في قرية صغيرة اسمها “النور”، عاش شاب اسمه يوسف.
يوسف كان معروف في القرية بحلمه الكبير إنه يسافر لمدينة كبيرة ويبدأ حياة جديدة هناك.
كان دايمًا يتخيل النجاح والفلوس والحرية اللي هيلاقيها في المدينة.
كان شغله في القرية متواضع وكان بيشتغل مزارع مع والده، بس هو كان شايف إن حياته هتكون أحسن بكتير لو ساب القرية وراح المدينة.
في يوم من الأيام، جاله عرض شغل في المدينة من واحد صاحبه كان مسافر قبله.
العرض كان مغري جدًا وفلوسه كتير، فبدأ يوسف يتحمس ويجهز نفسه للسفر.
والدته كانت دايمًا بتقوله إنه الخير ممكن يكون في القرية، وإنه مش لازم يجري ورا الحلم ده، بس يوسف مكانش بيسمع كلامها.
وقبل ما يسافر بيوم، حصلت حادثة في القرية.
وكان والد يوسف هو اللي عمل الحادثة الكبيرة دي، واتصاب إصابة خطيرة.
يوسف لقى نفسه قدام اختيار صعب، يا يسافر ويبدأ حياة جديدة، يا يبقى جنب والده ويساعده في المحنة دي.
وبعد تفكير طويل وصراع داخلي، قرر إنه يسيب السفر ويبقى جنب والده.
كان حاسس بحزن كبير وخيبة أمل لإن حلمه ضاع.
بدأ يوسف يشتغل في المزرعة بكل جهده، ويساعد والده عشان يتعافى.
كان بيحس في بعض الأحيان إن حياته واقفة وإنه مش هيحقق حلمه أبدًا.
بس في نفس الوقت، بدأ يلاحظ حاجات جديدة في القرية.
بدأ يشوف الجمال في الطبيعة والناس الطيبين حواليه.
كان كل يوم بيتعلم حاجة جديدة عن الزراعة والحياة في القرية.
وفي يوم، قرر يوسف إنه يروح السوق ويبيع المحصول اللي جمعه في السوق.
اتعرف على رجل كبير في السن اسمه عم حسن.
عم حسن كان تاجر كبير ومعروف بنزاهته وأمانته.
بدأ يوسف يتكلم معاه ويحكيله عن حلمه اللي ضاع وإزاي إنه اضطر يبقى جنب والده.
عم حسن سمعه باهتمام وقاله آية واحدة غيرت حياته: وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرًا لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
الآية دي بدأت تتردد في عقل يوسف، وبدأ يفكر فيها بعمق ويشوف إن يمكن يكون فعلاً في خير في اللي حصل.
ومع الوقت، بدأ يوسف يحقق نجاحات صغيرة في المزرعة وبدأ يطور من شغله.
بقى يجيب أدوات جديدة ويزرع محاصيل نادرة، وبدأت الناس في القرية يتكلموا عنه وعن تعبه.
وفي يوم، جه للقرية وفد من المدينة عشان يشتروا المحاصيل.
يوسف قدملهم أفضل محاصيله، وبسبب جودة الشغل اللي عمله، اتفقوا معاه على عقد كبير، وهو إنه يمدهم بالمحاصيل بانتظام.
الفلوس بدأت تزيد والشغل بقى أحسن بكتير، ويوسف بقى يعتبر من أهم المزارعين في القرية.
في يوم من الأيام، وأثناء ما كان يوسف قاعد تحت شجرة كبيرة في المزرعة، جاتله فكرة جديدة.
وهي إنه ليه ميبدأش مشروع تعليمي للأطفال في القرية؟ ويعلمهم الزراعة وأهمية الحفاظ على البيئة.
بدأت الفكرة تكبر في دماغه، وبدأ يحلم بمدرسة صغيرة في وسط الأراضي الزراعية.
وبالفعل، بدأ يوسف في تنفيذ فكرته، وجمع عدد من الأطفال في القرية وبدأ يعلمهم عن الزراعة وأسرارها.
كانت الفكرة بسيطة في البداية، بس مع الوقت، بدأت تجذب اهتمام أطفال أكتر وأهالي أكتر.
والمدرسة الصغيرة بقت مشروع كبير، والناس جوه القرية والأماكن القريبة ليها بدأوا يقدموا المساعدات والدعم للمدرسة.
وفي يوم، رجع صاحبه اللي كان عرض عليه الشغل في المدينة للقرية.
وحكاله عن المشاكل والصعوبات اللي واجهها هناك وإنه مقدرش يحقق حلمه زي ما كان متخيل.
يوسف شكره على الفرصة اللي عرضها عليه، بس قاله إنه سعيد بقراره اللي خلاه يبقى جنب عيلته ويحقق النجاح اللي كان بيحلم بيه.
وفي نفس الوقت، بدأت القرية نفسها تتغير.
الناس بدأوا يساعدوا بعضهم أكتر من الأول، وكل واحد فيهم بقى حاسس بالمسؤولية اتجاه القرية.
المشروع اللي بدأه يوسف لتحول لمركز مجتمعي بيجمع الناس حواليه، ويعلمهم أهمية التعاون والعمل الجماعي.
وفي يوم من الأيام، جه للقرية صحفي من المدينة، واللي كان سمع عن قصة يوسف والمشروع اللي عمله، وقرر يكتب عنها في الجريدة.
المقال اتنشر بسرعة، وبدأت الناس من كل محافظة في البلد تتكلم عن يوسف وقصته.
بقى فيه اهتمام كبير بالمشروع، وجه تبرعات ودعم من كل مكان.
يوسف أدرك في اللحظة دي إن كل شيء حصل لسبب.
لو كان سافر للمدينة، مكانش هيقدر يعمل التغيير الكبير ده في القرية.
بقى عنده شعور قوي بالرضا والسعادة، وبقى يؤمن بعمق الآية اللي قالهاله عم حسن: “وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرًا لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون”.
وفي النهاية، يوسف بقى دايمًا يقول للناس: مش كل حاجة بنتمناها تكون خير لينا، ومش كل حاجة بنخاف منها تكون شر لينا.
الخير ممكن يكون حوالينا وإحنا مش واخدين بالنا، والشر ممكن يستخبى في الحاجات اللي بنحلم بيها.
قصته بقت عبرة لكل حد في القرية، وبقى الناس يتعلموا منها إن لازم نثق في حكمة ربنا ونعرف إن كل حاجة بتحصلنا ممكن تكون خير لينا حتى لو مش شايفين ده في البداية.
ومع مرور الوقت، بقت قصة يوسف تتقال للأجيال الجديدة في القرية، عشان يعرفوا إن الحلم مش دايمًا في البعد.
وإن الخير ممكن يكون قريب مننا وإحنا مش حاسين.
بقى يوسف رمز للصبر والإيمان بحكمة ربنا، وكل ما يعدي من جنب المزرعة الكبيرة بتاعته، يفتكر إن ده نتيجة قرار واحد أخده بحكمة وتوكل على الله.
قصة يوسف أثرت في كل الناس اللي سمعوها، وخلت الكل يؤمن بإن الخير ممكن يكون في أبسط الحاجات، وإن الثقة في حكمة ربنا هي اللي بتخلينا نلاقي السعادة الحقيقية.