قصص إثارة وغموض

ذكريات الماضي (الجزء الثاني)

محمود كان واقف قدامهم وقلقه كان باين في عينيه وقال بنبرة صوت مليانة تحذير وخوف: رفعت ده اختفى واختفائه ده مكانش بنية الهروب هو اختفى لإنه مش عايز يتكلم عن الحقيقة لحد اليوم ده.

 رحمة سألته بطريقه كلها لهفة وقالتله: يعني احنا ممكن نلاقيه فين دلوقتي لاننا محتاجين نعرف كل حاجه منه.

 اتردد شويه وبعدين قالها لو كنتوا عايزين تقابلوه ضروري لازم تيجوا معايا بس خلو بالكم لو اتكلمتوا مع اي حد مش هينفع لازم تاخدوا بالكم.

 وافقوا وركبوا معاه في عربيه قديمه وتحركوا ناحيه الطريق الطويل الهادي في الاخر وصلوا عند شارع صغير في مكان كان منعزل شويه وكان موجود في وسط جبل.

 كان في باب محمود خبط عليه بطريقه معينه والباب اتفتح كإن ليه نغمه مجرد ما تتعمل صح الباب يتفتح.

 شافوا رفعت كان موجود بس شكله كان أكبر بكتير وعينيه كانت مليانه ذكاء وحذر.  

يونس قرب منه وقاله: ازيك يا رفعت لو متعرفنيش انا ابن صاحبك والوقت جه اننا نعرف كل حاجه.

 رفعت اخذ نفس عميق جدا ورد عليه: انا هقولكم كل حاجه ليها علاقه بالحقيقه بس لازم تكونوا مستعدين تدفعوا التمن مهما كان.

 المكان اتملى نظرات كانت كلها خوف وقلق… كانوا عارفين كلهم إن  الأسرار اللي هتتقال دي هتغير كل حاجه.

قعدوا كلهم في كوخ والمكان كان مليان توتر ورفعت كان.

موجود معاهم كان بيشرب كوباية شاي دافيه وبعدها اخذ نفس عميق خالص وبدأ يحكي القصه من البدايه… “انا وابو يونس كنا شغالين مع بعض في مشروع استثماري ضخم جداً بس فجأه اكتشفنا إن في جهة بتحاول إنها تبوظ كل اللي بنعمله… في اللحظه دي أنا كنت عايز انسحب من المشروع بس هو رفض.

 رد عليه أحمد وقاله: يعني أبو يونس كان متورط فعلا؟؟

 يونس اتكلم بسرعه وقال: لا مستحيل مش ممكن كان متهدد من جهه معينة أو كان تحت ضغط أو مثلاً مخدوع.

 رفعت هز راسه وقال: انا مقولتش على باباك إنه شرير بس انا لما هددتهم إني أنا هقول الموضوع ده في العالم وهكشف سرهم اتعرضت لمحاولة إنهاء حياة وهنا اضطريت إن أنا اختفي.. 

رحمة سألت: طب انت ليه دلوقتي قررت انك تظهر من الاول تاني؟؟

 رفعت رد عليها وقالها:  لإن الفساد لسه موجود في البلد والناس اللي حاولت تنهي حياتي راجعين بس المره دي راجعين أقوى وانا دلوقتي عندي كل الادله والاثباتات الموجودة في الملف ده واللي هتقدر تنهي عليهم كلهم حتى أكبرهم.

 يونس رد عليه بطريقه كلها حماس وقال: يبقى إحنا لازم نكشف الحقيقة وننهي الظلم.

 في اليوم التاني الفريق الشجاع ده عملوا اجتماع في الشقه بتاعت احمد وجابوا الملف الكبير وحطوه على التيرابيزة وبصوا لبعض وقالوا: الاوراق اللي معانا دي تعتبر كنز… المكالمات المسجلة والصور اللي بتثبت إن الناس دي كانت فعلا ليها دور إنهم ينشرو الفساد في البلد.

يونس قال إحنا لازم نسلم الحاجات دي للنيابة بس لازم نخلي بالنا لانهم اكيد هيحاولوا يمنعونا من إننا نوصل الحقيقه لأصحابها.

هنا رفعت اتدخل وقال: انا اعرف صحفيه شجاعه جداً اسمها ايه..وانا كنت واثق فيها من زمان خالص والملف ده لو كان معاها دلوقتي هتقدر تنشر القصه كلها من غير ما تلغي منها اي جزء.

رحمة وافقت على الفكره دي وقالت إنها فكره ممتازه بس لازم نخفي المكان اللي انت كنت موجود فيه من القصه علشان محدش يروح هناك ويأذيك.

 في يوم احمد جهز الخطه بتاعته واللي هي:  هنقسم نفسنا لفريقين انا ويونس هنوصل الاوراق المهمه دي للصحفية ايه ورحمة ورفعت هيفضلوا في المكان المخفي الأمن. 

وهما ماشيين في الطريق حسوا ان في عربيه ماشيه وراهم من أول الطريق وكانوا شاكين إن العربيه دي بتراقبهم… ولما يونس لمحها قال على فكره يا جماعه احنا متراقبين ومجرد ما خلص كلامه لف شمال بسرعه لفت العربيه شمال وراه برده.

 ومن هنا بدأت المطاردة في احياء المدينة القديمة ويونس واحمد كانوا بيحاولوا يهربوا علشان الملف المهم كان معاهم ولو وقع في ايد الناس اللي بتراقبهم كل حاجه هتتغير 

خلاص القضيه اتفتحت والمواجهة بقيت على الابواب…

بس السؤال هنا هل هيقدروا يوصلوا قبل ما الوقت ينتهي؟؟

 في وسط زحمة الأماكن والشوارع يونس قرر إنه يهرب من العربية اللي كانت موجوده وراهم واحمد لف شارع كان منعزل شويه وقال:  احنا لازم نغير العربيه اللي احنا موجودين فيها دي علشان ما يعرفوناش وبعدين نكمل مشي..

بعد محاولات وتعب ومعافره وصلوا أخيراً للصحفيه آية.

 الصحفيه دي كانت مستنياهم في كافيه صغير كان موجود في البلد واول ما شافت الملف ده ملامح وشها اتبدلت خالص وقالت ده اكبر من اللي  انا كنت متخيلاه.

 انا لو نشرت ده كله الناس ممكن تدفع تمن كبير جداً.

رد عليها يونس بطريقه كلها اصرار:  احنا مستعدين نواجه اي حاجه بس الناس لازم تعرف الحقيقة.

 آيه اخذت النسخه دي وقالت:  انا هبدا انشر بس بشرط انا هنشرها على مراحل مش هينفع ننشرها مرة واحدة.. وخلوا بالكم انتم كده بقيتوا هدف واضح وصريح .

في نفس الوقت ده رحمة كانت بتستقبل مكالمه من مصدر مش معروف وقالها:  لو كنتم عايزين تفضلوا عايشين انسوا رفعت وانسوا معاه الملف رفعت سحب منها الموبايل وقال بكل هدوء:  انا اللي بدأت الحكايه دي وانا اللي هخلصها.

 في اللحظه دي الكل عرف ان الفريق كله في خطر و الخطوه الجايه هتكون خطوه حاسمه وضربه قاضيه ومش عارفين هل لما آية هتنشر الملف ده هيكون نهاية القصة ولا بدايتها!!

في اليوم التاني كانت أول قصه من الملف اللي هيغير كل حاجه ده اتنشرت وكانت مواقع الأخبار والتواصل الاجتماعي كلها عباره عن “المشروع الفاسد المنتشر بين رجال الأعمال واسرار بترجع من الماضي مرة تانيه للحاضر”

 رحمة كانت واقفه بتتفرج على الأخبار دي في بيتهم وكانت بتقلب في التعليقات الموجودة.

 الناس كانت عبارة عن مجموعتين.. مجموعة مصدقه اللي بيحصل ومجموعه كانت بتشك في اللي حاصل بس كان في ضجة حقيقي في الموضوع.

الصحفيه آيه رنت على يونس وقالته: اللي احنا اللي عملناه ده زلزال إعلامي لكن انا كصحفيه جالي تهديد بطريقه صريحه ومباشره.

 رد عليها يونس وقالها: متقلقيش إحنا عدينا مرحله الخطر من زمان ودلوقتي مفيش رجوع تاني.

 دخل عليهم أحمد وقالهم:  العربيه اللي كانت بتراقبنا أول امبارح رجعت مره تاني بس المره دي كانت قريبه جداً مني..

 اخيرا رفعت قرر انه يتكلم في اللحظه دي وقال:  اللي انا كنت خايف منه زمان خالص رجع مره تاني بس المرة دي انا مش ههرب وهواجه الحقيقه دي مهما كان التمن.

 محمود اخو رفعت طلع من وراه وقال بطريقه كلها هدوء لازم تخلوا الصحفية آية تختفي شويه ولو لفتره معينه علشان هي دلوقتي الهدف الأهم بالنسبالهم واكيد هيعوزوا ياخدوها ويسرقوا منها الملف.

وفي لحظه كانت مليانه صمت وهدوء اتفقوا كلهم على خطه واحده بس هيمشوا عليها وهي نشر باقي الملف كله مره واحده. 

لكن السؤال هنا هل الحقيقه هتتنشر قبل ما الخطر يوصلهم ؟؟

في اليوم ده الكل كان متوتر وخايف ويونس جهز النسخة المشفرة اللي كانت معاه ورفعها كلها على ملف سري علشان لو حصل أي حاجه الأدلة دي تتنشر بطريقة تلقائية.

 رحمه سألته هو احنا هننشر باقي الملفات والأدلة امتى؟؟

 رد عليها يونس وقالها: اول ما نور الفجر يظهر والناس تكون صاحيه والعيون تكون مفتوحه.

آية كانت موجوده جنبهم وعينيها كانت مليانه خوف وتعب وقالت انا مستعده اختفي شويه بس خليكم عارفين انكم لازم تاخذوا بالكم لأننا حرفيا بنلعب مع الخطر. 

احمد رد عليهم وقالهم:  باقي قدامنا ساعات قليلة جداً محتاجين نثبت كل الادلة اللي معانا ونعرفهم انه مش مجرد كلام وخلاص.

 علشان الناس تصدق كده لازم حد من الشخصيات الموجودة في الملفات دي يعترف بالحقيقة.

 رفعت اللي كان ساكت بقاله فتره قام مرة واحدة وقال: انا هطلع اتكلم في الاعلام وهكون انا اول شاهد وانا اللي هعرفهم كل التفاصيل الخاصة بالقضية دي لان الحقيقة لازم تظهر والكل يعرفها 

كل اللي كانوا موجودين بصوله بصدمه بص يونس رد عليه بهدوء وقاله: ده ده افضل وقت ممكن تتكلم فيه بس علشان تعمل كده لازم نحميك كويس جدا .

مع اول نور ظهر بعد الفجر كان العد التنازلي للنشر بدأ… ومن الناحيه التانيه في مكان كله ضلمه كان في حد بيراقبهم وبيقول:  لو عملتوا اللي في دماغكم النهايه دي مش هتكون زي ما انتوا عايزين ومش هتعجبهم خالص.

 المرحله الاخيره قربت والمواجهة بقيت صعبه.

وسط اجواء مليانه خوف وتوتر… اتجمع يونس ورحمه واحمد في بيت كان قديم ومهجور وكان موجود على أطراف المدينة بعد ما استلموا رسالة من جهة مش معروفه والشخص ده كان بيقول إن هو معاه الحقيقه كامله الباب اتفتح بالراحه ودخل واحد عجوز جدا.. بصلهم وقال انا اكون الشاهد الوحيد اللي عارف اللي حصل ده من سنين كتير عدت …قرب منه يونس وقاله:  هو انت تعرف رفعت؟؟

 رد عليه الراجل ده وقاله: انا كنت اقرب حد ليه وكان موجود معايا لما كل حاجه حصلت.

 قعدوا كلهم والراجل ده بدأ يتكلم وقال: رفعت اكتشف ان في مؤامره ضخمه جدا ضد الشركه بتاعته والمؤامرة دي كانت حاصلة من اقرب الناس ليه.. ولما حاول يبلغ عن اللي حصل ده اتعرض لحادث كان متخططله بس قدر إن هو يطلع منها سليم علشان كده اضطر انه يختفي ويحمي نفسه .

رحمه بصت على يونس وقالته:  يبقى اللي حصل ده كله ما كانش قدر!!

 في اللحظه دي الراجل اداهم ظرف وكان باين عليه انه قديم شويه وقالهم:  في الظرف ده من جوه هتلاقوا في تسجيلات ورسايل قديمة جدا موجوده والرسائل دي ليها علاقه برفعت قبل ما يختفي خلوها معاكم بس لازم تخلوا بالكم ان في ناس مش عايزين الحقيقه تظهر وتطلع مره تاني للنور.

 احمد اخذ الظرف ده وقال بصوت كله حماس:  لو هي كده يبقى احنا لازم نكمل لأننا قربنا جدا نكشف كل حاجه …. اخذوا الظرف الموجود فيه الملفات والتسجيلات ورجعوا على طول للشقه وكانوا كلهم قلقانين بس في نفس الوقت متشوقين ومتحمسين إنهم يسمعوا الموجود داخل الظرف.

 احمد فتح الظرف وطلع منه الشريط بتاع التسجيل وكان قديم شويه وكان معاه ورقة مكتوبة بخط اليد.

 يونس قال لازم نسمعه دلوقتي حالا  ..شغلوا الشريط ده وطلع منه صوت رفعت نفسه وكان بيقول وهو باين عليه الخوف والتوتر لو كنتوا وصلتوا للتسجيل ده دلوقتي يبقى خلاص أنا اختفيت من حياتكم …انا فعلا كنت ضحيه للخيانه من أقرب الناس اللي حواليا شريكي واخويا وصاحبي اللي قدرت اوثق فيه طول حياتي محمود.

رحمه اتصدمت من اللي سمعته ده وقالت: محمود؟؟ يعني اللي قبلناه ده قال انه اخوه.

 رفعت كمل كلام وقال محمود ده كان عايز ياخذ مني الشركه وكان بيخطط اني اختفي وسرق مني كل حاجه …انا حاولت اقاوم وادافع عن نفسي بس الناس كلهم كانوا بيصدقوه هو مكانش في حد بيثق في كلامي… علشان كده كان لازم اختفي.

يونس بص عليهم وقالهم:  يبقى محمود مستمر في انه بيلعب دور الضحية لكنه في الحقيقه هو المجرم الحقيقي.

 احمد شاور على الورق اللي كان موجود مع الشريط وقال: الرسايل والكلام ده ممكن تكون فيها باقي الحقيقه ومليانه قصص وحكايات ممكن تثبت الكلام اللي رفعت قاله.

 ردت عليه رحمه بحماس وقالت: احنا دورنا دلوقتي ان احنا نواجه محمود ونخلي العدالة هي اللي تتعامل معاه.

 قبل ما يخلص الكلام التليفون رن والمكالمة كانت من حد مش متوقع خالص ظهر على الشاشة اسم محمود ..يونس اول ما شاف الاسم ده رد على المكالمة فورا بس صوته كان متوتر شويه قال ايوه

 ..رد عليه محمود بنبره الصوت هاديه جدا بس في نفس الوقت مرعبه وقاله وصلت للتسجيل اكيد

 رد عليه مهاب بطريقه كلها قوه وقال له احنا عرفنا كل حاجه يا محمود وعرفنا ان انت اللي خذلت رفعت وعرفنا ان انت السبب في كل اللي بيحصل ده.

 ضحك محمود ضحكة شريرة وقال:  انتوا كنتوا سبتوا رفعت مدفون لان الحقيقه مش دايما بتكون امان.. لو فضلتوا ماشيين ورايا مش هتلحقوا تنشروا الحقيقه وهتندموا.

في اللحظه دي المكالمه انتهت..رحمه بصت على يونس وقالتله ده بيهددنا ده معناه انه خايف.

  احمد قال احنا لازم نستغل التهديد ده ونروح للشرطة نبلغ عليه.

 لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى