Close

أخباركم

الدور الرابع

 


في يوم غريب وعجيب، أحمد كان راجع من شغله متأخر، الساعة كانت عدت العشرة بليل، والشارع كان هادي، وكل حاجة كانت عادية.

لما دخل العمارة اللي ساكن فيها، لقى النور مقطوع في السلالم، فضطر يستخدم ضوء موبايله علشان يطلع، وكل حاجة كانت ماشية طبيعي لحد ما وصل للدور الرابع.

أحمد سمع صوت غريب، وزي ما يكون في حاجة بتتكسر، وبعدها صوت واحدة ست بتصرخ بصوت عالي، قلبه بدأ يدق بسرعة.

وبدأ يركز أكتر في الأصوات اللي جاية من شقة جارته مدام ليلى، الصوت كان واضح إنها بتستغيث وبتقول: ألحقوني! حد ينقذني!

أحمد جري على باب شقتها وبدأ يخبط بكل قوة، بس الباب كان مقفول، فقرر يكسر الباب.

وفعلًا بدأ يضرب فيه بكل قوته لحد ما فتح، وأول ما دخل شاف منظر مرعب، راجل غريب واقف قدام مدام ليلى وهي مرمية على الأرض غارقة في دمها.

الراجل كان في إيده سكينة، وعينيه مليانة شر.

أحمد حاول يتدخل وينقذ مدام ليلى، بس الراجل بصله بنظرة كلها تهديد وقرر يهرب.

وجري ناحية الشباك ونط منه، أحمد فضل واقف في مكانه ومش مصدق اللي شافه، وجسمه كله اتجمد من الصدمة.

وبعد لحظات بدأ يفوق، واتحرك بسرعة علشان يتأكد من حالة مدام ليلى.

مدام ليلى كانت غايبة عن الوعي، وجروحها كانت خطيرة.

أحمد جري على موبايله واتصل بالإسعاف والشرطة، والإسعاف وصلت بسرعة.

وبدأوا في محاولة إسعافها ونقلوها للمستشفى، الشرطة بدأت تجمع الأدلة والشهادات من الجيران، وأحمد كان الشاهد الرئيسي.

في المستشفى، أحمد فضل مستني قدام أوضة العمليات، وقلبه مليان قلق وخوف على حياة مدام ليلى.

وبعد ساعات طويلة، خرج الدكتور وقال إن حالتها مستقرة بس لسه في خطر.

أحمد حس براحة شوية، بس كان القلق لسه موجود.

الشرطة بدأت تسأل أحمد عن تفاصيل الواقعة، وهو حكى كل حاجة شافها.

وبدأت الشرطة تعمل تحقيق مكثف للقبض على الجاني.

وأحمد بقى تحت حماية الشرطة لإنهم كانوا خايفين يكون في خطر عليه.

أحمد فضل يتردد على المستشفى كل يوم، ويتطمن على حالة مدام ليلى ويشوف لو في أي تقدم.

وبعد أيام بدأت تستعيد وعيها، وكانت حالتها النفسية وحشة جدًا.

ولما شافته، بدأت تعيط وقالت: أنا شفت الموت بعيني، مش عارفة إزاي هقدر أعيش بعد كده.

أحمد حاول يطمنها وقال: متقلقيش، الشرطة شغالة في البحث على اللي عمل كده، وأنا هفضل جنبك لحد لما تكوني بخير، كانت كلمات أحمد مليانة بالإصرار.

الأيام مرت، والشرطة قدرت توصل لبعض الأدلة اللي بتدل على شخصية الجاني، كانوا بيبحثوا بكل قواتهم للقبض عليه.

أحمد فضل يساعد الشرطة بكل اللي يقدر عليه، وكان بيحضر جلسات التحقيق والشهادات في المحكمة.

وفي يوم من الأيام، أحمد كان راجع من زيارة لمدام ليلى في المستشفى.

ولقى واحد من جيرانه بيقوله إن الشرطة قبضت على واحد بيشبه الراجل اللي شوفته في شقة مدام ليلى.

أحمد حس براحة كبيرة وقرر يروح قسم الشرطة علشان يتعرف على الشخص.

في القسم، أحمد شاف الراجل واقف وراء الازاز، ولما شافه عرفه علطول.

كان نفس النظرة اللي مليانة برود وجمود وشر، الشرطة اتأكدت إنه هو المجرم، وكان عنده سجل جنائي مليان جرايم شبيهة لجريمة مدام ليلى.

وبعد محاكمة طويلة ومعقدة، اتحكم على الراجل بالسجن المؤبد.

أحمد كان حاضر في كل جلسات المحكمة، وكان بيشوف نظرة الراحة على وش مدام ليلى كل ما يجي حكم جديد ضد المجرم.

وأخيرًا، أخدت مدام ليلى حقها.

الوقت مر، ومدام ليلى بدأت تسترجع حياتها بشكل تدريجي.

أحمد كان جنبها دايمًا، وبيساعدها ويطمنها، والعلاقة بينهم بقيت أقوى، وفضلوا أصحاب مقربين.

أحمد اتعلم من التجربة دي إن الحياة مليانة تحديات، وإنه لازم يكون دايمًا جاهز لمواجهة الأمور الصعبة.

والليلة الغريبة دي غيرت حياة أحمد ومدام ليلى، وخلتهم أقوى وأقرب لبعض.

الكارثة اللي حصلت كانت نقطة تحول في حياتهم، وعلمتهم إن الدعم والمساندة هما أساس أي علاقة ناجحة.

الحادثة دي أثبتت إن الخير ممكن يطلع من وسط الضلمة، وإن الأمل دايمًا موجود حتى في أصعب الأوقات.

وبعد المحاكمة، أحمد قرر إنه يحاول يغير حاجة في حياته، وبقى يشارك في حملات توعية عن أهمية التدخل السريع في حالات الطوارئ.

وبدأ يتعلم الإسعافات الأولية علشان يكون جاهز لو حصل حاجة تانية في المستقبل.

والناس في العمارة بدأوا يتغيروا هما كمان بعد اللي حصل لمدام ليلى.

والكل بقى أقرب لبعضه، وبقى في تعاون ودعم بين الجيران، وأحمد حس إنه أخيرًا قدر يلاقي معنى حقيقي لحياته، وإنه قدر يساهم في تغيير حقيقي في مجتمعه.

ومدام ليلى بعد ما خرجت من المستشفى، بدأت تتعافى نفسيًا وجسديًا.

وبقت تشارك في جلسات دعم نفسي، وبدأت تكتب عن تجربتها وتنشرها علشان تساعد ناس تانية مروا بمواقف مشابهة.

وبقت رمز للشجاعة والإصرار، والكل كان بيشوف فيها مثال للتحدي والتغلب على الصعاب.

الأيام عدت، وأحمد وليلى فضلوا أصدقاء مقربين، وفضلوا يتعلموا من التجربة اللي مروا بيها.

ويشجعوا بعضهم على التقدم في الحياة، أحمد قرر يدرس علم النفس علشان يساعد الناس اللي بيمروا بأزمات نفسية.

وليلى بقت متطوعة في مؤسسات خيرية بتهتم بحقوق المرأة والطفل.

القصة دي مش بس حكاية عن جريمة حصلت في ليلة غريبة، لكنها كمان قصة عن الأمل والتغيير والتعاون.

علمتهم إن العقبات ممكن تكون بداية لفرص جديدة، وإن الحياة دايمًا بتديلك فرصة تانية علشان تتغير وتكون شخص أفضل.

وفي النهاية، فضل أحمد وليلى يساعدوا في مجتمعاتهم علشان يحققوا تغيير حقيقي، وبقوا رمز للأمل والشجاعة، وعلموا كل اللي حواليهم إن الأمل دايمًا موجود، حتى في أصعب اللحظات.