بلو أوريجن تنقل صاروخ نيو جلين للاختبار قبل رحلة المريخ
لماذا نقلت بلو أوريجن صاروخ نيو جلين قبل رحلته

في خطوة مهمة ضمن سباق الفضاء الحديث، أعلنت شركة بلو أوريجنBlue Origin عن نقل أولى مراحل صاروخها الثقيل نيو غلن New Glenn من مرافق التصنيع إلى منصة الإطلاق في مركز كيب كانافيرال الفضائي استعدادا للاختبارات النهائية وإطلاقه المرتقب لحملة نحو المريخ وهذا الحدث لا يكتسب أهميته فقط من كونه جزءًا من عملية الإطلاق بل لأنه يعكس طموحات الشركة في التوسع من السفن دون المدارية إلى مهام بين الكواكب
بلو أوريجن تنقل صاروخ نيو جلين للاختبار قبل رحلة المريخ
بعد ان أطلقت شركة بلو اورجين المرحلة الأولى إلى منصة الإطلاق وهذا يتم في محطة كيب كانافيرال الفضائية، تحديدا بولاية فلوريدا وتكون للمساعدة في تجهيز المركبة لإطلاقها القادم، ومن المتوقع أن يتم هذا الإطلاق في أواخر هذا الشهر أو في شهر نوفمبر، وسيرسل مسبار ناسا إسكاليد ال ESCALADE إلى المريخ، في هذا المقال سأستعرض خلفية الصاروخ، تفاصيل النقل والاختبارات، مهمة المريخ المرتقبة التحديات التقنية، وأهمية هذا المشروع في سياق المنافسة الفضائية.
خلفية عن نيو غلا بلو أوريجن
من هي بلو أوريجن وما هي رؤيتها كل هذا نتعرف عليه وخلفية مبسطه فقد تعتبر بلو أوريجن هي شركة فضاء خاصة تأسست من قِبل جيف بيزوس في عام 2000، وتهدف إلى تسهيل الوصول إلى الفضاء وتطوير البنى التحتية الفضائية، مع تركيز على كل الرحلات المأهولة وإعادة استخدام المركبات، واستكشاف القمر والمريخ وحتى الآن، اشتهرت بلو أوريجن بصواريخها الصغيرة ضمن برنامج نيو شيبارد New Shepard التي تطير إلى الفضاء دون مدار وتعود إلى الأرض بسلام وتستخدم في سياحة الفضاء التجريبية، ولكن برنامج نيو غلن يمثل قفزة نوعية للشركة نحو الصواريخ المدارية الضخمة، القادرة على حمل أقمار صناعية مهمات فضائية بعيدة.
مواصفات نيو غلن ووظيفته المتوقعة
هيكل الصاروخ والحجم عندما يركب بالكامل، حيث يبلغ ارتفاع نيو غلن حوالي 320 قدما، و 98 متر تقريبًا من خلال المراحل والمحركات في المرحلة الأولى مزودة بـ 7 محركات من نوع BE-4 تعمل بالميثان الأكسجين، وهذه المرحلة العليا تستخدم محركات BE-3U تعمل بالهيدروجين السائل + الأكسجين السائل وايضا قدرة الحمل بإمكانه حمل أكثر من 13 طن إلى مدار النقل إلى المدار الجغرافي GTO، أو نحو 45 طن إلى المدار الأرضي المنخفض LEO، وإعادة الاستخدام تُعد المرحلة الأولى قابلة لمحاولة إعادة الاستخدام، حيث تعمل بلو أوريجن على تصميم منصة بحرية لتهبط عليها المرحلة بعد الإطلاق.
الرحلة الأولى.. إنجاز ونواقص
أطلقت أول مهمة نيو غلن في يناير 2025، ونجحت في الوصول إلى المدار، لكن المرحلة الأولى فشلت في الهبوط الآمن على منصة بحرية، والسبب الرئيسي للفشل، بحسب التقرير الرسمي، هو كان عدم قدرة المحركات على إعادة الاشتعال، مما حال دون تنفيذ مناورة إعادة الدخول اللازمة لاحقًا، أجرت وكالة الطيران الأمريكية FAA تحقيقا، ووضعت بلو أوريجن خطة من سبع إجراءات تصحيحية لمعالجة الأخطاء قبل المهمة التالية.
النقل إلى منصة الإطلاق والاختبارات
تفاصيل النقل في صباح يوم 8 أكتوبر 2025، تم نقل المرحلة الأولى من الصاروخ، المسماة Never Tell Me the Odd، من مرافق Rocket Park قرب مركز كينيدي إلى معقد الإطلاق 36 في قاعدة كيب كانافيرال الفضائية، والعملية بدأت تقريبًا الساعة 8:30 صباحا بالتوقيت الشرقي الأمريكي، وذلك أثناء النقل، لاحظ سقوط غطاءين من فتحات المحركات، مما أثار بعض الاهتمام الإعلامي حول تأثر النقل الميكانيكي للهيكل، يذكر أن هذه الخطوة تعد مرحلة حاسمة ضمن الاستعداد النهائي للإطلاق، حيث يجرى تركيب كل المراحل العليا، وربط الأجهزة، وفحوصات السلامة.
