اخبار التكنولوجيا

سبيس إكس تنجح في الاختبار العاشر لمركبة ستارشيب

كيف نجحت شركه سبيس اكس في الاختيار العاشر لمركبه ستار شيب

أعلنت شركة سبيس إكس الأمريكية و المملوكة لرائد الأعمال الشهير إيلون ماسك عن نجاحها في الاختبار العاشر لمركبة ستارشيب الفضائية وذلك بعد سلسلة طويلة جدا من المحاولات الفاشلة وايضا الانفجارات المتكررة وذلك خلال التجارب السابقة وهي تعتبر ان هذا النجاح بمثابة خطوة كبيرة جدا نحو تحقيق الهدف الأسمى للشركة في جعل السفر إلى الفضاء أوسع نطاقًا وخفض تكلفة الرحلات الفضائية وفتح الباب أمام استيطان كل البشر لكوكب المريخ

سبيس إكس تنجح في الاختبار العاشر لمركبة ستارشيب

الاختبار الذي جرى في موقع الإطلاق الخاص بالشركة في بوكا تشيكا تكساس، مثل لحظة فارقة و هامه في تاريخ الشركة، و أعاد الثقة في المشروع الذي يصفه ماسك بأنه الأمل الأكبر في مستقبل البشرية في الفضاء و ستارشيب، انها ليست مجرد قصة عن صاروخ نجح في الهبوط، بل هي قصة عن حلم بشري كبير جدا في توسيع حدود وجودنا خارج كوكب الأرض، وربما يومًا ما، سننظر إلى هذا النجاح العاشر كنقطة هامه نحو انطلاق نحو مستقبل فضائي وهو غير مسبوق.

مركبة ستارشيب: الحلم الذي أصبح أقرب للواقع

مركبة ستارشيب ليست كبقية الصواريخ الفضائية، فهي أكبر وأقوى مركبة فضائية قد تم تصميمها حتى الآن، بارتفاع قد يتجاوز 120 مترا عند جمعها مع المعزز الصاروخي سوبر هيفي، وايضا يتوقع أن تكون قادرة على حمل أكثر من مائه طن من الحمولة إلى المدار الأرضي، وهو ما يجعلها مؤهلة تماما لحمل الرواد والمعدات في رحلات طويلة جدا إلى القمر والمريخ، وهذا الذي يميز مركبه ستارشيب أيضًا وأنها مصممة جدا لتكون قابلة لإعادة الاستخدام بالكامل، أي أن المركبة و المعزز يمكنهما العودة إلى الأرض بكل سلام، ليعاد استخدامها مرات متكررة، مما قد يساهم في تقليل التكلفة بشكل جذري وذلك مقارنة بالصواريخ التقليدية.

طريق مليء بالصعاب بعض تجارب فاشلة و انفجارات متكررة

قبل الوصول إلى النجاح في الاختبار العاشر، واجهت سبيس إكس، سلسلة من الإخفاقات الكثيرة والمركبة في محاولاتها السابقة إما انفجرت عند إقلاعها، أو أنها فشلت تماما في الهبوط السليم، أو تعرضت لأ اعطال تقنية بشكل مفاجئ، ورغم هذه الإخفاقات، ظل فريق من الشركة مستمرا في بعض التجارب، حيث اعتمد ايلون ماسك وفريقه على استراتيجية التجربة والخطأ في اكتشاف نقاط الضعف وتطوير التصميم، وهذا جعل البعض يشكك في إمكانية نجاح هذا المشروع، ولكن رأى آخرون أن هذه الإخفاقات ليست سوى جزء يكون طبيعي من مسيرة الابتكار، ومع نجاح الاختبار العاشر، تأكد أن الإصرار المستمر هو يكون العامل الأساسي وراء كل هذا التقدم.

تفاصيل هامه عن الاختبار العاشر

في هذا الاختبار، تم إطلاق مركبة ستارشيب بكل نجاح، وقد ارتفعت إلى ارتفاع محدد جدا وفق الخطة الموضوعة، قبل أن تعود وتهبط بكل سلام على منصة مخصصة تماما للهبوط، ولاكن هذه المرة لم تتكرر هذه الانفجارات السابقة، بل تمت عملية الهبوط بشكل سهل جدا حيث أثار إعجاب المتابعين والمهندسين جميعا.

الاختبار شمل التحقق من عدة عوامل

من هذه العوامل التي شملت التحقق من الاختبار هو أداء محركات رابتر الجديدة، وقدرة المركبة على التحكم التام في مسارها أثناء الطيران ومن خلال نظام الحماية الحرارية عند العودة، أو آلية الهبوط العمودي على هذه المنصة بكل نجاح و هذه الخطوات، حصلت مركبه ستارشيب على علامة فارقة في سجلها، وهو ما يقربها أكثر من الحصول على كل التصاريح لاستخدامها في رحلات مأهولة مستقبلية.

