إصابة 4 أشخاص إثر انفجار اسطوانة فريون بمركز صيانة بالفيوم

وسط ما يشهده الشارع المصري من حوادث متفرقة تتعلق بـ الحرائق والانفجارات، تظل الوقاية هي خط الدفاع الأول لحماية الأرواح والممتلكات. ومع تكرار الحوادث الناتجة عن تسربات أو انفجارات في مراكز الصيانة أو المنازل، تبرز أهمية الوعي بكيفية التعامل مع الحرائق و خطوات الوقاية منها. كثيرون لا يعرفون كيف يتصرفون عند وقوع حريق مفاجئ، أو ما الوسائل التي يمكنهم استخدامها لحماية أنفسهم ومن حولهم، ولذلك أصبحت التوعية ضرورة ملحة تتجاوز حدود المراكز الصناعية لتصل إلى كل بيت وكل شارع. في السطور التالية نرصد أهم وسائل الحماية والتصرف السليم عند مواجهة خطر النيران.
إصابة 4 أشخاص إثر انفجار اسطوانة فريون بمركز صيانة بالفيوم
شهد حي الحادقة بمحافظة الفيوم حادث مؤسف بعد انفجار اسطوانة فريون داخل مركز صيانة أجهزة التبريد والتكييف. الانفجار وقع أثناء وجود عدد من العاملين بالمكان، مما أدى إلى حالة من الفزع بين الأهالي واستدعاء قوات الشرطة والإسعاف على الفور. تسبب الانفجار في إصابة أربعة أشخاص بحروق متفاوتة الخطورة، وتم التعامل مع الحادث بسرعة من قبل الجهات المعنية. الحادث كشف عن مخاطر العمل في مثل هذه المراكز دون اتخاذ إجراءات السلامة الكاملة، خاصة في التعامل مع أسطوانات الفريون التي تمثل خطورة كبيرة عند استخدامها بشكل غير سليم أو في بيئة غير مؤمنة.
نقل المصابين إلى مستشفى الفيوم العام لتلقي العلاج
على إثر الانفجار أسرعت سيارات الإسعاف إلى مركز الصيانة، وتم نقل المصابين الأربعة إلى مستشفى الفيوم العام، وتنوعت الإصابات بين حروق من الدرجة الثالثة في مناطق مختلفة من الجسم، حيث أصيب محمود مصطفى هاشم (36 عام) بحروق بنسبة 15% في الوجه والساعدين، وكذلك معاذ سالم فوزي (16 عام) بنفس النسبة ونفس المناطق. كما أُصيب سامي فوزي علي (44 عام) بحروق في الساعدين بنسبة 10%، بينما كانت الحالة الأشد لحمزة وليد روبي (17 عام) الذي تعرض لحروق بنسبة 36% شملت الوجه والساعدين والصدر، وجاري تقديم الرعاية الطبية العاجلة لهم.
تحرك أمني سريع وتحرير محضر بالواقعة
تحركت قوة من قسم شرطة أول الفيوم فور تلقي البلاغ من مأمور القسم العميد حسن أبو عقرب، وبقيادة اللواء أحمد عزت مدير أمن الفيوم. وتوجهت القوات إلى موقع الحادث لمعاينته واتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة، كما تم تأمين المنطقة المحيطة بمركز الصيانة تجنبًا لأي تطورات. تم تحرير محضر بالواقعة في قسم شرطة أول الفيوم، وتسجيل أقوال شهود العيان، وجرى رفع آثار الحادث من الموقع، مع التنسيق مع الجهات المختصة للبدء في فحص ظروف الانفجار وما إذا كان هناك تقصير أو إهمال أدى إلى وقوعه.
النيابة العامة تبدأ التحقيق وانتداب الأدلة الجنائية
باشرت النيابة العامة التحقيقات فور إخطارها بالحادث، حيث قرر وكيل النيابة انتداب أحد أعضاء قسم الأدلة الجنائية للانتقال إلى مكان الانفجار وإجراء المعاينة الفنية اللازمة. وتهدف التحقيقات إلى كشف ملابسات الحادث وتحديد السبب الفني وراء انفجار الأسطوانة، سواء كان بسبب خلل في التخزين أو الإهمال في التشغيل. كما من المنتظر أن تشمل التحقيقات مراجعة إجراءات السلامة المتبعة داخل المركز، وهل تم الالتزام بالاشتراطات القانونية الخاصة بتخزين واستخدام المواد القابلة للانفجار. تأتي هذه الخطوة في إطار حرص النيابة على محاسبة أي مسؤول في حال ثبوت تقصير.
