في قرية صغيرة هادئة، كانت البيوت متلاصقة والشوارع ضيقة، وكان الجميع يعرفون بعضهم بعضًا.
في تلك القرية، عاش شاب اسمه “سامي”، كان سامي في المرحلة الثانوية، معروفًا بتفوقه في دراسته وذكائه، لكنه كان يعيش تحت ضغط كبير بسبب امتحانات الثانوية العامة التي اقتربت بسرعة.
كانت امتحانات الثانوية العامة هي حديث الجميع في القرية.
الآباء والأمهات الطلاب، وحتى أصحاب المحلات كانوا يتحدثون عن صعوبة الامتحانات وكيف أن درجاتها تحدد مستقبل الشباب.
سامي كان يشعر بهذا الضغط في كل مكان يذهب إليه، لكن أكثر ما كان يقلقه هو الكلام الذي كان يسمعه من زملائه عن الغش في الامتحانات.
في صباح يوم الامتحان الأول، كان سامي يقف أمام باب منزله وهو يشعر بتوتر شديد.
أمه كانت تقف بجانبه، تدعو له بالتوفيق وتوصيه بالصبر والتركيز.
كان سامي يحاول أن يبدو مطمئنًا، لكنه كان يعلم أن اليوم سيكون صعبًا.
عندما وصل إلى المدرسة، كانت الأجواء مشحونة.
الطلاب كانوا يتجمعون في مجموعات صغيرة يتبادلون النظرات القلقة والهمسات.
بين هؤلاء الطلاب، كان هناك “حسن”، زميل سامي في الصف وصديق طفولته.
حسن كان معروفًا بذكائه أيضًا، لكنه كان دائمًا يبحث عن الطرق السهلة لتحقيق ما يريد.
عندما رأى سامي، اقترب منه وقال بصوت منخفض: سامي، اسمعني، أنا جبت معايا اليوم موبايل صغير مخبيه كويس، ومعايا كمان الإجابات من مصدر موثوق، لو احتجت حاجة، قولي وأنا هساعدك.
سامي نظر إلى حسن بحذر وقال: حسن، ده غلط كبير، لو اتقفشت، مستقبلك هيروح.
حسن ضحك وقال: متقلقش يا صاحبي، الناس كلها بتعمل كده، والامتحانات دي مش سهلة، لازم نضمن الدرجات بأي طريقة.
دخل سامي إلى اللجنة وهو يشعر بصراع داخلي.
كان يعلم أن الامتحانات ستكون صعبة، وأنه ربما لن يتمكن من الإجابة على جميع الأسئلة بنفسه، لكنه كان أيضًا يعلم أن الغش هو طريق غير صحيح.
وعندما وُزعت الأوراق، بدأ يقرأ الأسئلة، وحينها شعر بقلق شديد.
كانت الأسئلة صعبة بشكل يفوق التوقعات، وكان سامي يكافح من أجل العثور على إجابات.
بينما كان يحاول التركيز، لاحظ سامي حسن وهو يشير إليه من بعيد.
كان حسن يحاول لفت انتباهه ليعرض عليه المساعدة من خلال الموبايل المخفي.
سامي نظر إلى حسن، ثم إلى ورقته، وشعر بالضغط يزداد، هل يختار الطريق السهل ويغش، أم يحاول الاعتماد على نفسه حتى لو كان ذلك يعني درجات أقل؟
وبعد لحظات من التفكير، قرر سامي أن يتجاهل حسن ويعتمد على نفسه.
بدأ يركز بجدية على الأسئلة، ويستخدم كل ما تعلمه خلال السنة الدراسية لمحاولة الإجابة.
كان يعرف أن الوقت ضيق وأن كل دقيقة تهم.
عندما انتهى الوقت، كان سامي يشعر بالتعب لكنه كان مرتاحًا لأنه لم يلجأ للغش.
خرج سامي من اللجنة وهو يشعر ببعض الارتياح، رغم أنه لم يكن متأكدًا من أدائه.
في الخارج، كان الطلاب يتحدثون عن صعوبة الامتحان، وكان حسن من بينهم.
حسن كان سعيدًا لأنه تمكن من استخدام الموبايل وغش بنجاح، لكنه لم يكن يعرف أن الأمور ستتغير في الامتحان التالي.
في اليوم التالي، كان امتحان آخر، سامي دخل اللجنة بنفس القلق، لكنه كان مستعدًا لمواجهة التحدي بنفس الطريقة.
حسن، من ناحية أخرى، قرر استخدام نفس خطة الغش، لكن هذه المرة، الأمور لم تسرِ كما توقع.
المراقبون كانوا أكثر حذرًا، وفي منتصف الامتحان، لاحظ أحدهم حركة غير طبيعية عند حسن.
اقترب المراقب من حسن وطلب منه تسليم الموبايل.
حسن حاول الإنكار، لكنه كان واضحًا أنه يخفي شيئًا.
بعد تفتيش دقيق، تم العثور على الموبايل ومعه ورقة صغيرة تحتوي على إجابات الامتحان.
في تلك اللحظة، شعر حسن بأن كل شيء انهار.
تم استدعاءه إلى مكتب المدير، وتم تحرير محضر غش له.
كان حسن في حالة صدمة.
كان يعلم أن الغش خطأ، لكنه لم يتوقع أن يُقبض عليه.
الموقف لم يكن سهلًا عليه، خاصةً عندما علم أن المحضر سيؤثر على مستقبله الدراسي.
في الوقت نفسه، كان سامي يشعر بالقلق على صديقه، لكنه كان يعلم أن حسن جلب هذا على نفسه.
بعد انتهاء الامتحانات، بدأت النتائج تظهر، سامي حصل على درجات جيدة، ولم تكن مثالية لكنه كان فخورًا بنفسه لأنه حققها بجهده الشخصي.
حسن، من ناحية أخرى، كان عليه أن يواجه العقوبات بسبب محضر الغش.
تم إلغاء امتحاناته، وكان عليه أن يعيد السنة الدراسية.
الأيام مرت، وحسن بدأ يفكر في الأمور بعمق.
لقد تعلم درسًا قاسيًا، وأدرك أن النجاح الحقيقي لا يأتي من الطرق السهلة والغش.
قرر أنه سيغير من نفسه، وسيعمل بجد في السنة القادمة ليحقق النجاح بجهده الخاص.
عندما بدأ العام الدراسي الجديد، بدأ حسن العام بجدية.
حسن كان يدرس بجد ويطلب المساعدة من سامي بدلًا من البحث عن طرق للغش.
سامي كان سعيدًا برؤية صديقه يتغير للأفضل.
ومع مرور الوقت، أصبح حسن من الطلاب المجتهدين، وتعلم أن النجاح الحقيقي يأتي من العمل الجاد.
وفي نهاية السنة، حصل حسن على درجات ممتازة.
وقف مع سامي، وتذكر تلك الأيام الصعبة التي مرت عليهما.
سامي قال له: شايف يا حسن؟ النجاح اللي بيجي من تعبك وجهدك هو اللي بيدوم وبيخليك فخور بنفسك.
حسن ابتسم وقال: أيوة يا سامي، انت كنت دايمًا صح.
أنا اتعلمت الدرس ده بالطريقة الصعبة، بس مش مهم، المهم إننا نكون صحاب دايمًا ونساعد بعض عشان نحقق أهدافنا بالطريقة الصح.
ومن هنا، استمر حسن وسامي في رحلتهما الدراسية معًا، داعمين بعضهما البعض في كل خطوة، وتلك القصة أصبحت تروى لكل طلاب المدرسة كدرس في أهمية الأمانة والاعتماد على النفس.