تصريحات من إيلون ماسك

إيلون ماسك، الذي تابع الحدث لحظة بلحظة، و عبر عن سعادته الكبيرة بهذا الإنجاز الهام، وكتب على حسابه في منصة إكس المعروف ب تويتر سابقا أن كل هذا النجاح الهام  الذي يفتح الطريق أمام الجيل القادم من الرحلات الفضائية، و نحن أقرب من أي وقت مضى لتحقيق من حلم استيطان المريخ كما أكد أن الشركة، انها ستستمر في إجراء المزيد من الاختبارات خلال بعض الأشهر القادمة، وذلك بهدف تحسين الأداء وزيادة مستوى الأمان، بحيث تكون مركبه ستارشيب جاهزة لنقل البشر من خلال الأعوام القليلة المقبلة.

ردود الفعل العالمية

أثار هذا النجاح اهتمامًا واسعا جدا في بعض الأوساط العلمية والإعلامية، فقد اعتبره الكثيرون انجاز هام و هندسيا هائلا، فيما وصفته بعض الصحف العالمية بأنه بداية من عصر جديد في استكشاف الفضاء، وإن وكالة ناسا رحبت بهذا النجاح أيضًا، خاصة وأنها تعاقدت مع شركة سبيس إكس لتطوير نسخة كامله من ستارشيب لاستخدامها في برنامج أرتميس، وهو الذي يهدف إلى إعادة البشر إلى سطح القمر، وذلك بحلول السنوات القادمة وعلى الجانب الآخر، أبدى بعض الخبراء في تحفظاتها، و معتبرين أن الطريق ما زال طويلا جدا أمام ستارشيب، وذلك قبل أن تصبح آمنة بما يكفي لحمل البشر في بعض رحلات طويلة.

الأبعاد الاقتصادية لهذا المشروع

نجاح مركبه ستارشيب لا يقتصر على الجانب العلمي فقط، بل يحمل أبعاد اقتصادية هائلة جدا فإذا نجحت سبيس إكس في جعل المركبة قابلة تماما لإعادة الاستخدام بشكل متكرر، فإن التكلفة في إرسال الأقمار الاصطناعية وايضا المعدات إلى المدار، و ستنخفض بشكل كبير جدا وهذا سيحدث ثورة  كبيرة في صناعة الفضاء، حيث ستتمكن شركات كثيرة جدا ودول صغيرة من الوصول إلى الفضاء بتكلفة معقولة وكذلك يمكن أن يفتح المجال أمام السياحة الفضائية، وهو حلم تسعى إليه شركات كثيرة من بينها بلو أوريجن التابعة ل جيف بيزوس، وغير أن ستارشيب بقدراتها الضخمة قد تمنح شركة سبيس إكس الأفضلية في هذا المجال.

الخطوة التالية: القمر ثم المريخ

بعد كل هذا النجاح الكبير تضع سبيس إكس خططها وهي أكثر طموحا ففي الأمد القريب، تسعى الشركة إلى استخدام مركبه ستارشيب لنقل رواد الفضاء إلى القمر وذلك ضمن برنامج أرتميس، أما الهدف الأبعد فهو إرسال بعثات تكون مأهولة إلى المريخ، حيث يحلم  ايلون ماسك بإنشاء أول مستعمرة بشرية هناك، ورغم أن هذه الأهداف تبدو للبعض ضربا من الخيال العلمي، إلا أن كل هذا التقدم الكبير و المتسارع للشركة يبرهن أن المستحيل قد يصبح امر ممكنا خلال العقود القادمة.

التحديات المستقبلية

رغم النجاح الأخير، ما زالت هناك تحديات كبيرة جدا تواجه شركة سبيس إكس، من بينها كالاتي:

  • السلامة لضمان أن المركبة تكون آمنة تمامًا لنقل البشر.
  • التكلفة رغم وعود التخفيض، إلا أن التكلفة الفعلية ما زالت تكون مرتفعة جدًا.
  • الحاجة إلى تطوير أنظمة دعم الحياة، وذلك لتناسب الرحلات الطويلة إلى المريخ.
  • تنظيم الرحلات الفضائية لا يزال يثير جدلًا كبير حول الجوانب القانونية،  وايضا كل الجوانب السيادية.

إنجازا كبيرا في مهمة الاختبار العاشر لـ ستار شيب

نجاح الاختبار العاشر لمركبة ستار شيب، انه يمثل انجازا مهما في مسيرة سبيس إكس وتحدث إيلون ماسك نحو استكشاف الفضاء العميق، وذلك بعد سلسلة من الإخفاقات، أثبتت الشركة أن الإصرار والتجربة المستمرة هما السبيل لهذا التقدم، وإذا استمرت هذه التطورات بهذا المعدل، فقد يشهد العالم خلال العقد المقبل لحظة تاريخية استثنائية، وهي تتمثل في أول رحلة مأهولة إلى المريخ.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى