الصحة والجمال

كيف يؤدي الإجهاد الرقمي إلى جفاف العين

يعني إيه أصلاً "الإجهاد الرقمي" وإيه علاقته بجفاف العين؟

الإجهاد الرقمي هو ببساطة التعب والإرهاق اللي بيحصل لعينيك بعد ما تفضل مركز قدام الشاشات لفترات طويلة. يعني لو بتقعد بالساعات على الموبايل أو اللابتوب أو التابلت، طبيعي جدًا تحس في آخر اليوم إن عينك بتوجعك، بتنشف، أو تحرقك شوية. ليه؟ لأن العين عشان تقدر تركّز على شاشة قريبة لفترة طويلة بتحتاج مجهود أكتر من الطبيعي. العضلات الصغيرة اللي جوه العين بتشتغل زيادة عشان تظبط الرؤية، وكمان بتقلل الرمش بشكل ملحوظ. الرمش مش مجرد حركة تلقائية، هو المسؤول عن توزيع طبقة الدموع على سطح العين. لما ترمش أقل، الدموع ما بتتجددش كويس، وساعتها العين تنشف وتحس بإحساس الرمل أو الحرقان. ده غير إن الضوء الأزرق اللي بيطلع من الشاشة بيزود التعب، وبيقلل إفراز الدموع الطبيعية. عشان كده الإجهاد الرقمي بقى من الأسباب الأساسية لجفاف العين في العصر ده.

ليه العين محتاجة الرمش المستمر عشان ما تنشفش؟

يمكن الموضوع يبان بسيط، بس كل رمشة بتعمل شغل مهم جدًا. الغشاء الدمعي اللي بيغطي سطح العين عبارة عن ٣ طبقات: طبقة دهنية فوق، طبقة مائية في النص، وطبقة مخاطية تحت. كل مرة بترمش فيها، الجفن بيوزع الدموع دي بالتساوي على سطح العين، فبتفضل العين رطبة وناعمة ومحميّة من الأتربة والميكروبات. لما تفضل باصص في الشاشة مركز جدًا، معدل الرمش بيقل للنص أو التلت. بدل ما ترمش ١٥ مرة في الدقيقة، ممكن ترمش ٥ مرات بس. بالتالي، الطبقة الدمعية بتتبخر أسرع من تجددها، فتبدأ تحس بجفاف وعدم راحة ووجع مع أي حركة في العين.

ليه الشاشات بتتعب العين أكتر من القراءة العادية؟

فيه فرق كبير بين إنك تقرأ كتاب ورق وإنك تبص في شاشة موبايل أو كمبيوتر. أولًا، الشاشة بتطلع ضوء أزرق قوي، وده بيعمل إرهاق على شبكية العين وبيقلل قدرة العين على التركيز لفترات طويلة. كمان النصوص في الشاشة بيبقى ليها تباين وإضاءة مش ثابتة، وده بيخلي العضلات اللي بتظبط العدسة تشتغل زيادة. غير كده، الناس لما بتبص في الشاشة بتركّز أكتر وتقلل الرمش من غير ما تحس، عشان كده الإحساس بالجفاف بيبقى أسرع وأوضح من القراءة الورق. لو اضطريت تشتغل بالساعات قدام الشاشة من غير فواصل، طبيعي تحس بحرقة وزغللة.

ليه الضوء الأزرق خطر على صحة العين؟

الضوء الأزرق ده نوع من الإضاءة بيخرج بكميات كبيرة من كل الأجهزة الإلكترونية. الدراسات أثبتت إنه بيتغلغل لطبقات عميقة في العين، وبيزود الإجهاد والتعب بسرعة. غير كده، الضوء الأزرق بيقلل إفراز هرمون الميلاتونين اللي بينظم النوم، عشان كده لو استخدمت الموبايل قبل النوم، مش بس عينك هتتعب، كمان نومك هيتلخبط. كمان بيقلل كفاءة الغشاء الدمعي، فتلاقي عينيك نشفت حتى لو مش باصص قدامك ضوء قوي. عشان كده بقى في نظارات مخصوصة بتفلتر الضوء الأزرق عشان تقلل الإرهاق والجفاف.

إيه الأعراض اللي تقول إنك عندك جفاف العين بسبب الشاشات؟

فيه شوية علامات لو لقيتها بتحصللك كل يوم وانت قاعد على الكمبيوتر أو ماسك الموبايل كتير، لازم تعرف إنها أعراض جفاف العين. أولهم إنك تحس بحرقة زي النار أو كأن في رمل جوه عينك. ساعات تحس إنك مش قادر تفتح عينك للآخر. ممكن كمان تلاقي دموع بتنزل زيادة بشكل غريب، ودي مش دموع حقيقية، دي رد فعل تعويضي من الجسم. ممكن كمان تلاقي إن الرؤية ساعات بتبقى ضبابية وتحتاج ترمش عشان الصورة ترجع واضحة. مع الوقت لو ما خدتش بالك، ممكن يحصل التهاب مزمن في سطح العين ويزيد الألم أكتر.

ليه الأطفال كمان بقوا بيعانوا من جفاف العين بسبب الأجهزة؟

زمان كان الطفل بيلعب في الشارع أو بالرمل أو بالعجل، دلوقتي أغلب وقته قدام التابلت والموبايل. الطفل لما يندمج في لعبة أو فيديو بينسى يرمش تمامًا. كمان الأطفال عندهم حساسية أعلى للضوء الأزرق، فبيتعرضوا للجفاف بسرعة. ساعات الأهالي بيشوفوا عين الطفل محمرة ويفتكروا ده التهاب، مع إنه جفاف نتيجة طول الوقت على الشاشة. لو ابنك طول الوقت ماسك الموبايل وبيشتكي إن عينه بتوجعه أو مش شايف كويس، لازم تقلل المدة وتخليه ياخد فواصل عشان عينه ترتاح.

إزاي الروتين اليومي بيزود المشكلة لو مش واخد بالك؟

معظم الناس بتصحى الصبح تمسك الموبايل، وبعدها تروح الشغل تقعد قدام الكمبيوتر، وبالليل ترجع تتابع تليفونها تاني. ده بيخلي اليوم كله عبارة عن تركيز على شاشات من غير راحة. التكرار ده بيمنع العين من إنها تفرز دموع طبيعية كفاية وتخلي الطبقة الدمعية تضعف. كمان لو القوضة فيها تكييف أو تدفئة قوية، الهوا الجاف بيزود تبخير الدموع. يعني الموضوع مش بس مدة الشاشات، كمان الجو المحيط لو جاف أو فيه إضاءة عالية بيضاعف المشكلة.

هل لبس نظارات بيقلل جفاف العين الناتج عن الشاشات؟

لو انت بتلبس نظارة فيها عدسات حماية من الضوء الأزرق، هتحس بفرق كبير في التعب والجفاف. العدسات دي بتفلتر نسبة كبيرة من الضوء الضار، وبتخلي العين ترتاح شوية. لكن لو نظارتك عادية أو مش لابس نظارة خالص، جفاف العين هيكون أكتر. لو انت أصلا محتاج نظارة نظر وما بتلبسها، هتضطر تبذل مجهود أكبر عشان تركز، وده يزيد الإرهاق والجفاف. لو بتشتغل قدام شاشة لفترات طويلة، اسأل الدكتور عن نظارات مخصوصة للكمبيوتر.

إيه العادات اللي لو عملتها تقلل جفاف العين وانت قدام الشاشة؟

في شوية حاجات بسيطة هتفرق جدًا. أهمها قاعدة ٢٠-٢٠-٢٠: كل ٢٠ دقيقة بص بعيد عن الشاشة على أي حاجة على بعد ٢٠ قدم (حوالي ٦ متر) لمدة ٢٠ ثانية، عشان تريح عضلات العين. حاول ترمش بوعي أكتر وانت مركز، حتى لو كل شوية تفتكر نفسك. خلي الشاشة على مستوى نظرك أو أقل شوية. اضبط إضاءة الشاشة بحيث ماتكونش قوية أوي. لو في تكييف شغال، حاول مايبقاش الهوا جاي على وشك. لو بتستخدم شاشة صغيرة زي الموبايل، كبر الخط وخلي المسافة بعيدة شوية. وكل ما تحس عينك نشفت، اقفل عينك دقيقة وفتحها تاني.

هل في قطرة بتساعد لو عينك نشفت من الشاشات؟

آه طبعًا، في قطرات مرطبة موجودة في الصيدلية بتساعد تحافظ على رطوبة العين. اسمها “الدموع الصناعية”، ودي مش فيها مواد علاجية، هي بس بتعوض الدموع اللي نقصت. ممكن تستخدمها مرتين تلاتة في اليوم لو بتقعد على الكمبيوتر كتير. بس لازم تختار نوع خالي من المواد الحافظة لو بتستعملها بانتظام. لو جفاف العين شديد ومش بيتحسن بالقطرة، لازم تستشير دكتور عيون عشان ممكن يكون في التهاب محتاج علاج تاني.

إيه اللي يحصل لو تجاهلت المشكلة واستمرت سنين؟

لو فضلنا نهمل الموضوع وماخدناش بالنا من العين، الجفاف هيبقى مزمن. ده معناه إن الطبقة الدمعية هتضعف أكتر وهتبقى غير قادرة تحمي سطح العين كويس. ممكن يحصل التهابات مزمنة، وتلاقي العين طول الوقت محمرة ومؤلمة. مع الوقت ممكن الجفاف يأثر على سطح القرنية ويعمل خدوش صغيرة تسبب ألم شديد وتشوش الرؤية. عشان كده التعامل مع الموضوع بدري أسهل بكتير من استنى لما يتحول لمرض مزمن.

الخلاصة: صحة عينك غالية ومحتاج تبصلها باهتمام

الإجهاد الرقمي بقى جزء من حياتنا اليومية، بس لازم نكون واعيين بتأثيره. شوية تنظيم في العادات، شوية فواصل بين الشغل، وقطرة مرطبة بسيطة، هيخلوا عينك مرتاحة وتبعد عن مشاكل كتير. افتكر دايمًا إن عينك هي اللي هتكمل معاك العمر كله، فاهتم بيها ومتكسلش. لو حسيت بأعراض جفاف مستمرة، ماتترددش تسأل دكتور عيون عشان تطمن.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى