اطلاق مركبتين لناسا.. وتحقق بلو أوريجين اول هبوط لصاروخ نيو جلين
كيف حققت بلو أوريجين اول هبوط بصاروخ نيوجلين

في خطوة تُعدّ من أهم الإنجازات في تاريخ رحلات الفضاء التجارية نجحت شركة بلو أوريجن Blue Origin في تنفيذ أول هبوط ناجح للمرحلة الأولى من صاروخها العملاق نيو جلين New Glenn وذلك بالتزامن مع إطلاق مركبتين تابعتين لوكالة ناسا في مهمة علمية متقدمة نحو المريخ هذا الحدث كان بمثابة إعلان قوي بأن الشركة التي أسسها الملياردير الأمريكي جيف بيزوس أصبحت الآن منافسا حقيقيا في صناعة الفضاء وقادرة على إتمام مهام ثقيلة بدقة وثبات يشبهان ما تقوم به شركات كثيرة رائدة مثل شركة سبيس إكس
اطلاق مركبتين لناسا.. وتحقق بلو أوريجين اول هبوط لصاروخ نيو جلين
يعتبر نيو جلين واحدا من أكبر الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام في العالم كله، إذ يصل ارتفاعه إلى أكثر من 98 مترا، ويعتمد على سبعة محركات BE-4 قوية قادرة على حمل حمولات ضخمة جدا إلى المدار الأرضي وما بعده، وعلى الرغم من أن الإطلاق الأول للصاروخ في بداية عام 2025 نجح في الوصول إلى المدار، فإن هبوط المرحلة الأولى حينها لم ينجح، ما جعل الأنظار مُترقّبة لنتيجة الرحلة التاليه، وقد جاءت الرحلة الثانية بنتيجة مزدوجة و مبهرة جدا نجاح الإطلاق ونجاح الهبوط لأول مرة علي الاطلاق.
رحلة الإطلاق: من كيب كانافيرال إلى المريخ
انطلقت المهمة NG-2 من منصة LC-36 في كيب كانافيرال بولاية فلوريدا بعد عدة تأجيلات بسبب الطقس وايضا العواصف الشمسية، ومع أن التأجيلات أثارت القلق، فإن النتيجة النهائية كانت تستحق الانتظار، وقد حمل هذا الصاروخ مركبتي وهما ESCAPADE Blue ESCAPADE Gold وكانو ضمن مشروع تابع لوكالة ناسا، و هدفه دراسة تفاعل الرياح الشمسية مع الغلاف الجوي للمريخ، تُعد هذه المهمة مهمة للغاية في مجال علوم الفضاء، لأنها قد تحاول الإجابة عن سؤال ظل يراود العلماء لسنوات طويلة جدا كيف فقد المريخ معظم غلافه الجوي؟ وهل كان هذا الكوكب في يوم من الأيام شبيها بالأرض قبل أن يتحول إلى جسم جاف وبارد.
سيعملان المركبتان علي دراسه الجسيمات المشحونه
المركبتان سيعملان على دراسة الجسيمات المشحونة، والمجالات المغناطيسية، وسرعة فقدان المريخ لجوّه عبر الزمن، وتعد كل هذه البيانات ضرورية جدا لرحلات المريخ المستقبلية سواء الآلية أو الرحلات المأهولة.
الهبوط التاريخي: الولادة الحقيقية لنيو جلين
بعد أن انفصلت المرحلة الأولى عن الثانية، بدأت رحلة العوده، وهي اللحظة التي كانت تحت أنظار كل مهندسي ومتابعي علوم الفضاء، نزلت المرحلة الأولى بسرعة هائلة جدا نحو الأرض، ثم قامت بمناورات كبح دقيقة عبر تشغيل محركاتها بالتتابع. ومع اقترابها من سطح البحر، أعيد تشغيل عدد من محركات ال BE-4 تخفيف السرعة بشكل تدريجي، وما هي إلا ثوان معدودة حتى ظهرت اللحظة الحاسمة هبط الصاروخ عموديا على منصة بحرية تحمل اسم Jacklyn وسط تصفيق وصيحات الفرح داخل غرفة التحكم، هذا الهبوط لم يُعد فقط إثباتا لقدرة الصاروخ على إعادة الاستخدام، بل كان تأكيدا على أن بلو أوريجن قد أصبحت لاعبا كبيرًا في صناعة الإ طلاقات الفضائية الثقيلة، بعد سنوات كثيرة جدا من التجارب والتحضيرات وتسجيلات المشاريع.
لماذا يعتبر هذا الإنجاز مهما؟
لقد اعتبر هذا الانجاز العظيم مهما وذلك لخطوات هامه جدا وهي تكون كالاتي:
إعادة الاستخدام = ثورة في اقتصاد الفضاء
إعادة استخدام المرحلة الأولى من الصواريخ هي إحدى أهم الركائز التي خفضت في تكلفة الفضاء عالميا، قبل عشره من السنوات، كانت تكلفة إطلاق صاروخ تصل إلى مئات الملايين من الدولارات اليوم، ومع الهبوط الناجح، يمكن ل بلو أوريجن أن تقلل تكاليفها بشكل هائل في كل الرحلات المقبلة.
