في يوم ربيعي جميل من عام 2011، قرر “أدهم” الشاب الذي يهوى المغامرة، القيام برحلة استكشافية بسيارته عبر طرق جبلية نائية بعيدة عن صخب المدينة.
لم يكن يعلم أن تلك الرحلة ستغير مسار حياته إلى الأبد.
أثناء قيادته على طول المنحدرات الوعرة، بدأت السماء تتكاثف بالغيوم بسرعة، وتحولت الأجواء من مشمسة إلى ضبابية بشكل دراماتيكي.
انعدمت الرؤية تقريبًا بسبب الضباب الكثيف، مما جعل أدهم يقود بحذر شديد.
لكن رغم حذره، اصطدمت سيارته بشيء غير مرئي على الطريق.
لم تكن هناك أي مركبة أخرى أو حيوان، لكن الاصطدام كان عنيفًا لدرجة أن السيارة انحرفت عن الطريق وتدهورت على جانب المنحدر حتى اصطدمت بشجرة ضخمة.
وصلت سيارات الإسعاف بسرعة إلى موقع الحادث، ووجدوا أدهم فاقدًا للوعي داخل حطام سيارته.
نُقل بسرعة إلى المستشفى، حيث حاول الأطباء إنقاذ حياته بكل الوسائل الممكنة.
لكن بعد عدة أيام من المحاولات، لم يستفق أدهم من غيبوبته، وبدأت أسرته تعيش في دوامة من الألم والقلق.
مرت الأيام والأسابيع، وأدهم ما زال في غيبوبته العميقة.
الأطباء لم يتمكنوا من تفسير سبب هذه الغيبوبة الطويلة؛ لم تكن هناك أي إصابات في الدماغ أو الجهاز العصبي.
بدا الأمر وكأن جسده في حالة توقف غير مبرر، وكأن عقله قد هاجر إلى مكان آخر.
السنوات مرت ببطء، لكن عائلة أدهم لم تفقد الأمل.
كانوا يزورونه باستمرار، يتحدثون إليه، يشغلون له الموسيقى التي كان يحبها، ويأملون في أن تساعد هذه الأشياء البسيطة على عودته إلى الوعي.
الأطباء أجروا العديد من الفحوصات المتكررة، لكن كل النتائج كانت تشير إلى حالة من السبات العميق، بلا تفسير علمي واضح.
مر 12 عامًا على الحادث، وكانت الحياة تمضي قدمًا، لكن في يوم غير متوقع، حدثت معجزة.
أدهم استيقظ فجأة من غيبوبته.
بدأ يتحدث ببطء، لكن كلماته كانت غريبة وغير مفهومة في البداية.
كان يروي قصصًا عن عوالم أخرى، وكائنات غريبة، وتجارب لا يصدقها العقل.
في البداية، اعتقد الأطباء أن ما يقوله أدهم هو نتيجة لاضطراب نفسي نتيجة الفترة الطويلة التي قضاها في الغيبوبة.
لكن مع مرور الأيام، بدأوا يدركون أن هناك شيئًا غريبًا في قصصه.
كان يروي تفاصيل دقيقة ومعقدة عن أماكن لم يرها من قبل، وعن مخلوقات لم يسمع بها أحد.
أدهم أصرّ على أنه خلال فترة غيبوبته، كان يعيش في عالم موازٍ، وأنه تواصل مع كائنات فضائية تمتلك قدرات خارقة.
أدهم لم يتوقف عند هذا الحد.
بدأ في البحث عن إجابات لأسئلته.
تواصل مع صديقه القديم “عمر”، الذي كان باحثًا في مجال علم الفلك.
شرح له ما حدث، وطلب مساعدته في كشف الحقيقة وراء تجربته الغامضة.
عمر، الذي كان يشك في البداية، بدأ يتعمق في البحث مع أدهم، وبدأت تظهر بعض الأدلة التي تشير إلى وجود شيء غير طبيعي.
أدهم وعمر واجها الكثير من المعارضة من المجتمع العلمي، لكنهما لم يستسلما.
مع استمرار التحقيقات، بدأوا يجمعون أدلة تشير إلى وجود كائنات فضائية تستخدم تقنيات متقدمة للتحكم في الوقت والمكان، وكانت هذه الكائنات، بحسب أدهم، قد اختطفته ونقلته إلى عالمهم الموازي.
بدأ الفريق البحثي الذي شكله أدهم وعمر يتوسع، وجذب انتباه علماء آخرين كانوا مهتمين بالقضية.
وبعد شهور من البحث المكثف، اكتشفوا أن هذه الكائنات الفضائية تستخدم تقنيات متطورة للغاية، تمكنها من التلاعب بالواقع، وأن أدهم كان جزءًا من تجربة تهدف إلى دراسة البشر.
لم يعد الأمر مجرد قصة غريبة، بل أصبح تهديدًا حقيقيًا.
بدأ أدهم وفريقه في تحذير الحكومات والشعوب من وجود هذه الكائنات وخطورتها.
نشروا تقاريرهم للعامة، مما أثار ضجة كبيرة حول العالم.
استجابت الحكومات لهذه التحذيرات، وبدأت في تطوير أنظمة دفاعية وتكنولوجيا متقدمة لمواجهة التهديد الفضائي.
تم تشكيل فرق متخصصة لمواجهة أي تواصل محتمل مع هذه الكائنات، وبدأت التوعية العامة حول خطر التعامل مع أي شيء غير مألوف.
أدهم وفريقه أصبحوا أبطالًا عالميين، وحصلوا على جوائز وتقديرات على مجهوداتهم في حماية الإنسانية من هذا الخطر.
أصبح أدهم رمزًا للأمل والشجاعة، وتحولت قصته إلى مصدر إلهام للكثيرين.
لكن القصة لم تنتهِ هنا.
فبينما استمر أدهم في استكشاف أسرار الكون، كان يعرف أن هناك الكثير من الأسرار التي لم تُكشف بعد.
كان يعلم أن ما اكتشفه كان مجرد بداية، وأن البشرية قد تكون على وشك مواجهة تحديات أكبر بكثير مما يتخيله أحد.
وهكذا، انتهت رحلة أدهم إلى عالم الغيبوبة، لتبدأ رحلته الحقيقية في استكشاف ما وراء النجوم، والبحث عن الحقيقة في الكون الفسيح.