قصص إثارة وغموض

تحقيقات المفتش عمر قضية (قرية إطسا)

يوم 14 من شهر أبريل سنة 1887 جاتلي رسالة من مدينة أسوان بتقول إن صديقي عمر تعبان في فندق اللوتس… خلال 12 ساعة كنت موجود عشان أطمن عليه… كان تعبه مش خطير بس قوته الجسدية كانت ضعيفة بسبب المجهود الكبير اللي عمله مدة الشهرين اللي فاتوا لحل قضية كبيرة.

كان عمر بيشتغل 15 ساعة في اليوم حتى إن هو قالي أنه قعد خمس أيام ورا بعض من غير ما ينام لغاية موصل للنتيجة، وحل القضية.

بعد تلات أيام رجعنا لبيتنا في شارع بغداد… كنت شايف إن صديقي عمر محتاج يغير جو عشان صحته تتحسن، وجاتلي فكرة إن إحنا نسافر أسبوع في الريف… كان الجو ربيع، وجميل.

كان ليا صديق إسمه العقيد مدحت كان إشترى بيت في قرية إسمها إطسا، وقالي أكتر من مرة إني أروح أزوره، وآخر مرة دعا صديقي عمر معايا.

أخدت بعض الوقت عشان أقنع صديقي عمر بالأمر، وفي الآخر لما عرف إن الأمر يقتصر على مجموعة من الرجال العزاب، وإنه هياخد كل حريته، وافق على الأمر.

بعد أسبوع كنا سافرنا للقرية إطسا كان العقيد مدحت عسكري قديم لف كل العالم… ومخدش عمر وقت طويل، وكان إكتشف إنه بيشترك مع العقيد مدحت في العديد من الأمور زي ما كنت متوقع.

أول يوم وصلنا بعد العشا قعدنا كلنا في أوضة المعيشة… قعد عمر على كنبة مريحة، ومد رجليه أما أنا، والعقيد مدحت كنا بنبص على مجموعة الأسلحة الصغيرة اللي عنده.

فجأة قال العقيد مدحت: تقدر تاخد واحد من الأسلحة دي معاك في الدور الأول عشان لو حصل أي هجوم مفاجئ.

قلت: هجوم مفاجئ؟!

العقيد مدحت: للأسف كان في حالة من الخوف في المنطقة الفترة اللي فاتت… يوم الإتنين اللي فات إتنين من الحرامية هجموا علي بيت العجوز عبد القادر هو شخص مهم في المنطقة… والحمد لله محصلش أي خساير بس لسه الحرامية هربانين.

عمر، وهو بيركز في كلام العقيد مدحت: ومالقوش أي دليل؟

العقيد مدحت: مالقوش حاجة لغاية دلوقتي بس الموضوع بسيط مشكلة من مشاكل الريف… الموضوع ميستحقش مجهودك يا أستاذ عمر بعد النجاح الكبير اللي حققته في القضية الأخيرة.

حرك عمر إيده بلا مبالاة إلا إن إبتسامته كانت بتدل على فرحته بالتعليق…قال عمر: هل كان في البيت حاجة مهمة؟

العقيد مدحت: لأ مظنش…الحرمية فتشوا البيت بس مخدوش إلا حاجات بسيطة…كان البيت متبهدل كل الإدراج مفتوحة، وكل حاجة متشقلبة… كل اللي إختفى كان كتاب نادر، وإتنين من الشمعدان الغالي، وكورة من الخيط الصوف.

قلت بذهول: مجموعة غريبة!

العقيد مدحت: واضح إن هما سرقوا إللي قدروا يوصلوله.

عمر: أكيد الشرطة كونت نظرية بخصوص الأمر فالموضوع…

رفعت صباعي بشكل تحذيري لعمر، وقلت: لازم تستريح يا عمر مش هينفع إنك تشتغل، وإنت تعبان.

