Close

أخباركم

الحضانة

 


في يوم من الأيام، في حارة بسيطة في واحدة من المدن الكبيرة، كان في حضانة صغيرة دايمًا بتستقبل الأطفال من الصبح لحد العصر.

الحضانة كانت ملجأ للأهالي اللي بيشتغلوا وبيحتاجوا مكان آمن لولادهم، مديرة الحضانة اسمها الست أميرة، كانت ست طيبة وحنونة، ودايمًا بتعامل الأطفال بحب واهتمام.

في يوم كان شكله عادي زي كل يوم، الأهالي سلموا أطفالهم للحضانة وراحوا شغلهم، بس الجو كان حر بشكل غير طبيعي.

الست أميرة والمربيات اللي معاها كانوا بيحاولوا يخلوا الأطفال مرتاحين، بس مع الحر الأطفال كانوا متضايقين، وفجأة الكهرباء قطعت من الحضانة وبدأت المشاكل.

الأطفال بدأوا يعيطوا من الحر والجو اللي بقى لا يُطاق، وأميرة حاولت تهديهم وقالتلهم: متخافوش يا حبايبي، الكهرباء هترجع دلوقتي.

لكن الوقت كان بيعدي والكهرباء مرجعتش بردوا والمربيات بدأوا يجيبوا المية للأطفال عشان ترطب عليهم شوية، بس دا مكانش كافي.

ومع مرور الوقت، الوضع بقى أسوأ والأطفال الصغيرين ماستحملوش الحر وبدأت حالتهم تسوء ويعيطوا أكتر.

الست أميرة حاولت تتصل بشركة الكهرباء بس الخطوط كلها كانت مشغولة، وبدأت تحس بالتوتر وسمعت صوت الأطفال وهما بينهاروا، وشافت أطفال تانية اغمى عليهم.

في نفس الوقت الأهالي بدأوا يقلقوا على ولادهم لما عرفوا إن الكهرباء مقطوعة في المنطقة.

أم علي والدة أحمد، كانت بتشتغل في مصنع قريب من الحضانة، ولما سمعت عن الكهرباء القاطعة طلبت إذن من مديرها وراحت بسرعة للحضانة.

لما وصلت شافت الدنيا المقلوبة في الحضانة، والأمهات بدأوا يوصلوا وشافوا ولادهم في حالة صعبة، فيه اللي لقى ابنه مغمى عليه وفي اللي لقى ابنه بيعيط وهيجراله حاجة من كتر الحر.

أم علي دخلت بسرعة جوه الحضانة ودورت على أحمد ابنها، ولاقته مرمي على الأرض وهو مغمى عليه.

الأهالي اتجمعوا بره الحضانة وبدأوا يصرخوا ويطالبوا بالإسعاف.

وبعد شوية وصلت عربيات الإسعاف وبدأوا ينقلوا الأطفال للمستشفى، بس للأسف كان في أطفال مقدروش يتحملوا الحر وحصلتلهم مشاكل صحية.

أميرة كانت في حالة انهيار وهي بتشوف الأطفال اللي كانت بترعاهم بيتنقلوا للمستشفى، كانت حاسة بالعجز والذنب، ومش قادرة تفكر في أي حاجة غير إزاي ممكن تنقذ الأطفال دول.

بعد ما الإسعاف نقلت الأطفال، الأهالي كانوا في المستشفى مستنيين يعرفوا أخبار ولادهم ويطمنوا عليهم بفارغ الصبر.

الدكاترة في المستشفى كانوا بيحاولوا بكل جهدهم ينقذوا الأطفال، بس للأسف في عدد منهم فارق الحياة بسبب ارتفاع درجة الحرارة في جسمهم والجفاف اللي حصلهم.

أم علي كانت في حالة انهيار لما عرفت إن أحمد مش قادر يتنفس كويس وحالته خطيرة.

الأهالي اللي فقدوا ولادهم كانوا في حالة صدمة، والحزن كان مالي المستشفى، وكل واحد كان بيسأل نفسه إزاي حاجة زي دي ممكن تحصل؟

أميرة كانت متأثرة أوي وحاسة إنها المسؤولة عن اللي حصل، رغم إنها كانت بتعمل كل اللي تقدر عليه عشان تحمي الأطفال.

الإعلام بدأ يوصل للمستشفى، والصحفيين بدأوا يسألوا الأهالي ويصوروا اللي بيحصل والمشهد المأساوي ده.

الناس في الحارة كانوا كلهم زعلانين على اللي حصل للأطفال الأبرياء دول.

الأيام اللي بعد الحادثة كانت صعبة أوي على الكل، الأهالي كانوا بيحاولوا يتجاوزوا الصدمة، بس الزعل على ولادهم كان كبير جدًا.

أم علي مكانتش قادرة تنسى اللحظات اللي شافت فيها ابنها في المستشفى وهو مش قادر يتنفس وحالته صعبة.

الحكومة بدأت تحقق في اللي حصل واكتشفوا إن الكهرباء قطعت بسبب عطل كبير في المحطة الرئيسية، والمسؤولين وعدوا إنهم يحسنوا الوضع ويمنعوا إن الحادثة دي تتكرر مرة تانية، بس الكلام ده ما كانش بيهون على الأهالي اللي فقدوا ولادهم.

وفي وسط الحزن، قرروا الأهالي يتجمعوا ويعملوا جمعية لحماية حقوق الأطفال وتحسين ظروف الحضانات.

أم علي وأميرة كانوا من الأوائل اللي انضموا للجمعية دي، وكانوا بيشتغلوا بكل طاقتهم عشان يضمنوا إن اللي حصل ده ميتكررش تاني.

الجمعية بدأت تضغط على المسؤولين وتطالب بإصلاحات وتحسينات في الحضانات، وتوفير مولدات كهربا احتياطية، الأهالي كانوا عايزين يضمنوا إن كل طفل يكون في أمان، وميتعرضش لأي خطر بسبب إهمال أو سوء إدارة.

مرت السنين، والجمعية قدرت تحقق تغييرات كتير، الحضانات بقت مجهزة بشكل أفضل، والحكومة بدأت تهتم أكتر بحقوق الأطفال وسلامتهم، وأميرة كانت دايمًا بتقول: الأطفال دول أمانة، ولازم نعمل كل حاجة عشان نحميهم.

الحادثة المأساوية اللي حصلت للأطفال في الحضانة خلت الأهالي والمجتمع كله يفكروا بشكل مختلف في طريقة حماية الأطفال وضمان سلامتهم، ورغم الحزن الكبير اللي عاشوه، إلا إنهم قدروا يحولوا الألم لعمل إيجابي يضمن حماية الأطفال في المستقبل.

وبكده، كانت النهاية المؤلمة بداية لوعي جديد ومسؤولية أكبر اتجاه الأطفال وسلامتهم.

القصة دي بقت درس للكل عن أهمية الاستعداد والتخطيط لحماية أطفالنا من أي مخاطر ممكنة.

وفي يوم من الأيام بعد ما فات سنين كتير أم علي كانت ماشية في الشارع وشافت حضانة جديدة مفتوحة في الحارة، دخلت تتفرج، ولاقت إن الحضانة مجهزة بأحدث وسائل الأمان والراحة للأطفال، كانت سعيدة جدًا بالتغييرات اللي حصلت، وحست إن الجهود اللي بذلوها هي والجمعية ماراحتش هدر.

أم علي قابلت المديرة الجديدة للحضانة، وقالتلها: أنا مبسوطة جدًا بالشغل اللي عملتوه هنا، الأطفال دول أمانة في رقبتنا كلنا ولازم نحميهم بأقصى جهدنا.

المديرة الجديدة ردت بابتسامة: أكيد يا أستاذة، دا واجب علينا كلنا.

وبكده انتهت القصة، بس الرسالة اللي فيها هتفضل دايمًا في قلوب الناس: إن حماية الأطفال واجب ومسؤولية جماعية، وإننا لازم نكون دايمًا مستعدين لمواجهة أي تحدي ممكن يواجههم، الحادثة دي خلت الناس يتعلموا ويشتغلوا سوا عشان يضمنوا أمان وراحة الأجيال الجديدة.