الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت ساتيا ناديلا يحقق أعلى دخل في مسيرته
كيف حقق الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت اعلي دخل

في تطور لافت أثار اهتماماً واسعاً داخل أوساط الأعمال والتكنولوجيا أعلنت مايكروسوفت عن أن الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا حصل على حزمة تعويضات قياسية بلغت نحو 96.5 مليون دولار للسنة المالية المنتهية وهذا يعتبر أعلى راتب في تاريخه في الشركة وفي الوقت نفسه تواجه الشركة موجة تسريحات كبيرة للموظفين وهو ما أثار تساؤلات حول التوازن بين مكافآت القيادات العليا والحالة التشغيلية للموظفين وسنوقف عند السياق خلف هذا الرقم القياسي ونراجع الدوافع التوقيت التباسات القضية ردود الفعل وما يعنيه ذلك للشركة وللسوق ككل
الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت ساتيا ناديلا يحقق أعلى دخل في مسيرته
ساتيا ناديلا أصبح الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت منذ عام 2014، وقد قاد تحوّلات استراتيجية مهمة في الشركة، خصوصاً نحو الخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي، مايكروسوفت، التي تأسست في سبعينيات القرن الماضي، أصبحت لاعباً ضخماً في مجال البرمجيات، الحوسبة السحابية، البنية التحتية، والذكاء الاصطناعي وتحت قيادة ناديلا، الشركة وسعت خدماتها في Azure، للحوسبة السحابية، وعقدت شراكات ضخمة، كما وضعت نفسها أمام سباق الذكاء الاصطناعي العام Generative AI، هذا السياق يسهل فهم لماذا الشركة ومنطقة السوق قد ترى في ناديلا رجلاً قاد المرحلة الانتقالية الكبرى، ما يجعل حزمة التعويضات الممنوحة له مبررة من وجهة نظر مجلس الإدارة على الأقل بحسب خطابه الرسمي.
تفاصيل حزمة التعويضات
وفقاً لتقرير حديث، فقد حصل ناديلا على تعويض إجمالي قدره 96.5 مليون دولار للسنة المالية 2025، بزيادة نحو 22 % عن العام السابق 79 مليون دولار، من هذا المبلغ، حوالي 84.2 مليون دولار جاءت على شكل منح أسهم مرتبطة بأداء الشركة ونموها في مجال الذكاء الاصطناعي، الراتب الأساسي كان 2.5 مليون دولار، ومكافأة نقدية إضافة مقدارها 9.5 مليون دولار تقريباً، وبعض الامتيازات الأخرى البسيطة، في السنة السابقة (2024)، كانت الحزمة بلغت حوالي 79.1 مليون دولار، منها 71.2 مليون دولار على شكل منح أسهم، وراتب أساسي 2.5 مليون دولار،من الملاحظ أن نسبة كبيرة من هذه التعويضات مرتبطة بالأداء حسب مجلس التعويضات، وقد أشار إلى أن أكثر من 95 % من فرصة التعويض هي متعلقة بالأداء.
التوقيت والتسريحات
في سياق هذه الحزمة المالية الضخمة، تواجه مايكروسوفت موجة تسريحات في صفوف الموظفين على سبيل المثال، الشركة أعلنت عن خفض لعدد الوظائف بنحو 9,000 موظف، أي ما يعادل حوالي 4 % من القوة العاملة، في منتصف عام 2025، سواء كان الرقم المشار إليه من قبلك بعد 15 ألف تسريح أو أرقام أخرى، فالمسألة أن هناك خفضاً كبيراً في عدد الموظفين بالتزامن مع منح تعويض كبير للقيادة التنفيذية، وهذا التوقيت ،ومنح تعويض كبير بينما الشركة تخفض الأجور أو عدد العاملين أثار انتقادات وتساؤلات، حول العدالة والمصلحة المشتركة بين الموظفين والقيادة.
دوافع التعويض والأداء المرتبط
لماذا حصل ناديلا على هذا المستوى من التعويض؟ يمكن رصد عدة عوامل من اهمها الأداء مالي قوي في تقرير مجلس الإدارة، أُشير إلى أن الشركة حقّقت نمواً في الإيرادات وصافي الدخل، وأن قيادته ساهمت في وضع الشركة في موقع الصدارة في مجال الذكاء الاصطناعي مثلاً، إيرادات الشركة بلغت حوالي 281.7 مليار دولار، بزيادة نحو 15 %، وصافي الدخل ارتفع نحو 16 % إلى نحو 101.8 مليار دولار، والتركيز على الذكاء الاصطناعي والمنح المالية المرتبطة بأسهم جاءت على خلفية أن مايكروسوفت وضعت نفسها ضمن القادة في هذا المجال، بمبادرات مثل الشراكة مع OpenAI، ومنتجات مثل Azure وCopilot.
حوكمة التعويضات
مجلس التعويضات أوضح أن معظم التعويض سيمنح بناءً على الأداء، واعتُبر أن الحزمة تعكس أن ناديلا نجح في ووضع مايكروسوفت كشركة رائدة في التحول التكنولوجي، وطلب تخفيض ذاتي للمكافأة النقدية من جهة أخرى، طلب ناديلا تخفيضاً في المكافأة النقدية بسبب الحوادث الأمنية التي واجهتها الشركة، ما أظهر من وجهة نظر شركة مايكروسوفت الالتزام بالمسؤولية.