حرك عمر راسه، وبص للعقيد نظرة شخص مضطر، وبعد كده إتغير الكلام لموضوعات تانية.

تاني يوم الصبح ضاعت كل تحذيراتي… فالتحقيق بقى أمر واقع مقدرش إنه يتجاهله…. كنا قاعدين على الفطار، ودخل رئيس الخدم، وهو بيجري بشكل إنفعالي، وقال: سمعت اللي حصل يا سيادة العقيد؟ بيت خلاف يا سيادة العقيد؟

العقيد مدحت بإنفعال: إيه إتسرق؟

رئيس الخدم: لأ حصلت فيه جريمة إنهاء حياة.

العقيد مدحت بصدمة: يا الله… ومين الضحية الأب، ولا الإبن؟

رئيس الخدم: لأ يا سيادة العقيد ده خميس محروس سايس الخيول… حد ضرب عليه النار في قلبه، ومات في ساعتها.

العقيد مدحت: مين المجرم اللي عمل كده؟

رئيس الخدم: حرامي يا سيادة العقيد… وجري بعد كده، وهرب، ومحدش مسكه… كان الحرامي دخل من شباك المخزن، وفي نفس الوقت دخل خميس فضربوه بالرصاص.

العقيد مدحت: وإمتي حصل الكلام ده؟

رئيس الخدم: إمبارح بالليل الساعة 11:00 تقريباً.

العقيد مدحت: خلاص هنروحلهم بعد الفطار.

بعد ما مشي رئيس الخدم قال العقيد مدحت: شيء صعب فالعجوز خلاف من الأشخاص المهمين هنا، وهو شخص كويس أكيد هيتضايق جداً لأن السايس خميس كان معاه من سنين طويلة، وكان خادم مخلص… أكيد هما نفس الأشخاص اللي سرقوا بيت عبد القادر.

عمر: وسرقوا مجموعة الحاجات الغريبة.

العقيد مدحت: بالضبط.

عمر: ممكن يكون الموضوع بسيط في النهاية بس في اللحظة الأولى يبان مثير للاهتمام…مش كده؟.. أي عصابة من الحرامية لما بتسرق في منطقة ريفية بيكون متوقع إنها بعد كده تغير مكانها مش إن هي تسرق بيتين في نفس المنطقة …إمبارح لما إتكلمت عن إستخدام المسدس للحماية الأمنية فكرت إن المكان هنا في المنطقة هيكون آخر مكان يهتم بيه الحرامية… واضح إن أنا لسه محتاج أتعلم حاجات كتير.

العقيد مدحت: ممكن تكون الحرامية من أهل المنطقة …في الحالة دي طبيعي إنهم يروحوا بيت عبد القادر، وبيت خلاف لأن دول من أكبر البيوت هنا.

عمر: كمان هي بيوت غنية.

العقيد مدحت: المفروض يكون الأمر كده إلا إن الفترة الأخيرة كان في قضايا كتير بينهم، وإستهلكوا جزء كبير من الفلوس في القضايا دي… العجوز عبد القادر بيقول إن ليه حق في نص ممتلكات خلاف، والمحامين اشتغلوا علي الموضوع بمهارة.

عمر، وهو بيتمطع: لو كان المجرم من أهل المنطقة فالقبض عليه مش هيكون شيء صعب… خلاص يا أحمد أنا مش هتدخل في الموضوع.

نفس اللحظة فتح الباب، ودخل رئيس الخدم، وهو بيقول: المفتش حسين يا سيادة العقيد.

دخل المفتش للأوضة…كان شاب ملامح وشه جميلة يبان عليه الذكاء… أول ما دخل سلم علينا، وقال: صباح الخير يا سيادة العقيد أتمنى إني مكونش ضايقتكم أنا سمعت إن سيادة المفتش عمر من شارع بغداد موجود هنا.

