعدت على الكرسي اللي في وش الأوضة، وقعدت جنبها منة.

وفضلوا على الحال ده وقت كبير.

منة: ماما كفاية قعدتك أوي لغاية كده روحي إنتي ارتاحي شوية، وأنا هقعد هنا.
وبعد ساعة الدكتور قرب منهم وقالهم: حسام فاق، بس للأسف الشديد الضرر اللي حصل في المخ من النزيف هيسبب شوية مشاكل وللأسف عقله هيرجع يبقى زي عقل طفل صغير عنده ست سنين.

هناء: لا إله إلا الله طب نعمل إيه يا دكتور، إيه العمل دلوقتي؟

دكتور: مفيش حل غير إن أنتم تتعملوا معاه على إنه طفل صغير، وهو حاليًا عنده فقدان ذاكرة ومش فاكر أي حاجة، بس إن شاء الله مع الاستمرار على العلاج، وإنكم تصبروا عليه هيرجع تاني طبيعي زي زمان.

هناء: من بقك لباب السماء يا رب.

بعدها هناء ومنة دخلوا الأوضة اللي فيها حسام ولقوه قاعد على السرير زي الأطفال بالظبط.

قربت منه هناء وقعدت على الكرسي اللي قدامه، وبصتله، وهو بصلها وابتسم.

هناء: بعد الشر عنك يا قلب أمك ألف لا بأس عليك يا حبيبي.

حسام: إنتي مين؟

هناء: أنا ابقى ماما ودي منه بنت عمك.

حسام: إنتي ماما بجد؟ طب يلا يا ماما نمشي من هنا أنا مش بحب المكان ده، وخايف منه.

مسكت هناء في إيد حسام وقالتله: يا حبيبي يا ابني حاضر، حاضر هنمشي من هنا بس لما تخف وتبقى كويس.

منة: ألف سلامة عليك يا حسام.

حسام: يعني أنا اسمي حسام؟

منة: اه يا حبيبي اسمك حسام.

فضل حسام في المستشفى لمدة اسبوع وبعد ما خرج من المستشفى راح على شقة هناء بس للأسف منة بدأت تعامله معاملة وحشة وكل شوية كانت معاملتها بتسوء أكتر، ولا كإنها كانت بتحبه، ولا كإنهم كانوا هيتجوزوا.

نرجع للوقت الحالي..

منال وهي بتعيط: معقولة كل ده حصل يا ماما وأنا معرفش حاجة؟

هناء بزعل: يا بنتي إنتي كنت في أيه ولا في أيه إنتي كنتي متغربة، وأنا مكنتش ينفع أقولك عشان مقلقكيش.

منال: طب إنتي مش شايفة إن في أي تحسن في حالته.

هناء: لا يا بنتي للأسف مفيش أي تحسن، كمان أختك منة بتعامله معاملة وحشة أوي وأنا كلمتها كتير وطلبت منها إنها تفضل وتكمل معاه عشان ده هيرفع من معنوياته زي ما الدكتور قالنا.

أنا يا بنتي والله عارفة إن ده صعب عليها، بس هما كانوا بيحبوا بعض ولازم هي تقف معاه.

فضلت منال تفكر في الكلام اللي مامتها قالته وتفتكر حالة حسام، وأخدت قرار إنها تقف جنب حسام وتساعده، لإن حسام مش ابن عمها بس ده كان أكتر من كده وكان اخ ليها.

هناء: إيه اللي إنتي بتقوليه ده يا منال إنتي عايزة تتجوزي حسام؟

منال: أنا هعمل كده بس يا ماما عشان اساعد حسام لحد ما يخف وبعدين نبقى نتطلق.

هناء: إنتي عايزة تتجوزي حسام!!

منال: أيوه يا ماما أنا هعمل كده، وهقف جنب حسام واساعده، حسام يستاهل أكتر من كده، طول عمره واقف جنبنا وبيساعدنا وبيعملنا كل اللي إحنا عايزينه.

هناء: اللي إنتي بتقوليه ده مش سهل يا بنتي، ده حاجة تخص مصيرك وعمرك كله، عارفة يعني إيه هتبقى مطلقة، عارفة الناس هتبصلك إزاي، وبعدين حسام ومنه بيحبوا بعض يبقى منة هي اللي تتجوزه مش إنتي يا منال.

منال: كل اللي إنتي بتقوليه ده أنا عارفاه، وعارفاه كويس أوي كمان، وأول ما حسام هيخف ويرجع لطبيعته أنا هبعد وهسيبه يرجع للي بيحبها ويتجوزها.

هناء: والله يا بنتي أنا ما عارفة أقولك إيه، هو أنا لو وافقت هبقى بنقذ حسام بس هبقى بدمرك إنتي.

وكملت كلامها بعصبية وقالت: الله يسامحك يا منة كل ده بسببك، وبسبب قلة عقلك وحبك لنفسك.

منال: خلاص يا ماما إنتي عارفة كويس أوي منة وعارفة طريقة تفكيرها، منة متعرفش تتحمل مسؤولية يا ماما، وافقي عشان خاطري عشان خاطر حسام حبيبك.

هناء: أنا مش هعرف ارد عليكي دلوقتي سيبيني افكر وبعدين هقولك نعمل إيه.
وبعدها مشيت هناء وسابت الأوضة وفضلت منال تفكر في القرار اللي هي خدته وإيه اللي ممكن يحصل بسبب القرار ده، وقالت في نسها: حسام لما هيخف ويرجع لحالته الطبيعية أكيد هيطلقني، وطبعًا هيرجع لحبيبته منة اللي هو بيحبها، وأنا هرجع بالنسبة ليه مجرد أخت.

بس منال كانت خلاص أخدت القرار ومصرة عليه، وهتعمل كده وتيجي على نفسها عشان خاطر حسام، وبعد كده هتمشي تسافر بره و مش هيشوفها تاني.

خرجت منال من الأوضة وراحت للمكان اللي قاعد فيه حسام، وقعدت جنبه واتنفست نفس عميق، وقالت من جواها إن هي اللي لازم تاخد الخطوة الأولى وتقرب منه.

منال: إزيك يا حسام عامل إيه أنا اسمي منال.

حسام: أنا الحمد لله كويس أنا عارفك كويس، شفت صورك كتير في الأوضة اللي هناك دي.

قال الكلام ده وهو بيشاور على أوضة منال.

منال: الله دي حاجة جميلة أوي أنا كمان علفكرة عارفاك، وعارفاك كويس أوي، إيه رأيك يا حسام نبقى أصحاب؟

حسام: معقولة هتبقي صاحبتي؟

وبعدها كمل بزعل وقال: أنا معنديش صحاب خالص، وكمان منة علطول بتزعقلي ومش بتتكلم معايا ومش بتحبني.

منال: أيوه طبعًا هنبقى صحاب، وأحلى صحاب كمان، وهنلعب مع بعض، وهجيبلك حاجات حلوة، أنا عارفة إنك بتحب الأيس كريم بالشوكولاته، هجبلك كل اللي إنت عايزه واللي نفسك فيه.

حسام بفرحة:ا لله إنتي كمان عارفة أنا بحب إيه يا توأمي.

منال: إيه الاسم ده إنت جبته منين؟

حسام: أنا سمعته قبل كده في فيلم وحبيته أوي.

منال: ماشي يا سيدي توأمي توأمي.

فضلت منال قاعدة تلعب مع حسام وهي مش مصدقة أبدًا إن الطفل الصغير اللي قاعد قدامها ده هو اللي كان طول بعرض واللي كلمته كانت بتهز شارع بحاله.

شوية والباب اتفتح ودخلت منة ولقت أختها الكبيرة قدامها، جريت عليها وحضنتها وهي مبسوطة ومش مصدقة إنها شايفاها قدامها.

منه: معقولة يا منال! وحشتيني أوي حمد لله على السلامة يا حبيبتي.

منال: إنتي كمان وحشاني أوي يا منه الله يسلمك يا حبيبتي.

فضلوا هما الاتنين حاضنين بعض مدة وبعدها قعدوا جنب بعض.

منال: حسام لو سمحت ادخل الأوضة بتاعتك، وأنا بعد ما هقعد مع منه شوية واتكلم معاها، هاجيلك الأوضة ونقعد نلعب مع بعض شوية.

حسام: حاضر يا توأمي هسمع كلامك.

منال: ليه كده يا منة ليه تعملي كده.

منة: اعمل إيه أنا مش فاهمة حاجة، إنتي قصدك إيه؟

منال: ليه تعملي كده في حسام، مش هو ده حسام اللي كنتي هتتجوزيه وكنتم انتم الاتنين عايشين أسعد قصة حب، دلوقتي مش عايزة تساعديه، مش عايزة تقفي جنبه وبتعامليه معاملة وحشة، هو ميستحقش منك كده.

منه: أنا مفيش أي حاجة تجبرني إني أتحمل واحد زي ده، زمان كنت بحبه لما كان وقتها الرائد حسام حبيب، إنما هو دلوقتي واحد مجنون بعقل طفل صغير، لا وكمان طالبين مني إني اتجوزه.

منال: اللي إنتي بتقوليه ده مسموش حب، اللي إنتي بتقوليه ده اسمه استغلال، إنتي كنتي بتحبي المظاهر.

منة: بقولك إيه أنا مش ناقصة اسمع الكلام اللي إنتي عمالة تقوليه ده وشغل الشعارات ده أنا مش فيقاله، ولو إنتي عايزة تساعديه اتجوزيه إنتي.

وكملت كلمها بكل شر وغل: مش هو ده يا اختي اللي إنتي كنتي بتحبيه قبل كده، ولا إنتي كنتي فاكرة إن أنا مش هعرف، اوعي تكوني فاكرة إن أنا مش عارفة إيه هو السبب الحقيقي لسفرك، أنا عارفة كويس أوي إنك سافرتي عشان أنا وهو اتخطبنا.

منال ارتبكت وقالت: إيه اللي إنتي بتقوليه ده، كل اللي إنتي بتقوليه ده مش صح، كلامك ده هبل.

منة: إنتي عارفة كويس أوي إن اللي أنا بقوله ده مش هبل، وعلفكرة هو دلوقتي مالوش أي لازمة عندي، بتحبيه خديه واتجوزيه، خليكي إنتي الطيبة المضحية.

بعد ما منة قالت الكلام ده مشيت من قدام منال ودخلت أوضتها بكل برود، وفضلت منال تفكر في أختها وإزاي اتغيرت شخصيتها وبقت الإنسانة دي.

وبعد ما عدى يومين..

كانوا كلهم قاعدين على السفرة بيفطروا بس حسام مكنش موجود.

هناء: أنا فكرت يا منال في اللي إنتي قلتيلي عليه، وخلاص أنا موافقة إنك ترتبطي بحسام.

منال: الحمد لله يا ماما، شكرًا إنك وافقتي.

منة: والله ده أحسن حل إنتم وصلتوله، خليها بقى هي تقف جنبه، المهم يبقى ملوش دعوة بيا خالص.

بعدها منه وقفت وتقف وبعدت الكرسي عنها وقالتلهم إنها هتتحرك عشان عندها شغل، سابتهم وتمشي.

منال: إيه الخطوة اللي هنعملها دلوقتي يا ماما مع حسام؟

هناء: بصي يا بنتي حسام كان عامل تفويض للمستشار القانوني بتاعه عشان لما كان بره البلد كان عايز يملك الأرض لناس تانية هيدفعوله فيها مبلغ، أنا هروح اتكلم مع المستشار القانوني ده، والراجل ده راجل طيب وكويس، وكان يعرف باباكي، هحكيله على كل حاجة وهو هيساعدنا، وإنتي وحسام هتقعدوا في المكان اللي كان ساكن فيه قبل كده المهم تبعدوا عن منة خالص.

منال: خلاص يا ماما مدام ده رأي حضرتك خلاص نعمل كده.

وبعد فترة قصيرة جدًا حسام ومنال عرفوا يرتبطوا ببعض بسبب التفويض اللي كان عامله للمستشار القانوني بتاعه.

منال وحسام راحوا للمكان اللي هيسكنوا فيه وأول ما دخلوا من باب الشقة منال ضمت إيد حسام.

حسام: هو إحنا ليه موجودين هنا يا توأمي؟

منال: بص بقى يا سيدي إحنا هنعيش في المكان ده مع بعض وطول الوقت هنقعد نرسم، ونلون، ونتفرج على الأفلام اللي بتحبها، وناكل كل الحلويات اللي إنت عايزها، هاه موافق؟

حسام وهو مبسوط: طبعًا دي حاجة حلوه أوي.

وبعدها كمل كلامه وهو بيتاوب وقال: أنا تعبان وعايز استريح شوية يا توأمي.

منال: طيب يلا تعالى هتستريح في الأوضة دي.

دخلت منال معاه الأوضة وتنيمته، وبعدها غطيته بالبطانية وخلاص كانت هتمشي، بس لقت حسام بيمنعها وبيقولها: أنا مش بعرف أنام غير لما حد يحكيلي قصة اقعدي معايا واحكيلي.

منال قعدت جنب حسام وبدأت تحكيله في القصص اللي كان هو بيحكهلها لما كانوا صغيرين، وهي بتحكي كانت عمالة تلف شعره دواير على إيديها لغاية ما راح في النوم.

وفضلت قاعدة جنبه وبتبص على شكله، وقالت لنفسها إنها دلوقتي مش بتعمل حاجة حرام وإنها دلوقتي مراته.

وفضلت تبصله لحد ما نامت جنبه وجه الصبح وصحيت ولقت نفسها كانت نايمة جنبه على السرير.

قامت بسرعة عشان تروح الأوضة التانية اللي حطيت فيها هدومها قبل كده، وفضلت تحاول إنها تشيل أي ذكريات من دماغها ليها علاقة بعيشته قبل الإصابة اللي حصلت، وغيرت هدومها وصلت الفرض اللي عليها، وراحت على المطبخ عشان تجهز أكل لحسام.

بعد ما خلصت الأكل أخدته وراحت بيه الأوضة اللي نايم فيها حسام عشان تصحيه ياكل.

منال: حسام كفاية نوم.

حسام وهو نعسان: سيبيني أنام تاني.

منال لا كفاية نوم لغاية كده يلا عشان تاكل، عشان في علاج لازم تاخده.

حسام قام من مكانه وهو بيقولها: لا مش هاخده ده مر أنا مش بحبه.

منال: لا طبعًا لازم تستحمل وتشربه لإنه مفيد، وهو ده اللي هيخليك تخف، وإلا هخاصمك ومش هلعب معاك تاني.

حسام بزعل: خلاص هشربه.

مسكت منال إيد حسام وأخدته عشان ياكل وياخد العلاج.

فضلت منال قاعدة جنبه وأكلته بإيديها، وبعدين اديته العلاج، وفضل الوضع على كده لشهر بحاله، في الشهر ده حصلت حاجات كتير أوي، وحسام مبقاش عارف يعيش من غير منال، كل حاجة هي اللي بتعملهاله، أما منال كانت دايمًا بتقاوم عشان مش عايزة تقرب منه أزيد من كده، لإن الموضوع هيبقى صعب أوي عليها بعد ما ينفصلوا.

منال كلمت مامتها في التليفون وقالة: مقابلة حسام في المستشفى النهاردة.

هناء: خلاص يا بنتي تمام ربنا معاكم ويوفقكم.

راحت منال وحسام للدكتور..

الدكتور بدأ يكشف على حسام وخلاه يعمل شوية فحوصات.

منال: ارجوك قولي أن في تحسن.

الدكتور: طبعًا في فرق إيجابي كبير في الحالة، وده هيخلينا نتشجع يبقى فيه تدخل جراحي هيخلي حسام يخف ويكون زي الأول، بس للأسف ممكن يكون في عواقب لده.

منال: عواقب إزاي يعني؟

الدكتور: كل ده هيبان بعد الجراحة لإن الإصابة كانت شديدة والضرر الأكبر كان في الراس.

منال: ومعاد الجراحة دي هيبقى بعد قد إيه؟

الدكتور: بعد كام يوم، أول ما حسام يكون مستعد للجراحة.

منال: خلاص إن شاء الله خير.

خرجت منال هي وحسام من المستشفى وأول ما وصلوا لشقتهم قالت كل اللي حصل لمامتها، وبعدها أخدت حسام وودته الأوضة بتاعته ونيمته على السرير، وبعدين راحت أوضتها وقعدت تكتب في دفترها كل اللي بتفكر فيها.

وفضلت تكتب لغاية ما وصلت لجملة إني عملت كل ده عشان اقف جنب حسام عشان يخف ويكون زي الأول، بس للأسف أنا اتعلقت بحسام الصغير اللي بقيت بالنسباله زي والدته، وبقيت بساعده في كل حاجة، وكل ليلة اقعد أقوله قصة والمس شعره لحد ما تغمض عينيه، يمكن ارتباطي بيه مكنش صح من الأول بس أنا مش زعلانة على اللي عملته، هو أول حب دق قلبي.

وبعدها قفلت المذكرة وحاولت تخفيها بعيد عن إيد أي حد، وراحت عشان تنام.

ولما جه معاد العملية راحوا المركز الطبي الصبح بدري، وكان حسام في أوضه وبيستعد للجراحة، وكانت هناء ومنال موجودين معاه ومنة كمان جت.

حسام: أنا قلقان يا توأمي هو إيه اللي بيحصل؟

منال: لا متخافش يا حبيبي دي حاجة صغيرة قد كده، وبعد كده هنخرج ونمشي، مش إنت كان نفسك تكون ظابط، أول ما نخلص هتكون ظابط عظيم.

حسام ضمها لحضنه وهو بيقولها: متسيبنيش وخليكي معايا، أنا بحبك.

وأول ما منال استوعبت الكلام اللي حسام بيقوله فضل قلبها يدق جامد وقالت في نفسها ياريت لو كان حسام قال الجملة ديه من زمان قبل الحادثة، ساعتها كانت هتبقى في منتهى الفرحة والدنيا مكنتش هتسيعها.

منال ضمنته بإيديها وقالتله: أنا عمري ما هسيبك يا حسام.

كل ده كانت هناء ومنة بيتفرجوا على اللي بيحصل.

وكانت هناء متلخبطة ومحتارة، وحاسة ببنتها وعارفه إنها اتعلقت بحسام، بس في نفس الوقت زعلانة عليها، أما منة كانت بتتفرج على اللي بيحصل بكل لا مبالاة.

خلاص حضروا حسام واخدوه للمكان اللي هيتعمل فيه الجراحة وكانت منال قاعدة في الأوضة وبتسجد وتدعي ربنا أن حسام يخف، وهناء ومنة بره قدام أوضة الجراحة.

وعدت أربع ساعات..

طلع الدكتور من أوضة الجراحة وقرب عند منال اللي سألته: إيه الأخبار يا دكتور الحمد لله بقى كويس؟

الدكتور وهو بيضحك: نحمد ربنا يا أستاذة منال الجراحة تمت على أكمل وجه، وهو دلوقتي هيروح العناية المركزة فترة قصيرة وبعد كده هيروح أوضته العادية.

منال وهي حاسة إن الدنيا بدأ تضحكلها: ألف حمد وألف شكر ليك يارب مش عارفة اشكر حضرتك إزاي يا دكتور.

الدكتور: أنا معملتش حاجة دي مسؤوليتي.

الدكتور خرج من الأوضة وقعدت منال وهناء يشكروا ربنا على إن حسام خف.

منة: أنا كده خلاص أديت الواجب وهكمل جميلي واجي تاني لما يصحى من البنج، باي.

وسابيتهم ومشيت وهما ساكتين.

بعد يوم كامل من العملية الجراحية..

خرج حسام من العناية المركزة لأوضته العادية وفضلت منال قاعدة جنبه، وقدامه قاعدة هناء ومنة.

وأول ما حسام فاق جريت عليه منال بكل حب وقالتله بفرحة: الحمد لله على رجوعك لينا يا حسام.

حسام بهدوء: شكرًا يا منال.

وبدأ يلف بعينه ويدور على منة اللي لقاها واقفة في آخر الأوضة، نادى عليها وقالها: منة حبيبتي تعالي إنتي واقفة بعيد ليه؟

منة قربت منه وقعدت جنبه وبصت لمنال بكل شر.

منة: أنا موجودهة يا حبيبي ومقدرش اسيبك.

نزل الكلام على قلب منال زي الصاعقة، وكلمت نفسها وقالت: خلاص مش هينفع اقعد هنا أكتر من كده و…

وفي نفس اللحظة دي منال غابت عن الوعي.

هناء لحقتها قبل ما تقع ونادت بصوت عالي على منة إنها تجيب الدكتور بسرعة.

منة راحت تجيب الدكتور اللي جه ومعاه مجموعة من المساعدين وشالوا منال وودوها أوضة تانية.

الدكتور كشف على منال وبعدها رجعت لوعيها تاني.

هناء: إيه اللي حصل يا دكتور بنتي جرلها إيه؟

الدكتور: مفيش مشكلة خالص دي حاجة بسيطة، مجرد فقدان للوعي ممكن يكون بسبب الإرهاق، هتاخد أدوية بس وهتبقى كويسة.

خرج الدكتور من الأوضة بعد ما طمن هناء.

وهناء فضلت قاعدة جنب منال وعمالة تتأمل موقف بنتها والقلم اللي أخدته لما جت على نفسها وفي الآخر هي الوحيدة اللي مكسبتش أي حاجة.

هناء بألـ*م: وخرجتي مش كسبانة حاجة يا حبيبتي.

منال: لا يا ماما أنا مش زعلانة، أنا كان لازم اعمل كده دي مسؤوليتي ناحية حسام، بس هقولك على حاجة وارجوكي تنفذيهالي.

هناء: من غير ما تقولي أنا فاهماكي، امشي يا منال وروحي سافري.

منال: طب هنعمل إيه في موضوع جوازي بحسام.

هناء: متشغليش بالك أنا هعرف اتصرف واخلص الموضوع ده زي ما عملت المرة اللي فاتت.

منال: خلاص ماشي يا ماما.

هناء: منال هو إحنا هنعرف حسام بموضوع جوازك إنتي وهو؟

منال: مستحيل يا ماما نعرفه، ارجوكي متقوليلوش أي حاجة، وكملت كلامها بضحكت تريقة وقالت: وحتى منة مش هتحكيله حاجة.

فضلت منة قاعدة جنب حسام في أوضة المستشفى.

منة: ألف سلامة عليك يا حسام يا حبيبي.

بس حسام مكنش مع منة واللي بتقوله وكل اللي كان شاغل باله هي منال اللي غابت عن الوعي، وقال لنفسه: يا ترى هي عاملة إيه دلوقتي؟

منة: بتقول إيه يا حساااام؟؟

حسام لف وشه وقالها: في إيه يا منة؟

منة: أنا عمالة اتكلم معاك في حاجات كتير وإنت مش معبرني.

حسام: تفتكري منال رجعت لوعيها تاني، تفتكري بقت بخير؟

منة بعصبية: كويسة يا حسام ياريت متتعبش نفسك.

حسام: احكيلي يا منة أنا كان إيه اللي حصلي؟

منة بشر: كل اللي حصل يا حسام إن إنت وإنت مروح للبيت عملت حادثة بعربيتك وللأسف نسيت كل حاجة عنك وعنا، والدكتور بتاعك قال لازم نكون معاك، وأنا عمري ما سبتك يا حبيبي وفضلت جنبك من أول لحظة لحد ما خفيت.

حسام: حبيبتي يا منة متحرمش منك أبدًا يا رب.

منة ضحكت بخبث وهي ضامنة إن خطتها نجحت وحسام رجعلها من غير أي تعب منها.

وبعد يومين من اللي حصل..

كانت منال بقت أحسن ومشيت من المستشفى بس للأسف كانت مشكلتها في قلبها اللي مش عارفة تنسيه حسام إزاي.

أما حسام فالنهاردة هو الوقت اللي كان هيمشي فيه من المستشفى وجنبه منة وهناء.

وصممت هناء أن حسام يفضل قاعد معاهم في شقتها عشان تهتم بيه لغاية ما تطمن إنه بقى كويس.

حسام: هي منال راحت فين يا ماما وهي بقت كويسة؟

هناء: هي كويسة الحمد لله بس هي راحت تعمل كام مشوار عشان هتسيب مصر.

حسام: ليه هتمشي هي مش كانت خلاص هتفضل قاعدة هنا؟

هناء: هي بتقول إن الناس في شغلها ميقدرش يستغنوا عنها أبدًا، وإن مديرنها هناك رقوها وخلوها تمسك مكان كبير في الشغل بتاعها اللي بره البلد.

حسام: فهمت ربنا معاها.

في نفس الوقت ده كانت منال رجعت البيت وسلمت عليهم وقعدت معاهم.

منال: الحمد لله إنك رجعت بالسلامة يا حسام.

حسام: شكرًا يا منال إنتي كويسة دلوقتي؟

منال: أنا كويسة شكرًا ليك.

هناء: عملتي الحاجات اللي إنتي كنت عايزه تعمليها بخصوص سفرك يا منال.

منال: الحمد لله يا ماما عملت كل حاجة، المهندس يامن المسؤول عن الشركة عملي كل الإجراءات، واشتريت تيكت السفر، وإن شاء الله همشي بعد كام يوم.

هناء: ربنا معاكي ويوفقك يا حبيبتي.

منال: ادعيلي يا ماما، هدخل أنا أوضتي عشان اقلع الهدوم اللي أنا لبساها دي واصلي واستريح شوية.

هناء: ماشي يا حبيبتي.

سابيتهم منال وراحت أوضتها عشان تغير هدومها اللي كانت جابتهم قبل كده من شقة حسام لما لمت كل حاجتها من هناك.

وعدى الوقت وكانت منال بتحاول إنها متقابلش حسام ومنة، وكل مكان حسام بيحاول يقرب منها ويتكلم معاها زي ما كان متعود إنه يعمل كده قبل ما تسافر كانت منال بتقفل معاها الكلام وتسيبه وتمشي لغاية ما جه اليوم اللي هتمشي وتسافر فيه.

كانت منال حاطة هدومها في شنطة وقعدت تدور على المذكرة بتاعتها اللي كانت بتكتب فيه قبل كده بس ملقيتهاش.

منال: معقول ممكن اكون نسيتها في شقة حسام، يالهوي أنا مينفعش اسيبها هناك، أنا لازم أروح اجيبها دلوقتي، هو المفروض دلوقتي يكون مشي من الشقة زي ما قال لماما الصبح.

جريت منال ومعاها مفاتيح شقة حسام اللي كانت معاها
أيام ما كانوا عايشين مع بعض.

فتحت الباب بالراحة ومن غير أي صوت ودخلت جوه الشقة.

بس قبل ما ده ما يحصل بشوية صغيرين…

كان حسام بيجهز نفسه عشان عنده مشوار بس للأسف اتعطل شوية، وفضل يدور على مستند مهم في شغله بس مالقهوش وراح يدور في الأوضة التانية اللي كانت قاعدة فيها منال.

وهو بيدور عليه عينه لمحت مذكرة لونها وردي، اتفاجئ من وجودها ومد إيده ومسكها وقعد على السرير، واتضح إن المذكرة ده يخص منال لإنه كان مرسوم عليها اسمها.

فضل حسام يقلب في ورق المذكرة دي ويقرأ الحكايات اللي حصلت لمنال قبل كده لغاية ما وصل للورقة اللي موجود فيها..

خلاص أمنيتي اتحققت وارتبطت بحسام، حتى ولو كان ده من باب إني اقف جنبه، أمنيتي اخليه يتعلق بيا ويحبني ونبقى أنا وهو زي أي اتنين مرتبطين، بس للأسف ده مش هيحصل طول ما هو متعلق بمنة وللسبب ده أنا وقفت جنبه وساعدته يمكن تحقق أمنيتي.

وفجأة حسام وقف قراءة ولقى منال واقفة قدامه وهي منهارة عشان لقت حسام موجود في الشقة، وزاد انهيارها أكتر لما لقيته ماسك المذكرة بتاعتها وكان بيقرا فيها.

فضل حسام يبص لمنال وهو مصدوم وقال لنفسه: إزاي أنا ارتبط بيها واتجوزتها؟ امتى حصل الكلام ده؟ وكل اللي قدر يستنتجه من اللي قراه في المذكرة دي إن منال استفادت من التعب اللي كان عنده وارتبطت بيه عشان تخليه يبطل يحب منة.

 

                                                    لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى