مع انطلاق الجولة الثانية من الدوري الممتاز، تصدرت واقعة طرد محمد هاني لاعب الأهلي المشهد الكروي وأثارت جدلا واسعا بين الجماهير والخبراء، حيث بات الجميع في انتظار ما ستسفر عنه قرارات رابطة الأندية بشأن العقوبات المنتظرة. وبين شكوى الأهلي وتمسك لجنة الحكام بقراراتها، تتعدد الروايات وتتباين التفسيرات، ليظل السؤال الأبرز: هل يقتصر الإيقاف على مباراة واحدة أم تمتد العقوبة لعدة لقاءات مؤثرة في مشوار الفريق الأحمر؟
رابطة الأندية تعلن عقوبات الأسبوع الثانى بالدورى اليوم.. إيقاف هاني الأبرز
تترقب جماهير الكرة المصرية قرارات رابطة الأندية المحترفة اليوم الاثنين بشأن أحداث مباريات الجولة الثانية من مسابقة الدوري الممتاز، حيث تسعى اللجنة إلى فرض الانضباط داخل الملاعب من خلال تطبيق اللوائح بشكل صارم. ويعد ملف عقوبة محمد هاني لاعب النادي الأهلي الأبرز في جدول مناقشات الرابطة بعد واقعة طرده في مباراة فريقه أمام فاركو. وتأتي هذه القرارات في إطار حرص الرابطة على ضبط السلوك داخل أرضية الملعب وتوجيه رسالة واضحة إلى جميع الأندية واللاعبين بأن اللوائح تسري على الجميع دون استثناء.
تفاصيل طرد محمد هاني أمام فاركو
شهدت مباراة الأهلي أمام فاركو واقعة مثيرة بعدما قام الحكم محمد معروف بإشهار البطاقة الحمراء في وجه محمد هاني، ظهير أيمن الأهلي، في الدقائق الأخيرة من اللقاء. وأثار القرار جدلا كبيرا بين الجماهير والخبراء خاصة أن الأهلي كان متقدما بنتيجة كبيرة بلغت أربعة أهداف مقابل هدف. ويعود سبب الطرد إلى أن الحكم اعتبر أن اللاعب يتعمد إضاعة الوقت عندما توجه إلى زميله كريم فؤاد لتسليمه شارة القيادة قبل مغادرة الملعب، وهو ما دفعه إلى منحه البطاقة الصفراء الثانية ثم الكارت الأحمر مباشرة.
موقف الأهلي من قرار الحكم
لم يقف النادي الأهلي مكتوف الأيدي تجاه الواقعة، حيث بادر مجلس الإدارة إلى إرسال شكوى رسمية لاتحاد الكرة المصري من أجل الاستفسار عن ملابسات طرد محمد هاني. وطالب الأهلي لجنة الحكام بمراجعة ما جرى في المباراة، مؤكدا أن اللاعب لم يرتكب أي تصرف يستحق العقوبة. ويرى مسئولو القلعة الحمراء أن القرار كان مبالغا فيه خصوصا أن النتيجة كانت محسومة بشكل كبير لصالح الفريق، وأن ما حدث لا يعد إضاعة وقت متعمدة، بل مجرد رغبة من اللاعب في تسليم شارة الكابتن لزميله قبل مغادرة الملعب.
العقوبات المحتملة ضد محمد هاني
بحسب اللوائح المعمول بها، فإن العقوبة المنتظرة بحق محمد هاني ستتحدد وفقا لما ورد في تقرير الحكم محمد معروف. فإذا أشار الحكم إلى أن اللاعب اعترض بشكل غير لائق بعد الطرد، أو خرج عن النص في تصرفاته، فإن العقوبة قد تصل إلى الإيقاف ثلاث مباريات. أما إذا لم يتم تدوين تلك التفاصيل في التقرير، فستقتصر العقوبة على مباراة واحدة فقط. وهذا الأمر يجعل مصير اللاعب معلقا على ما سطره الحكم في تقريره الرسمي المقدم إلى لجنة المسابقات التابعة لرابطة الأندية المصرية.
رؤية الأهلي لواقعة الطرد
من وجهة نظر الأهلي، لم يكن هناك ما يستدعي إشهار البطاقة الصفراء الثانية لمحمد هاني، حيث إن الفريق كان متقدما بنتيجة مريحة في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء. وبالتالي فإن أي محاولة لإضاعة الوقت لم تكن منطقية، لأن المنافس حتى لو سجل فلن يتمكن من تعديل النتيجة. ويرى مسئولو النادي أن الحكم تسرع في قراره، خاصة أن تصرف اللاعب لم يتجاوز حدود الروح الرياضية، بل كان نابعا من التزامه بتسليم شارة القيادة إلى زميله كريم فؤاد قبل مغادرة أرضية الملعب كما يقتضي العرف بين اللاعبين.
انتظار قرار رابطة الأندية
تنتظر جماهير الأهلي وباقي الأندية قرار رابطة الأندية بشأن عقوبة محمد هاني، حيث من المقرر أن يتم الإعلان عن كل القرارات الخاصة بمباريات الأسبوع الثاني خلال الساعات المقبلة. وستكون عقوبة اللاعب مؤثرة على مشوار الفريق، لاسيما إذا امتدت لثلاث مباريات كاملة، وهو ما قد يحرم الأهلي من أحد عناصره الأساسية في خط الدفاع خلال مواجهات قوية قادمة. ومن المنتظر أن تشهد الساعات المقبلة جدلا واسعا في الوسط الرياضي حول عدالة القرار ومدى تأثيره على مشوار الفريق الأحمر في بطولة الدوري الممتاز.
موقف لجنة الحكام من شكوى الأهلي
تقدمت إدارة النادي الأهلي بشكوى رسمية ضد الحكم محمد معروف بعد طرد محمد هاني في لقاء فاركو، وقد أكدت مصادر داخل لجنة الحكام أن الشكوى وصلت وتمت مناقشتها بشكل مبدئي، على أن يتم البت فيها في اجتماع رسمي عقب انتهاء الإجازة. اللجنة أشارت إلى أنها ستراجع تقرير الحكم والتسجيلات الخاصة باللقاء قبل إصدار القرار النهائي، وذلك لضمان الشفافية وتحقيق العدالة بين جميع الأطراف. هذه الخطوة جاءت لتؤكد أن لجنة الحكام تتعامل مع كل الشكاوى بجدية، خاصة تلك المتعلقة بقرارات مثيرة للجدل في مباريات الدوري الممتاز.
رفض اتحاد الكرة تعديل القرار
أكد رئيس لجنة الحكام في اتحاد الكرة، الكولومبي أوسكار رويز، أن قرار طرد محمد هاني لا يمكن التراجع عنه أو إلغاؤه، موضحا أن اللوائح واضحة ولا تسمح بتغيير القرارات التحكيمية بعد انتهاء المباريات. وشدد على أن السماح بمثل هذه السوابق قد يفتح الباب أمام اعتراضات لا تنتهي من جانب الأندية، وهو ما يهدد استقرار المسابقة. ورغم تمسك الأهلي بموقفه، فإن اتحاد الكرة يرى أن الحفاظ على هيبة الحكام أهم من أي اعتبارات أخرى، وأن القرارات المتخذة داخل الملعب تظل نهائية، إلا في حالات استثنائية يقرها القانون.
الضغوط الإعلامية والجماهيرية
لم يتوقف الجدل عند حدود الملعب أو شكوى الأهلي الرسمية، بل امتد إلى الإعلام والجماهير التي طالبت بالكشف عن تفاصيل ما حدث. الإعلامي محمد سعيد المقرب من النادي الأهلي دعا إلى مراجعة تسجيلات غرفة تقنية الفيديو الخاصة باللقاء، للتأكد مما إذا كان قرار الطرد قد استند إلى مبررات واضحة. كما عبّر عدد كبير من مشجعي الأهلي عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم من الواقعة، معتبرين أن الطرد غير مبرر وأنه جاء في توقيت لم يكن له تأثير على نتيجة المباراة. هذه الضغوط قد تضع الرابطة تحت ضغط إضافي لاتخاذ قرار عادل.
تفاصيل تقرير الحكم وما يحمله من مؤشرات
كشف الإعلامي إبراهيم المنيسي، رئيس تحرير مجلة الأهلي، أن تقرير الحكم محمد معروف عن المباراة لم يتضمن أي إشارة إلى اعتراض من جانب محمد هاني عقب قرار الطرد، كما لم يذكر الحكم أي تجاوز لفظي أو سلوكي من اللاعب. وبحسب اللائحة، فإن العقوبة يتم تشديدها فقط في حال وجود سلوك غير رياضي أو اعتراض على القرارات، وهو ما لم يظهر في التقرير. هذه النقطة قد تصب في صالح الأهلي، حيث إن أقصى عقوبة متوقعة ستكون الإيقاف لمباراة واحدة فقط، ما لم يظهر دليل إضافي يغير من مسار التحقيق.