شاور العقيد بإيديه على صديقي… سلم المفتش عليه، وقال: ممكن تكون مهتم يا أستاذ عمر إنك تتدخل في التحقيق.

عمر، وهو بيضحك: الأمور كلها ضدك يا أحمد…ووجه كلامه للمفتش، وقال: إحنا كنا لسه بنتكلم على القضية ممكن تدينا بعض المعلومات.

قال عمر الكلمات، ورجع ظهره على الكرسي المريح، وبدأ يركز، عرفت وقتها إن خلاص الموضوع بقى أمر واقع.

المفتش حسين: معندناش أي إثبات في قضية عبد القادر أما القضيه التانية عندنا الكتير اللي هيساعدنا …وأكيد هما نفس الحرامية اللي إقتحموا البيت الأول.

عمر: فعلاً؟!

المفتش حسين: أيوه يا أستاذ بس الحرامي هرب بعد ما ضرب النار على السايس خميس… كان أستاذ خلاف شافهم من شباك الممر اللي ورا… كانت الساعة 11:45 كان أستاذ خلاف رايح عشان ينام أما الإبن أستاذ سيد كان بيشرب سيجار، ولابس بيجامه النوم، وهما الإتنين سمعوا صوت خميس، وهو بيصرخ، وبيستنجد بيهم.

جري أستاذ سيد عشان يشوف إيه اللي بيحصل… كان الباب اللي وراه مفتوح، ولما وصل آخر السلم شاف إتنين بيتخانقوا واحد منهم ضرب التاني بالرصاص، وجري المجرم من الجنينة، وبعد كده نط من السور.

أما أستاذ خلاف كان بيبص من الشباك، وشاف المجرم، وهو يهرب من حته في سور الجنينة، وبعد كده وصل للطريق. وبعديها إختفى… أستاذ سيد وقف عشان يساعد المسكين خميس، وعشان كده هرب المجرم بعيد.

إحنا منعرفش عنه معلومات كتير غير إنه شخص طوله، وحجمه متوسط لابس هدوم لونها غامق… إحنا دلوقتي شغالين على التحقيق، ولو كان المجرم شخص غريب عن المنطقة فإحنا هنلاقيه قريب.

عمر: وإيه اللي كان بيعمله خميس هناك في الوقت ده؟ وهل قال حاجة قبل ما يموت؟

المفتش: لأ أبداً مقالش أي حاجة… هو عايش مع أمه، وكان خادم كويس إحنا بنظن إن هو راح البيت، وكانت نيته إنه يطمن على المكان، وده كان بسبب حالة الخوف، والقلق اللي حصلت بعد قضية عبد القادر… واضح إن الحرامي كان لسه داخل من الباب، وإتفاجئ بخميس… وكمان إحنا لقينا قفل الباب مكسور.

عمر: هل خميس قال حاجة لأمه قبل ما يخرج من البيت؟

المفتش: أم خميس ست عجوزة ما بتسمعش، ومقدرناش نوصل منها لأي معلومات… هي في حالة صدمة شديدة ….في حاجة مهمة جداً في الموضوع.

خرج المفتش ورقة صغيرة مقطوعة من أجندة، وفردها على الترابيزة، وقال: لقينا الورقة دي في إيد خميس… واضح إن هي مقطوعة من ورقة… هتلاقي مكتوب على الورقة نفس الوقت اللي إتقتل فيه المسكين خميس…. إحنا لسه مش عارفين الأمر تماماً.

ممكن يكون المجرم شد منه الورقة فاتقطعت، وباقي الورقة معاه، أو إن خميس هو اللي أخد الجزء ده من المجرم.

خد عمر حته الورقة…كانت فيها كلمات قليلة، ومقطوعة…كانت من تلات سطور:

أول سطر مكتوب فيه 12 إلا ربع.

السطر الثاني الموضوع مهم جدآ ليك.

السطر الثالث أي حد.

المفتش: إن كان ده إتفاق على الميعاد فهيكون وقتها خميس مشترك مع الحرامي، وممكن يكون ساعده على كسر الباب، وحصل ما بينهم أي مشكلة…بس خليني أؤكد على إن خميس معروف عنه الإخلاص، والأمانة.

عمر، وهو بيبص على الورقة بتركيز: الخط ده مميز جداً … أظن إن الموضوع معقد أكتر مما كنت متخيل.

دخل عمر في تفكير عميق، في نفس اللحظة إبتسم المفتش لما شاف إهتمام عمر بالقضية.

بعد شوية قال عمر: الإفتراض الأخير اللي قلته يا سيادة المفتش إن يكون في إتفاق بين المجرم، وخميس، أمر ووارد إن يكون حصل… وفي الحالة دي هتكون الورقة هي رسالة بتحدد ميعاد المقابلة… بس الخط ده…..

سند عمر دقنه على إيده دقايق، وبعد كده رفع راسه مرة تانية…. كنت متفاجئ لما لقيت إن وش عمر بدأ يرجع لطبيعته، ورجع المعان اللي في عينيه مرة تانية.

وقف عمر فجأة، وقال: أنا محتاج أشوف المكان اللي حصلت فيه الجريمة… استأذنك يا سيادة العقيد هسيبك إنت، وصديقي أحمد، وهروح مع المفتش هتأكد من نظرية، أو إتنين في دماغي، وهرجعلكم بعد نص ساعة .

بعد ساعة ونص رجع المفتش لوحده، وقال: أستاذ عمر موجود برة في الجنينة، وعايزنا نروح إحنا الأربعة للبيت مرة تانية.

العقيد مدحت: لبيت خلاف؟

المفتش: أيوه سيادة العقيد.

العقيد مدحت: بس ليه؟!

حرك المفتش كتفه، وقال: أنا مش عارف…أعتقد إن أستاذ عمر مخفش تماماً من تعبه هو بيتصرف بشكل غريب جداً.. وكمان منفعل أوي.

قلت: معتقدش إن الموضوع يستحق القلق… دايماً جنون عمر بيبقى وراه نظرية.

المفتش: يمكن… المهم إنه دلوقتي متشوق إنه يبدأ فلو كنتم جاهزين من الأحسن إن إحنا نخرج دلوقتي.

لقينا عمر بيتحرك رايح جاي في الجنينة…كان حاطط إيده في جيب بنطلونه، وقال: الأمر مثير جداً يا أحمد أنا قضيت نهار رائع.

العقيد مدحت: أنا عرفت إن إنت رحت مكان الجريمة.

عمر: أيوه… وقمت أنا، والمفتش حسين بفحص صغير.

العقيد مدحت: وهل وصلتم لحاجة؟

عمر: شفنا بعض الحاجات المثيرة للاهتمام، هقولك إحنا عملنا إيه، وإحنا ماشيين… أولا شفنا جسم خميس المسكين… وكان فعلاً مضروب برصاصة في القلب زي ما جه في التقرير.

العقيد مدحت: هل إنت كنت بتشك في الموضوع ده؟

عمر: من الأفضل إني أفحص كل حاجة… قابلنا هناك أستاذ خلاف، وإبنه… وورونا المكان اللي هرب منه الحرامي في سور الجنينة…. وكان موضوع مهم جداً.

يكمل عمر: وبعد كده رحنا، وشفنا أم خميس… مقدرناش ناخذ منها أي معلومات… هي ست كبيرة، وعجوزة، ومبتسمعش.

العقيد مدحت: وإيه النتيجة اللي إنت وصلتلها؟

عمر: إقتنعت أكتر إن الجريمة دي عجيبة جداً… وممكن زيارتنا تفيد إنها تقلل الغموض في التحقيق… خلينا نتفق يا سيادة المفتش إن الورقة اللي في إيد خميس، واللي مكتوب فيها نفس ميعاد وفاته هي مهمة جداً.

