مجلس الوزراء يكشف الحقائق بعد مزاعم حول تداول “عسل نحل مغشوش” بالأسواق

تم تداول مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة لبعض رواد التواصل الاجتماعي يزعمون وجود عسل نحل مغشوش في الأسواق المحلية. فما حقيقة ما يتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟ هذا ما سوف نعرفه معًا من خلال هذا المقال.
مجلس الوزراء يكشف الحقائق بعد مزاعم حول تداول “عسل نحل مغشوش” بالأسواق
أوضح المركز الإعلامي لمجلس الوزراء حقيقة ما تم تداوله مؤخرًا عبر منصات التواصل الاجتماعي بخصوص مزاعم حول وجود عسل نحل مغشوش في الأسواق المحلية. لهذا، أكد المركز الإعلامي على حرص الدولة الكامل على صحة وسلامة المواطنين والتزامها بتطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة في جميع المنتجات الغذائية المتداولة في الأسواق المصرية بما يتماشى مع اللوائح الفنية والمواصفات القياسية المعمول بها في جمهورية مصر العربية.
هل صناعي المحتوى سوف يتعرض لمسألة قانونية؟
أشار المركز الإعلامي إلى أن الهيئة القومية لسلامة الغذاء أفادت بأن مقدم المحتوى الذي نشر تلك المزاعم لم يلتزم نهائيًا بالمنهج العلمي السليم، حيث قام بنقل عينات من المنتج الأصلي إلى عبوات تجارية مجهولة المصدر وغير مخصصة للحفظ السليم، وهذا انعكس سلبًا على نتائج التحاليل. كما أن سحب العينات يتم من خلال الجهات الرقابية وفق النظام والقواعد المنظمة لهذه العملية، كما أن التحاليل التي أجريت على هذه العينات بعد إخراجها من العبوات الأصلية لا يعتد بها علميًا ولا يمكن اعتبارها دليلًا على وجود أو سلامة المنتج، وهو ما تؤكده المعايير المتبعة في معامل تحاليل الأغذية المعتمدة، وهذا قد يعرض صناع المحتوى إلى مسائلة قانونية.
نسبة السكروز في عسل النحل
فيما يتعلق بالمزاعم حول نسبة السكروز في عسل النحل، توضح الهيئة سلامة الغذاء أن ما تم تداوله بشأن النسبة يجب ألا تزيد عن 5% هو معلومة خاطئة ومضللة. وفقًا للمواصفات القياسية المصرية، فإن نسبة السكروز في العسل الطبيعي تتراوح بين 5% إلى 15%، وذلك حسب نوع العسل والمصدر النباتي له. كما يتطلب الكشف وجود غش فعلي في العسل إجراءات تحاليل متقدمة أخرى مثل تحليل نظائر الكربون C13 وتحليل نوع ونسب السكريات المضافة للعسل. كما أن تمسُّك تاريخ الإنتاج وانتهاء الصلاحية ورقم التشغيل على العبوات التي تم تحليلها يفقد هذه العينات المصداقية العملية والرقابية، وهذا يشترط في التحاليل المعتمدة أن تتم على عينات موثقة ومعروفة المصدر لضمان دقة النتائج.
منتجات العسل تخضع على فحص دوري
أكدت المراكز الإعلامية لمجلس الوزراء أن مصانع إنتاج العسل والمنتجات المتداولة في السوق المحلي ومنتجات العسل المستورد تخضع لفحص دوري من قبل الهيئة القومية لسلامة الغذاء لضمان مطابقتها للمواصفات القياسية المصرية وضمان سلامة المنتجات قبل طرحها للمستهلكين. كما أكدت المراكز الإعلامية على تحري الدقة وعدم الانسياق وراء معلومات غير موثقة مع التأكيد على أهمية شراء منتجات العسل من مصادر معروفة وموثقة تحمل بيانات واضحة ومطابقة للمواصفات. وفي حالة وجود أي استفسارات أو شكاوى، يرجى التواصل عبر القنوات الرسمية المعتمدة للهيئة لسلامة الغذاء.
دور هيئة سلامة الغذاء في الرقابة المستمرة
إن الهيئة القومية لسلامة الغذاء حريصة على متابعة الأسواق بشكل دائم، سواء من خلال حملات تفتيش مفاجئة أو من خلال فحص دوري على المنتجات، ومن ضمنها منتجات العسل المحلي والمستورد. وتؤكد الهيئة أن هناك آليات صارمة لا يتم التغاضي عنها لضمان عدم تسريب أي منتج مغشوش للأسواق، ويتم ذلك وفقًا لمنظومة رقابية متكاملة تشمل الموانئ والمنافذ الحدودية والمصانع ومحال البيع.
