كان يا ما كان، في منطقة بسيطة، كان فيه دكتور اسمه “خالد”.
خالد كان مشهور في الحي بطيبة قلبه وعلمه الواسع.
الناس كانوا بيثقوا فيه جدًا وبيلجأوا ليه في أي مشكلة صحية.
بس مع الوقت، ظهرت في الحي صيدلية جديدة وكان صاحبها واحد اسمه “فؤاد”.
فؤاد كان شخص غامض ومتكبر، وكان دايمًا بيدعي إنه عنده أدوية بتعالج أمراض ملهاش علاج.
وفي يوم من الأيام، دخلت ست مسكينة اسمها “أمينة” عيادة الدكتور خالد وهي في حالة صعبة جدًا.
ابنها الصغير كان مريض بمرض نادر، ومفيش علاج فعال ليه.
خالد حاول يعالج الطفل بكل الطرق، لكن حالته كانت بتسوء يوم بعد يوم.
خالد: أمينة، أنا عملت اللي أقدر عليه، بس احنا محتاجين نعمل فحوصات أكتر.
أمينة: دكتور، أنا ممعيش فلوس كفاية للفحوصات دي، سمعت إن في صيدلية جديدة عندها علاج معجزة.
خالد (بحذر): أمينة، لازم تكوني حذرة، مش كل علاج بيقولوا عليه معجزة بيكون حقيقي.
بس أمينة، في حالة يأسها ده قررت تروح للصيدلية الجديدة وتسأل عن العلاج المعجزة.
فؤاد استقبلها بابتسامة مصطنعة واداها دوا شكله غريب، وقالها: الدواء ده هيعالج ابنك في وقت قصير جدًا بس لازم تاخديه بحذر.
أمينة رجعت البيت وشربت الدواء لابنها، وفعلًا حالته اتحسنت بشكل سريع، بس بعد يومين، بدأت تظهر عليه أعراض غريبة.
الطفل بدأ يهلوس ويبقى عصبي جدًا، أمينة خافت ورجعت للدكتور خالد.
أمينة: دكتور، ابني اتحسن يومين وبعد كده بقى أسوأ، الدوا ده عمل فيه إيه؟
خالد (بانفعال): إنتي أخدتي الدوا منين؟
أمينة: من الصيدلية الجديدة، فؤاد قال إنه علاج معجزة.
خالد: أنا مش حذرتك من الدوا ده، لازم بسرعة نعمل تحاليل، ده ممكن يكون فيه سم.
بعد تحليل الدوا، خالد اكتشف إنه فعلًا فيه مادة سامة بتعمل تحسين مؤقت للحالة بس بتدمر الجهاز العصبي ببطء.
خالد: أمينة، الدوا ده سم قاتل، لازم تروحي تبلغي الشرطة حالًا.
أمينة عيطة وقالت: يا ريتني سمعت كلامك من الأول.
خالد: لازم نتصرف بسرعة عشان ننقذ ابنك ونمنع فؤاد من انه يأذي ناس تانية.
بلغت أمينة الشرطة، وبدأت التحقيقات.
الشرطة قررت تراقب فؤاد والصيدلية بتاعته.
وبعد أيام من المراقبة، اكتشفوا إن فؤاد كان بيتاجر في أدوية مش مرخصة ومضرة بالصحة.
الشرطة قبضت على فؤاد، وبدأت تظهر قصص كتير عن ناس اتضرروا من الأدوية بتاعته.
خالد كان واقف جنب أمينة في كل خطوة، وحاول بكل الطرق إنه يعالج الطفل.
وفي يوم، خالد استدعى دكتور متخصص من العاصمة عشان يساعد في علاج الطفل.
الدكتور المتخصص كان عنده علاج جديد بس كان غالي جدًا.
خالد قرر إنه يجمع تبرعات من أهل الحي عشان يقدر يشتري العلاج.
أهل الحي كانوا ممتنين لخالد لأنه دايمًا كان بيقف جنبهم، وقرروا يساعدوه.
وبعد تجميع التبرعات، قدروا يشتروا العلاج وبدأوا في رحلة علاج الطفل.
الحالة بدأت تتحسن ببطء، بس كان فيه أمل.
خالد وأمينة مفقدوش الأمل، وكانوا مصممين إنهم ينقذوا الطفل.
خالد: أمينة، الأمل هو اللي بيخلينا نكمل، مش هنسيب ابنك يعاني، هنحارب لحد ما يبقى كويس.
أمينة: شكرًا يا دكتور، إنت فعلًا ملاك الرحمة.
مرت الأيام، والطفل بدأ يستعيد صحته ببطء.
خالد كان سعيد لإنه قدر ينقذ حياة الطفل، وأمينة كانت ممتنة لكل أهل الحي اللي ساعدوها.
فؤاد اتحكم عليه بالسجن لفترة طويلة، وكل الناس في الحي اتعلموا درس مهم عن أهمية الثقة في الأطباء والمختصين.
خالد: الدوا ممكن يبقى علاج، وممكن يبقى سم، المهم إننا نعرف نختار الصح ونبعد عن النصابين.
أمينة: إنت مش بس دكتور، إنت أب لكل الناس في الحي ده، ربنا يبارك فيك.
القصة دي بقت عبرة لكل الناس، وخالد بقى رمز للأمانة والإخلاص في شغله.
والناس كانت بتيجيله من كل مكان عشان يعالجهم، وكانوا دايمًا بيحكوا قصته ويقولوا: الدوا ممكن يبقى سم قاتل، بس الخير دايمًا بينتصر في النهاية.
وفي يوم من الأيام، أمينة جات لخالد وقالتله: دكتور، ابني بقى كويس، أنا معنديش كلام يوصف امتناني ليك.
خالد بابتسامة: الأمل والصبر هما اللي خلونا نوصل لده.
وأهم حاجة نتعلم من اللي حصل ونساعد بعض دايمًا.
وفي الوقت ده، كانت الشرطة بتعمل حملة توعية في الحي عن الأدوية المزيفة وأهمية التأكد من مصدرها.
خالد تعاون معاهم وبدأ يقدم نصايح للأهالي عن كيفية التعرف على الأدوية المزيفة وأهمية استشارة الأطباء المتخصصين قبل تناول أي دواء.
وأثناء حملة التوعية، اكتشف خالد إن فيه ناس كتير اتضررت من الأدوية اللي كان بيبيعها فؤاد، بس كانوا خايفين يبلغوا الشرطة.
خالد شجعهم انهم يتكلموا وأكدلهم إن العدالة هتاخد مجراها وإن مفيش حد هيقدر يأذيهم تاني.
فؤاد في السجن كان بيعاني من تأنيب الضمير، وبدأ يفكر في الحاجات اللي عملها.
وبعد فترة، طلب إنه يتكلم مع خالد.
خالد وافق وراح يزوره في السجن.
فؤاد: دكتور خالد، أنا غلطت في حقي وفي حق ناس كتير.
مكنتش فاكر إن أفعالي هتسبب كل الأذى ده.
خالد: فؤاد، الاعتراف بالغلط هو أول خطوة في الطريق الصح، المهم إنك تتعلم من اللي حصل وتحاول تصلح اللي تقدر عليه.
فؤاد: أنا مستعد أساعد في حملة التوعية وأحذر الناس من أخطائي.
خالد: دي خطوة كويسة، وكلنا بنغلط، المهم إننا نتعلم ونسعى نصلح.
فؤاد بدأ يشارك في حملات التوعية من جوه السجن، وكان بيتكلم عن تجربته الشخصية وأضرار الأدوية المزيفة.
الناس بدأت تشوف فيه إنسان ندمان وبيحاول يكفر عن أخطائه.
الحملة نجحت بشكل كبير، والوعي زاد بين الأهالي عن خطورة الأدوية المزيفة.
خالد بقى مشهور أكتر في الحي، والناس كانت بتلجأله في أي مشكلة صحية من غير ما يترددوا.
وفي النهاية، قصة الدوا اللي كان فيه سم قاتل بقت قصة عبرة للكل، وكل واحد اتعلم منها إن الثقة في الأشخاص الصح والأمل والصبر هما اللي بيخلوا الدنيا أحسن.