منافسة حقيقية سبيس إكس
لسنوات طويلة كانت SpaceX اللاعب الوحيد تقريبًا في مجال الإطلاق القابل لإعادة الاستخدام، لكن نجاح نيو جلين يمنح الحكومة الأمريكية والشركات الخاصة خيارًا جديدا يقلل الاحتكار، ويرفع مستوى المنافسة والجودة بشكل كبير جدا.
شريك قوي لوكالة ناسا
إطلاق مركبتين حساستين تابعين لوكاله ناسا في مهمة علمية كبيرة جدا و هو بمثابة شهادة ثقة يعني ذلك أن ناسا قد تعتمد على نيو جلين في مهام أكبر مستقبلا، تشمل العودة إلى القمر وربما دعم كل رحلات الي كوكب المريخ.
تقدم كبير في برنامج جيف بيزوس للفضاء
لطالما وصف بيزوس حلمه أنه يريد إنشاء بعض طرق سريعة نحو الفضاء، ومن الواضح أن نجاح هذه المهمة هو خطوة كبيرة جدا نحو تحقيق تلك الرؤية التي تكون بعيدة المدى.
التحديات التي تواجه بلو أوريجن قبل النجاح
لم يكن الطريق سهل في البدايه بل مرت هذه المهمة بسلسلة من بعض العقبات، حيث واجهت بلو أوريجن قبل نجاحها تحديات كثيرة وهي تكون كالاتي:
ظروف مناخية سيئه
ظروف مناخية سيئة جدا حيث انها قد أدت إلى تأجيل عمليه الإطلاق وكان ذلك أكثر من مرة، وايضا كان هناك نشاط شمسي غير معتاد تماما و كاد أن يوقف المهمة بالكامل.
فشل اول محاوله هبوط
محاولة الهبوط الأولى في شهر يناير من العام 2025 فشلت بسبب فقدان السيطرة أثناء المرحلة الأخيرة من الهبوط، وايضا ضغط المنافسة مع شركه سبيس إكس التي أطلقت خلال نفس العام أكثر من 80 مهمة، ومع كل هذه التحديات، استطاعت الشركة أن تتجاوز كل العقبات الصعبه، وتعالج أخطاء الماضي، وتخرج بنتيجة ترفع مكانتها عالميا.
مستقبل نيو جلين.. وإلى أين يمكن أن يصل؟
بعض المحللون يتوقعون أن نجاح مهمة NG-2 سيُغيّر كثيرًا من مخططات صناعة الفضاء في خلال السنوات القادمة، فمع دخول نيو جلين مرحلة الإطلاق المتكرر، يمكن أن نشهد كل هذه الامور وهي تكون كالاتي:
- زيادة عقود الإطلاق التجارية من شركات الاتصالات و الأقمار الصناعية.
- مشاركة قوية جدا في برنامج أرتميس الخاص بعودة البشر إلى القمر.
- إطلاق مهمات علمية أثقل وأبعد خصوصًا نحو بعض الكواكب الخارجية.
- تطوير نسخة تكون أكبر و مستقبلية من الصاروخ ربما لمهام مأهولة.
- خفض تكلفة الإطلاق بنسبة كبيرة جدا، مما قد يفتح المجال أمام دول وشركات أصغر وذلك للدخول إلى سباق الفضاء.
اصبحت نيو جلين جزءا من منظومه اطلاق فضائي متقدم
على المدى البعيد، قد يصبح نيو جلين جزءًا اساسيا من منظومة إطلاق فضائي متقدم، حيث انها قد تشمل محركات جديدة جدا، وايضا تشمل مراحل قابلة تماما لإعادة الاستخدام بالكامل، وربما صواريخ قد تعمل بالوقود الأخضر الذي تطوره الشركة حاليًا.
نجاح شركه بلو اوريجين في اطلاق المركبتين وتنفيذ اول هبوط ناجح للمرحله الاولى
نجاح شركة بلو أوريجن في إطلاق مركبتين تابعتين لوكالة ناسا، وتنفيذ أول هبوط ناجح للمرحلة الأولى من صاروخ نيو جلين، هو خطوة تعيد تشكيل مستقبل الفضاء التجاري، إنها لحظة فارقة تثبت أن المنافسة في صناعة الفضاء لم تعد محصورة في شركة واحدة، وأن العالم مقبل على عصر جديد من الإطلاقات الأكثر كفاءة، والأقل في التكلفة، و الأكثر قدرة على خدمة الأهداف العلمية والبشرية في الفضاء العميق، وبهذا الإنجاز، تصعد بلو أوريجين إلى مستوى جديد، وتفتح بابا واسعا لمهام أكبر وأكثر طموحا نحو القمر وايضا المريخ وما بعدهما.






