اعتزال شيكابالا.. شيكابالا أسطورة الزمالك ينهى مسيرة تاريخية حافلة بـ18 لقباً

في لحظة تختلط فيها المشاعر بين الفخر والحزن، أعلن محمود عبد الرازق “شيكابالا” قائد الزمالك اعتزاله كرة القدم، ليسدل الستار على مسيرة استثنائية صنعتها الموهبة والإصرار والانتماء. القائد الذي رافق أجيالاً من جماهير القلعة البيضاء قرر الرحيل عن الملاعب، لكن اسمه سيبقى محفورًا في ذاكرة النادي كأحد أبرز رموزه على مر العصور. ومن خلال هذا المقال نسلط الضوء على محطات بارزة من مشوار الأباتشي الذي حمل الفانلة البيضاء بصدق وخلد اسمه في صفحات المجد الكروي.
اعتزال شيكابالا.. شيكابالا أسطورة الزمالك ينهى مسيرة تاريخية حافلة بـ18 لقباً
شهد يوم الخميس قراراً مؤثراً في الوسط الرياضي المصري، بإعلان محمود عبد الرازق شيكابالا اعتزال كرة القدم رسمياً بعد سنوات طويلة داخل المستطيل الأخضر. قائد الزمالك وأحد أبرز رموزه عبر تاريخه الطويل قرر إنهاء مشواره الكروي بعد رحلة امتدت لقرابة عقدين من الزمن، ليودع جماهيره التي طالما ساندته في كافة المراحل. اعتزال شيكابالا لم يكن مجرد خبر بل لحظة فارقة لجماهير الزمالك التي اعتبرت نجمها المفضل أكثر من مجرد لاعب، بل رمزاً للوفاء والانتماء للقلعة البيضاء التي نشأ فيها وصنع بها اسمه وتألق بين صفوفها.
أسطورة البطولات في تاريخ القلعة البيضاء
لم يحقق أي لاعب في تاريخ نادي الزمالك عدد البطولات التي أحرزها شيكابالا بقميص الفريق الأول، حيث توج بـ18 لقباً خلال مشواره مع الفريق. هذا الرقم جعله يتربع على عرش الأكثر تتويجاً في تاريخ النادي العريق، ليؤكد أنه لم يكن فقط لاعب موهوب بل كان قائد ناجح ومؤثر في تشكيل الألقاب التي زينت خزانة الزمالك. ظهوره الأول مع الفريق فتح له الباب ليصبح أحد أعمدته الأساسية، ولتتحول رحلته إلى قصة ولاء وعطاء طويل لا تنسى في عيون الجماهير البيضاء.
أرقام حافلة في مشوار ممتد مع الزمالك
حمل شيكابالا قميص الزمالك في 396 مباراة رسمية، سجل خلالها 70 هدفاً على الأقل، كما صنع 89 هدفاً لزملائه، ليكون أحد أكثر اللاعبين تأثيراً في تاريخ النادي. كانت آخر مبارياته في نهائي كأس مصر أمام بيراميدز، والتي توج بها الزمالك بركلات الترجيح، حين سدد الركلة الحاسمة بقدمه اليسرى، في مشهد وصفه المشجعون بأنه نهاية ملحمية لقائدهم المفضل. شيكابالا ظل على مدار السنوات محوراً أساسياً في الأداء الهجومي للفريق، و بصمته التهديفية لم تقتصر على الأهداف فقط بل امتدت إلى صناعة الفرص وخلق الفارق دائماً.
بطولات محلية وقارية صنعت مجد الأباتشي
شيكابالا حقق العديد من الألقاب مع الزمالك في مختلف البطولات، حيث توج بأربعة ألقاب في الدوري المصري، كما نال كأس الكونفدرالية الأفريقية مرتين، وكأس السوبر الأفريقية ثلاث مرات. لم تكن البطولات مجرد أرقام بل لحظات صنعها شيكابالا بنفسه، إذ اشتهر برقصة الكأس بعد الفوز والتتويج، وكان دائماً أول من يرفع الكأس ويقود الاحتفالات. صوره وهو يغني مع الجماهير “الفانلة البيضا بخطين حمر” أصبحت جزءاً من تاريخ النادي وموسيقاه الجماهيرية، تعبيراً عن حالة الانتماء والفرح التي ربطت بينه وبين مشجعي الزمالك.
الهداف التاريخي لموسم 2010 ولقب قاري مع الفراعنة
في موسم 2010 – 2011 أحرز شيكابالا لقب هداف الدوري المصري برصيد 13 هدفاً، ليؤكد جدارته كأحد أبرز المهاجمين في الكرة المصرية خلال تلك الفترة. وعلى الصعيد الدولي، ساهم الأباتشي في تتويج منتخب مصر بلقب كأس الأمم الأفريقية عام 2010 في أنجولا، رغم مشاركته المحدودة، وهو إنجاز يعتز به بشدة. كما كان ضمن قائمة الفراعنة التي شاركت في كأس العالم 2018 في روسيا، ليضيف مشاركة مونديالية إلى سجله الدولي، ويؤكد أن بصمته تخطت حدود الزمالك ووصلت إلى الساحة الدولية أيضاً.
محطات احترافية متنوعة في الخارج والداخل
لم يقتصر مشوار شيكابالا على الزمالك فقط، بل خاض عدة تجارب احترافية في الخارج أثرت مسيرته و أضافت إلى خبراته، منها باوك اليوناني الذي شهد بدايته الأوروبية، ثم الوصل الإماراتي، وبعده سبورتينج لشبونة البرتغالي الذي انتقل إليه في صفقة لاقت اهتماماً واسعاً. كما لعب في الدوري السعودي مع نادي الرائد، وختم مغامراته الخارجية بنادي أبولون القبرصي. إضافة لذلك، خاض فترة إعارة داخلية مع نادي الإسماعيلي، وكانت تلك التجارب محطة هامة في مسيرته رغم أن التألق الحقيقي والولاء الكامل كانا دائماً للزمالك.
القائد الذي جسد روح الانتماء
طوال سنواته داخل الزمالك، لم يكن شيكابالا مجرد لاعب موهوب، بل جسد معنى الانتماء الحقيقي. في أوقات الأزمات كان صوته حاضراً للدفاع عن النادي، وفي لحظات الانتصار كان أول من يحتفل مع الجماهير. لم تمنعه الضغوط أو التحديات من الاستمرار في دعم الفريق سواء داخل الملعب أو خارجه. قصته مع الزمالك لم تكن مجرد مسيرة لاعب داخل نادي بل علاقة حب متبادل، صنعتها المواقف والذكريات، وكرست صورة شيكا كقائد لا يتكرر بسهولة، ومصدر إلهام لأجيال متعاقبة من مشجعي الزمالك.
الوداع الأخير ودموع الجماهير
نهاية مشوار شيكابالا لم تمر مرور الكرام، فقد ودع الجماهير في مشهد مؤثر خلال مباراة كأس مصر الأخيرة، حين سجل الركلة الترجيحية الأخيرة وكأنه يختتم رواية طويلة بحبكة درامية مثالية. دموعه ودموع الجماهير كانت خير تعبير عن قيمة الرجل الذي لم يغادر فقط المستطيل الأخضر، بل ترك فراغاً عاطفياً كبيراً في قلوب من تابعوه لسنوات. اعتزاله أعاد الحديث عن الوفاء والروح الرياضية والانتماء، وترك خلفه إرثاً يصعب على أي لاعب أن يكرره، سواء في عدد البطولات أو الأثر النفسي لدى الجماهير.
اسم محفور في ذاكرة الكرة المصرية
سيظل اسم شيكابالا محفوراً في ذاكرة الكرة المصرية، ليس فقط بسبب أرقامه أو بطولاته، بل لما مثله من حالة إنسانية وفنية نادرة في عالم الكرة. قدرته على تجاوز العقبات، وإصراره على الاستمرار رغم كل الظروف، جعلا منه نموذجاً مختلفاً لقائد رياضي. ومع كل هدف أحرزه وكل لقب رفعه، كان يعيد التأكيد على مكانته كأحد أعظم لاعبي جيله. اعتزاله ليس نهاية لرحلته مع الزمالك بل بداية لفصل جديد من التقدير والاحتفاء، وربما يحمل المستقبل له دوراً جديداً في خدمة النادي ولكن من موقع مختلف.
وداع مؤثر في نهائي الكأس
كانت مباراة الزمالك أمام بيراميدز في نهائي كأس مصر الشهر الماضي هي المشهد الأخير في مسيرة شيكابالا كلاعب، بعدما شارك في اللقاء وسجل ركلة الترجيح الحاسمة التي منحت الفريق اللقب. المشهد لم يكن عاديًا، إذ تقدّم شيكابالا لتسديد الكرة بثقة، وسجلها بيسراه، ليمنح جماهيره لحظة فرح أخيرة قبل أن يعلن بعدها بأيام قليلة اعتزاله اللعب نهائيًا. هذا الوداع جاء بطريقة تليق بقائد كبير، حيث اختار أن ينهي مسيرته وهو يمنح الزمالك بطولة جديدة، ليؤكد أنه ظل وفيًا للنادي حتى آخر لحظة في مشواره الكروي.