كيف تتعرف على العسل الطبيعي؟
رغم الشائعات المنتشرة، كثير من المواطنين لا يعرفون الطريقة الصحيحة للتفريق بين العسل الطبيعي والمغشوش. ويوضح الخبراء أن الحكم على جودة العسل لا يتم من خلال النظر أو التذوق فقط، بل يتطلب تحاليل متقدمة لا يمكن إجراءها إلا في معامل متعددة. ومع ذلك، هناك بعض المؤشرات التي قد تساعد المستهلك على معرفة العسل الطبيعي من المغشوش، مثل:
- وجود بيانات واضحة على العبوة مثل تاريخ الإنتاج وتاريخ الانتهاء ورقم التشغيل وبلد المنشأ.
- أن يكون المنتج من شركة معروفة معتمدة.
- الشراء من مصادر موثوقة مثل الصيدليات أو المتاجر الكبرى.
تأثير الحملات الإلكترونية والشائعات على الاسواق
إن نوعية الفيديوهات المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي تحدث بلبلة في السوق وتؤثر على ثقة المواطن في المنتجات المحلية، وهذا يدفع الحكومة المصرية للتدخل بشكل سريع لنفي الشائعات وتقديم الحقائق. وتؤكد الجهات الرسمية أن تداول معلومات غير دقيقة دون أدلة موثقة يعد أمراً مرفوضاً ويعرض صاحبه للمسائلة القانونية بتهمة نشر أخبار كاذبة تضر بالأمن الغذائي والاقتصادي. في حال وجود أي شكوى من المواطن بخصوص منتج غذائي، خاصة العسل، تدعو الهيئة القومية لسلامة الغذاء المواطنين إلى ما يلي:
- التواصل الفوري مع الهيئة من خلال الموقع الرسمي أو الخط الساخن.
- الاحتفاظ بالعبوة محل الشكوى وعدم التخلص منها.
- تقديم بيانات الشراء ومصدر المنتج لتسهيل التحقيق.
ماذا تقول المواصفات القياسية المصرية عن العسل
بحسب المواصفات القياسية المصرية المعتمدة للعسل الطبيعي، فإن تحديد جودة المنتج لا يعتمد فقط على نسبة السكروز، بل يتم فحص عدة عوامل أخرى، منها نسبة الرطوبة واللون والرائحة وطبيعة التبلور ومصدر الرحيق والنظافة العامة للمنتج. ويشترط كذلك أن يخلو العسل من أي مواد مضافة أو ملونات أو نكهات صناعية، كما يمنع تعريضه لدرجات حرارة مرتفعة تؤثر على مكوناته الحيوية.
خطر تداول مقاطع الفيديو بدون توثيق
أصبحت منصات التواصل الاجتماعي خصبة لانتشار الشائعات وتشكل خطراً حقيقياً على عقول المستهلكين والعقول البشرية بشكل عام، خاصة في القضايا المتعلقة بالغذاء والصحة، حيث يلجأ بعض صناع المحتوى إلى إثارة الجدل للحصول على المشاهدات والتفاعل دون التأكد من صحة المعلومات أو خطورة ما ينشرونه. هذا الأمر لا يؤثر فقط على سمعة المنتجات المحلية، بل يخلق حالة من الخوف والارتباك لدى المستهلكين ويهدد الاقتصاد الوطني بشكل غير مباشر.
مسؤولية الجهات الرقابية لا تنفي مسؤولية المستهلك
رغم الجهود المبذولة من قبل الجهات الرقابية، إلا أن للمستهلك دوراً مهماً جداً في حماية نفسه من الوقوع في فخ المنتجات غير الموثقة، ووقوع المستهلك أيضاً في فخ تصديق الشائعات والفيديوهات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي. فيجب على المستهلك اختيار مصدر الشراء والاطلاع على بيانات المنتج وتجنب التعامل مع منتجات مجهولة المصدر، فكل هذه أمور تقع على عاتق المواطن. كما أن الإبلاغ عن أي منتج مشكوك فيه يساهم في دعم دور الرقابة ويمنع انتشار المنتجات المغشوشة.
العينات غير الموثقة تفقد مصداقيتها
من أبرز ما أكدته هيئة سلامة الغذاء في بيانها هو أن نتائج التحاليل التي تم عرضها في الفيديوهات المتداولة لا تعتمد علمياً، نظراً لأن العسل تم نقله من عبواته الأصلية إلى عبوات أخرى غير معقمة وغير مخصصة للحفظ، وهذا الإجراء أفقد المنتج صفاته الطبيعية وأدى إلى نتائج غير دقيقة، وهو ما يخالف تماماً البروتوكولات المعتمدة في سحب العينات وفحصها داخل المعامل المعتمدة.






