سجلت أسعار الذهب اليوم في الصاغة ارتفاعًا ملحوظًا ليصبح الحديث عن الذهب هو الشغل الشاغل للكثير من المواطنين. فبعد سلسلة من التغيرات في أسواق المعادن الثمينة، أصبح الذهب واحدًا من أبرز الخيارات التي يتجه إليها المستثمرون في ظل تقلبات الأسواق العالمية. هذا الارتفاع الشديد في سعر الذهب يثير التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراءه، وهل سيستمر في الصعود أم سيواجه تحديات جديدة، بالأخص مع بداية العام الجديد 2025. وفي هذا المقال سنتعرف معًا على أحدث الأسعار وأهم العوامل المؤثرة في سوق الذهب اليوم.
أغلى جرام الذهب في الصاغة اليوم الأحد 1 ديسمبر 2024
استقر أعلى أعيرة الذهب، وهو سعر عيار 24، والأغلى قيمة، ليسجل اليوم 1 ديسمبر 2024 سعر 4188 جنيهًا للبيع، بينما سجل 4205 جنيهات للشراء. وخلال أول تعاملات اليوم الأحد الموافق 1 ديسمبر، شهد سعر الذهب استقرارًا أقل في محلات الصاغة، ليشمل بذلك كل الأعيرة الذهبية، بعد أن زاد أمس بقيمة خمس جنيهات. وإليكم فيما يلي سعر باقي أعيرة الذهب اليوم:
- يسجل اليوم الذهب عيار 14 الحد الأدنى بقيمة 2443 جنيهًا للبيع و2453 جنيهًا للشراء.
- أما سعر الذهب عيار 21، فيسجل اليوم نحو 3650 جنيهًا للبيع، بينما يسجل 3680 جنيهًا للشراء.
- سعر جنيه الذهب وصل إلى 29.32 ألف جنيه للبيع، بينما سجل 29.44 ألف جنيه للشراء.
- تصل سعر أوقية الذهب اليوم بنحو 2650 دولارًا للبيع، بينما تسجل 2651 دولارًا للشراء.
الذهب والانتخابات الأمريكية
أنهى الذهب العالمي تداولات شهر نوفمبر على انخفاض كبير وهو الأكبر منذ 14 شهرًا، وفي ظل تأثير فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، تسبب ذلك في ارتفاع قياسي لسعر الدولار الأمريكي عالميًا. وبالرغم من محاولات الذهب للارتفاع في نهاية الأسبوع الماضي، إلا أنه أغلق تداولات الأسبوع الأخير في الشهر على انخفاض أيضًا، وسجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاضًا خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.4% ليسجل أدنى مستوياته عند 2605 دولارات للأونصة، وهذا قبل أن يغلق التداولات عند المستوى 2650 دولارًا للأونصة. ويأتي هذا على الرغم من ارتفاعه يوم الجمعة أول أمس بنسبة 0.5%.
الذهب خلال شهر نوفمبر
سجل الذهب انخفاضًا بنسبة 3.4% خلال شهر نوفمبر، وهو أكبر انخفاض منذ شهر سبتمبر من عام 2023، حيث سجل الذهب أدناه مستوياته في شهرين عند 2536 دولارًا للأونصة، قبل أن يقلص خسائره خلال النصف الثاني من الشهر. الذي قاد انخفاض الذهب هو فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية، مما أدى إلى عمليات بيع على الذهب وسلع المنازل. وفي المقابل، ارتفع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته في عامين مقابل سلة من العملات الرئيسية، وهو الأمر الذي زاد من الضغط السلبي على الأسعار.
انخفاض الدولار خلال الأسبوع الماضي
رغم ارتفاع سعر الدولار في شهر نوفمبر، إلا أنه خفض إلى أدنى مستوياته في أسبوعين خلال الأسبوع الماضي، ولكنه استطاع أن يغلق تداولات شهر نوفمبر على ارتفاع بنسبة 1.8%. فوز ترامب زاد من التوقعات بالإنفاق المالي والحكومي الكبير وزاد التعريفات الجمركية وتجديد الحدود. وقد هدد الرئيس ترامب مطلع الأسبوع الماضي بأنه سيفرض تعريفات جمركية على الواردات الصينية بنسبة 10% وعلى واردات كل من المكسيك وكندا بنسبة 25%.
تأثير التعريفات الجمركية على الأسواق
حتى الآن لا يوجد تقييم واضح لتأثير التعريفات الجمركية على الأسواق، حيث تنقسم الأسواق إلى فريقين. الأول يرى أن التعريفات وخفض الضرائب يعملان على زيادة معدلات التضخم، وهذا يجبر البنك الفيدرالي على تقليل عمليات خفض أسعار الفائدة، الأمر الذي يزيد من عوائد السندات الحكومية والدولار، ويكون تأثيره سلبياً على الذهب. أما الفريق الثاني فيرى أن التعريفات الجمركية والإنفاق الحكومي المرتفع يزيدان من الديون الحكومية الأمريكية المرتفعة بالفعل، ويؤثر هذا على النمو الاقتصادي بشكل سلبي، وهذا ما يدفع الطلب على الذهب كملاذ آمن إلى الارتفاع.
تراجع الذهب بسبب عدم اليقين
تسبب عدم اليقين في دفع الأسعار إلى التراجع بعد تسجيلها أعلى مستوياتها تاريخياً عند 2790 دولاراً للأونصة. وتظل الأسواق في حالة ترقب لما سيحدث في سوق الذهب مع تولي الإدارة الأمريكية الجديدة. وفي المقابل، تتوقع الأصوات احتمال أن يصل الذهب إلى 68% وأن يخفض البنك الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه القادم في ديسمبر، وهناك احتمال آخر بنسبة 32% أن يبقي الفائدة دون تغيير. ويتصدر الأسبوع القادم بيانات قطاع العمالة الأمريكية وأعداد الوظائف الجديدة في شهر أكتوبر، بالإضافة إلى تصريحات لعدد من أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي، ومنهم رئيس البنك، والتي ستشهد متابعة كبيرة من الأسواق في محاولة لتحديد مسار السياسة النقدية وأسعار الفائدة قبل اجتماع البنك في ديسمبر.
أهم العوامل المؤثرة في سوق الذهب اليوم
إن سوق الذهب يباشر اليوم بعدد من العوامل الاقتصادية والسياسية التي تؤثر بشكل مباشر على أسعاره. ومن هذه العوامل تحركات الدولار الأمريكي، حيث يعد العامل الأول، إذ يُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات تراجع قيمة الدولار في الأسواق عالميًا. وبالتالي، فإن أي تحركات في أسعار الدولار تؤثر على سعر الذهب بشكل ملحوظ. وهناك تأثيرات أخرى مثل التضخم الذي يهدد الاستقرار الاقتصادي، حيث يزداد الطلب على الذهب عندما ترتفع معدلات التضخم كوسيلة لحماية الأموال. ومن العوامل الأخرى التي تؤثر على السوق هي قرارات البنوك المركزية مثل البنك الفيدرالي الأمريكي في التوقعات بشأن رفع أو خفض أسعار الفائدة، والتي تلعب دورًا كبيرًا في تحديد اتجاهات الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين الاقتصادي أيضًا إلى زيادة الطلب على الذهب باعتباره استثمارًا آمنًا في أوقات الأزمات.