في تحذير جديد من وكالة ناسا، ارتفعت احتمالات اصطدام كوكب ضخم بكوكب الأرض في ديسمبر 2032. الكوكب الذي يسمى YR4 2024 يحمل لقب “قاتل المدينة”، ويثير هذا الكوكب قلق العلماء بسبب حجمه الكبير الذي يصل إلى حوالي 200 قدم. وكانت ناسا قد قدرت سابقًا احتمال الصدام بحوالي 1.2%، لكن بعد آخر التحديثات ارتفعت النسبة إلى 1.3%. وهذا الكوكب يهدد بكارثة كبيرة قد تؤثر على مناطق مليئة بالسكان، مما يثير تساؤلات حول مدى استعدادنا لمثل هذه التهديدات الفضائية.
“قاتل المدينة” يقترب.. ناسا تحذر من كويكب جديد قد يصطدم بالأرض
في تحذيرات جديدة وهامة من وكالة ناسا عن كويكب، ترتفع نسبة احتمالات اصطدامه بكوكب الأرض، وهو كويكب YR4 2024، والذي يعتبر من أكثر الأجسام الفضائية القريبة من كوكب الأرض ومن الكويكبات التي تثير القلق دائمًا لدى العلماء، وبالأخص في وقتنا الحالي. وفقًا لما ذكرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، يمتلك الكوكب قدرة على التسبب في أضرار جسيمة إذا اصطدم بكوكب الأرض. أما بخصوص المنطقة التي سوف تتأثر بهذا الكوكب، فهي أمريكا الجنوبية، ويمتد تأثيرها عبر المحيط الأطلسي إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ولأن الكوكب بحجم صخرة فضائية أخرى ضربت الأرض في عام 1908 في حدث تونغوسكا، فإن التأثير الناتج عن اصطدامه يمكن أن يكون هائلًا.
محاكاة مع حدث تونغوسكا التاريخي
يمثل هذا الكوكب تهديدًا مشابهًا لما حدث سابقًا في عام 1908 حين اخترق كوكب آخر الغلاف الجوي للأرض وأدى إلى انفجار جوي فوق سيبيريا. وكان هذا الانفجار يعادل تفجير 50 مليون طن من مادة تي إن تي، والذي دمر حوالي 80 مليون شجرة على مساحة 830 مليار متر مربع من الغابات. وعلى الرغم من أن هذا الحدث لم يسفر عن مقتل سوى ثلاثة أشخاص فقط، إلا أن الأضرار التي لحقت بالبيئة بسبب هذا الكويكب كانت ضخمة للغاية. وإذا اخترق كويكب YR4 2024 الغلاف الجوي للأرض، قد يتسبب في حدث مماثل، والذي سوف يؤدي إلى انفجار هائل وتدمير مساحات واسعة من الأرض.
الاحتمالات العلمية والآراء المتناقضة
إن الحدث السابق وتأثيره على كوكب الأرض يرعب العلماء من فكرة تكراره مرة أخرى ورغم تلك المخاوف فإن بعض العلماء مثل ريتشارد بي بنزيل، عالم الفلك وأستاذ علوم الكواكب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يطمئنون الناس بأن احتمالية الاصطدام لا تزال منخفضة. وبحسب هذا العالم وأقواله، فإن الفرق بين احتمالية الاصطدام من 1.2% إلى 1.3% لا يعد فارقًا كبيرًا من الناحية العلمية. وأضاف أن القياسات العلمية قد تتغير قليلاً مع مرور الوقت، ولكن لا ينبغي أن يقلق الناس بشكل فردي، إذ إن الاحتمالات ضئيلة للغاية.
هل سيصطدم بالكوكب؟
بحسب ما قاله علماء الفلك، قد يمر كوكب بالقرب من الأرض بشكل آمن دون أن يحدث أي تأثير، ومن المتوقع أن يقترب الكوكب من الأرض على بعد حوالي 66 ألف ميل فقط، وهي مسافة قريبة نسبيًا بالنظر إلى المسافات الفضائية. وفي وقتنا الحالي، لا توجد مؤشرات قوية على أن هذا الكوكب سيكون قادرًا على التسبب في ضرر مادي، لكنه يبقى واحدًا من الأجسام الفضائية الأكثر مراقبة.
التصنيف على مقياس تورينو
يصنف الكوكب YR4 2024 على مقياس تورينو للمخاطر، وهو مقياس يستخدم لتصنيف الأجسام القريبة من الأرض حسب احتمال اصطدامها بكوكبنا. ويتراوح المقياس من صفر إلى 10، وتشير هذه الأرقام الأعلى إلى خطر أكبر للتأثير. ولا تصل معظم الأجسام القريبة من الأرض أبدًا إلى أعلى من اثنين على القياس. ويحتل حاليًا المرتبة الثالثة على هذا المقياس، وهو تصنيف يشير إلى أنه من الأجسام الأكثر تهديدًا من بين الأجسام القريبة من الأرض، رغم أن معظم الأجسام الفضائية لا تتجاوز درجة اثنين على المقياس.
مراقبة مستمرة وتقييم مستقبلي
رغم كل التقديرات الأولية التي تشير إلى احتمالية منخفضة جداً للاصطدام، إلا أن العلماء من وكالة ناسا لا يتوقفون عند مراقبة الكواكب بشكل مستمر فقط، حيث تتيح وكالة ناسا نظام Sentry التابع لها، والذي يمكنه من مراقبة الأجسام الفضائية القريبة من الأرض بدقة عالية، ويوفر بيانات دقيقة لهم عن المسار المحتمل لهذه الكواكب. وفي الوقت الحالي، تبقى التوقعات غير مؤكدة لأن العلماء لم يتمكنوا من تحديد التركيبة الحقيقية للكواكب، ولتحديد ما إذا كانت الكواكب ستخترق الغلاف الجوي للأرض أو ستمر دون أي تأثير، يحتاج الخبراء إلى مزيد من الملاحظات. ويعتمد العلماء على عائلات السكوبات الفضائية وأجهزة متطورة لتقديم تقييم دقيق، وفي حالة تغير الاحتمالات أو زيادة المخاطر، ستكون هناك استجابة فورية من وكالة ناسا لمعالجة الوضع بشكل سريع. أما بالنسبة للأرض، فلا يزال الكوكب في مرحلة المراقبة، ولكن من الضروري أن يكون العلماء مستعدين للتعامل مع أي تطور في حال تزايد خطر الاصطدام.
استعداد لمواجهة التهديدات الفضائية
في الوقت الذي تتابع فيه وكالة ناسا تطور الموقف، تواصل الوكالة أيضاً العمل على تطوير استراتيجية لمواجهة التهديدات المستقبلية من الأجسام الفضائية الأخرى والكويكبات والمذنبات التي تقترب من الأرض بشكل متزايد، وتتطلب تدخلات عاجلة لضمان حماية كوكبنا من أي مخاطر محتملة. يعمل العلماء على تطوير تقنيات جديدة لتحويل مسار الكويكبات المهددة أو تدميرها قبل وصولها إلى الأرض. بالإضافة إلى ذلك، تؤكد الوكالة على أهمية التعاون الدولي في مواجهة هذه التهديدات، وستكون هذه التهديدات أكثر وضوحاً مع مرور الوقت. ويجب على الدول الاستثمار في التكنولوجيا الفضائية لتحديد الكويكبات التي قد تشكل خطراً مستقبلياً إذا ما تزايدت احتمالية الاصطدام في المستقبل.