المفتش: أكيد يا أستاذ عمر هي بتدل على حاجة.

عمر: أعتقد يا سيادة المفتش إن اللي كتب الرسالة دي هو نفس الشخص اللي خلى خميس يخرج من بيته، ويجي لهنا في وقت زي ده… بس يا ترى فين بقية الورقة المقطوعة؟

المفتش: إحنا دورنا في الأرض كويس جداً عشان نلاقيها بس بدون أي فايدة.

عمر: الورقة إتاخدت بالقوة من إيد خميس… ليه في شخص يعمل كده؟ لإنها هتدينه… وإيه اللي هيعمله بيها؟ هيحطها في جيبه، وده الأغلب من غير ما ياخد باله إن جزء من الورقة مقطوع، وكان موجود في إيد الضحية… لو قدرنا نلاقي الجزء اللي باقي من الورقة هنحل جزء كبير من اللغز.

قلت: بس إزاي هنوصل لجيب المجرم، وإحنا منعرفوش؟

عمر: الأمر محتاج تفكير… في نقطة مهمة جداً إن الراجل اللي كتب الرسالة مقدرش إنه يديها لخميس، وإلا كان بلغه الرسالة مباشرة… فمين اللي جاب الرسالة لخميس؟ هل إتبعت في البريد؟

المفتش: التحريات أثبتت إن خميس إستلم رسالة بريد في نفس يوم وفاته الصبح.

عمر: الشغل معاك لذيذ جداً يا سيادة المفتش… السور أهو… لو جيت معايا يا سيادة العقيد هوريك المكان اللي حصلت فيه الجريمة.

كان في شرطي واقف عند باب المطبخ.

عمر: أفتح الباب لو سمحت يا عسكري… دلوقتي هو ده السلم اللي وقف عنده أستاذ سيد، وشاف الشخصين بيتخانقوا في نفس المكان اللي إنت واقف فيه.

الوقت ده كان أستاذ خلاف بيبص من الشباك التاني على الشمال، وشاف الشخص بيهرب عند الأشجار اللي هناك على الشمال دي… بعد كده جريأستاذ سيد عشان ينقذ خميس… الأرض متسفلتة، وعشان كده مفيش أي آثار أقدام تدينا أي معلومات.

الوقت اللي كنا بنتكلم فيه قرب مننا رجلين واحد كبير في السن، والتاني شاب صغير، كانوا الشخصين دول أستاذ خلاف، وإبنه سيد.

سيد: إنت لسه شغال على الموضوع ده؟ واضح إن إنت مش سريع.

عمر، وظهر عليه إنه متقبل للكلام: أيوه …لازم تديني شوية وقت.

سيد: هتحتاج ليه لأن أنا شايف إن معندكوش أي إثبات خالص.

المفتش: في إثبات واحد إحنا بنعتقد لو قدرنا إن إحنا نلاقي…. إيه ده… أستاذ عمر…. في إيه؟

فجأة ظهر على صديقي عمر تعبيرات رهيبة بدأت عينيه تغرب، وملامح وشه يظهر عليها آلم رهيب… وبصرخة ضعيفة، وقع عمر على وشه مغمى عليه على أرض الجنينة.

كنا في حالة رعب، وخوف شديد شلناه، ودخلناه المطبخ، وقعدناه على كرسي كبير… كان بيتنفس بشكل صعب، وفي الآخر بعد كام دقيقة، وقف، وكان لسه عنده عدم إتزان، وقال: أنا أسف جداً لو قلقتكم بس دكتور أحمد يقدر يقولكم إن أنا لسه في مرحلة النقاهة من مرض شديد كان عندي.

كنت حزين جداً على الحالة اللي وصلها صديقي… قد إيه بقى ضعيف، وكنت متأكد إن الموقف ده هيأثر في نفسية صديقي جداً.

                                            لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى