كثيرًا ما نرى أطفالًا في سن صغيرة يعملون في الورش والمصانع والمحلات ومهن متعددة أخرى. لذلك وضعت الحكومة المصرية ممثلة في وزارة العمل، العديد من الشروط لتشغيل الأطفال في القطاعات الخاصة، وفق مواد قانون العمل الصادر برقم 12 لسنة 2003. وذلك من أجل الحفاظ على حقوق الأطفال وحمايتهم من الاستغلال الذي قد يتعرض له من أصحاب العمل. ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف معًا على الشروط التي وضعتها الحكومة المصرية، والأحكام التي سوف يتعرض لها أصحاب العمل من استغلال الأطفال.
القانون يحظر تشغيل الأطفال قبل بلوغهم سن إتمام التعليم الأساسى
في إطار قانون العمل المصري، حدد قانون العمل ضوابط وشروط تشغيل الأطفال في القطاع الخاص. حيث حدد القانون عمر الطفل وفرض بعض القيود الأخرى على تشغيل الأطفال، مثل منع تشغيلهم في أوقات معينة من اليوم. كما حددت الأوقات المتاحة لعمل الأطفال، وقد حظر هذا القانون عمل الأطفال في العطلات الرسمية.
يتعين على صاحب العمل توفير بيئة آمنة وصحية للطفل العامل. بما في ذلك توفير فترات راحة كافية، وعدم تعرضهم للمخاطر التي قد تؤثر على صحة الطفل أو صحة نموه. ويجب التأكد من ملائمة الأعمال التي يقوم بها الطفل مع عمره، وأن لا يتعارض العمل مع دراسته أو رفاهيته.
ويلزم هذا القانون صاحب العمل بتأمين الطفل صحياً. كما تم تحديد مجموعة من الضوابط التي تضمن عدم تعرض الأطفال للاستغلال أو المخاطر الصحية والنفسية. ويركز القانون على أهمية الحفاظ على حقوق الطفل في التعلم والتطور. وهو خطوة أساسية نحو تحقيق بيئة عمل أكثر أماناً للأطفال في مختلف القطاعات.
شروط تشغيل الأطفال في قانون العمل
حدد قانون العمل صفة تشغيل الأطفال العاملين في القطاع الخاص. بأنهم من بلغوا سن 14 عاماً، أو من تجاوز سن إتمام التعليم الأساسي ولم يبلغوا 18 سنة كاملة. وشددت وزارة العمل في بيانات متعددة على ضرورة التزام القطاع الخاص بشروط تشغيل الأطفال. وذلك وفق ما حددته مواد قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 على النحو التالي:
- يحظر تشغيل الأطفال من الإناث والذكور قبل بلوغهم سن إتمام التعليم الأساسي أو قبل الوصول إلى 14 سنة. ومع ذلك، يجوز تدريبهم متى بلغت سنهم 12 سنة.
- يجب على كل صاحب عمل لديه طفل دون سن السادسة عشر يعمل لديه منح بطاقة تثبت أنه يعمل لديه. وتلصق على هذه البطاقة صورة الطفل وتكون معتمدة من مكتب القوى العاملة المتخصصة.
- الالتزام بما يصدر من الوزير المختص من قرارات بتحديد نظام تشغيل الأطفال والظروف والشروط والأحوال التي يتم فيها التشغيل. وكذلك الأعمال والمهن والصناعات التي يحظر تشغيلهم فيها وفقاً لمراحل السن المختلفة.
- عدم تشغيل الطفل أكثر من ست ساعات يوميًا كما حدد الوزير المختص.
- يشترط توفير ساعة من ساعات العمل للطفل لتناول الطعام والراحة لا تقل عن ساعة واحدة. وتحدد هذه الفترة بحيث لا يعمل الطفل أكثر من أربع ساعات متصلة.
- يحذر تشغيل الطفل ساعات عمل إضافية أو تشغيله في أيام الراحة الأسبوعية والعطلات الرسمية.
- يحظر تشغيل الطفل فيما بين الساعة 7:00 مساءً والسابعة صباحًا.
- يجوز بقرار من المحافظ المختص بعد موافقة وزير التعليم الترخيص. بتشغيل الأطفال من سن 12 إلى 14 سنة في أعمال موسمية لا تضر بصحتهم أو نموهم، ولا تخل بمواظبتهم على الدراسة.
- يحذر تشغيل الطفل في أي من أنواع الأعمال التي يمكن بحكم طبيعتها أو ظروف القيام بها، أن تعرض صحته وسلامته أو أخلاقه للخطر. ويحذر بشكل خاص تشغيل أي طفل في أسوأ أشكال عمل الأطفال المعروفة في الاتفاقية رقم 182 لسنة 1999.
- يُجرى الفحص الطبي على الطفل قبل التحاقه بالعمل للتأكد من أهليته الصحية للعمل الذي سوف يلتحق به. ويُعاد الفحص دوريًا مرة على الأقل كل عام.
- يشترط ألا يسبب العمل ألمًا أو ضررًا بدنيًا أو نفسيًا للأطفال. ويشترط ألا يحرمه من فرصته في الانتظام في التعليم والترويح وتنمية قدراته ومواهبه.
- إلزام صاحب العمل بالتأمين عليه وحمايته من الأضرار المهنية خلال فترة العمل.
- تُزاد إجازة الطفل العامل الثانوية عن إجازة العامل البالغ سبعة أيام. ولا يجوز تأجيلها أو حرمانه منها لأي سبب من الأسباب.
عقوبة مخالفي قوانين تشغيل الأطفال
هناك بعض القطاعات التي تخالف القوانين التي وضعتها وزارة العمل. لذلك وضعت الوزارة عقوبة مخالفة قوانين تشغيل الأطفال في مصر. والتي تشمل غرامات مالية تصل إلى 5000 جنيه. بالإضافة إلى فرض عقوبات قانونية على أصحاب العمل الذين يشغلون الأطفال دون الالتزام بالشروط المحددة. وقد تصل العقوبة إلى إغلاق المنشأة لمدة تصل إلى ستة أشهر في حال استمرار المخالفة. كما أن القانون يشدد على ضرورة حماية الأطفال من الأضرار الصحية والنفسية المرتبطة بالعمل. ويحذر من تشغيلهم في ساعات معينة أو في أعمال قد تعرض صحتهم أو سلامتهم للخطر.
هل الطفل مستفيد من العمل وما هو الأفضل له؟
قد يوفر العمل للأطفال بعض الفوائد المادية، لكنه لا يعد الخيار الأفضل بالنسبة لهم في معظم الحالات. إذا تم العمل في بيئة آمنة وصحية مع احترام حقوقهم في التعليم والتطوير، قد يكتسب الطفل بعض المهارات. ولكن من الأفضل للطفل أن يركز على تعليمه أولاً. حيث يشكل التعليم الأساس لبناء مستقبله وتحقيق أفضل الفرص له. فإن العمل في سن مبكر قد يؤثر سلبياً على صحة الطفل النفسية والجسدية، ويحد من فرصه في النمو السليم. لذلك، يجب أن تتوفر ضوابط تحمي حقوق الطفل وتحافظ على توازن بين العمل والدراسة.