الصحة العالمية: جدري القرود يتفشى في 49 دولة ويصيب 6823 ألف مع 16 حالة وفاة

يشهد العالم حالة من الترقب بعد ارتفاع أعداد الإصابات بمرض جدري القرود في عدة دول حول العالم، وسط تحذيرات دولية من انتشاره المتسارع في بعض المناطق، خاصة داخل قارة أفريقيا. ومن خلال هذا المقال سوف نوضح لكم تفاصيل تقرير منظمة الصحة العالمية حول الوضع الحالي، وأسباب القلق المتزايد، إلى جانب أهم المعلومات الطبية المؤكدة بخصوص المرض، وطرق الوقاية منه.
الصحة العالمية: جدري القرود يتفشى في 49 دولة ويصيب 6823 ألف مع 16 حالة وفاة
أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرها الرابع والخمسين حول تطورات تفشي فيروس جدري القرود، مؤكدة تسجيل 6823 ألف حالة إصابة مؤكدة حتى نهاية مايو 2025، إلى جانب 16 حالة وفاة فقط بنسبة وفيات تبلغ 0.2%، وذلك في 49 دولة من مختلف مناطق العالم. وأوضحت المنظمة أن المرض لا يزال ينتشر بشكل ملحوظ، خاصة في قارة أفريقيا التي تعد أكثر المناطق تأثرًا بالفيروس حتى الآن، حيث توجد 18 دولة تشهد انتشارًا نشطًا للمرض، مما يستدعي استمرار المراقبة الدقيقة واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمواجهة أي تزايد محتمل في الحالات الجديدة خلال الفترة المقبلة.
انتقال نشط للفيروس في دول أفريقية ومناطق جديدة تسجل إصابات
أكد التقرير أن منطقة أفريقيا التابعة لمنظمة الصحة العالمية لا تزال المصدر الأساسي لحالات العدوى، حيث يشهد الفيروس نمطًا نشطًا من الانتقال داخل المجتمعات. وقد رصدت مؤخرًا أولى حالات الإصابة بالنمط Ib من الفيروس في دول مثل إثيوبيا وإيطاليا، كما تم تسجيل إصابات بالنمط IIb في كل من مقدونيا الشمالية وتوجو وجمهورية الكونغو. هذا الانتشار الجديد للفيروس في دول أوروبية وأفريقية يعكس طبيعة المرض المتحولة وانتقاله خارج النطاق التقليدي، مما يعزز الحاجة لرفع حالة التأهب والرصد المبكر للحالات لمنع تفشي المرض على نطاق أوسع.
تحليل جيني وإصابات جديدة ترصد في دول غير متأثرة سابقًا
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن ألبانيا سجلت أول حالة إصابة مؤكدة بـ جدري القرود، ويجري حاليًا تحليل التسلسل الجيني للحالة لمعرفة النمط الفيروسي بدقة. وأشارت إلى أن النمط Ib يظل مقتصرًا على دول وسط وشرق أفريقيا، بينما تبقى بعض الدول الأخرى تحت المتابعة. كما أوضحت المنظمة أن التراجع الظاهري للإصابات في سيراليون يجب التعامل معه بحذر نظرًا لاحتمالات التأخر في الإبلاغ عن الحالات. هذه التطورات تؤكد أن انتشار جدرى القرود لا يزال مستمرًا على مستوى العالم، وأن رصد السلالات المختلفة يمثل خطوة أساسية لفهم الديناميكية الوبائية للمرض.
خطوات تطعيم وقائية في أفريقيا واستجابة عالمية متسارعة
قالت المنظمة إن 11 دولة أفريقية تلقت شحنات من لقاح جدرى القرود، بينما بدأت 7 منها بالفعل بتنفيذ حملات تطعيم، وقد تم إعطاء أكثر من 731 ألف جرعة حتى الآن. وأشارت إلى أن جهود التطعيم تعد من أبرز خطوات الحد من انتشار العدوى، خاصة في المناطق الأكثر تضررًا. بجانب ذلك، قامت منظمة الصحة العالمية بتحديث إرشاداتها المتعلقة بالإدارة السريرية للمصابين، وكذلك إجراءات الوقاية من العدوى ومكافحتها داخل المؤسسات الصحية والمجتمعات، مما يعكس التوجه الدولي نحو التعامل الجاد مع هذا المرض الذي يواصل انتشاره في مناطق متفرقة حول العالم.
