Close

أخباركم

على شاطئ العلمين

 


كان يوم صيفي حر جدًا، الشمس مشعة والسماء زرقا من غير ولا غيمة، وكان الشاطئ في العلمين مليان بالناس، كبار وصغيرين، الكل جاي هربان من حر المدينة عشان يستمتع بالبحر والجو الجميل.

“مريم” كانت واحدة من الناس اللي قررت تقضي اليوم ده على الشاطئ مع صاحبتها “سارة”، قرروا من بدري إنهم يحجزوا مكان قريب من البحر عشان يقدروا يستمتعوا بالمنظر.

وصلوا الشاطئ بدري، وكان البحر هادي وجميل، الموج بيرقص على رمل الشاطئ بهدوء، والجو كان منعش لدرجة إنك تحس كأنك في جنة على الأرض.

مريم فرشت الفوطة بتاعتها على الرمل وبدأت تفرد جسمها وتستمتع بالشمس الدافية، ومن بعيد كانت سارة بتنادي عليها عشان ينزلوا المية، لكن مريم قالتلها إنها هتقعد شوية تحت الشمس عشان تاخد تان حلو.

سارة، اللي مش بتحب تفوت فرصة، جريت على المياه وبدأت تلعب مع الموج وتغوص فيه.

وبعد شوية، مريم قررت إنها تشاركها المتعة، وقامت من مكانها وراحت عند المياه، البحر كان منعش وصافي، والمية بتلمس جسمها كإنها بتشيل كل همومها.

لكن فجأة، الجو اتغير! السماء اللي كانت زرقاء بدأت تتغير بغيوم سوداء.

وفجأة، الرياح هبت بقوة وبدأت تزق الموج بقوة على الشاطئ.

الناس بدأت تقلق وتجمع حاجاتها، وسمعوا صوت صفارات الإنذار بتاعة الإنقاذ.

مريم وسارة كانوا لسه في المياه، ومش مستوعبين اللي بيحصل، لكن الموجة اللي جات عليهم كانت قوية لدرجة إنها سحبتهم لورا.

مريم حاولت تمسك إيد سارة، لكن الموج كان أقوى، لقيت نفسها بتغرق في وسط البحر، وصوت الناس بيبعد أكتر وأكتر.

مريم فضلت تحاول تقاوم، لكن الموج كان بيزقها بعيد عن الشاطئ، لحد ما اختفت عن الأنظار.

وفجأة، حست بإيدين قوية ماسكاها وبتسحبها من المية.

كانت دي لحظة من الرعب والخوف، بس مريم كانت حاسة بأمان.

الشخص اللي أنقذها كان “كريم”، واحد من فريق الإنقاذ اللي كان شغال على الشاطئ.

كريم كان راكب على الجيتسكي بتاعه وسحب مريم بسرعة لبر الأمان.

أول ما وصلوا للشاطئ، الناس كانوا اتجمعوا حواليهم، وسارة كانت بتجري عليهم وهي عمالة تعيط من الخوف على صاحبتها.

مريم كانت منهارة من التعب والخوف، لكن كانت ممتنة لكريم اللي أنقذ حياتها.

والحدث ده كان بداية لحاجة أكبر.

مريم بعد ما استجمعت قواها، بدأت تشعر بحاجة مختلفة تجاه كريم.

كريم كان شاب جريء وشهم، وعينه كانت بتشع بالقوة والشجاعة.

مريم كانت بتحس بحاجة غريبة ناحيته، مش مجرد شكر، لكن إعجاب أو يمكن أكتر.

وبمرور الأيام، مريم وسارة بقوا يروحوا الشاطئ بشكل متكرر، وكان دايمًا كريم بيبقى هناك.

كانوا بيقضوا وقت طويل يتكلموا ويتعرفوا على بعض أكتر.

كريم كان شاب عنده أحلام كبيرة، دايمًا كان بيحكي عن شغفه بالبحر والمغامرة، وعن طموحه إنه يبقى كابتن ويشتغل في سفينة كبيرة.

وقررت مريم إنها تعبر لكريم عن مشاعرها، لكن كانت مترددة وخايفة من ردة فعله.

وفي يوم من الأيام، بعد ما الشاطئ كان هادي ومليان بلحظات هدوء بين موج البحر.

مريم جمعت شجاعتها وقربت من كريم، وقالت بصوت متردد: كريم، أنا عايزة أقولك حاجة مهمة.

كريم رد بابتسامة دافية: قولي يا مريم، أنا سامعك”

مريم خدت نفس عميق وقالت: أنا حاسة إن في حاجة بينا، مش عارفة أشرحها، لكن من يوم ما أنقذتني وأنا مش قادرة أبطل أفكر فيك.

كريم بص لمريم بنظرة هادية وقال: مريم، أنا كمان حاسس بنفس الشيء، من يوم ما شفتك في المياه وأنا حاسس إنك مختلفة، إنك مش زي أي حد قابلته قبل كده.

اللحظة دي كانت بداية لقصة حب جميلة بين مريم وكريم، بقوا يقضوا كل يوم مع بعض على الشاطئ، يشاركوا بعض أحلامهم وأفكارهم.

كان البحر دايمًا شاهد على حبهم اللي بيكبر يوم بعد يوم.

ومع مرور الوقت، قرروا إنهم يكملوا حياتهم سوا.

وفي يوم مشمس على الشاطئ، كريم طلب من مريم تتجوزه.

كان يوم خاص ومميز، كريم جهز كل حاجة على الشاطئ اللي بدأ حبهم عليه، وزينه بالأضواء والشموع.

مريم قبلت من غير تردد، وفرحتها كانت أكبر من إنها تتوصف بالكلام.

الحلم اللي بدأ بحادثة على الشاطئ اتحول لحقيقة جميلة جمعت بين اتنين كان البحر هو اللي جمعهم.

النهاردة، مريم وكريم بيجتمعوا دايمًا على نفس الشاطئ اللي شهد بداية حبهم، وكل مرة يشوفوا فيها البحر بيتذكروا اللحظة اللي أنقذ فيها كريم مريم، واللحظة اللي قرروا فيها يكملوا حياتهم مع بعض.

دي كانت قصة حب بدأت بخوف وانتهت بسعادة كبيرة، قصة بتأكد إن الأقدار ممكن تكتب لينا مفاجآت غير متوقعة، وإن الحب دايمًا بيظهر في اللحظات اللي ممكن متكنش متوقعها.