الاختبارات على هذه المنصه
ستجري بلو أوريجن سلسلة من الاختبارات على منصة الإطلاق، وهي تشمل، اولا اختبار إشعال التجفيف Wet Dress Rehearsal + Static Fire، وأي تعبئة الصاروخ بالوقود وإشعال المحركات لثواني محدودة دون الإطلاق هذا يتيح التحقق من أداء المحركات والأنظمة قبل الإقلاع الحقيقي وفحوصات الأنظمة الفرعية Avionics، الملاحة، الاتصالات كلها تختبر في ظل الظروف التشغيلية الحقيقية، للتأكد من أن كل وحدة تعمل بشكل متزامن وآمن، واختبارات الاستقرار الجوي والاهتزاز Vibration / Acoustics، لمحاكاة الاهتزازات والضوضاء التي يمكن أن يتعرض لها الصاروخ أثناء الإطلاق، والتحقق من تحمل المكونات.
اختبارات إعادة التشغيل وإعادة الدخول
نظريًا، يُفترض أن تعيد المرحلة الأولى تشغيل المحركات لدعم الهبوط، فهذه الميزة تحتاج تأكيدًا اختباريًا، اختبارات السلامة والإقلاع المحاكي Countdown Simulation، ومحاكاة الساعة النهائية للإطلاق أخطاء، تأخير، إيقاف الطوارئ، كل السيناريوهات يتم اختبارها مسبقا، وهذه الاختبارات تُعد ضرورية جدًا لنجاح أي واحدة منها قد يكون أساسا للتقدم.
مهمة المريخ: ESCAPADE وما هي مهمة ESCAPADE
المهمة التي ستُشغَّل بواسطة نيو غلن في رحلته الثانية تدعى ب ESCAPADE Escape and Plasma Acceleration and Dynamics Explorers، المهمة تتكون من مسبارين توأمين أحدهما يدعى Blue والآخر Gold بُنيتا بواسطة شركة روكيت كب Rocket Lab في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، ثم نقلا إلى فلوريدا للتحليق النهائي، هدف المسبارين هو دراسة كيفية تفاعل الغلاف الجوي المريخي مع الرياح الشمسية الأيونات و الإشعاع، وفهم التأثيرات التي تعرض الغلاف الجوي للمريخ للتآكل عبر الزمن.
موعد الاطلاق
الإطلاق مرتقب أن يكون في أواخر أكتوبر أو شهر نوفمبر في العام 2025، من موعد الإطلاق 36 في كيب كانافيرال حتى الآن، لم يعلن بعد التاريخ الدقيق، لكن ناسا و بْلو أوريجن حيث دعت وسائل الإعلام لاستعدادات التغطية الإعلامية لهذه المهمة أما عن أهمية المهمة والتي ستكون هذه أول مهمة لنيو غلن خارج المدار الأرضي beyond Earth orbit، ما يعد اختبارا حقيقيا وقدرة على تنفيذ مهام بين كواكب ،وإذا نجحت، فإن بلو أوريجن تثبت لنفسها موقعًا كمزود مهم في سباق الفضاء بين الشركات الخاصة، خصوصًا في مهام الكواكب البعيدة.
الفائدة العلمية
النتائج التي ستجمعه المسبارات يمكن أن تسهم في فهم تأثير الرياح الشمسية على المريخ، وهو أمر مهم لمشروعات الاستيطان المستقبلي، والحماية من الإشعاع، وتصميم المواصلات الفضائية بين الكواكب.
التحديات التقنية والمخاطر
إعادة الاستخدام والهبوط من أهم ميزة تسعى إليها بلو أوريجن هي إعادة استخدام المرحلة الأولى، لكنها لم تنجح في المحاولة الأولى فشل الهبوط كان بسبب فشل المحركات في إعادة التشغيل وفي التقرير، تم تحديد سبع إجراءات تصحيحية لمعالجة مشاكل إدارة الوقود والتحكم في تدفق الغاز bleed control والأنظمة ذات الصلة المنصة البحرية المستخدمة هي سفينة تعرف بـ LPV1 أو Jacklyn، تم تصميمها خصيصا لدعم عمليات الهبوط في البحر، ولكن أنقلاب الأمواج، دقة التوجيه، تغيّر الأحوال الجوية، توقيت إعادة الإشعال، كلها عوامل صعبة تتحكم في نجاح أو فشل الهبوط.
الاعتمادية وإعادة التشغيل
إعادة تشغيل المحركات في الفضاء أو أثناء العودة تتطلب تحكمًا دقيقًا في الوقود، درجة الحرارة، الضغط، ونسبة الخلط، بالإضافة إلى تأثر المحركات بعد الإطلاق. أي خطأ قد يؤدي إلى فشل العملية برمتها.
استقرار النظام
الصاروخ مكون من مئات الأنظمة الدقيقة الاتصالات، الملاحة، الأنظمة الفرعية، الحساسات أي خلل في توقيت أو تزامن قد يسبب فشل المهمة.
شروط الإطلاق المدارية
للوصول إلى المريخ، يجب أن يكون الإطلاق ضمن نافذة مناسبة بين الكواكب alignment، إذا تأخرت المهمة لعدة أيام أو أسابيع، قد تضطر إلى الانتظار أشهر واي تأخير في الاستعدادات، او اي سبب تقني، أو الطقس يمكن أن يعرقل الإطلاق.