الرئيس السيسي: 30 مليار جنيه حجم الدعم المقدم للبوتاجاز فقط.. ماذا يعني هذا الرقم للاقتصاد والمواطن؟

خاصة بعدما أكد أن الدولة تتحمل ما يقارب 30 مليار جنيه سنويًا لدعم أسطوانات
البوتاجاز وحدها.
هذا الرقم الضخم يسلّط الضوء على حجم الجهود التي تبذلها الدولة لضمان وصول
الخدمات الأساسية للمواطنين بأسعار مناسبة رغم التحديات الاقتصادية العالمية
التي أثرت بشكل مباشر على أسعار الطاقة في مختلف دول العالم.
في هذا التقرير المطوّل، نستعرض بالتفصيل معنى هذا الرقم، ولماذا تتحمل الدولة
هذا العبء المالي الكبير، وكيف يؤثر دعم البوتاجاز على الاقتصاد، وما انعكاساته على
حياة المصريين، وما هي خطط الدولة المستقبلية لتقليل الهدر وتحسين كفاءة
استخدام الطاقة.
📌 أولًا: ماذا يعني دعم البوتاجاز؟
تقوم الدولة المصرية منذ عقود بتقديم دعم كبير لأسطوانة البوتاجاز المستخدمة في
ملايين المنازل على مستوى الجمهورية.
ورغم توسّع الدولة في إدخال الغاز الطبيعي للمنازل، فإن هناك نسبة ضخمة من الأسر
لا تزال تعتمد على الأسطوانة كمصدر رئيسي للطهي والتدفئة.
وفقًا للتصريحات الرسمية، فإن سعر التكلفة الحقيقية لأسطوانة البوتاجاز
يتجاوز بكثير السعر الذي يحصل عليه المواطن، وهو ما يجعل الدولة تتحمل
فرق السعر نيابة عن المواطن.
وكلما ارتفعت أسعار الغاز عالميًا، ارتفعت تكلفة الدعم بنفس النسبة.
📌 لماذا يصل الدعم إلى 30 مليار جنيه؟
الرقم المعلن — 30 مليار جنيه — ليس رقمًا صغيرًا بأي شكل من الأشكال،
لكنه يعكس عدة عوامل:
- ارتفاع أسعار الطاقة عالميًا: خصوصًا بعد الأزمات النفطية وارتفاع سعر الغاز المسال.
- زيادة استهلاك الأسر للبوتاجاز خاصة في المناطق الريفية.
- فارق السعر بين التكلفة وسعر البيع الذي تتحمله الدولة بالكامل.
- ضمان وصول الدعم للمواطن العادي رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.
هذا الدعم يُعد من أكبر بنود الدعم في موازنة الدولة، مما يجعله محط اهتمام الخبراء
وصناع القرار.
📌 كيف تُحسب تكلفة أسطوانة البوتاجاز؟
تكلفة الأسطوانة لا تشمل فقط الغاز الموجود بداخلها، بل تشمل عدة عناصر أساسية:
- تكلفة الاستيراد أو الإنتاج.
- تكلفة النقل الداخلي.
- تكلفة الشحن والتوزيع.
- تكلفة التخزين.
- تكلفة التشغيل والعمالة.
وبسبب ارتفاع أسعار الغاز عالميًا، أصبحت تكلفة الأسطوانة الحقيقة أعلى بكثير
من سعر بيعها للمواطن، ما يعني أن الدولة تتحمل فارق الدعم كاملاً.
📌 لماذا لا يزال عدد كبير من الأسر يعتمد على البوتاجاز؟
رغم مشروعات توصيل الغاز الطبيعي للمنازل، هناك عدة أسباب تجعل الملايين لا
يزالون يعتمدون على الأسطوانة:
- عدم وصول خطوط الغاز إلى بعض المناطق الريفية والحدودية.
- ارتفاع تكلفة توصيل الغاز بالنسبة لبعض الأسر.
- الاعتماد التقليدي على الأسطوانة كعادة قديمة.
- وجود مناطق عشوائية يصعب إدخال الغاز إليها.
وفي ظل هذا الوضع، يبقى دعم البوتاجاز ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها في الوقت الحالي.
📌 ماذا لو لم يكن هناك دعم للبوتاجاز؟
لو تم رفع الدعم بشكل كامل اليوم، قد يتجاوز سعر الأسطوانة:
الضعف أو أكثر مقارنة بالسعر المعلن للمواطنين.
وهذا سيخلق عبئًا هائلًا خصوصًا على:
- الأسر محدودة الدخل
- الأسر في المناطق الريفية
- الأسواق الشعبية
- المنشآت الصغيرة التي تعتمد على البوتاجاز
وبالتالي، الاستمرار في الدعم يعتبر وسيلة لحماية الفئات الأكثر احتياجًا
من تأثيرات التضخم العالمي.
📌 دعم البوتاجاز مقابل دعم الكهرباء والخبز.. أيهما أكبر؟
عند مقارنة دعم البوتاجاز ببقية برامج الدعم الحكومية، نجد أن:
- دعم الكهرباء يتغير حسب الاستهلاك.
- دعم الخبز يشمل أكثر من 70 مليون مواطن.
- الدعم النقدي (تكافل وكرامة) يوجه لفئات بعينها.
لكن دعم البوتاجاز يُعد من أكبر وأهم أنواع الدعم لأن ملايين الأسر تعتمد عليه
بشكل يومي، ولا يمكن الاستغناء عنه بأي حال.
📌 هل يسهم دعم البوتاجاز في استقرار الأسعار؟
بالتأكيد نعم.
فلو ارتفعت أسطوانة البوتاجاز إلى السعر الحقيقي غير المدعوم،
لارتفعت أسعار:
- الأطعمة في المطاعم.
- المخابز الصغيرة.
- الخدمات المنزلية.
- الأكل الشعبي.
هذا يعني أن الدولة لا تدعم المستهلك فقط،
بل تدعم قطاعات كاملة تعتمد على البوتاجاز لتقديم خدمات أساسية.
📌 هل هناك خطط لتقليل العبء عن الموازنة؟
نعم، هناك عدة مشروعات لتقليل الضغط على موازنة الدعم، منها:
- التوسع في توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.
- إحلال البوتاجاز بالغاز في القرى.
- تشجيع الأسر على استخدام الغاز الطبيعي.
- التحول إلى الطاقة النظيفة.
هذه الخطوات قد تسهم على المدى المتوسط في تخفيض قيمة الدعم بشكل تدريجي.
📌 كيف ينظر الخبراء إلى دعم البوتاجاز؟
يرى بعض الخبراء أن:
- الدعم ضرورة اجتماعية في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
- وجود بدائل للطاقة يقلل الضغط على البوتاجاز.
- التحول للغاز الطبيعي هو الطريق الأمثل لتقليل الدعم.
بينما يرى آخرون أن:
- إعادة هيكلة الدعم ضرورية.
- توجيه الدعم للفئات الأكثر احتياجًا أفضل من دعمه للجميع.
📌 ماذا يعني الرقم 30 مليار جنيه للمواطن؟
يعني ببساطة أن الدولة تتحمل عبئًا كبيرًا حتى لا يتحمل المواطن أعباء أكبر.
فبدلًا من أن تُباع الأسطوانة بسعرها الحقيقي المرتفع، تُباع بسعر مناسب
للمواطن البسيط، وهو ما يعكس حرص الحكومة على توفير الخدمات الأساسية
للجميع بدون استثناء.
📌 الخلاصة
تصريح الرئيس السيسي بأن الدولة تتحمل 30 مليار جنيه دعمًا للبوتاجاز
يسلط الضوء على حجم الجهود المبذولة لضمان استقرار الأسعار،
ويدل على أن ملف الدعم ما زال أولوية رغم التحديات العالمية.
كما يعكس هذا الرقم الضخم أن الدولة تتحمل جزءًا كبيرًا من التكلفة نيابة
عن المواطن، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية المعقدة التي يمر بها العالم كله.
وفي النهاية…
يبقى دعم البوتاجاز أحد أهم أدوات حماية المواطن،
وعاملاً رئيسيًا في استقرار حياة الأسر المصرية،
حتى تتوسع الدولة في مشروعات الغاز والطاقة البديلة مستقبلًا.






