قصص رومانسية

النصف الأخر

بعد ما بحضر أي فرح، أوأشوف صور لأي عرسان، أو أسمع صحابي أو قرايبي بيجيبوا سيرة الموضوع ده.

بلاقيني بسأل نفسي ساعات السؤال ده: “ياترى عريسي أنا هيكون عامل إزاي؟!!”.

يا ترى هيكون طويل زي جوز فلانة، ولا هيكون تخين زي جوز علانة، ولا أسمر زي جوز ترتانة!!

مفيش حد سألني بتحلمي بعريس عامل إزاي؟

بس أنا لما بسأل نفسي عن العريس، بسرح، وأقعد أفكر.

كإنهم معروضين عليا وأنا بختار حد منهم!!

تمام عايزاه متدين، وأخلاقه عالية، شكله حلو، ولافت للنظر، مثقف جدا، وبيشتغل في وظيفة كبيرة، وغني.

لإني بعشق الدهب، والمجوهرات الغالية، وبحب السفر.

عايزاه كمان يكون من عيلة أصيلة، وسمعتها كويسة.

كمان لازم يكون إسمه حلو.

ده بيكون ردي لما أسأل نفسي، وفي المرة اللي بعدها بتتغير شروطي.

دي كانت أحلام بنت خيالها واسع.

نرجع بقى لواقع الحياة.

لما أبص لأرض الواقع، بشوف كتبي وأقلامي، مرمية في كل حتة.

ببقى خلاص هدوس عليها كل ما أمشي خطوة هنا أو هناك في أوضتي.

ياه قد إيه أنا واحدة كسلانة، ومهملة، بالظبط زي ما أمي بتقولي!

أمي دايما تلومني، وتبهدلني على إهمالي لأوضتي!!

لكن بما إن أنا بنت معنديش مسئوليات، ولا إلتزامات، طيب كده بقى أعمل اللي أنا عايزاه.

أروح المطبخ أدورعلى حاجة آكلها.

الساعة دلوقتي ستة المغرب، وأنا ماكلتش مع عيلتي في الغدا زي ما بعمل دايما، بس دلوقتي أنا حاسة إني جعانة.

أخرج شرايح همبورجر من التلاجة، وأحضر أكلة بسرعة، وآكلها بسرعة أكبر، بسبب شدة الجوع اللى أنا فيه.

أما غسيل الأطباق، والحلل ده مش من إختصاصي.

أروح دلوقتي أتفرج على الحلقة الجديدة من المسلسل اللي بتابعه، وأخلص كل اللي في إيدي عشان مفيش حاجة تعطلني إني أشوفه.

بنت عايشة في بيت أبوها، حرة أعمل اللي أنا عايزاه، بطير في السما من غير أي قيود ولا حدود.

بعد شوية جالنا ضيوف، وأمي طلبت مني إني أساعدها.

طنشت، وما قمتش خصوصا إني مركزة مع برنامج مسلي ومش عايزة أسيبه.

لكن مناداة أمي ليا كل شوية خلتني أقوم، وأغير هدومي، وأظبط نفسي، وأجيبلهم صينية الشاي.

كانوا تلات صاحبات لأمي، ومعاهم عيل صغير، شقي أوي، ومبيقعدش على حيله.

ياه أنا قد إيه بكره شقاوة العيال.

قمت من القعدة بعد شوية من غير ما يحسوا بيا، ورجعت للتيلفزيون، وأتنكدت لما لقيت البرنامج خلص.

رجعت بعد كده أوضتي عشان أذاكرلى كلمتين، أوأقرأ في المجلات لحد ما أحس إني عايزة أنام.

بالنسبة لنومي فمالوش ميعاد محدد، لما أحس إني عايزة انام، بنام.

عدى شوية وقت وأمي مجاتش تبهدلني!

لكن بعد شوية جات وهي وشها بيضحك، ومبسوطة!!

“ندى يا بنتي أم فهد كانت جاية تخطبك لإبنها”.

بتقولي إيه؟!!!

” أيوة موافقة!”.

جملة بسيطة من كلمتين قولتها قدام أبويا، والمأذون، والشهود لما المأذون سألنى: “موافقة على جوازك؟”

إتحولت بيها في ثانية من واحدة عازبة لمتجوزة!!

يادوب الرجالة مشيوا، ولقيت أمي، وقرايبي الستات بيزغرطوا، ويغنوا ويرقصوا، ويحضنوا فيا.

“مبروك….. مبروك!!”.

سمعتها من كل الستات، والبنات اللي كانوا موجودين في كتب كتابي أنا، وفهد.

عملنا فرح صغير أنا، وفهد، ومحضرش غير أربعين ست بس، نصهم كنت أول مرة أشوفهم!!

كنت قاعدة في الكوشة بتفرج على البنات وهما بيصقفوا، ويغنوا، ويرقصوا كمان من فرحتهم بيا أنا، وفهد.

قرايب فهد كانوا لطاف، ودمهم خفيف.

ياترى هو كمان زيهم؟!!

تخلص الحفلة، وأدخل أوضتي، ويجروا ورايا كلهم يباركولي، اللي أعرفها، واللي عمري ما شفتها!!

بعد كده تجري عليا واحدة من قرايبي، وتقعد تنصحني، وتوصيني شوية وصايا إنما إيه! جامدة!!.

“إوعي تسيبيه يعمل اللي هو عايزه، وإعملي اللي إنتي عايزاه.

لازم تخليه يبقي زي الخاتم في صباعك.

خليه دايما ياخدك يأكلك برا، ويفسحك، وينزل معاكي الأسواق عشان يجيبلك الحاجات الغالية، واللبس الغالي، وكل اللي تشاوري عليه.

إوعي تتنازلي أبدا عن حاجة إنتي عايزاها.

خليه يتعود يعملك كل اللي إنتي عايزاه، من غير مناقشة”

خلصتي؟

“لأ لسة، بصي لازم تتخني شوية، إنتي رفيعة أوي.

حاجة لازم تعرفيها كويس، الرجالة تحب الست التخينة!”

ياربي أخيرآ خلصت النصايح الذهبية دي، ومشيت!

إترميت على السرير.

آه إنتهت كل حاجة!

معقول فعلا ده حصل، وإنتهت كل حاجة؟

معقولة أنا بقيت دلوقتي ست متجوزة بالسهولة، والسرعة دي؟!!

الليلة اللي فاتت قضيتها نايمة على سريري عازبة، وفى حالي كنت بفكر إزاي هتكون الليلة اللي جاية!!

عملت كل اللي أقدر عليه عشان أظهرجميلة، ولبسي شيك عشان أبسط قرايب فهد.

لكن أنا ممكن أعجبه؟

عدى عليا أربعة وعشرين ساعة من دخولي قفص الزوجية، ومفيش حاجة إتغيرت.

وزعت الكحك، والبتيفور على قرايبي، وأصحابي، وكلهم باركولي، وهنوني، وفرحوا عشاني.

الدنيا كلها عرفت إرتباطنا ببعض أنا، وفهد.

“مبروك يا ندى تستاهلى كل خير، هو عريسك شكله عامل إزاي؟!”

“ما أعرفش”.

“نعم!!”

“ما أعرفش لإني ببساطة ما شفتوش لحد دلوقتي”

“ياه ياربي خطوبة إيه دي!”.

“مش عارفة!!”

تانى يوم كتب كتابي فهد جه عندنا عشان يقابل بابا عشان ينهوا الإجراءات بتاعة القسيمة.

أنا لما عرفت، جريت بسرعة، وبصيت من الشباك اللي بيشوف اللى داخل بيتنا.

إستنيت عشان ألمحه لكن الدنيا ضلمة جدا!!

ياترى خطيبي شكله عامل إزاي!؟

هموت وأشوفه عشان أعرف!!

لكن للأسف مكنتش عارفة أشوفه كويس.

أخويا دخل أوضتي، وكان مبتسم، وفرحان.

“بيوصلك سلامه، وهيخلص بكرة إجراءات الورق في المحكمة، وييجي عشان يشوفك”

بدأت بطني توجعني جامد، فهد جاي بكرا أنا مكسوفة جدا، ومش عارفة أعمل إيه؟!

يخلص الليل بسرعة، وبكرا جه خلاص.

رجعوا أصحابي يسألوني عن خطيبي.

” أنا لسة ما شفتوش!”

“خطوبة إيه دي يا ندى!”

” خلاص بقى إسكتوا”

أنا ما أعرفش مين هو جوزي اللي أنا إتجوزته من يومين!!

إنت مين يا فهد؟

أنا شوفت كل قرايبه، وهما شافوني، وهو شاف كل قرايبي، وهما شافوه.

لكن أنا، وهو عمرنا ما شفنا بعض لحد دلوقتي.

الشمس خلاص قربت تغيب، والمغرب بعد شوية.

أنا، واللي إسمه فهد (جوزي) آخيرا هنقعد مع بعض لوحدنا.

ياربي يا ترى هيشوفني إزاي؟

هعجبه؟

طب هو هيعجبني؟

طب إيه اللي هيحصل لو ما إرتحتش ليه؟

طب هيحصل إيه لو كان أكتر من أحلامي؟

هقول إيه؟ وهتصرف إزاي؟

أنا هقعد مع راجل غريب بشوفه لأول مرة في حياتي، مربوطين مع بعض في قدر واحد.

يا ناس إفتحوا الباب!!

واقفة على باب الأوضة اللي جواها شريك حياتي.

رجليا كانت بتترعش، وإيديا كانت بتتنفض، أما قلبي كان واقع في الأرض.

إدخلي يا ندي يلا.

أمي بتحاول تجرأني أدخل، وأخويا كمان، وأنا مش قادرة أتجرأ، وأخطي خطوة واحدة جوا الأوضة.

“هشام يا أخويا قلي هو قاعد على أي كرسي؟”

“هو قاعد على الكرسي الوسطاني قدام الشباك، يلا إدخلى يا ندى!”

أنا بدل ما أدخل كنت عمالة أرجع لورا، وركبي بتخبط في بعضها.

” طب أنا شكلي حلو؟ طب لبسي شيك، وانيق؟

أنا معنديش أي خبرة في إستعمال المكياج!!”

“ياه ياندى إنتي قمر طبعا، يلا سمي الله، وإدخلي لجوزك”.

“عايزة عباية”.

أيوة عايزة عباية، أخبي نفسي تحتها.

“إزاي أظهر لواحد غريب فجأة كده، وأنا لابسة كده، ده راجل أول مرة أشوفه في حياتي”.

أمي فضلت تضحك بتحاول تشجعني.

“طب أنا هدخل معاكي يلا حبيبتي أنا داخلة معاكي عشان تكوني متطمنة”.

ياه لو دخلتي معايا يا ماما هحس بكسوف مضاعف، وممكن اقع من طولي.

روحت تاني قدام الباب، وكنت ماسكة فرشة الشعر في إيدي لآخر لحظة.

إديت الفرشة لأمي، ومسكت أوكرة الباب، وقرأت آية الكرسي، وسميت الله.

فتحت الأوكرة، وبدأت أفتح الباب بهدوء زي الحرامية.

الباب إتفتح شوية صغيرة بس شوفت حد قاعد على الكرسي قدام الشباك، وهو شافني.

نزلت عيني في الأرض فورا، وفضلت على الوضع ده كتير.

قفلت الباب ورايا من غير ما أحس.

في الحقيقة أنا مش فاكرة إن كنت أنا اللي قفلته، بس أنا لقيته مقفول.

مشيت جوا الأوضة بهدوء موطية راسي، ومنزلة عيني لتحت.

مع كده قدرت إني أشوف جسم لابس أبيض.

وقف، وقرب مني، وبيمدلي إيده عشان يسلم عليا، وكان بيتكلم كلام مش واضح عشان كان موطي صوته.

أنا إيديا دلوقتي بقت في إيد راجل غريب!!

كان في بوكيه ورد على الترابيزة، فجأة لقيته في إيدي معرفش إزاي، وإمتي.

يتهيألي إنه شاورلي أقعد على نفس الكرسي اللي هو قاعد عليه.

بلاش قلة أدب.

لكن أنا قعدت على الكرسي اللي جنبه، وفضلت على وضعي.

عدى الوقت، وأنا مكسوفة، ومش بتكلم، ولا برفع عيني، ولا بتحرك، ولا حتى بتنفس أو برمش بعيني.

لسه عيني باصة فى الأرض وكإني ساجدة في خشوع شديد.

متهيألي إن هو حاول يتكلم، حاول يقول أي حاجة.

لكن هو كمان كان مرتبك، ومتوتر جدا.

“مبروك ربنا يبارك في جوازنا، ويسعدنا مع بعض إن شاء الله”

“…… مفيش تعليق”

“مش عارف أتكلم أقول إيه؟ لكن بقى ده كسوف لازم يحصل في اول مقابلة بينا”

“….. بس سجود، وخشوع”

” ده هيروح مع الوقت، لكن بعد كده هنتعود على بعض!!

“…. صم بكم عمي، وهم لا يفقهون”

“طب انا هحاول أكسر الحاجز اللي بينا ده بسبب الكسوف، أنا عارف إنك مكسوفة أكتر مني، ودي طبيعة البنات”

“عشان خاطري حاول تتكلمي، كلميني عن نفسك”

“…. لا حياة لمن تنادي”

السكوت طول والكسوف كمان، وكنت لسة برضوا راسي في الأرض، وكنت شايفة رجليا، وهما بيتنفضوا.

هو كمان أكيد كان شايفها.

وبالنسبة لصوابع إيدي كنت بلعب في طرحتي بيهم بتوتر، وإرتباك كبير.

انا كنت عارفة إن إحنا في الشتا، وكانت درجة الحرارة عشرة ، كانوا قايلين كده في النشرة.

طب انا دلوقتي مش حرانة بس لأ ده انا بسيح!

حرارة… نار قايدة… حريق مالى الدنيا… أنا بدوب!

الراجل اللي قاعد جنبي حاول يتكلم تاني، ويعرفني أكتر عن نفسه.

إتغلب على شعور الخجل اللي جواه، وإتكلم كلام مبعتر، من كل بحر نقطة.

الحاجات دى قالهالي كلها، وفي مدة قصيرة جدا.

الحاجات اللي بيحبها، واللي بيكرهها، وكلمني عن عيلته، وإنجازات عيلته، وحتي أمراضهم الوراثية.

عرفني عن دراسته، ومدرسته، وكان بيدرس إيه في الجامعة.

قالي كمان عن شغله، وقد إيه هو متميز في الشغل.

كلمني عن طبعه، وعن سفره، وعن أصحابه.

كمان كلمني عن علاقاته مع الناس، وعن احلامه اللي جاية.

حكالي كمان إزاي كان بيخطط للجواز، وأزاي كلموه عني.

قالي من يوم ما إتقدملي لحد اللحظة دي.

أما عن رأيه فيا قالي: ” إنتي قمرأربعتاشر”

لا حول ولا قوة إلا بالله….بدأنا حركات العيال؟ قصدي الرجالة؟

هو إنت لحقت تشوفني أصلا!

لكن الكلمة خلتني أضحك، وأبصله من غير ما يحس.

من أولها… يا فتاح يا عليم.

سكت، وما إتكلمتش ما جتنيش الجرأة إني أفتح بوقي.

لكن شوية بشوية بدأت أرفع راسي من وضع السجود، للركوع، للقيام، للتكبير!!

أصلا ده جوزي من حقي أشوفه صح؟

مكنش يهمني اللي بيقوله، لكن يهمني أشوف بيتكلم إزاي.

أنا كنت مركزة في حركاته، وأسلوبه في الكلام.

كنت عايزة أشوفه بيبصلي إزاي؟ وبيشرب العصير إزاي؟وبياكل الكحك إزاي؟

الراجل ده مش حلو زي ما كنت بتمنى، ودمه مش خفيف عشان يلفت إنتباهي.

كمان أول كلام بينا مكانش ده اللي متوقعاه.

حركاته كمان معجبتنيش، وبعض الكلم معجبنيش.

بعد ما عدى حوالي ساعتين من أول مقابلة بينا، حسيت بالزهق، وإتمنيت إنه يقوم يمشي.

آخر نص ساعة في القعدة كانت مملة جدا، وحسيت إن أنا عايزة أنام، وشوية كان هيشوفني بتاوب.

إمتي هيمشي الضيف ده؟ خلاص كنت حاسة إني مش طايقة وجوده.

لما وقف آخيرا، وكان هيمشي حسيت بفرحة كبيرة.

آخيرا إمشي بقى يا أخي

” ها قوليلي شوفتيني إزاي؟ إيه رأيك فيا؟”

“هقولك بعدين”

” قوليلي دلوقتي عشان أمشي، وأنا متطمن”

يا عم قلتلك بعدين إمشي بقى، وإرحمني.

“بعدين هقولك”

“ماشي أنا بتمني أكون عجبتك زي ما إنتي عجبتيني”

أنا هشكر أمي أوي على حسن إختيارها.

لا والله ده إنت مصدق نفسك يعني.

عند الباب مدلي إيده تاني، وسلم عليا بحرارة.

وآخرتها معاك بقى!!

” الحمد لله، أنا دلوقتى متطمن، هتصل بيكى بكرا، أنا عايز نقرب من بعض بسرعة”

الناس  ناموا يا عم، يا ريت متتصلش.

ودعنى وداع كبير، وبعد كده مشى.

قفلت الباب، ودخلت جوا، وروحت على المطبخ اللى قاعدة فيه ماما، ومستنيانى على أحر من الجمر.

” ها يا بنتى، طمنينى، عريسك عامل إيه؟”

كنت حاسة إن أنا مخنوقة جدا، أنا مرتحتش خالص للمخلوق ده، بالعكس ده أنا حسيت إن أنا مش طايقاه خالص.

“ماما، هو مش مناسبنى نهائي”

الإبتسامة اللى كانت مرسومة على وش ماما بدأت تختفى، وتتحول لقلق.

“إيه؟”

“أنا عجبته يا ماما، لكن هو معجبنيش خالص”

” دي البداية، ماتحكميش على الموضوع من أول مقابلة، اللي جاي أكتر من اللي رايح”

مقابلة تانية مع البني آدم ده؟!!!

أنا مش عايزة أشوفه تاني.

ده ما يناسبنيش هو مش شبه فارس أحلامي اللي أنا كنت بتمناه!!

فهد… هو إنت فعلا جوزي؟!

هو أنا فعلا هشوفك مرة تانية؟!

ده انا ما صدقت خلصت من المقابلة الأولى.

فهد أنا ما إرتحتلكش.

أنا بعتذر لكن نفسيتي مش قابلاك.

يمكن إنت إرتحتلي، وإتشديتلي، لكن ده مكانش إحساسي وأنا معاك.

إيه المصيبة اللي حطتني فيها دي يا بابا؟

فهد …. مترجعش.

بترجاك ماتتصلش، ولا تفكر فيا، ولا تقرب مني.

خلاصة الموضوع لو سمحت طلقني.

شوية إنبساط من التفكير فى الأوهام، زي شوية فاكهة، حلوة، ومفيدة.

تاني يوم للمقابلة الأولى، روحت الجامعة بتاعتي، وأنا هموت من الحزن.

من غير ما أحس فضلت أعيط قدام واحدة من صحباتي.

” ندى كفاية عياط عشان خاطري”

إزاي تحكمي عليه كدا من أول مقابلة؟”

“صدقيني، يا اشجان ده بني آدم مش مناسب ليا خالص، ومش شبه أي حد من اللي أنا كنت بحلم بيهم”

“صدقيني يا أشجان ده شخص مش مناسب ليا، ده مش شبه أي حد من فرسان أحلامي!”

” يا بنتي فرسان إيه، وأحلام إيه اللي إنتي بتتكلمي عنهم!

لو إتكلمتي مع أي واحدة مرتبطة هتقولك إن خطيبها مش هو فارس أحلامها.

الكلام ده في الأحلام وبس، لكن الواقع، وكلام العقل إننا ندور على الراجل اللي بجد، ويكون عنده دين، وأخلاقه كويسة”

“أنا ما قلتش حاجة عن دينه، ولا عن أخلاقه.

بالعكس هو ملتزم جدا، وأخلاقه طيبة، بس طريقته في الكلام، وطريقة تفكيره، وحتي لما كان بياكل، أو بيشرب ما عجبتنيش.. أنا مش مصدقة إن ده جوزي، أنا مش عايزة زوج كده.

أنا كنت محبطة، ومتضايقة جدا، ومن حقي إن أنا أتضايق.

حلمت بحاجات، وإتمنيت حاجات، ولقيت إن الواقع حاجة تانية خالص”

أشجان قعدت تشجعني، وتواسيني، وتحكيلي عن صحباتنا، ومعارفنا اللي حصل معاهم نفس اللي حصل معايا.

هما كانوا رافضين يكملوا، وبعد كده شوية شوية إتعودوا على عرسانهم..!

هتشوفيه مرة ورا مرة، ومكالمة تليفون بعد مكالمة، وهتتعودي عليه.

اللي إنتي حاسة بيه دلوقتي بيحصل مع البنات كلها مهما كان العريس.

سابتني، ومشيت، وأنا فضلت أفكر كتير، تفكير إسود.

ليه يا ربي حكمت عليا بواحد زي ده؟

أنا من حقي يكون جوزي أحسن من ده.

راجل مختلف، راجل زي ما كنت بتمنى…

يا قدري… كفاية مرار يا قدري…

يا قدري كفاية حسرتي، وقهري…

ليه مستخسر تفرحني يا قدري…؟

أنا إنسانة زيي زي باقي البشر…!

ياقدري حيلي إتهد…يا مرار حياتي من اللي على قلبي حط.

يا أمي إبعدي عني الهموم إبعديها…

قولي على بنتك….. سلام!!!

يتهيألي إن أنا أكتر واحدة في الدنيا متحسرة.

ليه ربنا إبتلاني بالراجل ده؟

بلدنا مفيش أكبر منها…، وفيها رجالة كتير، معقولة دي!! مفيش راجل منهم، راجل واحد بس يكون زي ما بتمنى..؟!

بس راجل أخلاقه عالية خريج جامعة، وشكله حلو، ودمه خفيف، وبيتكلم بأسلوب راقي!

إمبارح قلي إنه هيتصل بيا النهاردة، وده خلاني ماسكة التليفون في إيديا من الصبح!

الساعة بتخلص، وراها ساعة، وكل شوية ابص على تليفوني، يكون رن، وأنا ماسمعتش.

لا جاتني منه رسالة، ولا رنة، خطيب إيه ده؟!!

أنا فاكرة كويس إن الرسايل كانت بتيجي لأختي من خطيبها زي المطر، أيام ما كانت مخطوبة، وكان تليفونها مليان رسايل لحد ما بقى هينفجر!

يعني إيه أنا أتنسي كده؟!

رجعت للبيت زعلانة، ومهمومة، قعدت قدام مكتبي، وحطيت التليفون قدامي…

الساعة بقت إتناشر بالليل، وبرضوا ما إتصلش…جوزي في زمة الله!!

طيب راحت عليه نومة، ولا نسي إنه بقى خاطب!

حسيت بغيظ كبير، وبعدت التليفون عني.

قعدت أفكر في أي حاجة تانية عشان أعرف أنام.

الساعة إتنين ونص حسيت إني بنام خلاص، ودخلت في سريري.

قبل ما أحط راسي على المخدة، قلت أبص على التليفون مش هيجرى حاجة.

إتفاجأت بمكالمة فايتة من فهد!!

لقيته متصل من نص ساعة، وأنا كنت بعيدة عن التليفون، وكانت الساعة إتنين صباحا.

قلت في عقلي معقول لسة فاكر تتصل، طب ما لسه بدري، ليه مستعجل كدا!!؟

قفلت تليفوني، ونمت، وأنا مبسوطة شوية.

على الأقل إفتكر إنه له واحدة مستنية منه مكالمة..

تاني يوم كلمني بالنهار، وكانت المكالمة قصيرة، وما خدتش نص دقيقة.

هتصل بيكي بالليل، قبل الساعة إتناشر!!

صبرني يارب.

إستنيت مكالمته اللي وعدني بيها.

لازم أجهز الكلام اللي هقوله، وأسمع كويس هو هيقولي إيه.

هحاول أدقق في أسلوبه في الكلام، وهديه فرصة تانية.

ياه… إمتي الليل ييجي..!

في العصرية إتجرأت، وبعتله رسالة قصيرة، وقلتله إني مستنية تليفونك.

بعت الرسالة، وفضلت مستنية يرد عليا.

إستنيت، وإستنيت، وإستنيت.

ياربي.. طب هو فين؟ إيه كمية الطناش دي؟ من أولها كده؟!!

يا سيدي طب يعني إضحك على عقلي شوية، ده أنا مراتك، ولا مكسوف مني؟

بعد كام ساعة جالي الرد، ولا كإنه شاف رسالتي.

يارب يا مسهل.. خير، وبركة.. على الأقل ما طنشنيش..!

آخيرا الساعة قربت على إتناشر بالليل.

آخيرا جاتلي المكالمة المنتظرة.

إزيك يا ندى، عاملة إيه يا مراتي يا حبيبتي؟

الله الله حبيبتي كده حتة واحدة، يا عيني على الكلام الرايق، أيوة كدا، خليني أحس إني مخطوبة.

“الحمد لله أنا كويسة، إنت عامل إيه؟”

الحمد لله بخير، ومبسوط إني سمعت صوتك!

إتكلم شوية كلام رجعولي ثقتي في نفسي شوية.

بعدين قال: “مش هطول عليكي في الكلام في التليفون.

أنا بس حبيت أتطمن عليكي، وأسمع صوتك… عايزة حاجة؟”

كدا أوام، يعني مستعجل ليه في إيه عندك أهم مني.

يا راجل أول مرة تكلمني في التليفون، وتزهق بسرعة كدا؟

حسيت بإحباط بعد ما قالي كده، أصلا مكانوش عشر دقايق دول اللي كلمني فيهم.

قال: “عندي شغل الصبح بدري، وداخل أنام، إنتي عايزة حاجة؟ قولي ما تتكسفيش!!”

لا سلامتك.. بس لو مفيهاش إزعاج إيه رأيك تطلقني؟

” عايزة سلامتك شكرا”

“طيب سلميلي على أبوكي، وأمك، وإخواتك”

“الله يسلمك”

“تصبحي على خير”

“وإنت من أهله… مع السلامة”

بس كدا، هو ده كل اللي عندك؟

أنا فاكرة أختي، وصحباتي كانوا بيقعدوا بالساعات يتكلموا مع عرسانهم على التليفون!!

هو إنت عريس إزاي يا فهد؟!!

لا رسايل، ولا مكالمات زي كل الناس.

إيه البرود اللي إنت فيه ده يا أخي.

من أولها كده أومال بعد كده هتعمل إيه؟

قبل ما أنام بعتله رسالة شكر على بوكيه الورد الجميل اللي كان جايبه معاه، يمكن يتحرك الصنم.

لحد عصر تاني يوم، وأنا مستنية يرد على رسالتي بأي حاجة، أو يقول حاجة تانية.

لكن إتصل عشان يستأذن ييجي عندنا الليلة دي بعد المغرب.

بطني وجعتني جامد، وفضلت قاعدة في الحمام وقت طويل من التوتر، والقلق.

أنا ليه بخاف كدا، ده خطيبي، ليه بتوتر كده.

كإن عندي إمتحان شفوي قدام وزير التربية، والتعليم!!

يتهيألي إن الإرتباك، والتوتر حاجة عادية في المواقف دي.

قبل المغرب روحت الكوافير، ودفعت دم قلبي، كل ده عشان أعجب أستاذ فهد، والمهر خلص، وإتبخر.

لكن حسيت إني مبسوطة، شعري الهايش محتاج مجهود كبير عشان يتفرد.

أنا كمان معنديش أي خبرة في إني أحط مكياج لوحدي.

طالما قال عليا قمر خليني أبقى قمر فعلا، ولما يشوفني أعجبه.

إبتسمت إبتسامة واسعة لما بصيت في المراية على وشي، وشعري قبل ما أمشي من الكوافير.

حلال عليهم الفلوس اللي خدوها، والله شكلي يجنن.

بعد كده روحت على البيت، وجهزت للقعدة بتاعتي أنا، وعريس الهنا.

حضرت الكيك، والعصير، والشيكولاتة، والبسكويت، والقهوة، والشاي.

كفاية كده اوي الراجل جاي يشوفني، مش جاي يتخن عندي.

فضلت واقفة على صوابعي من التوتر، والإرتباك، ودماغي شغالة.

