اخبار التكنولوجيا

لجنة التجارة الفيدرالية تفتح ملف أمان الأطفال مع تقنيات الدردشة الذكية

تعرف على ملف الامان التي حددته التجاره الفيدراليه للاطفال

شهدت السنوات الأخيرة انتشارا واسعا في تقنيات الذكاء الاصطناعي التفاعلي وعلى رأسها روبوتات الدردشة التي باتت متاحة عبر كل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وحتى بعض الألعاب الإلكترونية ومع هذا الانتشار السريع ظهرت تساؤلات ملحة حول مدى أمان هذه الأدوات خاصة بالنسبة للأطفال الذين يشكلون شريحة واسعة جدا من المستخدمين وفي هذا السياق قد أعلنت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية FTC عن فتح تحقيق رسمي يهدف إلى تقييم مستوى السلامة الذي توفره هذه التقنيات للأطفال والبحث في المخاطر المحتملة المرتبطة باستخدامها

لجنة التجارة الفيدرالية تفتح ملف أمان الأطفال مع تقنيات الدردشة الذكية

تعد لجنة التجارة الفيدرالية من إحدى و أبرز الهيئات التنظيمية في الولايات المتحدة، إذ تأسست لحماية المستهلكين وضمان نزاهة المنافسة في الأسواق وعلى مدار عقود، لعبت اللجنة دورا محوريا في مراقبة كل الإعلانات، وملاحقة الممارسات التجارية وهي الخادعة، وفرض الغرامات على الشركات التي تنتهك القوانين، ومع الطفرة التكنولوجية الحالية، وجدت اللجنة نفسها أمام تحديات جديدة تتعلق بالذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، وهو ما جعلها تولي اهتمامًا خاصًا بملف سلامة الأطفال على الإنترنت.

أسباب فتح التحقيق

أوضحت لجنة التجارة الفيدرالية أن السبب الرئيسي وراء فتح التحقيق قد يعود إلى تزايد شكاوى أولياء الأمور وخبراء التربية بشأن تعرض الأطفال محتوى غير مناسب عبر روبوتات الدردشة، فبينما صممت كل هذه الأدوات لتقديم المساعدة، والإجابة عن الأسئلة، وحتى الترفيه، إلا أن بعض التجارب أثبتت أن الأطفال قد يتعرضون لإجابات مضللة أو غير آمنة تماما كذلك أثيرت مخاوف بشأن جمع البيانات الشخصية الخاصه ب للأطفال، واستغلالها في الإعلانات أو الأغراض التجارية.

مخاطر خاصه بالأطفال

يرى خبراء الأمن الرقمي أن الأطفال يمثلون الفئة الأكثر هشاشة في التعامل مع روبوتات الدردشة، فهم لا يمتلكون القدرة الكاملة على التمييز بين المعلومات الصحيحة و المغلوطة، وقد يتأثرون بسهولة با الإجابات التي تقدمها هذه الروبوتات، ومن أبرز المخاطر التي تم تسليط الضوء عليها هي تكون كالاتي:

الوصول الي محتوي غير مناسب

مثل الوصول إلى محتوى غير مناسب قد يتلقى الطفل، نصائح أو معلومات تحتوي على ألفاظ أو إشارات لا تناسب عمره والتأثير على الصحة النفسية، في بعض الحالات، قد تولد المحادثات مع الروبوت شعورا بالوحدة أو الاعتماد الزائد، على التقنية بدلا من التواصل الاجتماعي الحقيقي.

انتهاك الخصوصية

تخزن بعض التطبيقات بيانات المستخدمين، بما في ذلك الأطفال، مما قد يؤدي إلى مخاطر استغلال هذه المعلومات والتحفيز على سلوكيات غير آمنة، في حالات نادرة، قد يسيء الروبوت فى فهم الأسئلة ويقدم إجابات كثيره، قد تدفع الطفل لتجربة أفعال خطيرة.

أمثلة من الواقع

رصدت وسائل الإعلام حالات متعددة أثارت الجدل ففي إحدى الوقائع، ذكر أحد الآباء أن طفله البالغ من العمر عشر سنوات تلقى من روبوت محادثة اقتراحات  تتعلق باستخدام وصفات طبية بشكل خاطئ، وفي واقعة أخرى، وجدت طفلة نفسها في محادثة تضمنت إشارات لموضوعات حساسة لا تناسب سنهم، و هذه الأمثلة ساهمت في تسريع تحرك لجنة التجارة الفيدرالية لفتح تحقيق رسمي.

تطوير روبوتات اكثر امان للأطفال

سارعت الشركات المطورة لروبوتات الدردشة إلى التأكيد على التزامها بتطوير أدوات أكثر أمانا للأطفال، بعض الشركات أعلنت عن إطلاق نسخ مخصصة للأطفال بواجهات أبسط ومحتوى خاضع للرقابة، كما تعهدت أخرى بتعزيز آليات الفلترة وذلك لمنع وصول المحتوى الضار، وإنشاء فرق متخصصة لمراجعة الشكاوى والاستجابة السريعة لها. ومع ذلك، يرى المراقبون أن هذه الجهود ما زالت غير كافية وأن الرقابة الرسمية ضرورية جدا لضمان الالتزام الفعلي.

