اخبار التكنولوجيا

بدله مزوده بعضلات اصطناعيه تساعد كل رواد الفضاء في اكتشافهم للقمر 

تعرف على البدله المزوده بعضلات اصطناعيه

في سباق البشرية نحو استكشاف الفضاء العميق لا تتوقف الابتكارات العلمية والهندسية عن مفاجأتنا كل يوم ومن أحدث هذه الابتكارات التي قد تغيّر مستقبل البعثات الفضائية تطوير بدلة فضاء جديدة مزودة عضلات اصطناعية قادرة على تعزيز القوة الجسدية لرواد الفضاء وتسهيل حركتهم في بيئات قاسية مثل سطح القمر والمريخ هذه البدلة ليست مجرد وسيلة للحماية بل تعد امتدادا لقدرات الإنسان إذ تهدف إلى جعل رواد الفضاء أكثر قدرة على العمل لفترات طويلة وأكثر استعدادا لمواجهة تحديات الجاذبية المنخفضة والبيئة العدائية في الفضاء

بدله مزوده بعضلات اصطناعيه تساعد كل رواد الفضاء في اكتشافهم للقمر

قبل أن ندرك أهمية هذه البدلة، يجب أن نفهم الصعوبات التي يواجهها الإنسان خارج كوكب الأرض فعندما يغادر رائد الفضاء بيئة الجاذبية الأرضية، يبدأ جسمه في فقدان الكتلة العضلية والعظمة تدريجيًا بسبب انعدام الوزن، تشير الدراسات إلى أن رائد الفضاء يمكن أن يفقد ما يصل إلى 20٪ من قوة عضلاته خلال بضعة أسابيع فقط في الفضاء، حتى مع ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة على متن المحطة الدولية، هذا الضعف العضلي يمثل خطراً كبيرًا عندما يحين وقت الهبوط على سطح القمر أو المريخ، حيث تتطلب المهام هناك جهداً بدنياً مضاعفاً لرفع الأدوات أو التنقل في بيئة مليئة بالغبار والصخور.

فكرة البدلة الجديده

استجابة لهذه التحديات، طور فريق كبير من الباحثين والمهندسين في وكالات فضاء مثل ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ESA، بالتعاون مع جامعات متقدمة في مجالات الروبوتات والهندسة الحيوية، نموذجا أوليًا بدلة فضاء ذكية تحتوي على عضلات اصطناعية مصنوعة من ألياف مرنة ومحركات دقيقة جدا، تحاكي طريقة عمل العضلات البشرية.

كيف تعمل هذه البدله

تعمل هذه العضلات الاصطناعية باستخدام ضغط هوائي أو إشارات كهربائية دقيقة لتوليد الحركة والقوة، مما يسمح للبدلة بمساعدة رواد الفضاء في كل خطوة يخطونها، ورفع الأدوات أو المعدات الثقيلة بسهولة أكبر و هذه التقنية تشبه إلى حد بعيد الهياكل الخارجية التي تستخدم على الأرض في المجال الطبي لمساعدة المرضى على الحركة، أو في المجالات الصناعية لدعم العمال أثناء رفع الأحمال، لكن ما يجعل النسخة الفضائية مميزة هو قدرتها على العمل في بيئات ذات درجات حرارة متطرفة جدا وضغط منخفض وجاذبية غير مستقرة.

كيف تعمل العضلات الاصطناعية؟

تُصمَّم العضلات الاصطناعية من مواد متقدمة مثل البوليمرات الذكية وسبائك الذاكرة الشكلية، التي يمكنها التمدد و الانكماش عند تعرضها للتيار الكهربائي أو الحرارة في البدلة الفضائية، يتم توزيع هذه العضلات على أماكن استراتيجية من الجسم مثل الذراعين، الساقين، الظهر، والرقبة، بحيث تدعم حركة المفاصل وتقلل المجهود العضلي تدار هذه العضلات بواسطة نظام تحكم ذكي مزود بحساسات تراقب وضعية الجسم وقوة الضغط، و تتكيف في الوقت الحقيقي لتوفير الدعم المناسب على سبيل المثال، إذا شعر النظام بأن رائد الفضاء ينحني لالتقاط شيء ما، فستقوم العضلات الاصطناعية في الساقين والظهر بتقديم قوة معاكسة لمساعدته في الوقوف مجددًا بسهولة ودون اي إجهاد.

فوائد البدلة في استكشاف القمر والمريخ

إن تطبيق هذه التقنية في بعثات القمر والمريخ يحمل فوائد هائلة وهي تكون كالاتي:

يتميز سطح القمر بجاذبيه تعادل سدس الجاذبيه الارضيه

سطح القمر يتميز بجاذبية تعادل سدس الجاذبية الأرضية، في حين أن المريخ يمتلك جاذبية تعادل حوالي 38٪ فقط من الأرض، هذه القيم تجعل الحركة أكثر صعوبة من حيث التوازن والتحكم، خصوصًا عند ارتداء بدلات فضائية تقليدية ثقيلة تزن أكثر من 100 كيلوجرام.

يمكن للرواد التحرك بثلاثه

لكن باستخدام البدلة الجديدة، يمكن لرواد الفضاء التحرك بسلاسة أكبر، والقيام بمهامهم بكفاءة عالية دون الشعور بالإرهاق السريع كما يمكنهم استخدام قوتهم الاصطناعية في حمل الصخور لأغراض البحث الجيولوجي، أو تركيب المعدات والأجهزة العلمية، أو حتى بناء المساكن الأولية المستقبلية على الكواكب الأخرى.

تعزيز السلامة وتقليل الإصابات

جانب آخر مهم من هذه البدلة هو دورها في الوقاية من الإصابات العضلية والمفصلية فالعمل في بيئة غير مألوفة، مع انعدام الجاذبية، يمكن أن يؤدي إلى حركات غير متوقعة تسبب شدّاً عضلياً أو إصابات في العمود الفقري البدلة الذكية مزودة بحساسات تكون قادرة على رصد أي حركة غير طبيعية وتنبيه مرتديها أو تعديل مستوى الدعم تلقائيا وذلك لتجنب الإصابات بالإضافة إلى ذلك، توفر البدلة نظام تحكم حراري مدمج قد يساعد على تنظيم درجة حرارة الجسم، مما يجعلها مريحة جدا حتى أثناء فترات العمل الطويلة تحت أشعة الشمس القمرية أو في ظلال المريخ الباردة.

التكامل مع الذكاء الاصطناعي

ما يجعل هذه البدلة أكثر ثورية هو دمجها مع تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل الفوري للبيانات بالبدلة يمكنها جمع معلومات دقيقة جدا عن الحالة البدنية لرائد الفضاء مثل معدل ضربات القلب، التنفس، الجهد العضلي وتحليلها في الوقت الحقيقي وبناء على ذلك، يقوم الذكاء الاصطناعي بتعديل أداء العضلات الاصطناعية أو اقتراح فترات راحة عند الحاجة كما يمكن إرسال كل هذه البيانات إلى مراكز المراقبة على الأرض، وذلك ليتمكن الأطباء والمهندسين من متابعة صحة الرواد لحظة بلحظة.

تطبيقات مستقبلية على الأرض

رغم أن الهدف الأساسي من تطوير هذه البدلة هو دعم الرحلات الفضائية، إلا أن تطبيقاتها على الأرض قد تكون ثورية أيضًا بالتقنية نفسها يمكن أن تستخدم في مجال الطب لمساعدة كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض عضلية على استعادة قدرتهم على الحركة كما يمكن أن تستخدم ايضا في الإنقاذ و الإطفاء أو العمليات العسكرية، حيث يحتاج الأفراد إلى أداء مهام تتطلب قوة وتحمل في ظروف صعبة وقد يؤدي انتشار هذه التكنولوجيا إلى تغيير مفهومنا عن القوة البشرية نفسها، لتصبح مزيجا من الطبيعة والآلة في تناغم مذهل جدا.

رؤية ناسا للمستقبل

تؤكد وكاله ناسا أن هذه البدلة ليست مجرد مشروع تجريبي، بل جزء من رؤية طويلة الأمد وذلك لتمكين الإنسان من العيش والعمل على كواكب أخرى ففي إطار برنامج Artemis، الذي يهدف لإعادة الإنسان إلى القمر تمهيدا للذهاب إلى المريخ، تعتبر القدرة على التحرك بكفاءة كبيرة ومرونة على الأسطح القمرية و المريخية أمرًا حيويا جدا ووفقا للمهندسين، فإن النماذج التجريبية الأولى من هذه البدلة قد تختبر فعليًا في بيئات محاكاة على الأرض خلال السنوات القليلة القادمة، على أن تعتمد رسميًا في أولى الرحلات المأهولة إلى المريخ خلال ثلاثينيات هذا القرن.

تطورات التكنولوجيا بشكل هائل

إن الابتكار في مجال بدلات الفضاء يعكس تماما روح الإصرار التي تميز رحلة الإنسان نحو المجهول فمنذ أول خطوة على سطح القمر في عام 1969، تطورت التكنولوجيا بشكل هائل، لكن التحديات لا تزال قائمة هذه البدلة المزودة بعضلات اصطناعية تمثل جسرا جديدا بين الإنسان والآلة، بين القدرة الطبيعية وايضا التقنية المتطورة، ومع استمرار تطويرها، قد يصبح حلم استيطان القمر والمريخ أقرب إلى الواقع من أي وقت مضى وفي النهاية، يمكن القول إن هذه البدلة ليست مجرد قطعة من المعدات، بل رمز لعصر جديد من الابتكار البشري الذي لا يعرف حدودا لا في السماء، ولا في الفضاء.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى