الطب وعلاج السرطان عند المصريين القدماء

نتحدث اليوم عن الطب وعلاج السرطان عند المصريين القدماء حيث أن الطب المصري القديم هو مصطلح يشير إلى الطب المستخدم في مصر القديمة وكان الطب متقدماً جدآ في ذلك الوقت ،ويشمل عمل جراحات بسيطة، تضميد لإصلاح كسور العظام، وعمل تركيبات من الأدوية.
وعلى الرغم أن الطب المصري القديم كان يعرف بارتباطه بالسحر والتعاويذ إلا أن ما تم إيجاده من الأبحاث الطبية في مصر القديمة أظهرت فعاليتها في كثير من الاوقات، وقد ظهر في النصوص الطبية المصرية القديمة إجراءات محددة للفحص، والتشخيص، والعلاج الذي غالبا ما كان منطقي وملائم.
الطب وعلاج السرطان عند المصريين القدماء
يرجع معرفة المصري القديم بتكوين الجسد بسبب بعملية التحنيط التي كانوا يقومون بها من أجل حفظ جثمان أصحابها، وكان الطبيب المصري القديم يحصل على الاحترام، والتقدير وكان مشهورا ليس فقط بين قومه، ولكن يذاع شأنه أيضا في البلاد المجاورة لمصر.
ومما لا يدعو الى الشك أن الطبيب المصري القديم هو أول من عرف، ووضع، ودرس علوم التشريح والطب في العصر القديم .ويظهر من الأدلة الأثرية أن الطبيب الفرعوني المصري القديم توصل إلى معرفة كبيرة أقل ما توصف عنها أنها غايه في الدقه لمعرفه وظائف الاعضاء وكيفيه عملها مثل :القلب، والرئتين، والمعدة، والكبد، والبنكرياس، وغيرها من الأعضاء.
كما أن ممارسة الطب في مصر القديمة جعله قادراً على معرفة في أي جزء تحديداً يستطيع فتح الجسم البشري والوصول الى الأعضاء الداخلية دون تدميره، كما كان يحدث في عملية التحنيط حيث يقوم بفتح صغير يصل الى سنتيمترات قليلة في الجزء الأيسر من البطن، والتي من خلالها يستطيع المحنط المصري القديم إلى الوصول ،واستخراج كل اعضاء جسم المتوفى وتحنيطه على حده.
أطباء مصر القديمة
تعلم أطباء مصر القديمة في مدارس متخصصة لتعليم وتدريس الطب ويتم إلحاق هذه المدارس بالمعابد، والجدير بالذكر هو ظهور تخصصات في مصر الفرعونيه القديمه وقد كان هناك اطباء العيون، وأطباء الأسنان، وهناك أطباء تخصصوا لأمراض البطن والأعضاء المجاورة لها.
وليس ذلك فقط بل كانوا مقسمين الى درجات كما هو الحال في عصرنا الحالي فكانت توجد أربع درجات كالتالي الطبيب العام غير المتخصص يأتي بعده كبير الأطباء، وكان الطبيب المصري القديم يتقدم في هذا السلم حتى يصل أعلاه، وكلما تقدم كلما ارتفعت مكانته بين قومه وقد ورد الينا من الأثار المصريه القديمه التي تتعلق بالطب اسماء 82 طبيب ومن هذه الأسماء ما عرف من خلال الآثار ومنها ما جاء اسمه في القصص.
وإثباتا لهذا الإنجاز العظيم الذي وجد في الطب في مصر القديمة ما جاء في البرديات الطبية وهي خير شاهد ودليل يثبت ذلك، وهناك العديد من البرديات التي تتحدث عن الطب وكل بردية من هذه البرديات تتحدث عن موضوع معين في الطب وتشرحه وتتعمق في تفاصيله، وللاسف الشديد لا يوجد من هذه البرديات الطبية في مصر لأنه قد تم بيعها للخارج وهي توجد في أماكن متفرقة في العالم.
السرطان في مصر القديمة
وفي ظهور علمي جديد يدل على التقدم الطبي الذي وصل اليه القدماء المصريين الذي يدعو الى الدهشة وعدم التصديق ويثبت براعة المصري القديم في الطب فقد ظهر في هذه الدراسة أن المصري القديم كان قادر على عمل عمليات جراحية دقيقة في الرأس وذلك لاستئصال أورام سرطانية ويرجع ذلك الى 4000 عام.
فقد ظهرت هذه الدراسة التي أجريت على جمجمتين قديمتين مصريتين، وكشفت عن أدلة جديدة للممارسات الطبية في العصر القديم وتم استخدام تقنيات التصوير المقطعي، وتحليل سطح العظام المجهري للكشف عن علامات أورام سرطانية وصدمات شديد في الجمجمة.
وذلك في الجماجم التي قاموا بفحصها وظهر في التحليل الذي أجراه الباحثون على هاتين الجمجمتين أن الجمجمة التي تحمل رقم E270 ترجع إلى امرأة يزيد عمرها عن 50 عام اما الجمجمة الاخرى التي تحمل رقم 236 فهي لرجل بالغ يتراوح عمره بين 30 و 35 عام ويظهر في كلا الجمجمتين علامات لمرض الإصابة بالسرطان.
وجاء في الدراسة عن إكتشاف وجود ثقب كبير غير منتظم في العظام الأمامية والجداريه اليمنى للجمجمة الاولى ويظهر فيها ايضا اختلاطا من العظام المريضة، والتي يمكن أن يرجع سببها الى ورم خبيث في العظام.
ويظهر ايضا في الجمجمة آثار إصابة بسبب الة حادة على العظم الجبهي الايسر التي كانت سببا في إحداث كسور بحواف نظيفة، وإزالة بعض العظام ويوجد ايضا كسر بشكل مستدير ومنخفض وقد كشفت الدراسة أن كلا الاصابتين كانوا في مرحلة الشفاء.
أما الجمجمة الاخرى وجد الباحثون علامات على اورام العظام وتظهر الإصابة في منطقه كبيره في تجويف الفم ووجد الباحثون مجموعة أخرى من الإصابات التي تشير إلى سرطان منتشر ربما سرطان البلعوم.
تقارير مهمة
كشفت الدراسة أن هناك قطع خطية واضحة مرتبطة بهذه الاصابات والتي يرجع حدوثها خلال حياة صاحب الجمجمة، ولكن لا يظهر أي علامة من علامات الشفاء مما يشير إلى أنها كانت في وقت قريب قبل الوفاة، ويظهر ايضا في الجمجمة رقم 236 تظهر علامات قطع قبل الوفاة بالقرب من السرطان مما يشير الى الاستكشاف الجراحي او محاولات العلاج وحدثت هذه العلامات أثناء حياة الشخص وليس أثناء عملية التحنيط.
ويعد هذا الاكتشاف دليلا صريحا على أن الطب المصري القديم كان يحاول علاج السرطان وعلى الرغم من أن المصريين القدماء كانوا قادرين على التعامل مع كسور الجمجمة المعقدة إلا أن السرطان كان لا يزال يمثل تحديا هاما في المعرفة الطبية، ورأى الباحثون أن الطب المصري القديم كان متقدما جدا حيث تمكن من معالجة اصابات خطيره للغايه بنجاح في ذلك الوقت.