يا ترى هكون مبسوطة النهارده بعد ما يمشي، وهو هيكون مبسوط بعد قعدتنا دى مع بعض؟

يا ترى كان مبسوط مني المرة اللي فاتت، ولا حس إن دمي تقيل؟

ياترى، وأنا بتكلم معاه كنت بتكلم بطريقة كويسة؟!

هو هيكون دمه تقيل زي أول مقابلة.

ياترى هعجبه النهارده، ولما يمشي هيفتكرني؟

الصراحة أنا نسيت شكله، يا عالم هفتكره، ولا هتلخبط؟

آخيرا رن جرس الباب، وكان فهد اللي على الباب.

قلبي فضل يدق جامد، لدرجة كبيرة!!

دخل فهد أوضة الإستقبال بتاعتنا.

بسرعة مدلى إيده عشان يسلم عليا!

ياه هو إنت لسه فاكر؟!

المرة دي كان ناصبلي فخ، قعد على الكنبة الكبيرة، وكانت بعيدة عن الكراسي شوية.

شاورلي على الكنبه جنبه، وقال: “إتفضلي إقعدي”

عايزني أقعد جنبه، وأنا سمعت كدا، ووشي بقى قايد نار.

قعدت جنبه، وخلصنا، لا مخلصناش!!

هو الضيف لما بييجي مش بيسلم مرة واحدة بس، مش كدا؟!

لكن أنا جوزي المستقبلي مدلى إيده تاني عايز يسلم من أول، وجديد.

أنت إستحليتها، ولا إيه، مش هينفع كدا.

المرة دي كان حالف ما يسيبش إيدي، فضل ماسكها.

أنا بقى في الوقت ده كنت في شدة الكسوف، والتوتر، كان هيجيلي سكتة قلبية!!

لكن أنا قلبي جامد قدها، وقدود.

جوزي خد إيدي اللي جوا إيديه، وقربها عليه.

“بلاش الكسوف ده إنتي دلوقتي مراتي”

بعد ما خلصت الحالة المرضية الشديدة، إستقرت حالة المريضة، قصدي المخطوبة.

قال خطيبي: “نرجع نكمل كلامنا بقى”

أنهي كلام اللي هنكمله، هو إحنا لسة فتحنا بوقنا؟!!

“تحبي نتكلم عن إيه يا ندى؟”

“اللي إنت عايزه”

يعني بالله عليك هحب نتكلم في إيه؟

طبعا عن خطوبتنا، وجوازنا، هو ده محتاج سؤال؟!

“طب إيه رأيك نتكلم شوية في السياسة؟”

حلو أوي ده اللي كان ناقص روح يا شيخ، سياسة إيه اللي هنتكلم فيها دي.

الله يهديك!

“تمام… تعرف إيه عن السياسة؟”

خطيبي ما صدق، وقعد يتكلم زي ما أكون في محاضرة طويلة عن السياسة، والدين، والأحزاب.

يا راجل هما قالولك عني مين هو أنا أولبرايت، ولا هدى شعراوي، أنا حتى مش عارفة إسمها كدا صح، ولا غلط.

بقيت أبصله، وهو بيتكلم، وحاسة بملل، وزهق كبير.

أنا ما بحبش أتكلم في السياسة مع أي مخلوق، فما بالكم لو كان خطيبي كمان.

خلص كلام آخيرا عن درس السياسة.

حمدت ربنا إنه سكت، سكوته أحسن.

روحت المطبخ أجيب صينية الكيكات، والمشروبات عشان أقدمها لجوزي السياسي.

مش بيقولوا أقصر طريقة لقلب جوزك معدته، طيب لما أشوف.

خطيبي اكل شوية، وقال: “ها هنتكلم في درس إيه دلوقتي؟!”

يا عمنا قالولك إن إحنا قاعدين في مدرسة، طيب هتديني تاريخ، ولا جغرافيا.

إيه رأيك بقى إن أنت خلاص هتجنني!

“إنت بتحب الشعر؟”

“لأ”

ياه طب وبعدين بقى معاك، يعني حتى لو مش بتحبه، قول أيوة عشان تراضيني، ألف كام كلمة عشاني، أو قول حاجة تكون حافظها، إحنا عندنا الشعرا كتير.

بيقولوا إن الخطوبة بتخلي الواحد شاعر غصب عنه!!

قلت: “طيب إنت هواياتك إيه، إهتماماتك”

“كرة القدم”

لا حول ولا قوة إلا بالله، ياريتني ما سألته، كويس كدا؟!

دخل خطيبي في حصة عن الرياضة، وفضل يكلمني عن فريقه، وإنجازات فريقه، والبطولات اللي حققها فريقه!

ياربي أنا إيه اللي بلاني البلوى دي.

انا أصلا لا بطيق الكورة، ولا لعب الكورة، شايفاك مندمج، ومبسوط، وإنت بتحكي، طيب أنا هوريك!

قاطعته في الكلام، وقلت: “أنا أصلا ما بحبش كورة القدم.

خد الكلام مني مباشرة، ومتهيألي إنه حس، وإتحرج شوية، وسكت.

“عندك حق كورة قدم إيه دلوقتي، أنا قدامي كورة قمر قاعدة معايا خلينا نتسلى مع بعض”

قعدنا نتكلم انا، وفهد في حاجات كتير.

عدت علينا ساعات كتير، وإحنا بنتكلم.

طبعا كان تسعين في المية من الكلام هو اللي بيتكلم.

يا أخي إسكت شوية، إديني فرصة أسمعك صوتي.

رغم إني كنت محضرة حاجات كتير على الصينية، هو كل حاجة بسيطة منها، وبس.

ممكن يكون خطيبي مش عاجبه الحاجات اللي أنا محضراها، ولا يكون متعشي، ومش قادر يحط حاجة تاني في بوقه.

“أنا حاسس إني جعان”

أكيد طبعا هتجوع بعد كل الرغي ده!

“فعلا إنت جعان؟”

أيوة أنا ما كلتش حاجة قبل ما آجيلك.

يا خبر الراجل عايز يتعشي معايا، وأنا بعبطي معملتش حسابي، وقال حطاله كيك، وبسكوت، وهو أصلا جعان، ياه على عبطي.

“طيب بص أنا هطلبلنا عشا من برا”

“ياه لأ مفيش داعي”

“لأ هطلب عشا أنا أصلا جعانة”

أنا أصلا ما كانش عندي وقت أفكر أعمل أكل، الكوافير خد مني وقت كتير.

“طيب لو كنا هناكل سوا ماشي”

خرجت لأخويا، وقلتله يطلب عشا.

طب انا كنت أعرف منين إنه جاي من غير ما يتعشى، وبعدين أنا أصلا ما بحبش أطبخ.

كل مرة أطلب أكل من مطعم شكل، وهتعدي.

لما الأكل جه كل لقمتين، وشبع.

يمكن كان مكسوف مني، يا أخي كل عشان أنا آكل، إنت مش واخد بالك إني لسه جعانة؟!

بعد ما إتعشينا قعدنا نتكلم كلام كتير.

هو كان بيتكلم، وانا بسمعه، ومركزه معاه.

دلوقتي أنا بقيت جريئة قدامه أكتر من الأول، وأقدر أبص في عينيه، وإحنا بنتكلم.

عينييه حلوة أوي.

أيوة حلوة، إنتوا مالكوا، جوزي، وبتغزل فيه، حد عنده إعتراض؟!!

بصراحة كمان مناخيره جميلة أوي.

بإختصار أنا لأول مرة أكتشف إن جوزي حلو.

جبينه عريض، وعينيه واسعة، ومناخيره طويلة، وصغيرة، وإبتسامته حلوة.

إحنا من عاداتنا لازم نحلي بعد العشا.

طلبت من أخويا يشتريلي تورتاية، وجابلي واحدة شكلها يفتح النفس، بس كان متقطع عليها فراولة، وانا ما بحبش الفراولة، ماشي يا هشام بقى كدا؟!

قطعت التورتة، وعملت طبق لفهد، وإدتهوله، خده مني، وشكرني.

كنت لسه هحط الشوكة في الكيكة اللي في طبقي، لقيته بيمدلي شوكته، وعايز يأكلني في بوقي.

“أولا مراتي الحلوة تاكل دي من إيديا”

إيه… بتقول إيه؟ أنا ما سمعتش!!

كان مستني أفتح بوقي، وأكلها.

ياربي… بلاش دلع، ومياصة.

قالولك عني عيلة صغيرة عشان تأكلني في بوقي، وكمان الشوكة بتاعته كان فيها فراولة، وأنا ما باكلش الفراولة.

نزلت راسي في الأرض من الكسوف، وقفلت بوقي.

لكن فهد كان مصر على إني آكل من إيديه.

يلا يا ندى بلاش كسوف، إفتحي بوقك، أنا جوزك، يلا.

طيب هاكلها بس إنتوا ما تبصوش عليا، بالله عليكم غمضوا عينكوا كلكوا.

أول مرة يعني تشوفوا واحد بيأكل خطيبته؟!!

ياه إضطريت أبلع الفراولة عشان ما أحسش بطعمها.

إيه بتبصولي كده ليه؟! إوعوا تكونوا مستنين مني إني أأكله في بوقه انا كمان، لأ طبعا ده بعدكوا.

طبعا ما أتجرأتش إني أعمل زيه، بس بعد شوية حسيت بوجع في معدتي.

أكيد بسبب الفراولة، الله يسامحك يا هشام.

فهد قام عشان يمشي بعد سهرة طويلة قضيناها مع بعض.

فهد سألني: عيزاني أجيلك تاني إمتى بكرا، ولا بعد بكرا؟

ياه بسرعة كده عايز تيجي؟ هو إنت ما زهقتش مني؟

” الأحسن بكرا”

فهد إبتسم، وكان مبسوط.

لأ يا أخويا متفكرش إن أنا ملهوفة عشان أشوفك تاني بكرا.

كل الحكاية عشان فلوس الكوافير متروحش هدر، قولت أستغل بكرا كمان، ومش هغسل شعري لحد ما تيجي، وتمشي.

مشي فهد، وهو بيوعدني إنه جاي تاني بكرا إن شاء الله….

بعد ما مشي فهد، لقيت أمي بتسألني، وكانت قلقانة: “ها قوليلي ياندى إيه رأيك فيه؟”

“يا ماما يا حبيبتي واحد جه للدنيا قبل ما أنا آجي بكذا سنة، وعاش سنين طويلة، وأنا ما كنتش أعرف عنه حاجة.

فجأة بقى جوزي، وبقى ليه حقوق كتيرة عندي، وواجبات لازم أعملها.

إزاي عايزاني أقول رأيى فيه بعد ما قعدت معاه مرتين بس؟!”

“فعلا يعني ما تقدريش تقوليلي أي حاجة عنه؟!”

” أيوة يا ماما، ومقدرش أقرر هكمل معاه، ولا لأ.

إلا بعد ما أقعد معاه كذا قعدة، وعلى أقل من مهلي، ده جواز مش لعب عيال!”

أمي كلامي مخلهاش تتطمن، وفضلت قلقانة عليا.

تاني يوم الصبح سألتني أشجان صاحبتي: “ها قوليلي عريسك أخباره إيه؟ بدأ يتغير شوية؟”

كنت مش عارفة أقولها إيه محتارة، يمكن أكون فعلا حكمت عليه حكم ظالم في أول مقابلة.

لكن ممكن زي ما سمعت من أمي، وناس تاني كتير إن اللي حصل معايا كان طبيعي بالنسبة لواحدة بتقعد مع جوزها لأول مرة في حياتها.

” بصي هو شكله طيب، وشكله الخارجي جميل، بس أنا هديه وقت عشان يثبتلي فيه إن كان يستحقني، ولا لأ”

اشجان قعدت تضحك على كلامي، وأنا حسيت بالكسوف.

“والله يا ندى كل ده هيعدي، وهتتعودي عليه، عشان ربنا خلاه من نصيبك”

هو فعلا ده ممكن يحصل؟

ممكن كل الخطاب يحبوا بعض، ويتعودوا على بعض؟

هو صحيح لازم يحبوا بعض؟

أنا ممكن أحب فهد في يوم من الأيام؟!

لما قرب الليل ييجي، وفهد كمان على وصول، برضه معدتي إتقلبت، وكنت عايزة أعيط من كتر الخوف، والقلق.

وقفت قدام المراية أظبط مكياجي، وأضيف حاجات، وأمسح حاجات.

بحاول أكون شكلي جميل، إمبارح كنت صاروخ، ولازم أبقى زي إمبارح.

والله أنا تعبت بسببك يا فهد، إنت تيجي على الجاهز، وأنا أفضل أحط في ميكب، وأشيله، وأحط غيره، الله يقطع اللي إخترع الميكب، وطلع عينينا.

ليه لازم الواحدة تحط ميكب؟ ليه؟!

أنا بحسد الرجالة دول، يادوب يلبسوا هدومهم، وشكرا.

آخيرا بعدت عن المراية، وجريت على ماما.

” ماما إيه رأيك”

إبتسمت أمي، وقالت: “قمر”

حسيت بسعادة، ورضا، وكانت ماما بتجهز العشا عشان الضيف الغالي!

إنتوا عارفين أنا مبحبش المطبخ، ولا بعرف أطبخ، ربنا يباركلي في أمي.

شوية، وعريسي جه، طبعا أنا كالعادة كنت متوترة، بس مش زي قبل كده.

بس الحاجة اللي زودت التوتر إنه المرة دي كان جايبلي هدية معاه.

يا سلام أهو كده العرسان، ولا بلاش.

“الهدية دي ليكي”

خدت منه الهدية، وكنت مكسوفة أوي، وحاولت أبتسم إبتسامة خفيفة.

حتى مقدرتش أقوله شكرا على الهدية.

بصراحة مكنتش عارفة أقول إيه، على كل حال أبقى أشكره بعدين.

إتكلم كالعادة في حاجات كتير، لكن ما لفتش نظره شكلي، أو لبسي.

يعني لا قلتلي قمر، ولا شمس، ولا أي حاجة.

شكلي النهاردة معجبتكش.

أنا لازم آخد كورس في الميكب.

المرة دي كنت محبطة جدا مش بس عشان أنا ما لفتش نظره، لأ ده كمان ما طلبش مني أقعد جنبه، ولا أكلني الكيكة في بوقي زي المرة اللي فاتت، ولا حتى إتكلم عن حياتنا مع بعض.

الأستاذ كان بيديني محاضرة عسكرية!

شكل الراجل زهق مني خلاص، ولا عشان كان لسه عندنا إمبارح، ومالحقتش أوحشه؟!!

