استقرار سعر الذهب اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 في الأسواق المحلية والعالمية

استقرار حذر في أسواق الذهب بعد موجة صعود غير مسبوقة
شهدت أسواق الذهب اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 حالة من الاستقرار النسبي في الأسعار داخل محلات الصاغة والأسواق المحلية، وذلك بعد الارتفاعات القياسية التي شهدها المعدن النفيس خلال الأيام الماضية، والتي تجاوز فيها سعر الجرام عيار 24 حاجز 6200 جنيه لأول مرة في تاريخه بالسوق المصري.
ويأتي هذا الاستقرار في ظل حالة من الترقب بين المستثمرين والتجار، بعد التقلبات السريعة التي شهدها السوق العالمي نتيجة التغيرات في أسعار الفائدة الأمريكية والاضطرابات الجيوسياسية الأخيرة.
سعر الذهب اليوم في مصر
وفقًا لبيانات شعبة الذهب والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية، استقرت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 14-10-2025 عند نفس مستويات أمس الإثنين، دون تسجيل أي تغييرات تُذكر على مدار اليوم.
وقد جاءت الأسعار في محلات الصاغة على النحو التالي:
- عيار 24: سجل نحو 6268 جنيهًا للجرام الواحد.
- عيار 21: بلغ نحو 5485 جنيهًا للجرام وهو العيار الأكثر تداولًا في مصر.
- عيار 18: استقر عند 4701 جنيهًا للجرام.
- الجنيه الذهب: سجل 43880 جنيهًا دون مصنعية أو دمغة.
وتختلف الأسعار بين محافظة وأخرى بفوارق طفيفة نتيجة اختلاف تكاليف النقل والمصنعية وهامش الربح، بينما يُحدد السعر النهائي بناءً على السعر العالمي للأونصة وسعر صرف الدولار في السوق المحلي.
الذهب عالميًا يتماسك فوق 4100 دولار للأوقية
على الصعيد العالمي، واصل الذهب التماسك فوق مستوى 4100 دولار للأوقية، حيث حقق السعر الفوري اليوم نحو 4140.10 دولارًا، بينما ارتفعت العقود الآجلة لتصل إلى 4156.90 دولارًا للأوقية، وفق بيانات منصة “بلومبرج” و“رويترز”.
ويرجع هذا الأداء القوي إلى تزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن في ظل استمرار التوترات في الشرق الأوسط وتراجع الثقة في أسواق الأسهم العالمية، إلى جانب توقعات الأسواق باتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة قبل نهاية العام الحالي، وهو ما يدعم عادة أسعار المعادن الثمينة.
تحليل خبراء سوق الذهب: استقرار مؤقت يسبق تحركات جديدة
يؤكد خبراء الاقتصاد أن الاستقرار الحالي في أسعار الذهب بالسوق المحلي قد لا يستمر طويلاً، خاصة في ظل استمرار حالة التذبذب العالمية.
ويقول الدكتور محمد سعيد، الخبير الاقتصادي في أسواق المعادن، إن الأسعار المحلية عادة ما تتأثر سريعًا بالتغيرات في الأسواق العالمية، مضيفًا أن “استقرار اليوم لا يعني نهاية موجة الصعود، بل هو استراحة قصيرة قبل حركة جديدة، خصوصًا مع استمرار الطلب القوي من المستثمرين على المعدن الأصفر”.
كما أوضح أن ارتفاع الأونصة عالميًا بأكثر من 50% منذ بداية العام يعكس تحولات اقتصادية كبرى، من بينها تباطؤ النمو الأمريكي وتزايد الطلب من البنوك المركزية على الذهب لتقوية احتياطاتها النقدية.
المصنعية والفروق السعرية بين المحافظات
أشار عدد من تجار الذهب إلى أن الأسعار في محلات الصاغة تختلف من منطقة إلى أخرى، تبعًا لحجم المصنعية التي تضاف إلى سعر الجرام.
وفي المتوسط، تتراوح قيمة المصنعية بين 100 و150 جنيهًا للجرام الواحد، وقد ترتفع في بعض المشغولات ذات التصميمات الدقيقة أو الماركات المعروفة.
كما تختلف الأسعار قليلًا بين محافظات القاهرة والإسكندرية والوجه القبلي نتيجة فروق تكاليف النقل والطلب.
أسباب استقرار الأسعار اليوم
يرجع استقرار أسعار الذهب اليوم الثلاثاء إلى عدة عوامل، من أبرزها:
- ثبات سعر الدولار في السوق المصري عند مستويات 47.9 جنيه تقريبًا دون تغير يُذكر.