أجهزة الإنذار ودورها في الحماية المبكرة
تعد كاشفات الدخان من الوسائل الأساسية التي تساهم في الاكتشاف المبكر للحرائق، خاصة في المنازل والمكاتب والمحال التجارية. تصدر هذه الأجهزة إنذارات صوتية عند استشعار أي تصاعد للدخان أو الحرارة، ما يمنح المتواجدين وقت كافي للهرب أو التعامل مع النيران. تركيبها في الممرات والغرف الحيوية أمر ضروري، ويجب فحصها بانتظام لضمان عملها في الحالات الطارئة. كما ينصح بتغيير البطاريات الخاصة بها بشكل دوري للحفاظ على كفاءتها. وجود جهاز إنذار حريق قد يكون الفارق بين النجاة والخطر، ولذلك من المهم ألا يهمل تركيبه في أي مكان مغلق أو معرض لمصادر الاشتعال.
طفايات الحريق وكيفية استخدامها بفعالية
تعد طفايات الحريق أداة أولى في مواجهة النيران عند بدايتها، لكنها لا تؤدي دورها المطلوب إلا إذا كان من يستخدمها يعرف جيدًا كيفية التعامل معها. القاعدة الأساسية في تشغيل الطفاية تختصر في أربع خطوات بسيطة وهي كالآتي:
- سحب الدبوس.
- توجيه الفوهة نحو قاعدة اللهب.
- الضغط على المقبض.
- تحريك اليد يمينًا ويسارًا.
يفضل وضع الطفايات في أماكن ظاهرة وسهلة الوصول داخل المنازل أو المكاتب، ويراعى فحصها دوريًا والتأكد من أنها صالحة للاستخدام. كما ينصح بالتدريب المسبق على استخدامها في بيئة آمنة، حتى لا تحدث أخطاء وقت الطوارئ تؤدي إلى تفاقم الحريق.
أخطاء يومية تسبب الحرائق دون أن نعلم
الكثير من الحرائق تبدأ من تفاصيل صغيرة نغفل عنها في حياتنا اليومية، مثل ترك الطعام على النار والانشغال عنه، أو استخدام وصلات كهربائية رديئة وغير مؤمنة. من أكثر الأسباب شيوعًا أيضًا تكدس الأجهزة على فيشة واحدة، وترك السجائر مشتعلة قرب مواد قابلة للاشتعال. بعض الأشخاص يتركون المدفأة تعمل لساعات دون رقابة، أو يشغلون سخانات الغاز في أماكن مغلقة دون تهوية. كل هذه العادات يمكن أن تتحول إلى كارثة في لحظة. لذلك، تبدأ الوقاية من تغيير السلوكيات الخاطئة داخل البيت أو مكان العمل، مع مراعاة تطبيق أبسط قواعد السلامة.
ما يجب فعله عند اندلاع حريق مفاجئ
عند اكتشاف حريق، أهم ما يجب فعله أولًا هو الحفاظ على الهدوء وتجنب الذعر، لأن الارتباك يعطل التصرف السليم. يجب تنبيه من حولك ومغادرة المكان فورًا من أقرب مخرج آمن، مع الحرص على الابتعاد عن الدخان والنزول للأسفل قدر الإمكان، لأن الدخان يصعد للأعلى. وممنوع استخدام المصاعد منعاً باتاً ويفضل السير من الممرات وفتح الأبواب بحذر، للتأكد من عدم وجود لهب بالخارج. لو كنت قريبًا من مصدر الحريق، استخدم طفاية أو بطانية لإخماده إن أمكن، بشرط ألا تعرض نفسك للخطر. والتأكد من إغلاق الغاز والكهرباء إن توفر الوقت دون مخاطرة.
طرق الاتصال بالمطافي وماذا تقول عند البلاغ
في حالة حدوث حريق من الضروري الاتصال على الفور بأرقام الطوارئ المخصصة لخدمات الإطفاء. الرقم المعروف في مصر هو 180، كما يمكن الاستعانة برقم النجدة 122 في حالة تعذر الوصول للدفاع المدني مباشرة. عند البلاغ يجب تحديد العنوان بدقة، وشرح نوع الحريق إن أمكن، مثل أنه بسبب غاز أو ماس كهربائي، وذكر عدد المتواجدين أو المصابين إن وجدوا. كل ثانية تفرق في وقت الحريق، لذلك كلما كانت المعلومات واضحة وسريعة، زادت فرصة وصول المساعدة في الوقت المناسب وتقليل حجم الخسائر.
تجهيزات السلامة المطلوبة في المؤسسات والمنازل
تختلف التجهيزات المطلوبة بين الأماكن السكنية والمباني الإدارية أو الصناعية، لكن هناك قواعد أساسية يجب توافرها في كل مكان. من أهمها وجود نظام إنذار حريق تلقائي، وطفايات موزعة في كل طابق، وخراطيم مياه، وفتح مخارج طوارئ دون عوائق. في المؤسسات الكبرى، يتم تركيب رشاشات مياه تعمل تلقائيًا عند ارتفاع درجة الحرارة. كما يجب تدريب الموظفين بشكل دوري على خطط الإخلاء ومهارات استخدام معدات الإطفاء. هذه الخطوات لا تمنع الحريق فقط، بل تحد من توسعه وتحافظ على الأرواح في اللحظات الأولى، وهي مسؤولية يجب أن يتحملها كل صاحب منشأة أو منزل.