أقولك حاجة يا فهد، يا إما تقولي كلام حلو، يا إما أطلع أنام أحسن لي.

إنت بقى خليك مع جيشك، وعساكرك!

وقفت بالساعات قدام المرايه، وضيعت اليوم كله عشان أسمع منك كلمة حلوة.

الليلة دي هو ما نطقش بكلمة واحدة تبل ريقي!!

عدت ساعات، وهو بيتكلم في حاجات متهمنيش أصلا إني أسمعها.

كل اللي كان نفسي أسمعه كلمة حلوة، أو يعاكسني بغمزة.

لما بقى فقدت الأمل إني أسمع كلمة منه، قررت إني أخليه يقولهالي غصب عنه!!

إستنيته لما خد إستراحة شوية من الكلام، ده كان شغال كلام زي الراديو ما بيفصلش.

بشوية دلع قلتله: “قلي إيه رأيك فيا؟ أنا إيه بالنسبة لك؟!”

فتحت وداني على آخرها عايزة أسمع رأيه هيكون إيه فيا.

يهمني أوي إن أنا أعرف إنطباعه عني إيه؟ وشايفني إزاي؟!

أكيد هو كمان بيسأل نفسه: “رأي ندي فيا إيه؟!”

فهد رد، وقال: “بصي يا ندي إحنا قدامنا وقت، وهنعرف بعض أكتر، وكمان هنعرف عن بعض كل حاجة.”

عارفة والله مش محتاجة تعرفني، كل اللي محتاجة أسمعه رأيك في شكلي.

يا ترى شايفني حلوة، ولا مش حلوة؟!

قلت:” طبعا أكيد بس انا عايزة أعرف من ساعة ما شوفتني لحد دلوقتي، إنطباعك عني إيه؟!”

قمر مش صح!

قال: “أولا أنا ما يهمنيش المظاهر، ولما طلبت من أمي تشوفلي عروسة، فهمتها إن أنا أهم حاجة عندي عروستي تكون أخلاقها كويسة، وأهلها تعبوا في تربيتها”

تمام إنت كدا بتمدح فيا، وفي أخلاقي، طب كويس.

تابع كلامه، وقال: “يعني أهم حاجة عندي الأخلاق، وبعدين الجمال.

بمعنى الأخلاق عندي مهمة بنسبة تمانين في المية، والحلاوة بنسبة عشرين في المية تبقى زي الفل بالنسبة لي”

إيه ده يقصد إني حلوة بنسبة عشرين في المية بس؟!

الجملة دي ضايقتني أوي، بس دي ولا حاجة في اللي قاله، بعد كده.

قال: “الأخلاق هي اللي بتخلي الواحد شكله حلو، وجميل على رأي المثل( القرد في عين أمه غزال)”

إيه بتقول قرد، يعني تقصد إن أنا قرد، والله إنت ما عندكش ذوق، عليك، وعلى تشبيهاتك!!

قال: مش كدا برضوا؟

إيه البجاحة دي؟ هو إنت عايزني أأكد كلامك؟

أنا هوريك يا فهد يا إبن أم فهد، أنا مش هعدي الإهانة دي، يا قليل الذوق.

كان واجب عليه ينقي الكلام اللي هيقولوا في أوضة مقفولة على إتنين مخطوبين، وبيشوفوا بعض لتالت مرة بس.

أنا مش عارفة إذا كان المثل اللي قاله ده خرج من بوقه من غير قصد، ولا كان بيلفت نظري لحاجة!!

بس أنا مش هقبل، ولا هعدي الكلام ده.

إيه العلاقة بين إني أقوله إيه رأيك فيا، وهو يقولي المثل ده!! فهموني إنتوا؟

إتكلمت بغضب: “والدب في عين مراته حصان”

يلا واحدة بواحدة، هو اللي جابه لنفسه.

طبعا أي حد هيفهم معنى الكلام، عشان كده فهد بصلي أوي، وقال: “أنا ما أقصدتش ازعلك، أنا كنت بقول مثل بس”

قلت بعند “ولا أنا كمان ما قصدتش حاجة، أنا كنت بس بضرب مثل”

بقى بذمتك ما لقيتش غير المثل ده عشان تقولهولي في الوقت اللي كنت مستنية أسمع كلمة حلوة منك؟!

يا أخي ياريت تنتبه على كلامك بعد كدا.

لما إنت بتقولي كده دلوقتي، أومال لما أبقى في بيتك هتقول إيه؟!!

المرة دي سكتنا كتير إحنا الإتنين، ومش عارفين مصير حياتنا هيبقى إزاي؟!

فهد حاول يعدي الموقف، إبتسم، وقال: “دي مجرد أمثال، بس القصد في كلامي إن الأخلاق الطيبة ممكن تغطي على أي حاجة تانية في الواحد.

ربنا يوفقنا، ويباركلنا في جوازنا دايما بإذن الله”

تناسيت أنا كمان موضوع القرد ده، بس ما نسيتوش، وإتماشيت معاه في الكلام.

بس الكلمة لسة مغروسة في قلبي عمالة تشكشكني زي الدبوس.

أنا فعلا مقدرش أنسي الكلمة دي، ده أول مثل يقوله فهد جاوب بيه عليها، وأنا بقوله إيه رأيك فيا!!

بالله مش دي حاجة توجع القلب حتى لو كان ما يقصدش!!

إن حصل، وعشنا مع بعض، ولا خمسين سنة ممكن تنسيني جملة القرد في عين أمه غزال!!

أنا هخليه يدفع تمن الجملة دي لحد ما يعجز.

جملتين مش شبه بعض خالص عمالين يتخانقوا جوا دماغي، إنتي قمر، والقرد في عين أمه غزال.

كان فهد بيتكلم كالعادة، وانا كل كلامه كان بيدخل من ودن، ويخرج من التانية!!

مكنتش عارفة أفكر في الكلام اللي بيقولوا، وكانت دماغي مشغولة بالجملتين دول.

تفتكروا هنسي، لا والله عمري ما أنسي، وهتفضل الجملة دي زي مسمار جحا في حياتنا جوا قلبي.

كنت مستنية منه أي حاجة تنسيني وجع المسامير.

فجأة بدأ فهد يقرب مني لحد ما لزق فيا.

إيه خير إن شاء الله إنت رايح فين؟!!

راحت كل الأفكار اللي كانت بتلعب في دماغي، وركزت بس على قلبي اللى زادت ضرباته، وجسمي كله قشعر.

فهد مسك إيدي، وإبتسم وهو مركز في وشي.

طبعا أنا بسرعة نزلت راسي في الأرض من كتر الكسوف

يا عم إبعد شوية، وما تبصليش بالشكل ده، أحرجتني.

“ندى أنا بحبك؟”

رفعت عيني بسرعة، وبصيت في عينيه، ورفعت حواجبي، وكنت مستغربة اوي، ومتفاجأة!!

بتحبني لا والله من إمتى بقى، إوعى تقول من أول نظرة، ولا لأ من تاني نظرة عشان كانت أطول.

إلعب بعيد يا شاطر، قال بحبك قال!!!

هو إنت لسة عرفتني عشان تحبني؟!!

لأ ده فعلا الرجالة دول تعالب!!

بيتهيألي إنه كان مستني مني ارد عليه.

لكن أنا إكتفيت إني وديت وشي الناحية التانية، مع إبتسامة ملهاش معنى غير إني مش مصدقاك.

لسه فهد ماسك إيدي بين إيديه.

إذا سمحت يعني بعد إذنك سيب إيدي أحسنلك.

فهد بدأ ياخد إيدي، ويشدها عليه لحد ما لمست شفايفه.

شيلت إيدي بسرعة، وكنت مرتبكة، ومتوترة، وبصتله، بصة تهديد، ولوم.

إزاي يتجرأ يعمل كده؟!

طب والله هقول لبابا، وهو يشوف شغله معاك.

إنت فاكر نفسك مين؟!!

التوتر، والإرتباك ملوا الجو، وكنت شايفة الإحراج على وشه قبل ما أبعد وشي عنه خالص.

إتكلم فهد، وكان مرتبك خالص: “على فكرة إنتي مراتي، وشوية شوية هنتقرب من بعض أكتر”

أيوة تقصد إيه يعني، يلا قوم روح على بيتكم بدل ما تشوف مني اللي عمرك ما شوفته.

سكوتي اللي طول، وعيوني اللي بعدت عن عيونه، وأنفاسي اللي إرتبكت، والتوتر اللي إحنا الإتنين كنا فيه، كل ده خلاه يقرر إنه يمشي آخيرا.

“تمام… أنا ماشي”

كان خارج على الباب خلاص، وقال: “هتشوفي يا ندى الأيام اللي جاية هتقربنا من بعض إزاي؟ وعلاقتنا هتقوى إزاي؟!”

كرهت نفسي، وكرهته أوي المرة دي.

وفى لحظة فقدت أعصابي، وقلت لماما:” الراجل ده جريء أوي، هو فاكر نفسه إيه؟! إزاي تجوزوني راجل زي ده؟!!”

أمي حست بقلق جامد عليا، وشوفت على وشها أسئلة كتير عايزة تقولهالي.

قالت: “ليه بس بتقولي كدا؟ إيه اللي حصل؟!”

عينيا كانت مليانة دموع، حبستها عشان أمي ما تشوفهاش.

“مفيش حاجة أنا هديه فرصة أكبر عشان يقنعني إنه مناسب ليا، وإلا يبقى كل واحد مننا في طريق”

روحت أوضتي، وقعدت أعيط عياط جامد.

أيوة هو قالي بحبك، وباس إيدي، وكل ده ممكن يخلي أي بنت مبسوطة، وفرحانة إنها خطفت قلب خطيبها، بس انا كنت متضايقة جدا، ومش طايقاه.

أنا متأكدة إن الكلمة دي طلعت من طرف لسانه، ومش من قلبه، ولما باس إيدي كانت برضوا من طرف شفايفه، ومش من قلبه.

دي أمور حد من أصحابه عنده خبرة أكيد قاله يعمل كده، عشان يكسب قلبي.

لأ يا أستاذ مش بالساهل كدا، لو فاكر إني هحبك، وأرضى أكون معاك بس عشان قلتلي بحبك من ورا قلبك، وإنت لسه عارفني من كام يوم، تبقى غلطان.

كمان هفضل شايفاك كداب لحد ما تثبتلي العكس في يوم من الأيام.

لو كان إتجوز أي واحدة كان قالها بحبك يا فلانة.

هو لازم، وأكيد إن فهد يحب البنت اللي إرتبط بيها؟!!

في يوم تاني كنت أنا، وهو على ميعاد نتقابل، بعد الليلة السودة بكام يوم.

كنا طول الفترة اللي فاتت بنتكلم في التليفون، وبيبعتلي رسايل.

كنت بحس بسعادة، وفرحة كبيرة لما ألاقيه باعتلى بيت شعر رومانسي.

أنا عارفة إن مش هو اللي كاتبه، لكن طالما بعتهولي كإنه كاتبه عشاني.

دي أفكار بتدور في دماغ البنات، إحنا بنعشق الكلام الجميل.

بالرغم إننا عارفين كويس جدا إنه مجرد كلام.

الأيام اللي فاتت دي، وإهتمامه بيا اللي واضح من إتصالاته، ورسايله الكتير.

قلبي بدأ يهدى، ويحن شوية.

يمكن فعلا فهد حبني، ومشاعره دي حقيقية.

حبيت اجهزله ليلة حلوة، ومميزة، عديت على محل الورد، وإخترت بوكيه ورد ألوانه تجنن.

روحت على البيت، وحطيتها على الترابيزة، قدام المكان اللي عادة بيقعد فيه فهد.

طبعا قضيت باقى الساعات قدام المراية عشان أظبط شعري، وأحط ميكب مناسب.

الموضوع ده كان أصعب، وأرخم حاجة بعملها عشان فهد.

مع إني المرة دي بالذات كنت مبسوطة، وانا بكوي شعري، وأحط ميكب، ومش عارفة إيه سر إنبساطي؟!

طبعا كله يهون عشان حبيب القلب.

بالرغم إني كنت تعبانة عشان ما نمتش كويس إمبارح، بس جهزت سهرة حلوة ليا أنا، وفهد.

عملت تورتاية جامدة عمايل إيديا، وكنت ناوية أأكله بإيديا.

يعني شوية دلع، إنتوا مالكوا!!

إستقبلت خطيبي على الباب، ولما شافني إبتسم إبتسامة حلوة، وسلم عليا، وكمان باس إيدي.

إيه اللي فيها يعني… جوزي شرعا، حد عنده إعتراض.

بالرغم الدخلة الجميلة اللي دخلها، لكن ما قالش أي كلمة حلوة عن شكلي.

ياعم بالله عليك قول أي حاجة، أنا تعبت النهارده، وعمالة أظبط نفسي عشانك، إنت مش شايف؟!!

تمام مش مهم يمكن يكون شايف جمالي، مفيش كلام يوصفه.

حد عنده إعتراض… بلاش غيرة بقى يا بنات.

طب إيه عن الورد!!

هي مش باينة حلوة، وجميلة إزاي؟!!

إشتريتها بمبلغ، وقدره عشان خاطر عيونك.

يلا بقى بص على الورد، وقول كلمة حلوة، ريقي نشف يا أخواتي…

يظهر إن حتى الورد كمان ما لفتش نظره.

ربنا يعيني عليك يا أعمى النظر.

أنا زي أي بنت مخطوبة، وفي بداية معرفتنا ببعض كان عندي فضول كبير إني أعرف إنطباعه إيه عني، وكنت بركز في كل حركة بيعملها، وبحاول ألفت نظره ليا في أي حاجة بعملها.

كنت طول القعدة مستنية كلمة منه تفرحني.

كنت مستنياه يقول كلام حلو حتى لو مجاملة.

هو ممكن يكرر الكذبة اللي قالها المرة اللي فاتت إنه بيحبني؟!!

“الكيكة دي عمايل إيديا، لازم تاكلها كلها”

قلتله كده بدلع، وإبتسامة.

فهد إبتسم، وقال: “أكيد طبعا”

بدأ ياكل الكيكة، طب إستنى كنت عايزة أأكلك بإيدي، مالوا ملهوف كدا؟!!

يا خبر ممكن يكون جعان.

“أنا جعان، وما إتعشتش”

قالها بتلقائية، وأنا رديت عليه بسرعة.