- هدوء نسبي في الأسواق العالمية بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت متوافقة مع التوقعات.
- تراجع نسبي في عمليات الشراء المحلية بعد موجة الارتفاع الحادة التي شهدها الذهب في الأسبوع الماضي.
- استقرار أسعار النفط مما قلل من الضغوط التضخمية على الأسواق العالمية.
الطلب المحلي على السبائك والجنيهات الذهبية
شهدت محلات الصاغة خلال اليومين الماضيين تراجعًا في إقبال المشترين على شراء الذهب الخام والسبائك نتيجة وصول الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.
وأكدت شعبة الذهب أن نسبة المبيعات انخفضت بنحو 30% مقارنة ببداية الأسبوع، حيث يفضل المستثمرون الترقب لمعرفة الاتجاه القادم للسوق.
في المقابل، استمر الطلب المرتفع على الجنيهات الذهبية نظرًا لاستخدامها كأداة ادخار آمنة، خاصة بعد أن تخطى سعر الجنيه الذهب حاجز 43 ألف جنيه للمرة الأولى.
كما اتجه البعض إلى الاستثمار في السبائك الصغيرة نظرًا لسهولة تسييلها في أي وقت.
الذهب كملاذ آمن في ظل التوترات الجيوسياسية
يرى المحللون أن استمرار الصراعات في بعض مناطق الشرق الأوسط، والقلق من تباطؤ الاقتصاد الصيني، يدفع المستثمرين عالميًا إلى البحث عن ملاذات آمنة مثل الذهب.
وقال تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي إن الطلب على الذهب من البنوك المركزية ارتفع بأكثر من 20% خلال الربع الثالث من العام، مع زيادة احتياطات دول مثل الصين وتركيا والهند.
وأوضح التقرير أن “الذهب أصبح أداة استراتيجية للتحوط ضد تقلبات أسعار العملات وضعف الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى كونه وسيلة فعالة لحماية الثروة في ظل عدم اليقين الاقتصادي”.
توقعات الأيام المقبلة
يتوقع الخبراء استمرار استقرار الأسعار خلال اليومين المقبلين مع احتمال ارتفاع محدود نهاية الأسبوع إذا واصلت الأونصة العالمية صعودها فوق مستوى 4200 دولار.
كما تشير التحليلات إلى أن السوق المحلي قد يشهد تحركات جديدة مع اقتراب موسم الزفاف الشتوي وزيادة الطلب على المشغولات الذهبية.
نصائح للمستهلكين
في ظل حالة التذبذب التي يشهدها سوق الذهب، نصح الخبراء المواطنين الراغبين في الشراء بالآتي:
- اختيار التوقيت المناسب وعدم الشراء وقت الذروة السعرية.
- تجنّب الشراء بالتقسيط أو بالبطاقات الائتمانية لتفادي فروق السعر.
- شراء الذهب المشغول بغرض الزينة فقط، والاعتماد على السبائك والجنيهات للاستثمار.
- متابعة تحديثات الأسعار على مدار اليوم من مصادر موثوقة مثل شعبة الذهب أو البنوك.
الذهب في عيون الاقتصاد العالمي
لا يُعد استقرار أسعار الذهب حدثًا محليًا فحسب، بل جزءًا من مشهد اقتصادي عالمي متشابك، حيث يلعب المعدن الأصفر دورًا محوريًا في تقييم الثقة بالأسواق.
ويؤكد خبراء صندوق النقد الدولي أن الذهب سيظل يحتفظ بمكانته كعنصر أساسي في الاحتياطيات النقدية للدول، خصوصًا في ظل تراجع جاذبية السندات الأمريكية بسبب التضخم.
وتشير التقارير إلى أن الطلب الصناعي على الذهب في تزايد مستمر، خاصة في مجالات الإلكترونيات والطاقة المتجددة، مما يعزز من قيمته على المدى الطويل كسلعة استراتيجية.
خاتمة
يبدو أن الذهب يواصل إثبات مكانته كملاذ آمن في عالم تتزايد فيه الاضطرابات.
فبينما استقرت الأسعار اليوم عند 6268 جنيهًا لعيار 24 و5485 جنيهًا لعيار 21، يبقى السؤال الأهم: هل يستمر هذا الهدوء أم أننا على أعتاب موجة جديدة من الصعود؟
الإجابة ستظل رهينة تطورات السوق العالمي وسعر الدولار في الأيام المقبلة، لكن المؤكد أن الذهب سيبقى، كما كان دائمًا، مرآة الاقتصاد وأمان المدخرين.