رغم المبررات، فالحالة تثير جدلاً واسعاً، يمكن تلخيصه في النقاط
التناقض بين المكافأة وتسريح الموظّفين عندما يحصل الرئيس التنفيذي على حزمة ضخمة، بينما تُطرد مئات أو آلاف الموظّفين أو تجمَّد رواتبهم، يُثار تساؤل أخلاقي: ما مدى العدالة؟ إحدى المنشورات عبر الإنترنت علّقت،This man earned 11k per year for each person that was fired، الانتقاد هنا يشير إلى أن الموظفين الذين فقدوا أعمالهم قد يشعرون بأن المكافأة لا تتناسب مع واقعهم، القياس الحقيقي للأداء من جهة المستثمرين أو مجلس الإدارة، الأداء المالي وارتفاع الأسهم يمثلان مقياساً لكن من وجهة نظر المجتمع أو الموظفين، ربما يكون هناك معيار مختلف استقرار الوظيفة، المعاملة العادلة، التوزيع المتوازن للمكافآت.
الإشارة الأمنية
الشركة واجهت اختراقات سيبرانية مهمة، وتقدم الناديلا بطلب تخفيض المكافأة النقدية ليُظهر المساءلة الأُخلاقية، البعض يقول إن هذا تصريف رمزي أكثر منه واقعي، خاصة وأن الحزمة النهائية ما زالت مرتفعة للغاية، مردود على موظفين أو قطاع أكبر هناك من يقول إن المكافأة الكبيرة للقيادة يجب أن تتمرر بشكل ما إلى تحسين ظروف الموظفين أو تعزيزهم، خاصة في فترة تخفيضات، أو الأقل أن تكون هناك مساهمة اجتماعية أو ودعم للموظفين الذين تضرّروا.
ماذا يعني هذا للشركة؟
إشارة للسوق: منح هذه الحزمة يُرسل رسالة بأن مايكروسوفت ترى أن ناديلا هو الشخص المناسب لقيادة المرحلة الكبرىالذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية وأن الشركة مستعدة للاستثمار في قيادتها، ودافع داخلي وخارجي داخلياً، قد يُستخدم هذا لإبقاء القيادة والموظفين التنفيذيين الرئيسيين محفّزين خارجياً، قد يجذب انتباه المستثمرين ويزيد من ثقتهم بإدارة الشركة، وخطر السمعة في المقابل، قد تكون هناك كلفة سمعة للشركة، خصوصاً إن بدا أن هناك عدم توازن بين المكافآت القيادية ومعاناة الموظفين أو التسريحات هذا قد يؤثر في صورة الشركة كصاحب عمل employer brand، وتركيز على التوجّه المستقبلي الشركة عبر منح هذه الحزمة تُحاول التأكيد بأنها تُراهن على المستقبل AI، الحوسبة السحابية، الخدمات الكبرى، وليس فقط النتائج القصيرة الأمد.
السياق الأوسع: سوق التكنولوجيا والتنظيم
في قطاع التكنولوجيا، المكافآت المرتبطة بالأسهم والمنح الكبرى للقيادات باتت شائعة، خصوصاً عند الجمع بين نمو قوي واستراتيجية مبتكرة، ولكن هناك أيضاً ضغوط متزايدة من المجتمع والمستثمرين المؤسستين حول الفجوة بين الموظفين والقيادة و المكافآت الضخمة أثناء تسريحات أو تجميد الأجور، والجهات التنظيمية والمشاركون في السوق بدأوا يطرحون أسئلة حول نسبة الراتب التنفيذي إلى متوسط راتب الموظف أو المسؤولية الاجتماعية للقيادة على سبيل المثال، في مايكروسوفت بلغ متوسط راتب الموظف الأوسط نحو 193,744 دولار، والنسبة بين الرئيس التنفيذي والموظف تقدر بـ 408:1 تقريباً.
شركات التكنولوجيا وتخفيضات هيكلية
في نفس الوقت، شركات التكنولوجيا الكبرى تقوم بتخفيضات هيكلية بسبب التحول إلى الذكاء الاصطناعي، الحاجة لخفض التكاليف، أو تغيير أولويات السوق ما يضع ضغطاً إضافياً على موظفيها و يجذب انتقادات في الإعلام مثل تقرير عن مايكروسوفت يقول إنها قامت بتسريح نحو 2,500 موظف.
كيف ننظر إلى المدى البعيد؟
من وجهة نظر المستثمرين إذا أدت قيادة ناديلا إلى جعل مايكروسوفت أكثر قدرة تنافسية، وتحقيق نمو مستدام، فإن الحزمة قد تعتبر استثماراً في المستقبل، ومن وجهة نظر الموظفين أو المجتمع تبقى المسألة مركزة حول كيف توزع المكافآت والقيمة التي تعاد إلى المؤسسة والمجتمع، خاصة في أوقات تسريحات وتغييرات، ومن جهة الحكومة والتنظيم قد تكون هناك دعوة لمزيد من الشفافية في كيفية تحديد مكافآت كبار التنفيذيين، وربطها ليس فقط بالأداء المالي، بل أيضاً بمؤشرات مثل الاستقرار الوظيفي، سلامة الموظفين، المساءلة.






