في بلدة صغيرة اسمها “الواحة”، كان عايش شاب اسمه سالم.
سالم كان معروف في البلدة بذكائه وشجاعته، وكان دايمًا بيتفاخر بحبه للوطن.
كان عنده طموح كبير بيحلم إنه يحققه دايمًا، وهو إنه يكون ناجح ويحقق ثروة كبيرة في وقت قليل.
كان سالم بيشتغل كمرشد سياحي في البلدة، وكان عنده دراية واسعة بتاريخ البلدة وآثارها.
وفي يوم من الأيام، اتعرف سالم على رجل غريب اسمه كريم.
كريم كان تاجر كبير ومعروف في الأماكن اللي حوالين البلدة، وكان دايمًا بيسافر ويجيب بضاعة غالية.
كريم شاف في سالم فرصة يحقق من وراها أرباح كبيرة.
فبدأ يجر رجله بكلام عن الثروة والسفر والمتعة.
كريم بدأ يحكي لسالم عن الفرص الكبيرة اللي برة البلدة، وعن الحياة الجميلة اللي ممكن يعيشها لو معاه فلوس كتير.
ومع الوقت، سالم بدأ ينجذب لكلام كريم.
وبعد ما عدى كذا يوم، كريم بدأ يقنعه إنه فيه صفقة كبيرة ممكن تكسبهم فلوس كتير، بس الصفقة دي فيها خطورة.
كريم قاله إنهم هيهربوا آثار قديمة من البلدة ويبيعوها برة.
سالم في البداية رفض وقال إنه مش ممكن يخون بلده، بس كريم قعد يقنع فيه ويفكره بالفلوس الكتير اللي هيكسبها.
كريم كان ذكي وعرف إزاي يلعب على طموح سالم ورغبته في إنه يكون فلوس كتير وبسرعة.
وفي ليلة من الليالي، لما سالم كان قاعد لوحده وبيفكر، جه كريم وزود عليه الكلام.
قاله إن الفرصة دي ممكن متتعوضش وإنه لو رفض هيلاقي حد تاني يعملها.
وبعد تفكير طويل وصراع داخلي، وافق سالم على الصفقة.
حس سالم إنه دخل في مغامرة كبيرة، بس الطمع كان أكبر من حبه للوطن.
بدأ سالم يشتغل مع كريم، وبقوا يهربوا الآثار واحدة واحدة.
كانوا بيختاروا القطع الصغيرة والنادرة اللي محدش هياخد باله منها.
الناس في البلدة مكانوش شاكين في سالم لإنه معروف بحبه للوطن.
بس مع مرور الوقت، بدأوا يلاحظوا إنه بيصرف فلوس كتير ومظهره اتغير.
سالم اشترى هدوم جديدة وعربية غالية، وده خلى الناس تبدأ تسأل عن مصدر الفلوس دي.
وفي يوم، جت أخبار إن الآثار المفقودة بدأت تظهر في أماكن قريبة من مكان البلدة.
الحكومة بقت تحقق في الموضوع، وسالم بقى عايش في خوف دايم.
يوم بعد يوم، الضغط زاد عليه، وكان خايف ليتكشف.
وكان كل مرة يشوف فيها الشرطة في البلدة، قلبه يدق بسرعة ويحس إنهم جايين يقبضوا عليه.
وفي ليلة، لما كان سالم راجع البيت، لقى كريم مستنيه.
كريم كان وشه مقلوب وقاله إن الحكومة قربت تمسكهم ولازم يهربوا.
سالم في اللحظة دي حس بالندم والخوف، ومكانش عارف يعمل إيه، كان حاسس إنه في مصيدة، ومفيش مخرج منها.
هربوا هما الاتنين لمدينة تانية، بس مكانوش عارفين إن الحكومة كانت بتراقبهم.
وفي لحظة، سالم لقى نفسه محاصر من الحكومة، وقبضوا عليه وعلى كريم.
واتحاكموا بتهمة خيانة الوطن وسرقة الآثار، المحكمة كانت قاسية عليهم لإنهم خانوا أمانة كبيرة وباعوا تراث بلدهم.
وفي السجن، سالم كان كل يوم بيعيش في ندم وحسرة.
كان بيفكر إزاي خان بلده وأهله عشان شوية فلوس، وحياته بقت ضلمة، وكل اللي كان بيتمناه إن الزمن يرجع بيه ويصحح غلطته.
كان بيكتب مذكراته ويعترف فيها بكل حاجة عملها، عشان يبقى عبرة لغيره.
قصته بقت عبرة لكل واحد في البلدة، والناس بقت تتكلم عنه وعن خيانته، وبقى مثل لكل واحد بيحاول يغدر بوطنه.
وفي النهاية، سالم فضل في السجن لحد ما مات، وعاش كريم نفس المصير، والناس في بلدتهم بقت حذرة جدًا من أي غريب يدخلها ويحاول يغري شبابها بالفلوس.
الدرس اللي اتعلمته البلدة كان قاسي، بس في الآخر عرفوا يحافظوا على تراثهم وتاريخهم، واتأكدوا إنهم مش هيسمحوا لأي حد يخون وطنهم مرة تانية.
الناس بقوا واعيين أكتر بأهمية حماية تراثهم وآثارهم، وبقوا دايمًا يقولوا “الفلوس ممكن تجي وتروح، بس الوطن هو اللي بيفضل موجود”.
ومن بعد ما اتعلموا الدرس ده، البلدة بقت نموذج للوطنية والإخلاص.
وبقى كل واحد فيها عنده إحساس بالمسؤولية اتجاه بلده.
حكاية سالم بقت تتقال لكل الأجيال الجديدة، عشان يعرفوا إن خيانة الوطن عمرها ما بتجيب خير، وإن الحب الحقيقي للوطن هو اللي بيحميه وبيحافظ عليه.