الجدل القانوني والأخلاقي

يثير التحقيق أيضًا نقاشا أوسع حول المسؤولية القانونية والأخلاقية فمن جهة، تقع على عاتق الشركات التي تكون مسؤوله عن توفير منتجات آمنة للمستخدمين، لا سيما الأطفال ومن جهة أخرى، يتساءل البعض عن دور أولياء الأمور في مراقبة استخدام أطفالهم لهذه الأدوات، وبين هذين الطرفين، تجد لجنة التجارة الفيدرالية نفسها مطالبة بوضع أطر تنظيمية جديدة، قد تراعي التوازن بين حرية الابتكار وحماية المستهلكين الصغار.

آراء بعض الخبراء

يرى خبراء التربية أن الحل يكمن في الجمع بين التكنولوجيا والتوعية الأسرية، فحتى أكثر أنظمة الرقابة تطورا لن تكون كافية إذا ترك بعض الأطفال دون إشراف أو توجيه، أما بعض خبراء التكنولوجيا في يؤكدون أن الحلول التقنية مثل الوضع الآمن للأطفال أو الفلترة المتقدمة، حيث يمكن أن تقلل كل المخاطر بنسبة كبيرة جدا وفي المقابل، يحذر خبراء الخصوصية من أن جمع البيانات الشخصية للأطفال يظل الخطر الأكبر، إذ قد تستخدم كل هذه المعلومات لاحقًا في أغراض لا يعرفها المستخدم.

الخطوات المقبلة للجنة

أشارت لجنة التجارة الفيدرالية إلى أنها يمكن ان تبدأ بجمع شهادات من جميع أولياء الأمور، وايضا بعض خبراء التكنولوجيا، والمؤسسات التعليمية. كما ستطلب من الشركات المطورة تقديم تقارير مفصلة حول كل آليات الأمان والخصوصية المدمجة في كل منتجاتها، ومن المتوقع أن تصدر اللجنة توصيات أولية خلال الأشهر المقبلة، قد تتضمن فرض قيود جديدة جدا أو تغليظ العقوبات على المخالفين.

أبعاد دولية

لا يقتصر القلق بشأن سلامة الأطفال مع الروبوتات الخاصه ب الدردشة على الولايات المتحدة وحدها، فقد بدأت بعض من دول أوروبية وآسيوية بدراسة الملف ذاته، بل إن بعض الدول فرضت بالفعل لوائح تحد من استخدام الأطفال لهذه الأدوات، ويشير كل المراقبون إلى أن نتائج التحقيق الأمريكي قد تكون مرجعية لسياسات دولية لاحقة، مما قد يجعل الموضوع ذا طابع عالمي وهو قد يتجاوز كل الحدود الوطنية.

مقترحات للحماية

من أبرز المقترحات التي طرحت لحماية الأطفال هي فرض قيود عمرية واضحة على استخدام بعض التطبيقات، وايضا إنشاء أدوات تحقق من هوية المستخدمين لضمان التزامهم بالحد الأدنى، من العمر وتعزيز الوعي الأسري عبر حملات تثقيفية تشجع الآباء على مراقبة استخدام أطفالهم، وايضا تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر وعيا بالسياق العمري والنفسي للمستخدم، وايضا التعاون بين الحكومات والشركات وكل منظمات المجتمع المدني لصياغة قواعد كثيره جدا و تكون مشتركة.

تأثير التحقيق على مستقبل الذكاء الاصطناعي

من المرجح أن يشكل هذا التحقيق علامة فارقة، في مستقبل الذكاء الاصطناعي التفاعلي فإذا فرضت اللجنة قيودا صارمة، فقد يؤثر ذلك على طريقة تطوير روبوتات الدردشة عالميا وفي المقابل، قد يدفع بعض الشركات إلى الاستثمار أكثر في حلول الأمان والخصوصية، مما قد يعزز ثقة لكل المستخدمين على المدى الطويل.

لجنة التجارة الفيدرالية وتحقيق لحجم القلق المتزايد من تأثير الذكاء الاصطناعي

يأتي تحقيق لجنة التجارة الفيدرالية ليعكس حجم القلق المتزايد من تأثير تقنيه الذكاء الاصطناعي على كل الأجيال الناشئة، وبينما يشكل الذكاء الاصطناعي فرصة هائلة للتعلم والترفيه، فإنه يحمل أيضًا مخاطر كثيره لا يمكن تجاهلها، خاصة بالنسبة للأطفال ومن هنا، يصبح من الضروري جدا إيجاد توازن دقيق بين الاستفادة من هذه التقنية الحديثه وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر، و الرهان الحقيقي ليس فقط على قوة الابتكار، بل على مدى قدرتنا على توجيه هذا الابتكار نحو مستقبل يكون أكثر أمانا وإنسانية.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى