في يوم من الأيام، كان في قرية صغيرة عايش فيها فلاح بسيط اسمه عم عبده.
عم عبده كان راجل طيب ومسالم، بيشتغل من شروق الشمس لغروبها عشان يجيب لقمة العيش لولاده.
ورغم تعبه وشقاه كان دايمًا بيشكر ربنا على نعمه وعطائه، وكان بيقول لولاده: وما كان ربك بظلام للعبيد.
في نفس القرية، كان في تاجر كبير اسمه الحاج سالم، الحاج سالم كان غني جدًا، بس كان معروف ببخله وظلمه للناس.
كان دايمًا بيستغل ضعف الفلاحين ويشتري منهم محاصيلهم بأرخص الأسعار، الناس كانت بتكرهه بس مضطرين يتعاملوا معاه لإنهم مكانوش لاقيين غيره.
وفي يوم من الأيام، عم عبده كان رايح السوق يبيع المحصول بتاعه وقابل الحاج سالم، وقاله: يا حاج، المحصول السنة دي كان كويس، اتمنى تديني حقه العادل.
الحاج سالم ضحك بسخرية وقال: حقه العادل؟ هو فين العدل ده؟ أنا هديك اللي أنا شايفه مناسب، وإلا مش هشتري منك حاجة.”
عم عبده حس بالظلم، بس كان مضطر يبيع عشان معندوش خيار تاني، أخد الفلوس اللي أقل بكتير من اللي يستحقها المحصول ورجع البيت وهو زعلان.
مراته “أم أحمد” كانت مستنية بشغف تشوف الفلوس، ولما شافت المبلغ القليل دموعها نزلت وقالت: ليه كده يا عبده؟ تعبك راح على الفاضي.
عبده حس بالذنب، وقال: معلش يا أم أحمد، ربنا كريم، وأكيد هيعوضنا عن ظلم الحاج سالم.
مرت الأيام، وعم عبده فضل يشتغل بجهد وإخلاص، ودايمًا كان بيردد: وما كان ربك بظلام للعبيد.
في نفس الوقت، الحاج سالم كان كل يوم بيزيد في ظلمه للناس.
وفي يوم جمعة، الناس كلها كانت في الجامع وبتسمع خطبة الجمعة، الشيخ عبد الرحمن كان بيحكي عن العدل وحقوق الناس، وقال: يا جماعة، ربنا عادل ومبيظلمش حد، وكل واحد هيأخد حقه في الدنيا والآخرة، اللي بيسرق حق الناس وبيظلمهم، مصيره الهلاك.
الكلام أثر في الناس، وبدأوا يفكروا في ظلم الحاج سالم، وواحد من الفلاحين، اسمه محمود، قرر إنه ميسكتش على الظلم.
وراح لمجموعة من الفلاحين وقالهم: يا جماعة، لازم نقف ضد ظلم الحاج سالم، ومينفعش نسكت أكتر من كده، لازم نطالب بحقوقنا.
الفلاحين اتفقوا معاه، وقرروا يروحوا يشتكوا للحكومة، وراحوا للمدينة وقدموا شكاوي ضد الحاج سالم.
الحكومة بدأت تحقق في الموضوع، واكتشفت إن الحاج سالم بيستغل الفلاحين وظالمهم.
في نفس الوقت، عم عبده كان في بيته وبيدعي ربنا ويقول: يا رب، أنت العادل، انصفنا من الظلم اللي بنعاني منه.
وفجأة، سمع صوت خبط على الباب، فتح الباب ولقى واحد من الفلاحين بيقوله: يا عم عبده، الحكومة بدأت تحقق في ظلم الحاج سالم، وأكيد هناخد حقنا.
عم عبده حس بالأمل والفرحة، وقال: الحمد لله، دايمًا كنت واثق إن ربنا مش بيظلم حد، وإن العدل هيظهر.
الأيام مرت، والحكومة اكتشفت كل الجرايم اللي ارتكبها الحاج سالم، وأصدروا حكم بحبسه واسترداد الفلوس اللي كان بيسرقها من الفلاحين، الفلاحين فرحوا جدًا بالخبر، وأخيرًا حسوا إن العدل اتحقق.
وفي يوم، عم عبده كان قاعد مع ولاده وبيحكيلهم عن اللي حصل، وقالهم: شوفوا يا ولادي، دايمًا كنت أقولكم إن ربنا عادل ومبيظلمش حد.
النهاردة شفتوا بعينيكم إزاي الحق بينتصر والظلم بيموت.
أم أحمد كانت قاعدة جنبه وقالت: الحمد لله، تعبك يا عبده مراحش على الفاضي، ربنا دايمًا بينصف المظلوم وبيحقق العدل.
مرت الأيام، وعم عبده بقى رمز للحق والعدل في القرية، والناس كانت بتحترمه وبتقدره، وكان دايمًا بيقولهم: متفقدوش الأمل في العدل، وربنا دايمًا هينصر المظلوم.
وبعد مرور فترة، عم عبده قرر يزور الحاج سالم في السجن، الناس كانت مستغربة من قراره، وقالوله: إزاي تزور اللي ظلمك؟
عم عبده رد: يا جماعة، الدين بيعلمنا التسامح، وأنا عايز أوريه إنه رغم ظلمه، ما زلنا بنعامله بإنسانية.
دخل عم عبده السجن وقابل الحاج سالم، الحاج سالم كان محبوس في زنزانة صغيرة، وشكله متغير ومش زي زمان، لما شاف عم عبده، الدموع نزلت من عينيه، وقال: يا عبده، سامحني، كنت ظالم ومغرور، ودلوقتي دفعت تمن أفعالي.
عم عبده رد عليه وقال: يا حاج سالم، ربنا عادل ومبيظلمش حد، اللي عملته رجع عليك، وأنا مسامحك من قلبي.
الحاج سالم حس بالراحة بعد كلام عم عبده، وقرر إنه يغير حياته لما يخرج من السجن، وبعد ما خرج، بقى يساعد الفلاحين ويتعامل معاهم بعدل وإنصاف.
الناس في القرية كانت مستغربة من التغيير اللي حصل للحاج سالم، بس عم عبده كان عارف إن ده نتيجة العدل والتسامح اللي بيعلمهولنا الدين.
وبعد مرور سنين، القرية بقت في مكان أفضل، والناس اتعلموا إن العدل بيحقق السلام والاستقرار، والكل بقى يردد: وما كان ربك بظلام للعبيد.
الحكاية دي بقت تتحكي للأجيال الجديدة في القرية، عشان يتعلموا إن الظلم مش بيدوم، وإن العدل دايمًا بينتصر في النهاية.
وكمان عرفتهم إن الحياة مليانة تحديات، بس الإيمان بالعدل وبقدرة ربنا على إنصاف المظلومين هو اللي بيخلينا نكمل ونواجه أي تحديات ومشاكل بثقة وأمل.
عم عبده بقى قدوة لأي شخص في القرية، والكل كان بيشكر ربنا على نعمه الكتير وعلى العدل اللي اتحقق.
والحاج سالم بقى صاحب عم عبده، وقرروا يعملوا مشروع مشترك عشان يساعدوا الفلاحين ويطوروا القرية.
وفي النهاية، القرية بقت مليانة حب وسلام، والكل كان بيعيش في سعادة ورضا، وعارفين إن الحق دايمًا بينتصر، وإن ربنا مبيظلمش حد.
الحكاية دي مش بس بتعلمنا أهمية العدل، لكنها كمان بتعلمنا أهمية التسامح والإنسانية، وإننا لازم دايمًا نكون طيبين مع بعضنا، لإن ده هو الطريق الحقيقي للسعادة والرضا في الحياة.