“وأنا كمان جعانة أوي، إيه رأيك نطلب عشا من أي مطعم؟”

فهد وافق وطلبت الأكل، وبعد شوية كان قدامنا.

أنا مجاش على بالي إنه بيجي جعان، وحتى لو أعرف مكنش عندي وقت أعمل أكل.

بعدين هو جاي يشوفني، ولا جاي يتعشى؟!

بعد ما إتعشينا حسيت بكسل، وملل.

كنت جايبة كوبايتين عصير جنب الأكل، نبل بيهم ريقنا، وإحنا بناكل.

طيب العشا، وأهو إنت إتعشيت، يلا بقى سمعني كلمتين حلوين من بطنك، أقصد من قلبك.

مع إني واثقة إن قلبك في بطنك زي كل الرجالة!!

بصيت على بوكيه الورد اللي كنت جيباه، وقلت: “إيه رأيك فيه؟ حلو؟”

لعل، وعسى الصنم ينطق.

“أيوة حلو أوي”

“ده ورد طبيعي، وريحته خطيرة”

خدت وردة حمرا من بوكيه الورد، وقعدت أشمها، وقربتها من مناخيره، وقلت: “شم كده هتعجبك أوي”

جوزي خد الوردة، وشمها، وعجبته أوي.

خدتها من إيده، وروحت حطاها في جيبه الشمال، يا بنات أنا مش عارفة إزاي إتجرأت، وعملت كده.

إبتسم فهد، وعينه كانت مركزة على عينيا.

ياه آخيرا خدت بالك مني! لبسالك لبس شيك، وحاطة ميكب جميل، وجايبة لك ورد، وكيك، وعصير، وإنت بارد، ولا شايف أي حاجة!!

خطيبي شال الوردة من جيبه، وحطها على الترابيزة!!

اللي عمله ده خلاني أحس بإحباط، وقررت إني ما أحاولش ألفت إنتباهه تاني.

بعدت شوية عنه، وسندت ضهري على الكرسي، ودماغي سرحت شوية.

“إيه فينك؟ سرحانة فى إيه يا مراتي الحلوة؟!”

إبتسمت بالعافية،وقلت: “أبدا مفيش”

أيوة مفيش غير إني خلاص عايزاك تقوم تمشي، وتسيبني أنام.

بدأ يحس دلوقتي، ومسك إيدي، وإبتسم.

ياه لسه فاكر؟ خلاص بعد إيه؟

ياريت تقوم تمشي عشان عايزة أنام.

كنت ببص للوردة اللي مرمية على الترابيزة، وأنا شبه الوردة دي، جميلة، بس هو مش شايفنى.

فهد بص في ساعته، وبعدين قالي بيت شعر رومانسي، ما حستوش، ولا إديته أهمية.

بعدين فضل يتاوب، وعرفت كده إنه خلاص هيمشي.

“طيب أسيبك ترتاحي، وأبقى أشوفك قريب تاني إن شاء الله”

على الباب سلم عليا، وخلاص هيمشي.

بص على الترابيزة، وشاف كوباية العصير، وقال: “هاخد كوباية العصير معايا أشربها، وأنا سايق العربية”

رجع للترابيزة، وخد العصير، ومشي.

على نفس الترابيزة كانت الوردة مرمية، بإهمال، وخيبة أمل.

بالظبط زي ما أنا إترميت على الكرسي، وقعدت أعيط عياط، في حياتي ما إنهارتش كده.

كوباية العصير هي بس اللي خدت بالك منها!!

إنك بس عايز تشرب العصير، طب العشا ياترى مليت بطنك كويس؟

تمام يلا نام بالهنا، وراحة البال.

كنت معزومة على فرح واحدة من زميلاتي، والفرح هيكون في قاعة.

ماكنتش روحت القاعة دي قبل كده، لكن ممكن أروحها بالوصف، عشان عارفة هي فين بالظبط.

هشام أخويا مكانش موجود في الليلة دي، وبابا مشغول، ومش فاضي، وحتى لو فاضي بابا ملوش في الأفراح، ولا في القاعات.

طب أروح مع مين؟ فكروا معايا؟!

مين… مين، ومسكت تليفوني، وكلمت فهد.

“أنا معزومة على فرح الليلة دي، وحابة أروح، والفرح في قاعة، بس هشام، وبابا مشغولين أوي الليلة”

“فرح مين؟”

“فرح واحدة زميلتي، والبنات كلهم رايحين، وأنا عايزة أبقى معاهم”

“طب ده أنا كده مش هعرف أجيلك بقى النهاردة؟!”

ياه على البرود يا فهد، بقولك فرح، وعايزة أروح، ومفيش حد يوديني، وإنت مشكلتك إنك مش هتعرف تيجي!! يا أخي شغل مخك شوية!!

قلي أنا هوصلك!!

هو طبعا مش على باله يعرض عليا إنه يبقى معايا، قلت: “إنت عارف قاعة الماسة فين بالظبط؟”

“قاعة الماسة لأ أنا أول مرة أسمع بإسمها”

لا حول ولا قوة إلا بالله، يا سيدي نسأل، واللي يسأل ما يتوهش، بس قولي هوصلك!!

“بص أنا عارفة الطريق بالوصف كدا، هينفع تاخدني، وتوديني هناك؟”

طلعت اللي في قلبي على طول، من غير لف، ولا دوران، وصلني، ياريت بس تكون فهمت دلوقتي!!

“أيوة طبعا ما عنديش أي مشكلة”

أكيد مفيش مشكلة، وإيه هتكون نوع المشكلة؟ ربنا يهديك، خلاص الحمد لله هيوصلنى، حلو.

“شكرا يا فهد أنا هبقى جاهزة على الساعة تسعة ونص تمام؟”

“تمام”

الساعة تسعة ونص بالدقيقة كان فهد واقف على الباب.

يا سلام على الدقة، عايز يعرفني إنه بييجي في الميعاد.

طبعا أنا مش مصدقة الكلام ده كل ده هيتغير بعد الجواز، انا واثقة.

أنا بقى كنت عاملة عمايل، وكإني أنا العروسة، الميكب، واللبس، كان شكلي قمر، وفي منتهى الشياكة.

ربنا يستر عليا من الحسد، ما تصلوا على النبي؟!

قعدنا في البيت شوية، حقه يتمتع بجمالي شوية، بس ما تفرحش أوي، ده عشان الفرح مش عشانك.

فهد فضل متنح لحد ما داخ والله.

بعد شوية، روحت أوضتي، وإتصلت بأشجان صاحبتي، قالتلي إنها تعبانة، ومش هتقدر تحضر الفرح.

لبست عبايتي، ونقابي، وخرجت لفهد.

“يلا بينا”

فهد قعد يبحلقلي بعنيه، وإبتسم، وقال: “الله إيه الجمال ده، وإنتي بالعباية شكلك متغير خالص”

بسم الله الراجل جراله إيه؟! إتهبل ده، ولا إيه؟

كل ده عشان شافني بالعباية، أنا لو أعرف إنه هيتجنن كده بسبب العباية، كنت لبستهاله من أول ليلة.

إبتسمتله إبتسامة حلوة، ومشينا جنب بعض، وخرجنا من البيت، وركبنا العربية.

إحساس عمري ما حسيته، أنا أركب العربية، وأقعد قدام، ومع مين راجل، ومش أي راجل، ده جوزي.

عربيته كانت جميلة أوي، وصغيرة شوية.

بس إوعوا تسألوني عن نوعها، انا بليدة خالص في أنواع العربيات، ما أعرفش غير المرسيدس بتاعة أبويا، والماكسيما بتاعة هشام أخويا.

مشينا بالعربية الحمدلله، وأنا كنت في منتهي السعادة، والفرحة.

أيوة دلوقتي صدقت إني فعلا مخطوبة، خروجات بقى، وركوب عربيات، ياسلام هي دي فرحة الخطوبة.

فهد كان طاير من الفرحة، وإبتساماته، وضحكاته كانوا مخلييني مش عايزة أنزل من العربية.

“أنا مش مصدقة، إيه الإحساس الجميل اللي أنا حاساه ده؟!!”

مشينا في الطريق اللي أنا وصفتهوله، وأصحابه كمان شاركوا معنا فى الوصف بالتليفون، وقربنا نوصل، ومن بعيد كانت الأنوار العالية للقاعة مالية المكان.

فهد قال: “هي دي؟”

قلت: “أيوة هي”

“طيب هنزلك، وأروح مكان قريب أستناكي لما تكلميني”

“إوعى تنساني، أبويا، وأخويا مش هعرف أكلمهم عشان يرجعوني”

“معقولة دي!! أنا هفضل ألف بالعربية حوالين المكان لحد ما تكلميني، وتقوليلي تعالى خدني”

تلف، يا بختك يا فهد.

أقولك مش إنت خطيبي؟ بلاه الفرح، وآجي ألف معاك.

كانت فكرة، وكبرت في دماغي إني أنفذها، ومن دماغي بقت على لساني في لحظة.

“فهد أنا غيرت رأيي، مش عايزة أحضر الفرح!!”

فهد بصلي وهو مستغرب: “إيه؟!!”

“مش عايزة أدخل الفرح”

“طب إيه؟!!”

“نلف سوا”

فهد ضحك جامد، وكنا خلاص سيبنا القاعة ورانا، ومشينا.

“إنت بتهزري صح؟ لأ بجد يا ندى إنتي فعلا مش عايزة تحضري الفرح؟!!”

“لأ مش هحضر الفرح”

“يبقى مفيش فرح أصلا مش كدا؟”

لأ طبعا مش للدرجة دي، أقول إني معزومة في فرح، وألبس، وأتشيك، وأحط ميكب، كل ده عشان أركب العربية معاك؟!

أيوة أنا ممكن أعملها فعلا، ويمكن المرة الجاية، لكن الليلة دي كانت من غير ترتيب.

” لأ طبعا في فرح، تحب تشوف كارت الدعوة؟”

“لأ أنا طبعا مصدقك بس أنا متفاجأ”

“طب إيه؟ ياترى المفاجاة حلوة؟”

“حلوة بس دي تجنن، حبيبتي المجنونة”

بصوا ده سر ماشى.

لما أشجان قالتلي إنها مش هتعرف تيجي، أنا كمان نويت ما أروحش، لكن كملت الأمر عادي، وما إتكلمتش لآخر وقت!!

كنت مبسوطة أوي، وأنا في العربية مع فهد خطيبي، والدنيا ليل، والجو روعة.

كان فهد مركز على الطريق، بس كل شوية يبصلي، ويبتسم إبتسامته الحلوة.

الشارع اللي إحنا فيه دلوقتي أنا عديت عليه كتير أوي قبل كده، لكن الليلة دي أنا شايفاه مختلف، وكإني مشفتوش قبل كدا.

يا ترى فهد شايف الدنيا مختلفة زي ما أنا شيفاها دلوقتي؟!!

معقولة يكون مبسوط، وفرحان زي ما أنا هطير من الفرحة؟

طيب أسأله، وأعرف: “فهد إنت مبسوط؟”

سألته بدلع، وبصوت هادي، وحنين.

إبتسم، وقال: “طبعا أنا مبسوط، أنا الليلة دي أسعد راجل في الدنيا يا حبيبتي”

الله ده قال حبيبتي، الكلمة طالعة من لسانه زي العسل، ياه لو تقولهالي تاني يا فهد، عشان خاطري قولها تاني، يلا قول.

قفلت عيني، وكنت حاسة بشوية كسوف.

“طب، وإنتي؟”

أنا، والله لو العربية مكشوفة كان زماني طالعة فوق، وطايرة من الفرحة، بس خليني اتقل شوية.

“أيوة أنا كمان مبسوطة”

“الحمدلله”

فهد مد إيده، ومسك إيدي.

ياه يا فهد خليني مبسوطة شوية، عايز إيدي تعمل بيها إيه؟ الله يهديك.

سحبت إيدي من بين إيديه، وقعدت ألعب في ضوافري شوية، وكنت باصة على الطريق.

فهد عشان يتوه اللي أنا عملته سألني: “تحبي نروح فين يا حبيبتي؟”

الله قال حبيبتي مرة تانية، والله إنت هتجنني يا فهد.

سيبت ضوافري، وبصيت عليه عشان أستطعم الكلمة اللي بترن في وداني شوية.

فهد ممكن تقولهالي تاني عشان خاطري، بالله عليك قولها.

لقيت فهد بيكرر سؤاله: “هنروح فين إتكلمي يا ندى”

هنروح فين يا ندى، نروح فين، مش محتاجة تفكير.

هنروح مطعم نتعشى، وبعدين نروح ناكل آيس كريم.

وبعدين نروح أي كافيه، وبعدين نروح الملاهي.

وبعدين نروح نقف على البحر شوية، وتوريني مكان شغلك، وتوديني أشوف العمارة اللي هنسكن فيها.

وبعدين نروح النادي اللي بتلعب فيه، وكل البلد.

لف بيا كل البلد، العربية فيها بنزين يا ترى يكفي كل الأماكن دي كلها؟!!

كل الأفكار دي جت في دماغي مرة واحدة.

دي أماكن نفسي أروحها مع خطيبي زي كل البنات المخطوبة.

لكن خليني أطلبهم واحدة واحدة، أحسن فهد يتسرع مني، ويعمل بينا حادثة.

قلت: “خلينا نروح مطعم”

“هو إنتي ما إتعشتيش؟”

“لأ، وإنت إيه؟”

“أنا كلت الحمدلله بس آكل تاني، وتالت، وعاشر وأنا معاكي عادي”

الجملة دي عملت فيا عمايل، وإبتسمت بكسوف.

فهد قاللي: “عايزة تروحي أنهي مطعم يا حبيبتي؟!!”

إيه ده تالت مرة الليلة دي يقولي حبيبتي، بص بقى يا فهد عايزاك كل جملة تقولها تقلى فيها حبيبتي ماشي؟

جه على بالي مطعم كلت فيه مرتين قبل كدا، والمطعم تحفة، وشيك، وأكلهم روعة، وعجبني أوي.

قلت: ” نروح مطعم الكهف”

“مطعم الكهف، وفين مكانه المطعم ده؟!!”

لا حول ولا قوة إلا بالله حتى المطعم ما تعرفوش؟!!

“هو قريب من القلعة الخضرا، هنروح هناك، وأنا هعرفك نمشي إزاي؟!!”

“تمام نروح القلعة الخضرا، اللي تأمري بيه يا حبيبة قلبي”

لا لا لأ أنا كده إستويت، شوية شوية يا فهد، كل ده يطلع منك مرة واحدة، كدا  كتير على قلبي.

الطريق لغاية المطعم كان قصير أوي، أوام كنا هناك.

بطني كالعادة بدأت توجعني من قبل ما انزل من العربية.

أول مرة في حياتي أجرب الشعور ده.

إحساس جميل إني خارجة مع خطيبي، ورايحين مطعم نتعشى أنا، وهو.

ركنا العربية في جراج المطعم، ومشينا جنب بعض، وكنت مرتبكة، ومتوترة جدا.

يا ترى هو كمان متوتر؟!

كنت أنا، وهو طولنا مناسب مع بعض، بسبب الجزمة أم كعب عالي اللي كنت لبساها عشان الفرح.

آخيرا قعدنا في مكان جميل جوا المطعم، وكنا قصاد بعض.

بدأ قلبي يدق جامد من شدة التوتر، والفرحة، كان فهد دماغه قريبة من دماغي أوي.

إحساس غريب، وجديد ما حستوش في حياتي.

“إرفعي النقاب إحنا بعيد عن عيون الناس، محدش هيشوفك”

طب وماله ارفعه، بس إقفل عينيك شوية.

عايزة أطلع مرايتي من الشنطة عشان أظبط الميكب أحسن يكون ساح، ولخبطلي وشي.

لكن أبدا ما قفلش عينيه، وفضل باصص، ومستني.

رفعت النقاب عن وشي، وفي سري كنت بقول ربنا يسترها.

فهد فضل يبصلي، ويبتسم.

حسيت بإحراج جامد، ومالقتش طريقة للهروب من عينيه غير منيو المطعم!!

ايوة مسكت المنيو، وعملت نفسي بقرأ الأصناف، عشان أبعد عن عينيه.

أنا ببص في المنيو، وفهد بيبص عليا، رفعت عيني أبص عليه، لقيته لسه باصصلي، ومركز في ملامحي.

بعدين معاك بقى يا فهد، يا إبني إمسك المنيو اللي قدامك، وبص فيه، وشوف هتاكل إيه، بدل ما إنت متنحلي كدا.

بمنتهى الحرج قلت: “إنت بتبصلي كدا ليه؟!”

قال: “مراتي، وعايز أتملى في ملامحها من قريب، عندك مانع؟!”

لأ مفيش مانع، ولا حاجة، بس أتلم شوية، أنا خلاص جسمي ولع!!

يعني ماشي بص براحتك، بس يكون مكياجي مظبوط، والدنيا تمام.

رفعت المنيو لفوق شوية، وخليته مش عارف يشوفني، ولا أشوفه.

فهد يسكت لأ والله ما سكت زاح المنيو لبعيد، ورجع يبصلي من تاني.

الله يباركلك خلينا نطلب الأكل بقى، بدل ما أعيط من كتر الجوع.

قالي: “إنتي جميلة أوي الليلة دي”

آه يا قلبي إنت أكيد ناوي تخلص عليا الليلة دي يا فهد.

كان فين كل الكلام الحلو ده قبل كده؟!!

قد إيه كان نفسي أسمعه بيعاكس فيا الليلة دي.

الحاجات دي كل البنات بتحب تسمعها من خطابهم.

بعد كل اللي كنت عملاه في نفسي ده، وكمان رفعتله النقاب، لو ما كانش إتكلم كنت هعتبره زي الكرسي اللي قاعد عليه.

قلتله وأنا بتدلع أوي: ” بس الليلة دي؟!”

“لأ طبعا كل ليلة، لكن إنتي الليلة دي بالذات كإنك حورية من الجنة!!!”

كنت أنا، وخطيبي قاعدين، والأكل قدامنا، مبقتش عارفة ليه الأكل الليلة دي طعمه حلو أوي في بوقي.

كنت مبسوطة أوي أوي، وأنا قاعدة باكل أنا، وخطيبي، وبنتكلم، ونضحك من قلبنا.

يا سلام الأكل مع فهد ليه طعم مختلف.

ياريت كل يوم تعزمني على العشا يا فهد، نفسي مفتوحة أوي.

مش عارفة الأكل مختلف، ولا لساني، المهم كل حاجة كانت جميلة.

كنت مندمجة في تقطيع اللحمة اللي قدامي، ولقيت فهد بيرجع لورا، وبيقول: “الحمدلله”

بصيتله، ولقيته بيبعد الطبق عنه، وبيمسح بوقه بالمنديل، وبيحطه على جنب.

” إنت خلاص شبعت؟!”

“أيوة الحمد لله، اللهم ديمها نعمة، وإحفظها من الزوال”

أنا كنت لسه ماسكة الشوكة، والسكينة، وكانوا غارزين في حتة اللحمة.

معقولة شبعت؟! بس أنا لسة جعانة، وعايزة أكمل أكلي.

قطعت قطعة لحم، وحطيتها في بوقي، وسيبت الشوكة، والسكينة، وبعدت الطبق بعيد عني.

فهد قالي: “شبعتي؟!”

“أيوة الحمد لله”

قالي: “فعلا شبعتي؟!!”

” شبعت الحمد لله”

كملي أكل عشان خاطري، إنتي ما كلتيش كويس.

“لأ خلاص أنا كلت كتير، وشبعت”

لا كتير، ولا حاجة، كان نفسي أكمل أكلي، صعبان عليا أسيب شرايح اللحمة الحلوة دي.

مبسوط كده يا فهد؟ يعني حتى لو شبعت، كنت عملت نفسك لسه بتاكل عشاني، والله إنت متعرفش حاجة عن الإتيكيت.

كان نفسي أشبع، وأكمل عشايا.

يعني إنت مكنتش جعان، بس عارف إن أنا ما إتعشيتش، وعلى لحم بطني من الصبح!!

مسكت كوباية العصير اللي قدامي، وفضلت أشرب فيها بالراحة.

عيني كانت على حتة اللحمة اللي في الطبق، آه يا إخواتي نفسي أكملها.

قعدنا شوية نتكلم سوا، وبعدين قومنا عشان نروح.

فهد قال: “أتمنى يكون العشا عجبك يا حبيبتي؟”

إنت كنت خليتني أتهنى بيه؟ إنت جايبني تشممني ريحة الأكل، وخلاص.

بس أنت عارف يا فهد، أوصل البيت بس، وأدخل المطبخ هعمللي صينية مكرونة بالبشاميل، وأقعد أكل فيها لحد ما أفطس من كتر الأكل، عشان القهرة اللي أنا فيها دلوقتي.

“طبعا عجبني! خلينا نبقى نيجي هنا تاني!!”

أمرك يا حبيبتي أجيبك بكرة، وبعد بكرة، وكل يوم، زي ما إنتي عايزة.

ماشي بس مش زي المرة دي، يادوب قلنا بسم الله، قلت إنت الحمد لله.

بعد كدا لو روحنا مطعم تاني، لازم تصوم تلات أيام على الأقل، إنت فاهم؟!!

ركبنا العربية، وإتحركنا من قدام المطعم.

فهد قال: “ها قوليلي تحبي نروح فين تاني؟”

” نروح ناكل آيس كريم من عند جروبي”

“جروبي!!”

أيوة جروبي مالك إتخضيت ليه؟! إوعى ده كمان تقولي ما أعرفوش؟!!

“بس جروبي ده مقاطعة!!”

لا يا شيخ بص بقى أنا نفسي آكل آيس كريم من عند جروبي.

ده أحلى مكان بيعمل آيس كريم مالوش حل.

متقوليش بقى مقاطعة، أنا مليش دعوة!!

قلت: “بس أنا نفسي آكل آيس كريم من هناك!”

فهد قال: “خلاص ولا يهمك يا حبيبتي، نروح لجروبي، طلباتك أوامر”

أيوة عجبتني كده أوي يا سي فهد.

يعني تبقى مقاطع، لكن أنا طلبت حاجة بقت حلال، ومش مقاطعة، هي دي الرجالة!!!

وصلنا جروبي، واشترينا اللي إحنا عايزينه براحتنا.

قلت: ” فهد أنا نفسي آكل الآيس كريم ده على البحر.

قال: “وماله يا حبيبتي نروح نقف على البحر”

قلقتني منك يا فهد، كل ما أطلب حاجة يقولي أمرك، وماله، ياترى ناويلي على نية، ولا كل الخطاب بيعملوا كدا؟!!

هو إحساس جميل جدا، إنك تبقي إنتي الست اللي بتؤمري، والراجل ما عليه غير إنه ينفذ!!

ياريت كل الرجالة زيك يا فهد، كانت الدنيا إحلوت، وبقى ليها طعم تاني.

وصلنا للشط، وإتمشينا أنا، وفهد جنب بعض، بناكل الآيس كريم المقاطعة، من غير أي تأنيب ضمير!!!

قضينا مع بعض وقت جميل على الشط.

كان فهد مبسوط، وبيكلمني كلام جميل.

فضل يغنيلي كتير لحد ما صوته راح بعد ما أكلنا الآيس كريم.

أنا والله ما قولتلوش يغني، بس هو كان فاكر نفسه عبد الحليم، وقعد يغني أغنية، ورا أغنية.

إنتوا عارفين ؟ طلع صوته حلو أوي في الغنا.

اللي مش عاجبه صوت حبيبي، يشرب من البحر.

بس قولولي لما بتروحوا عند البحر مع خطابكوا، بيقعدوا يغنوا عشانكم، ولا فهد بس اللي عمل كدا؟

آه من الغيرة، والحسد، قولوا ما شاءالله.

ببص فجأة في الساعة لقيتها عدت الاتناشر.

يا خبر أبيض إزاي عدى الوقت كدا من غير ما أحس؟!!

إزاي ما خدتش بالي؟ وبصيت في الساعة قبل كدا؟!!

طب، وبعدين كدا خطة أحلامي الليلة خلصت، وأنا كنت لسه عايزة أروح معاه في حتت كتير!!

قلتله: “تصدق الوقت عدى بسرعة أوي!!”

فهد إبتسم، وبص في ساعته، وقال: “ما حسيتش بيه، وأنا معاكي”

كإننا لسه خارجين من دقيقتين!!

دلوقتي ماما عارفة إني طبعا في الفرح، ومعايا صحابي.

عشان كدا هي لا إتصلت، ولا إتطمنت عليا!!

لو عرفت إن أنا بلفلف مع فهد كانت خربت الدنيا، ربنا يستر!

شكلنا كده خلاص بقى إنتهت الليلة الجميلة دي، وهنرجع على البيت.

بصراحة يا بنات أنا الليلة دي كنت في قمة سعادتي، وحسيت بفرحة مش عارفة أوصفهالكوا، وأنا، وفهد مع بعض على البحر.

الطريق وإحنا راجعين كان قصير أوي، ووصلنا البيت بسرعة.

لقيت نفسي واقفة على الباب، وبفتحه بالمفتاح بتاعي.

دخلنا جوا البيت، وأول حاجة عملتها إني شيلت النقاب، وبصيت على نفسي في المراية بسرعة.

الحمد لله الميكب زي ما هو ما حصلوش حاجة.

فهد خطيبي كان واقف جنبي، وقال: “إنتي قمر بتبصي على إيه؟!”

يا خبر أنا نسيت إنك هنا، دلوقتي تقول عليا إيه وأنا جاية من برا على المراية على طول؟!

إبتسمت بإحراج من اللي قاله، وحسيت بسعادة كبيرة أوي.

مين قدي، أنا سمعت الليلة دي أحلى كلام، قمر، وحورية من الجنة، وآية من الجمال، وكلام تاني كتير كنت قاصدة أخبيه عليكوا، دي حاجات بين الخطاب، إنتوا مالكوا!!

فهد ما صدق أنا نزلت راسي من الكسوف، وفجأة قرب مني، وباس راسي!!

لو كنتوا فاكرين إن اللي حصل ده كمل فرحتي الليلة دي، إنتوا غلطانين…

البوسة دي حسيت إنها نزلت دماغي في الأرض زيادة.

بوسة على راسي، مكانش ليها غير معنى واحد عندي.

إن أنا دفعت تمن خروجي معاه الليلة دي!!

لو كنت عارفة إن ده هيحصل مكنتش عملت كدا.

كويس أوي يا فهد، إبقى شوف مين هيخرج معاك تاني يا قليل الأدب.

كام يوم أو كام دقيقة كويسة بالنسبة لك إنك تتخطى حدودك مع خطيبتك بالشكل ده؟!!

يكون في علمك أنا بقى محتاجة لأضعاف الوقت ده بكتير عشان أقدر أتعود عليك، وأسمحلك تقربلي!!

كانت ليلة حلوة، وفرحت كتير، وكنت مبسوطة، وفي آخر لحظة فيها بوظت كل حاجة.

أنا عايز أعرف البنت المخطوبة لما خطيبها يبوس راسها، دماغها بتفكر إزاي؟!!

أنا خرجت من بيت حمايا إمبارح بالليل، وأنا مش مبسوط.

ندى خلتني أحس إن أنا عملت مصيبة كبيرة في حقها، لما بوست راسها!!

بعد ما بصتلي بصة مرعبة، وغريبة، وكنت مروح خلاص.

فضلت قلقان، وخايف من رد فعلها طول الليل!!

عشان كدا قلت أبعتلها رسالة على التليفون، أجس نبضها، وأشوف هتكلمني إزاي؟!!

بعتلها: “تصبحي على خير يا حبيبتي، نوم الهنا.

إستنيتها ترد عليا، لكن ما ردتش”

يمكن تكون نامت خلاص، مش مشكلة عادي، بكره إن شاء الله أصبح عليها برسالة، وأشوف هتعمل إيه؟!!

أول حاجة عملتها لما صحيت، بعتلها رسالة، وبقول: “صباح الخير، يا أجمل زوجة في العالم، قوليلي عاملة إيه النهارده؟!!”

إستنيت ساعة، ساعتين، مفيش أي رد منها، معقولة تكون نايمة كل ده؟!!

إستنيت لحد ما الساعة قربت على الضهر، وبعتلها رسالة تانية، وقولتلها: ا”لقمر لسة نايم، ما صحيش؟ وحشتني يا جميل”

مفيش رد برضوا، لا تكون عملتلي مقاطعة، ممكن يكون حصلت حاجة كدا، ولا كدا، لأ أتصل أشوف في إيه؟!! أيوة دفعت فيها مهر كبير، يكون جرى حاجة، وضاع المهر.

إتصلت فعلا كذا مرة ورا بعض، وندى برضوا ما بتردش.

كده مش طبيعي، أنا قلقت، وإتوترت أوي، كده أكيد في حاجة كبيرة.

هتصل بتليفون البيت.

إتصلت، وردت عليا حماتي، وقالتلي: “ندى صاحية من بدري، إستنى هجيبها ترد عليك”

بقى صاحية من بدري، ومش عايزة ترد عليا!!

راحت حماتي عشان تخليها ترد عليا.

“ندى تليفون عشانك”

“مين يا ماما؟!!”

“فهد خطيبك”

خطيبي يوووه، عايز مني إيه؟ وإحنا إمبارح لنص الليل كنا مع بعض، مش عايزة أكلمه.

قومت من مكاني، ودخلت الحمام، وقلت لماما: “عرفيه إن أنا في الحمام، وبستحمى!”

أنا عارفة إن ده شغل عيال، لكن أنا مش عايزة أتكلم معاه، ولا أسمع صوته، ولا أتخيل شكله حتى خالص…

بعد اللي عمله إمبارح أنا حاسة إني مش طايقاه!!

أكيد أمي راحت، وقالتله: “ندى بتستحمى”

تمام طيب لما تخرج من الحمام عرفيها، وخليها تكلمني.

قفلت المكالمة مع حماتي، وكنت حاسس إنها بتتهرب مني، ما حبتش أسبق الأحداث، وإستنيتها تكلمني.

لكن لا إتصلت، ولا ردت على تليفوناتي، وأنا عمال أرن عليها طول الوقت.

إنشغل بالي أوي، كدا في حاجة مش طبيعية.

إتصلت تاني على تليفون البيت، وحماتي قالتلي إنها نايمة.

دلوقتي أنا إتأكدت إنها بتتهرب مني، ومش هيهدالي بال غير لما أعرف هي بتفكر في إيه؟!! وبتعمل معايا كدا ليه؟!

آخيرا صعبت عليها، وعطفت عليا، وردت على رنات تليفوني الألفين بعد المغرب.

“ندى إنتي فين؟! قلقتيني عليكي أوي، أنا حتى نفسي مسدودة عن الأكل من كتر ما قلقت عليكي”

الأكل ده اللي إنت فالح فيه، والله ما طيقاك، ورديت عليك بس عشان أترحم من التليفون اللي مش عايز يبطل رن، يلا بالله عليك قول عايز إيه، ولخص في الكلام.

“كنت مشغولة طول اليوم، بعمل حاجات مع ماما في البيت، وبعد كدا قعدت على المذاكرة”

“يعني ما شوفتيش أنا رنيت عليكي قد إيه؟!!

بالله عليكي يا ندى عرفيني مالك، أنا قلقان، ومش مرتاح طول اليوم”

لا والله يا حرام مسكين، قطعت قلبي، ما إرتاحتش طول اليوم، طب وعايزني أعملك إيه يعني؟!!

“أيوة شوفت تليفوناتك، بس ما كنتش عارفة أمسك التليفون غير دلوقتي، خير إن شاء الله؟!!”

“إفتكرت إن في حاجة لا قدر الله، أو تكوني مش طيقاني، ولا زعلانة مني”

يا سلام على الذكاء، تفهمها، وهي طايرة.

أيوة زعلانة، ومش طايقة أكلمك من إمبارح، يلا قول اللي عندك، وخلصني.

“مفيش حاجة، انا بس مش فاضية، وعايزة أروح أكمل مذاكرة”

“تمام حبيبتي، أنا مش هعطلك، بس حبيت أتطمن عليكي”

دلوقتي إتطمنت يلا بقى باي.

“أنا كويسة”

“ماشي، يا حبيبتي، أنا هاروح أعمل شغلي وأنا متطمن، ومرتاح إني كلمتك، خلينا على إتصال، ماشي؟”

“ماشي”

“سلام”

“سلام”

طبعا كانت المكالمة باردة جدا، بس حسيت بعدها بتأنيب ضمير، وإتضايقت من نفسي، يمكن انا إتغابيت عليه شوية؟!! الراجل معرفش ياكل النهاردة بسببي.

ممكن يكون فعلا بيحبني؟ مش كلام، وخلاص، أصدقه، ولا لأ، ممكن يبقى صادق؟!!

عشان كدا لما كلمني بعد ما خلص شغل، رديت عليه على طول.

التليفون بيننا كان قصير، وعرفته إن أنا مشغولة أوي الأسبوع ده، عشان عندي إمتحانات.

قلتله إننا نأجل مقابلاتنا للأسبوع اللي جاي عشان أكون خلصت.

أما عن أمي اللي كان بالها مشغول بيا.

عرفتها إن كان في سوء تفاهم، وخلاص إتصافينا.

طبعا، وإعترفتلها إن أنا مروحتش الفرح، وقضيت الليلة مع فهد، وكنا بنلف في الشوارع.

كان نفسي تشوفوها، وأنا بحكيلها، وهي كانت طايرة من الفرحة.

أمي بترتاح جدا لما أبقى أنا مبسوطة.

آه يا ماما لو تعرفي حرقة قلبي دلوقتي من اللي عمله، ياريتني أقدر أقولك.

في حاجات البنت ما تقدرش تقولها لأمها، مهما كانت قريبة منها، ومن صحابها.

حاجات ما أقدرش اتكلم فيها إلا مع صاحبتي أشجان.

“ندى إيه المشكلة يعني؟! إيه اللي حصل لما باس راسك؟ هو إنتي ناسية إن فهد جوزك؟!!”

قلت: ” بس إحنا لسه بنعرف بعض، انا لسه ما إتعودتش عليه!!”

“يا بنتي ما تصعبيش الأمور، وعلى فكرة إنتوا بقالكوا مدة كويسة مكتوب كتابكوا”

“متسيبيش حاجة بايخة زي كده، تبوظلك دماغك، وتضايقك، وإنتي في أجمل أيام حياتك، مش كفاية إنك مش هتشوفيه، ولا يشوفك إسبوع بحاله؟!!”

كلام أشجان خلاني أهدى شوية، لكن برضوا أنا لسة عند موقفي، وبقول إحنا لسه بنعرف بعض.

مر الإسبوع آخيرا، ويتهيألي إننا أنا، وفهد وحشنا بعض.

يعني هو فعلا وحشني شوية، شوية إوعوا تفكروا إنه كتير، ولا تقولوا إني ملهوفة عليه!!

لكن أنا مخلتوش يحس بأي حاجة.

أنا عايزاه هو اللي يتلهف عليا، وأحس إني وحشته، وأنا ولا كإنه على بالي خالص!!

إتفقنا إننا نخرج سوا أنا، وفهد نتعشى سوا في مطعم تاني.

بالمرة أكمل خطة الأحلام بتاعتي، اللي معرفتش أكملها المرة اللي فاتت بسبب الوقت، فاكرينها؟!!

فهد وصل بس المرة دي فضل قاعد في العربية، وكلمني عشان أخرجله.

طبعا سلم عليا، وباس إيدي أول ما ركبت جنبه على طول.

فهد، وبعدين معاك؟! كفاية إني بسلم عليك، ممنوع اللمس بعد كدا.

طب والله لو عملتها تاني هرمي الدبلة في وشك، إتلم أحسنلك.

إتصرفت، وكإن ما حصلش حاجة.

انا مكنتش عايزة الليلة تبوظ من أولها.

كنت محتاجة الخروجة دي أوي بعد ضغط الأمتحانات الأيام اللي فاتت.

طول الأيام اللي فاتت كنت بختصر معاه في المكالمات بسبب الإمتحانات.

فهد قالي: “وحشتيني أوي يا حبيبتي، إسبوع بحاله ما أشوفكيش؟! عايز أشوف وشك”

أنا والله كنت ملهوف أشوف ندى، إسبوع بحاله ما شوفتهاش، كانت وحشاني أوي.

يمكن ما تصدقوش بس أنا قلبي نطق بإسمها من أول يوم شوفتها فيه.

لما قعدت جنبي في العربية كنت هموت، وترفع النقاب عشان وحشتني ملامحها.

نفسي أشوف وشك يا ندى، وحشتيني أوي.

روحنا المطعم، وقعدنا، وآخيرا ندى رفعت النقاب من على وشها، ونورت زي القمر، لأ حبيبتي أحلى من القمر.

على فكرة الرواية دي للبنات، وبس لو كنت راجل ماتقرأش، لإني غيور، وبغير عليها من الهوا الطاير.

في المطعم اللي رحناه قعدنا على ترابيزة كبيرة جدا، كان نفسي الترابيزة تبقى أصغر من كده عشان أعرف أأكلها فى بوقها، لكن دلوقتى مش هعرف.

المفروض في المطاعم الكبيرة زي كدا يحطوا ترابيزات صغيرة عشان نبقى قريبين من بعض.

قلتلها: “الترابيزة كبيرة أوي يا ندى، تعالي إقعدي جنبي”

أقعد جنبك!! أقعد إزاي يعني، والجرسون لما ييجي ويشوفنا هيقول علينا إيه؟!!

خليك مكانك، وأنا خليني قاعدة في مكاني.

ندى مكسوفة، وما إتحركتش من مكانها.

مسكت إيديها، وحضنتها بين إيديا، وبصيت لعنيها بكل حب، عشان تعرف هي وحشتني قد إيه؟

أحلى حاجة فيها لما خدودها تحمر، وتنزل دماغها لتحت من كتر الكسوف.

أحلى حاجة في حبيبتي إنها لما بتتكسف خدودها بتحمر، وتنزل راسها لتحت من كتر الكسوف.

أنا بعشق كسوف البنات ده بيدوبني، آه من جمالك آه.

طبعا عشان الترابيزة كبيرة، كان لازم أمد إيدي أوي عشان أرفع وشها من الأرض، كنت عايز عينيها تبقى قصاد عينيا.

لكن ندى بعدت نفسها، ورجعت لورا، وكمان رجعت الكرسي لورا.

ياربي طب ليه كده؟! قربي مني شوية، عايز أقولك على اللي جوايا.

أقولك يا إبني، لم نفسك، بدل ما تقوم عليك باللي في رجليها.

دي عمالة تبصلي بصات فيها تهديد، لأ أبعد إيدي أحسنلي، شكلها ناوية لي على نية سودا.

رجعت إيدي لورا بالذوق.

خليني أصبر شوية، قدامنا سهرة طويلة، صبرني يارب.

مسكت المنيو، وندى كمان مسكته.

هي كانت بتقرأ في المنيو، وأنا ببصلها، وهي مش واخدة بالها!!

ماشاء الله جميلة زي أميرات الحواديت!!

متهيألي إن أنا أمي داعيالي، إني أتجوز قمر زي دي!!

هو إنتوا مالكو بتبصولي كده ليه؟!!

يعني لو مش هبص لمراتي، هبص لمين؟!!

أنا من غير ما أحس، بركز في كل حاجة فيها.

نظراتها، وشها حزين، ولا فرحان، حركات إيديها، بصاتها يمين، وشمال.

طريقة مسكتها للمعلقة لما تيجي تاكل، وطريقة شربها للعصير.

متهيألي إن مراقبتي دي ليها ضايقتها جامد.

بس أنا مش قادر أبعد عيني عنها.

بعد ما إتعشينا، خرجنا من المطعم، وروحنا أماكن كتير، وكنت مبسوط جدا.

بس أنا ما شبعتش منها، كنت عايز أفضل شايف وشها قدام عينيا بس عشان إحنا في الشارع، وهي لابسة العباية، والنقاب مكنتش عارف آخد راحتي.

كنت عايز أخلص الخروجة، ونروح على البيت، ونقعد مع بعض زي الناس.

لكن ندى خلتني أروح بيها أماكن كتيرة أوي، وفين لما تعبت قررت إننا نروح على البيت!!

قالت: “كفاية كده النهاردة”

ياه آخيرا هنرجع البيت!!

سوقت العربية، وكنت مزود السرعة.

قالت: “بالراحة شوية يا فهد، أنا كده هخاف”

ولا يعنى زهقت مني خلاص، وما صدقت قلتلك نرجع على البيت، عايز ترجعني بسرعة الصاروخ.

أنا شايفة الفرحة، بتشع من عينيك!!

“بجد بتخافي من السرعة، ما تخافيش وإنتي معايا يا حبيبتى”

والله مش خايفة إلا منك أنت!!

مال وشك متغير كده ليه؟!!

خلاص يا إبني إحنا رايحين البيت بعد شوية.

أسفة إن أنا مشورتك معايا كل الوقت الطويل ده

معلش خسرتك بنزين كتير، وفرهدتك معايا.

بعد كده فضلنا قاعدين ساكتين فترة طويلة.

كنت متضايقة أوي عشان حسيت إن فهد مكانش مبسوط، والخروجة كلها كانت تقيلة على قلبه.

كنت فاكرة إن هو هيكون فرحان زي ما أنا فرحانة!!

يمكن يكون عشان الوقت إتأخر، إحنا عدينا نص الليل، وهو تعب، وعايز ينام.

آخيرا وصلنا البيت، ولفيت قلتله: “تصبح على خير”

إيه؟ تعالي هنا رايحة فين؟! إستني أنا جاي معاكي.

أنا ما صدقت جينا البيت، تقوليلي تصبح على خير؟!!

عايز أشوف وشك زي الناس.

“إنتي هتنامي دلوقتي؟!”

أيوة طبعا هنام، إيه السؤال الغريب ده؟!

“أيوة هنام”

جيت نازلة من العربية، لقيت فهد نزل يفتحلي الباب.

فهد يا روحي ،الموضوع مش مستاهل إيدي على الأوكرة، وبعرف أنزل من العربية لوحدي، مفيش داعي تتعب نفسك.

بصتله، فهو كمان بصلي، وقال: “ما تناميش دلوقتي، عايز أقعد معاكي شوية”

هقعد معاكي شوية، يعني هقعد، مفيش نوم دلوقتي، خلينا نتبسط شوية.

إتفاجأت جدا، وفضلت إيدي على أوكرة الباب، وأنا باصاله، وساكتة!!

فهد شافني كده، راح قايل: “إنتي مش عايزاني أدخل معاكي؟!!”

لأ، أقصد أيوة طبعا تعالى، هو أنا جرالي إيه متلخبطة، ومتنحة ليه كده؟!!

يعني معقولة الساعة واحدة بالليل، وإنت مش عايز تنام، وعايز تقعد معايا!!

“طبعا أهلا، وسهلا بيك، إتفضل”

دخلنا البيت، وكان البيت كله هس هس، كلهم نايمين.

الصراحة حسيت بالخوف شوية، يعنى فهد على كده مكانش زهقان مني، ولا حاجة، طول الليل مع بعض، وصمم ييجي معايا البيت كمان!!!

دخلنا أوضة الإستقبال، وأول ما دخلنا على طول فهد مسك إيدي، وقال: “دلوقتي بس أقدر آخد راحتي، وأقولك على اللي في قلبي”

“إنتي وحشتيني أوي أوي يا حبيبتي، أنا بحبك أوي يا ندى”

إيه اللي بتعمله ده يا فهد، ماينفعش كده، وبعدين معاك بقى يا فهدي!!

سحبت إيدي بسرعة من إيديه، وقلت: “معلش أنا بس عايزة أدخل الحمام”

خرجت من الأوضة، طب وبعدين معاه؟ أعمل إيه مع الراجل ده؟!!

إنت ما تعرفش تكلمني إلا لو مسكت إيدي، مفيش حاجة لله في لله كده؟!!

يا عيني عليك يا فهد، والله شكله بيحبني من قلبه.

أما أدخل أعمل براد شاي عشان يدفي قلبه، وأصبه على راسه، لو حاول يعمل حاجة كده، ولا كده.

سيبت المية تغلي على النار، وجريت على أوضتي، وقفت قدام المراية عشان أظبط الميكب، كان سايح، ووشي ملخبط.

المكياج ده مش حلو مع إنه ماركة معروفة.

لازم بكرة إن شاء الله أنزل أتسوق، وأجيب حاجة كويسة.

عايزة كمان آخد كورس في الميكب على أصوله.

وقفت عشان أعدل المكياج بسرعة عشان انزل لفهد.

بعد شوية وقت مش قليلين نزلت المطبخ.

لقيت المية اللي في البراد قربت تنشف.

ياعيني يا فهد تلاقيه قاعد على أعصابه!!

أحسن خليه لحد ما يستوي عشان يطلع اللي في قلبه كله مرة واحدة!!

المهم عملت الشاي، وجهزت شوية مكسرات، وخدت الصينية، والبراد، وروحت الأوضة لفهد.

تتصورا لما دخلت الأوضة لقيت إيه؟!!

لقيت خطيبي الحبيب نايم على الكنبة، وفي سابع نومة!!

شكله تعب أوي معايا الليلة دي، وسهر زيادة عن اللزوم.

طب دلوقتي أنا أعمل إيه؟!! أسيبه نايم، وأروح أنام في أوضتي!!

أعمل إيه أصحيه؟ ولا أفضل قاعدة جنبه لحد ما يصحى لوحده!!

أهم حاجة إنه طلع تمام، وما بيشخرش، وهو نايم، والله طمنت قلبي، يا فهد وإنت نايم.

قربت عليه بشويش، وقلت بصوت واطي: “إنت نايم يا فهد؟”

طبعا نايم، أكيد مش تمثيل، طب وبعدين في المشكلة دي؟!!

عليت صوتي، وقلت: “فهد إنت بجد نايم؟!”

خطيبي ما إتحركش، وكررت كلامي كذا مرة، ولا حياة لمن تنادي.

لا يكون مات، وسابني أرملة، وانا لسه مخطوبة!

يا فهد قوم بقى، إصحى.

مديت إيدي، وخبطت على إيده، وبرضه مفيش فايدة.

إيه الغرقان ده، ولا تكون من أهل الكهف، وأنا معرفش!!

نطت في دماغي فكرة حلوة.

مسكت التليفون الأرضي بتاعنا، وإتصلت بيه، وفضل تليفونه يرن لحد ما صحي آخيرا.

إنتوا عارفين عمل إيه لما صحي؟!!

بصلي، وخرج التليفون من جيبه، وقعد يكلمني على التليفون!!!

“ألووأيوة”

“صحي النوم”

رجع يقول: “ألوو”

قفلت أنا السماعة، وكنت باصة له بإستغراب!!! وقال: “الخط إتقطع”

كان بيقول كده، وهو في دنيا تانية.

لا يا شيخ الخط إتقطع، إحلف كده، مش مصدقة!!

فهد بص حواليه، وكان لسه مش مركز، وبعدين قعد يتاوب.

“آه يا حبيبتي، أنا إتأخرت”

“أنا روحت عشان أعمل شاي، إنت شكلك تعبان”

“لا أبدا أنا زي الفل”

لأ تعبان، ونعسان، ومخلص بنزين على الآخر، قوم إمشي على بيتكوا يلا.

مد إيده بيشاورلي أقعد جنبه.

“تعالي يا حبيبتي أقعدي جنبي”

مشيت مترددة، وببطء لحد ما روحت قعدت جنبه.

مسك البراد، وصب كوبايتين شاي.

إداني كوباية، وقعد يشرب في كوبايته، وقال: “الشاي هيظبط دماغي، ويدفي قلبي”

وبصلي بصة مش مريحة.

شكل الشاي عمله دماغ عالية!!

كنت عمالة براقبه، ياخد الكوباية يشرب بوق شاي، ويرجعها مكانها، وبعدين ياخد الكوباية تاني، وبشرب بوق، ويرجعها مكانها، يبعد إيده شوية، وبعدين يرجع يعمل كده تاني، وهكذا.

الراجل جراله إيه؟ ماله بقى شغال زي المكنة كده؟!!

أنا بالعافية كنت شربتلى بوقين شاي، وهو خلص الكوباية.

فضل يبصلي، وأنا بشرب الشاي.

على فكرة أنا قربت أزهق من نظراتك دي، لف وشك بعيد.

لكن جوزي في الله، فضلت عينه عليا.

“يلا إشربي شايك”

لأ سيبني في حالي، أنا بشرب على مهلي، ولا عايز زوري يتلسع؟!!

حطيت كوبايتي على جنب، وصبتله كوباية تانية.

خده مني، وشربه بنفس سرعة الكوباية الأولى، وكإنه وراه حاجة تانية عايز يعملها!!

أنا كمان خلصت كوبايتي، ولما مسكت البراد أصبلنا تاني، قال: “كفاية ياحبيبتي كده كتير”

صبيت في كوبايتي شوية، وقعدت أشرب بهدوء.

“إتفضل كل مكسرات”

“مكسرات! طيب ماشي”

قعد فهد ياكل في المكسرات، وعينه على كوباية الشاي بتاعتي، وعينيه بتقول إمتى تخلصي؟

مالك يا فهد مركز كده، ألا المصيبة تكون حطيت لي حاجة في الشاي، والله ما أنا شاربة.

حطيت الكوباية مكانها، ورجعت لورا، وسندت ضهري على الكنبة، وكان واضح إني خلاص مش هشرب شاي تاني.

فهد قال”ما تشربي يا حبيبتي الشاي بتاعك؟!!”

أيوة أكيد إنت حاططلي حاجة في الشاي، طالما بتلح اوي كده إني أشربه، قر، وإعترف أحسنلك.

“لأ خلاص مش عايزة تاني”

فهد عينيه لمعت، وقال: “طب إيه؟ معدتك دفيت؟”

“أيوة الحمد لله”

ده طبعا طبيعي بعد كمية الشاي اللي شربناها.

إبتسم فهد، ومسك إيدي، وقال: “أيوة فعلا إنتي دافية!!”

أهو بدأت الحركات القرعة.

لكن يعني إيه قرعة، تكون المؤنث بتاع أقرع، وأقرع يعني أصلع.

الأصلع ده راجل شعره طار من كتر خناقه مع مراته!!!

بس الأقرع البنات ما بتبحبوش، صح؟!

فهد خطيبي شعره تقيل، وناعم.

لكن أنا شعري مجعد، وهايش.

يارب ولادنا يطلع شعرهم زي شعر أبوهم.

يووه هو انا وصلت لغاية فين؟!!

أيوة صح أنا دافية، حاسة بالدفا بسبب إنه ماسك إيدي، وإيديه مدفياني زيادة.

الحاجة اللي أنا مستغرباها إني سيبت إيدي في إيده، ومحاولتش أشيلها.

كنت عايزاها تفضل في إيديه!!

فهد هو إنت فعلا حطيتلي حاجة في الشاي؟!!

فهد فضل متنحلي، ومبتسم، شكله كان بيحاول يشوف رد فعلي.

أنا ليه خليت إيدي بين إيديه؟ معرفش!!

لكن فجأة حسيت برعشة في جسمي كله، ونفسي بدأ يضيق، وبتنفس بالعافية.

إيدي لسه محبوسة جوا إيديه، وكانت عينيه مرقباني، وحاسة بيهم كويس.

مكنتش عارفة الساعة كام، ولا عدى من الوقت قد إيه، إلا لما فهد قال: “طيب هسيبك ترتاحي، وانا همشي”

قام وقف آخيرا، وأنا كمان وقفت.

قال: “تصبحي على خير، بحبك”

مشي فهد لكن مفيش حاجة إتغيرت!!

إيديا لسه دافية زي ما كانت في إيديه!!

أنا كنت شايفة إيديه كبيرة أوي، وإيديا الرفيعة مكنتش باينة خالص!

إيديه دي تنفع تكون مجاديف مركب!

إيه اللي حصللي؟ حاسة إني عايزة أضحك، الظاهر إن السهر الكتير آثر عليا.

شيلت صينية الشاي، والمكسرات، وحطيتهم في المطبخ زي ما هما، ودخلت أوضتي.

وقفت قدام المراية، ولمحت حاجة غريبة اوي، انا عيني بتلمع جامد!!

في حاجة مخلياني أحس بفرحة كبيرة، بس إيه هي؟ معرفش!

بصيت لقيت نفسي ببتسم إبتسامة واسعة عشان إيه؟ برضوا معرفش!!

سرحت جامد، ودماغي كانت محتارة!!

أنا ليه سيبتله إيدي، ومسحبتهاش زي كل مرة؟!!

عدت ساعة بحالها، وأنا سرحانة بأفكاري، وكنت لسه قاعدة قدام المراية.

دلوقتي بقى جه وقت الجد، هبتدي أشيل الميكب، وأسرح شعري، وأروق حالي، وأظبط الدنيا اللي بايظة.

أنا من عاداتي الوحشة إني أخرج كل حاجة، وآخد منها اللي أنا عايزاه، وأسيب الباقي مالي الأوضة.

بعد كده مش هحط مكياج، ولا أي حاجة، بدل وجع القلب ده.

آخيرا خلصت مهامي الصعبة من تنضيف وشي، وترتيب حاجتي، وإترميت على السرير، وخدت نفس عالي.

حطيت إيدي تحت المخدة، وقلت في بالي: ليه فهد لحد دلوقتي ما فكرش يديني صورة ليه؟ عايزة أحطها تحت المخدة، وكل شوية أطلعها أبص عليها زي الأفلام!!

لما أشوفه المرة الجاية هقوله يديني صورة.

لا لا لأ مش هطلب صور، بدل ما يقول عليا خفيفة، خليه هو اللي يطلب صورتي الأول.

الليلة دي كنت حاسة إن دماغي متلخبطة، وبفكر في مليون حاجة.

في الليلة دي نمت بالعافية، يمكن بسبب الشاي اللي شربته مع فهد.

بعد ما نمت شوفت حلم غريب أوى.

هحكيلكوا بس ما تضحكوش ماشي؟!

شوفت فهد بس كان متحول، وبقى مركب، وإيديه كانت مجاديف، وأنا كنت متعلقة بيهم.

إوعوا تعرفوه؟!

كان يوم الجمعة، وأنا فضلت أتحايل على أشجان تنزل معايا، كنت عايزة أتسوق، وبالعافية خليت هشام أخويا ييجي معانا.

أموت، وأعرف ليه الراجل لما تقوليله تعالى معايا نتسوق، يجيله العصبي!!

كنت عايزة أشتري شوية ميكب، وحاجات شخصية تانية.

يعني أخويا مش هيستفيد حاجة بالخروجة دي، بس إتحايلت عليه لحد ما وافق.

في محل من محلات الملابس أشجان قالت: “خطيبك بيحب ألوان إيه؟”

ألوان إيه؟ وأنا إيش عرفني.

قلت: “ما أعرفش”

بصتلي أشجان بإستغراب، وقالت: “إيه؟ ما تعرفيش، يا بنتي إنتوا مخطوبين إزاي؟! كان لازم تسأليه من أول مقابلة!!

ياه يا أشجان هتقعدي بقى تتفلسفي؟!!

مفيش حاجة أقفل بوقك بيها؟ تصدقوا دي بتقولي من أول مقابلة قال؟

أنا أقول: عامل إيه؟

هو يرد: الحمد لله.

أنا: إيه اللون اللي بتحبه؟

هو: الإسود.

أنا: إسود مش حلو، ما بتحبش لون تاني.

هو: بحبك إنتي.

أنا: كده على طول ده أنت لسه شايفني؟!

هو: تصدقي نسيت… خلاص هأجل الكلمة للمقابلة التانية!!

“ندى سرحانة في إيه؟!”

سمعت أشجان وهي بتكلمني كنت سرحانة شوية.

“ولا حاجة تتوقعي كده هو بيحب لون إيه؟”

“أكيد بيحب اللون الأحمر”

“الأحمر!! إيش عرفك؟”

أيوة إسمعي كلامي، مفيش راجل في الدنيا ما بيحبش اللون الأحمر، ليه ما عرفش؟!!

طبعا إستجبت لنصيحة خبيرة الألوان أشجان، وإشتريت فستان أحمر جميل أوي.

إشتريت اليوم ده حاجات كتيرة أوي، وصرفت فلوس على فلوس.

لولا إن هشام أخويا معايا كان زماني فضلت اليوم كله أجيب حاجات.

ما عرفش اللي حصللي كنت عايزة أجيب هدوم كتير، ومكياج أشكال، وألوان، وعطور، وحاجات كتيرة أوي مكانش يخطر على بالي أشتريها قبل كده!!

نفسي أرمي كل اللي عندي في الدولاب، وأجدد بقى.

في نهاية اليوم رجعت على البيت شايلة شنط كتير أوي، ومبسوطة على الآخر.

قعدت أفتح في الشنط، وألبس اللبس الجديد، وكل شوية أشوف تليفوني!!

خير إن شاء الله، أنا إتنسيت، ولا حاجة؟!!

لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى