Close

أخباركم

سنرحل ويبقى الأثر

 


كان يا ما كان، في حي بسيط، عاش شاب اسمه “حسام”.

حسام كان طموحه عالي ونفسه يسيب بصمة في الدنيا.

كان شغال في ورشة حدادة بسيطة، بس قلبه كان مليان أحلام كبيرة.

كان دايمًا بيقول لأصحابه: عايز أعمل حاجة تبقى أثر بعد ما أموت.

في يوم من الأيام، حسام قابل بنت جميلة اسمها “سارة”، كانت بتشتغل مدرسة في المدرسة الابتدائية اللي جنب الورشة.

حبها من أول نظرة، بس كان خايف يقرب منها، لإنها كانت متعلمة وهو حداد بسيط.

بس كان بيشجع نفسه: يا حسام، الإنسان مش بشهادته، الإنسان بعمله وأخلاقه.

قرر حسام إنه يحاول يقرب من سارة، فبدأ يروح المدرسة بحجة إنه يصلح حاجات بسيطة في المدرسة، لحد ما بدأت تاخد بالها منه.

في يوم، وهو بيصلح كرسي في الفصل، سألته: إنت بتشتغل هنا كل يوم؟

رد عليها بابتسامة: آه، بحاول أساعد على قد ما أقدر، أنا حسام، وإنتي؟

سارة:أنا سارة، مدرسة هنا، طيب، إنت بتحب شغلك في الورشة؟

حسام: آه، بحبه، بس نفسي أعمل حاجة أكبر، حاجة تسيب أثر.

مع الوقت، بدأوا يتعرفوا على بعض أكتر، وكانوا بيخرجوا سوا، ويحكوا عن أحلامهم وطموحاتهم.

حسام كان بيحب سارة من كل قلبه، بس هي كانت مترددة.

كانت شايفة إن فرق التعليم والمكانة الاجتماعية بينهم كبير.

في يوم من الأيام، حسام قرر يصارحها بحبه: سارة، أنا بحبك، ونفسي نكمل حياتنا سوا، مش مهم الفرق بينا، المهم إننا نحب بعض ونسند بعض.

سارة: حسام، أنا بحبك بردوا، بس أنا خايفة.

المجتمع مش هيرحمنا، وأهلي مش هيوافقوا بسهولة.

حسام: سارة، الحب بيغلب كل حاجة، لو واقفين جنب بعض، هنقدر نعدي أي حاجة.

بس للأسف، أهل سارة كانوا ضد العلاقة دي تمامًا، وقرروا يبعدوها عن حسام.

أخدوها وسافروا لبلد تانية عشان يبعدوها عنه.

حسام كان مكسور، بس كان مُصر إنه مش هيتخلى عنها.

مرت الأيام، وحسام قرر إنه يثبت للكل إنه يقدر يحقق أحلامه.

بدأ مشروع صغير لصناعة أثاث معدني بلمسات فنية مميزة، وبدأ يبيع القطع دي في السوق.

الناس كانت معجبة جدًا بشغله، والمشروع كبر بسرعة.

وبعد سنتين، حسام بقى صاحب ورشة كبيرة ومعروف في السوق.

وفي يوم من الأيام، رجعت سارة للحي مع أهلها.

لما شافت حسام وشغله الناجح، عرفت إنها خسرت كتير ببعادها عنه.

سارة: حسام، أنا آسفة على كل اللي حصل، إنت فعلًا حققت أحلامك وأثبت إنك تستحق كل خير.

حسام: سارة، أنا منسيتكش ولا يوم.

بس دلوقتي بقى عندي هدف تاني، عايز أساعد الشباب في الحي إنهم يحققوا أحلامهم بردوا.

حسام بدأ يعمل ورش تدريبية للشباب، ويعلمهم الحرفة ويساعدهم يفتحوا مشاريعهم الخاصة.

الأثر اللي كان بيحلم يسيبه في الدنيا بقى حقيقي، وكل واحد استفاد من تدريبه، وكان بيحكي عنه وعن روحه الطيبة.

سارة بدأت تشارك حسام في مشاريعه، وكانت بتساعده في تنظيم الورش والتدريبات.

حبهم لبعض رجع أقوى من الأول، وأهلها شافوا إن حسام بقى إنسان ناجح ويستحق بنتهم.

وفي يوم، حسام قرر إنه يتقدم لسارة رسمي قدام أهلها، وقالهم: أنا ابتديت من الصفر، وحلمي كان أسيب أثر.

النهاردة الحلم ده اتحقق، وعايز أطلب إيد سارة عشان أكمل الحلم ده معاها.

أهل سارة وافقوا، واتعمل الفرح في الحي، وحسام وسارة بقى مثال للحب والصبر والإصرار.

أثرهم فضل باقي في قلوب الناس، وكل واحد شاف قصتهم كان بيقول: الحب والصبر بيعملوا المعجزات.

مرت السنين، وحسام وسارة عاشوا حياة سعيدة، وأثرهم فضل باقي.

حسام كان بيقول لكل حد يقابله: سنموت ويبقى الأثر، المهم نسيب أثر طيب في الدنيا ونساعد الناس.

وفي يوم من الأيام، كان حسام وسارة قاعدين في الحديقة اللي جنب بيتهم، وبص حسام لسارة وقال: سارة، إحنا فعلًا سيبنا أثر، وأهم حاجة إننا سيبناه وإحنا مع بعض.

سارة: أيوه يا حسام، وده كان دايمًا حلمنا، نساعد الناس ونسيب أثر طيب.

وفي النهاية، حسام وسارة أثبتوا إن الحب الحقيقي والإصرار يقدروا يحققوا المستحيل، وإن الأثر اللي بنسيبه في قلوب الناس هو اللي بيخلد ذكرياتنا بعد ما نموت.