إعلان الطوارئ مستمر بسبب تصاعد الإصابات عالميًا
أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن الوضع الحالي المرتبط بـ جدري القرود لا يزال يُشكل طارئة صحية عامة تثير القلق الدولي، وذلك بعد انعقاد الاجتماع الرابع للجنة الطوارئ المعنية باللوائح الصحية الدولية في 5 يونيو 2025. هذا القرار يأتي في ظل استمرار تسجيل حالات إصابة جديدة واتساع رقعة الانتشار الجغرافي للفيروس، مع احتمالية ظهوره في دول جديدة خلال الفترة المقبلة. المنظمة شددت على أهمية استمرار التعاون الدولي وتبادل المعلومات بين البلدان، إلى جانب توفير الموارد واللقاحات، لتعزيز الجهود المبذولة في احتواء المرض والتقليل من مخاطره على الصحة العامة.
ما هو جدري القرود وكيف يظهر على الجسم؟
جدري القرود هو مرض فيروسي نادر يشبه إلى حد كبير مرض الجدرى القديم ولكن بأعراض أقل حدة، ويصيب الإنسان نتيجة انتقال العدوى من الحيوانات أو من شخص لآخر. يبدأ المرض عادةً بحمى وصداع وآلام في العضلات وظهر، ثم يظهر طفح جلدي مميز يبدأ غالبًا في الوجه ثم ينتشر إلى باقي الجسم. الطفح يمر بعدة مراحل من البقع إلى الحويصلات ثم القشور. في بعض الحالات، قد يصاحب الطفح تضخم في الغدد الليمفاوية، وهي علامة مميزة تفرق بينه وبين أنواع أخرى من العدوى الجلدية.
ما الأعراض الشائعة لـ جدري القرود ومتى تظهر؟
تظهر أعراض جدري القرود عادةً خلال 5 إلى 21 يومًا من التعرض للفيروس. الأعراض الأولية تشبه الإنفلونزا وتشمل:
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- قشعريرة.
- تعب شديد.
- صداع.
- ألم في الظهر والعضلات.
- ثم بعد أيام قليلة، يبدأ ظهور الطفح الجلدي الذي يبدأ في الوجه ويمتد إلى الأطراف، ويكون الطفح مصحوبًا بالحكة وتورم الغدد الليمفاوية.
- في الحالات الشديدة، يمكن أن يسبب مضاعفات مثل التهابات في الرئة أو الدماغ.
- تشفى معظم الحالات خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ولكن بعض المرضى قد يحتاجون إلى رعاية طبية خاصة، خاصة أصحاب المناعة الضعيفة.
ما الأمراض التي تتشابه أعراضها مع جدري القرود؟
يتشابه جدرى القرود مع أمراض فيروسية أخرى مثل الجدري المائي (الحماق) والحصبة والهربس، خاصة في مرحلة الطفح الجلدي. لكن هناك علامات مميزة يمكن التفريق بها، أبرزها تورم الغدد الليمفاوية في حالة جدرى القرود، وهو عرض لا يظهر عادةً في الحالات الأخرى. كما أن تسلسل ظهور الأعراض في جدري القرود يمر بمراحل محددة، تبدأ بالحمى ثم الطفح. في المقابل يظهر الطفح مبكرًا في الجدري المائي. الاختبارات المعملية هي الأداة الحاسمة للتشخيص، ولكن الفحص الإكلينيكي الدقيق يسهم أيضًا في التمييز بين هذه الحالات المتشابهة.
كيف يمكن الوقاية من الإصابة بجدري القرود؟
الوقاية من جدري القرود تبدأ بتجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين أو الحيوانات التي يحتمل أن تنقل المرض، خاصة القوارض والقرود. ينصح بعدم لمس الأدوات الشخصية للمصابين مثل الملابس أو الأغطية. كما يجب غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون أو استخدام المعقمات، خصوصًا بعد زيارة الأماكن العامة أو التعامل مع الغرباء. العاملون في الرعاية الصحية يحتاجون لاستخدام معدات الوقاية الشخصية الكاملة. كذلك، يفضل تطعيم الفئات المعرضة للخطر مثل العاملين بالمجال الصحي أو من لديهم تاريخ مخالطة مباشرة مع الحالات المؤكدة.
هل هناك علاج فعال لـ جدري القرود؟
حتى الآن لا يوجد علاج مخصص لـ جدري القرود، لكن معظم الحالات تشفي تلقائيًا مع الوقت وبدون تدخل دوائي كبير. يستخدم دواء “تيكوفيريمات” (Tecovirimat) في بعض الحالات الشديدة بناءً على توجيهات الأطباء وتوافره. يركز العلاج على تخفيف الأعراض، مثل استخدام المسكنات وخافضات الحرارة، والحفاظ على ترطيب الجسم. في حال وجود التهابات ثانوية، قد تستخدم مضادات حيوية موضعية أو فموية. الأهم هو العزل المبكر للمريض لتقليل فرص العدوى، وتقديم الدعم الطبي حتى زوال الأعراض بالكامل، خاصة عند المرضى أصحاب المناعة الضعيفة أو الأطفال.