كان يوم خميس عادي في حي المطرية، والجو كان حر بشكل مش طبيعي.
الشوارع كانت مليانة بالناس اللي رايحة جاية، وكل واحد فيهم مشغول بحاله.
الأطفال كانوا بيلعبوا في الشارع، وصوت ضحكهم كان مالي المكان.
وفجأة، في وسط الهدوء ده، سمعوا صوت انفجار ضخم، كإن صوت حاجة كبيرة انفجرت.
كان الصوت شديد لدرجة إنه خلى قلب كل واحد فيهم يقف للحظة.
الشارع كله وقف، والناس بدأت تجرى ناحية الصوت.
كان البيت اللي في نهاية الشارع هو مصدر الصوت.
البيت ده كان بيت قديم من أيام جدودنا، مبني بالطوب الأحمر، وكان فيه عيلة صغيرة ساكنة فيه، بس من الواضح إنهم مكانوش موجودين في اللحظة دي.
الدخان بدأ يطلع من الشبابيك بسرعة، وكان واضح إن في حريقة كبيرة حصلت جوه البيت.
الناس اتجمعت حوالين البيت، وكل واحد فيهم كان واقف مصدوم، ومش عارف يعمل إيه.
وفي جزء من الناس دي حاولت تقرب من البيت، بس الحرارة والدخان كانوا مانعين أي حد انه يقرب أكتر.
واحدة من الجيران بدأت تصرخ وتقول إن فيه طفل صغير كان جوه البيت، وإنها شافته قبل ما يحصل الانفجار بدقايق.
الصرخة دي خلت الهلع يسيطر على الكل.
وفي اللحظة دي، حد من الجيران افتكر إنه لازم يتصل بالمطافي.
جري على أول محل وسحب التليفون واتصل بالمطافي، وكان صوته مليان توتر وهو بيحاول يشرحلهم اللي بيحصل.
كل ثانية كانت بتعدي كانت النار بتزيد، والدخان بقى أكتر وأكتر، والناس بقت مش قادرة تتنفس من الخوف والدخان.
وبعد دقايق، اللي مروا كإنهم ساعات، الناس سمعوا صوت سرينة المطافي من بعيد، والصوت كان بيقرب بسرعة.
وصلوا رجال المطافي في وقت قياسي، والعربية بتاعتهم كان سواقها متمكن بشكل لا يوصف، كإنها كانت عارفة طريقها من غير تفكير.
العربية وقفت قدام البيت بالظبط، ونزل منها مجموعة من رجال المطافي بسرعة البرق.
كانوا لابسين بدل صفرا، وكل واحد فيهم كان شايل معاه أدواته.
القائد بتاعهم كان شكله هادي، رغم الكارثة اللي قدامه، وثقته كانت واضحة وهو بيدي أوامر لفرقته.
وبسرعة البرق، فردوا خرطوم الماية ووصلوه لأقرب حنفية مطافي في الشارع.
واحد من رجال المطافي دخل البيت من غير تفكير عشان يتأكد إذا كان في حد جوا، والباقيين كانوا بيسيطروا على النار اللي كانت بتهدد البيت كله.
النار كانت قوية جدًا، والدخان كان مالي المكان بشكل مخيف، لكن رجال المطافي كانوا زي الماكينات، كل واحد عارف دوره بالظبط. الرشاش بدأ يضخ الماية بقوة على النار، وبدأت النيران تقل شويه، لكن كانت لسه مش مستسلمة.
وفي اللحظة دي، حصلت حاجة خلت الكل يقف مكانه ميتحركش.
الراجل اللي دخل البيت خرج وهو شايل حاجة في إيده.
كانت قطة صغيرة، الدخان كان مالي فروتها، وكانت مرعوبة.
بس المفاجأة الكبيرة كانت إنه وراه كان ماشي طفل صغير، نفس الطفل اللي الجارة كانت بتصرخ عشان تنقذه.
الطفل ده كان لابس بيجامة زرقة، وشكله كان مصدوم من اللي بيحصل حواليه.
الراجل ده نزل القطة بحذر على الأرض، والقطة جريت بعيد وهي بتبص وراها بخوف، أما الطفل ففضل ماسك في إيد الراجل بقوة.
رجال المطافي استمروا في شغلهم، ومسابوش أي جزء من البيت من غير ما يحاولوا يسيطروا على النار اللي فيه.
الوقت كان بيمر ببطء شديد، وكل الناس كانت واقفة تتفرج، بين الحماس والخوف، ومفيش حد عارف إيه اللي هيحصل في النهاية.
وبعد معركة طويلة مع النار، وأخيرًا قدروا يسيطروا عليها.
النار بدأت تهدى، والدخان بدأ يتبخر في الهوا.
رجال المطافي فضلوا واقفين قدام البيت، لحد ما اتأكدوا إن مفيش أي حريقة تانية ممكن تشتعل من جديد.
القائد بتاعهم بدأ يتكلم مع الناس اللي كانوا واقفين، وكان بيطمنهم إن الموضوع تحت السيطرة، وإن الحريقة دي كانت نتيجة ماس كهربائي.
الناس بدأت تهدى، والهدوء رجع للشارع تاني.
وفي اللحظة دي، حصلت حاجة مش متوقعة.
الطفل اللي رجل المطافي أنقذه بدأ يتكلم وقال: فيه راجل غريب كان جوه البيت، وهو اللي قاله يخرج بسرعة.
الكلام ده خلى الكل يقف مصدوم، وسألوا نفسهم، مين الراجل ده؟ وإزاي ظهر في اللحظة المناسبة عشان ينقذ الطفل؟
كل واحد كان بيحاول يفسر اللي حصل بطريقة مختلفة.
وبعد ما هدي الوضع، رجال المطافي بدأوا يتحققوا من كلام الطفل.
وفتشوا البيت كويس، بس ملاقوش أي أثر للشخص اللي الطفل كان بيتكلم عنه.
الحكاية دي فضلت لغز بالنسبة للكل، واتحولت لأسطورة في الحي.
والناس بدأوا يتكلموا عن “الملاك الحارس” اللي أنقذ الطفل، والقصص عن اللي حصل بدأت تنتشر في كل مكان.
رجال المطافي رجعوا لبيوتهم بعد الليلة دي، بس حكايتهم فضلت محفورة في قلوب الناس.
الشارع ده مش هينسى اللي حصل طول العمر، وبقى فيه نوع من الرهبة اتجاه البيت ده، والعيلة اللي كانت ساكنة فيه.
ورغم إن العيلة دي فقدت جزء كبير من ممتلكاتها، بس كانت شايفة إن اللي حصل ده كان معجزة.
الناس في الحي بدأوا يفتكروا رجال المطافي كأبطال حقيقيين، اللي مش بس أنقذوا البيت، بس كمان أنقذوا روح، وخلوا الكل يحسوا بأهمية الشجاعة والتضحية.
وفي كل مرة الناس كانت تشوف عربية المطافي معدية في الشارع، كانت بتفكرهم بالقصة دي، قصة الملاك الحارس، والحريق اللي أنقذ فيه رجال المطافي حياة طفل بريء.