مكروهات الصيام ومستحباته .. أمور يجب الابتعاد عنها ليصح صومك وتفوز بالجنة

سؤال يدور في أذهان المسلمين: ما هي مكروهات الصيام؟ المكروه هو ما لا يعاقب فاعله عليه، ولكن يثاب تاركه له. فينبغي للصائمين أن يبتعدوا عن كل ما يؤدي إلى إفساد الصيام، وإن كانت تلك الأمور غير مفسدة ولكن مكروهة فقط. ومن خلال هذا المقال، سنوضح لكم مكروهات الصيام، مستحباته، وأمور يجب الابتعاد عنها لكي يصح صومك وتفوز بثواب صيام شهر رمضان المبارك.
مكروهات الصيام ومستحباته .. أمور يجب الابتعاد عنها ليصح صومك وتفوز بالجنة
إن هناك عدة أمور يكره للصائمين فعلها، مثل المبالغة في المضمضة والاستنشاق أثناء الوضوء. فالراجح في هذا الأمر أنه لا يفسد الصوم إلا إذا كان عمدًا، فيبطل الصوم هنا. كما أن من الأمور المكروهة هو القبلة للصائم، لأنها قد تثير الشهوة وقد تؤدي إلى إفساد الصوم بالجماع أو الامتناع وغيرها من المثيرات. كما أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن هناك بعض الأمور التي يكره للصائم أن يفعلها أثناء الصوم، مشيرًا إلى أن تركها يثاب عليه الصائم، لكن فعلها لا يبطل الصوم. وأشياء كثيرة أخرى سوف نوضحها لكم باستفاضة أكثر في السطور التالية.
مكروهات الصيام
أوضح مفتي الديار المصرية السابق في تصريحات له أن من بين المكروهات المبالغ فيها أثناء وقت الصيام هو المضمضة والاستنشاق، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا”. وأشار إلى تذوق الطعام دون حاجة خشية وصول شيء منه إلى الجوف، فهذا قد يؤدي إلى بطلان الصيام، ولكن إن لم يصل إلى الجوف لن يبطل، ولكن مطروق، وتارك هذا الفعل يثاب عليه بإذن الله تعالى. كما أضاف أن جمع الريق وابتلاعه من الأمور المكروهة، وكذلك شم الروائح النفاذة مثل البخور والمصاحيق العطرية إذا خشي أن تصل إلى حلقه.
ما حكم الانشغال باللهو واللعب أثناء الصوم
أوضح مفتي الديار السابق أن الانشغال باللهو واللعب أثناء الصوم لا يليق بروحانية شهر رمضان الفضيل، لأن الصيام عبادة تهذب النفس وترق الروح. لذلك يجب الالتزام بالعبادات واحترام الشهر الفضيل والصوم والابتعاد عن اللهو واللعب.
حكم استخدام السواك أثناء الصيام
هناك بعض الأسئلة التي تم طرحها على مفتي الديار بخصوص استخدام السواك بعد الظهر، وأوضح أن هذا مكروه عند بعض العلماء مثل الشافعية ورواية عن الحنابلة، بينما جمهور العلماء يرون أنه غير مكروه. وشدد على أهمية الالتزام بروح الصيام ومقاصده، مستشهدًا بقوله تعالى: “لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، داعيًا المسلمين إلى اغتنام هذا الشهر الفضيل في التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة.
المستحبات في الصيام
أكد مفتي الديار المصرية السابقة الدكتور شوقي علام أن هناك أعمالاً يستحب للصائم أن يحرص عليها خلال الصيام، وذلك لأنها لها فضل كبير جداً وثواب عظيم. حيث قال في بعض التصريحات له إن أول شيء يجب أن يحرص عليه المسلم هو السحور، مستدلاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “تسحروا فإن في السحور بركة”، مشيراً إلى أن تأخير السحور مستحب، وفقاً لما روي عن زيد بن ثابت رضي الله عنه: “تسحرنا مع النبي ﷺ ثم قام إلى الصلاة”، وعندما سُئل عن الفارق الزمني بين السحور والصلاة، قال: “قدر خمسين آية”. وأضاف أن تأجيل الفطر من السنن المستحبة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر”، كما شدد على أهمية الدعاء أثناء الصيام وعند الفطر، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا ترد دعوتهم”، وذكر منهم الصائم حتى يفطر.
المستحب عند الافطار
بين الدكتور شوقي علام أن من السنة الإفطار على رطبات، فإن لم يجد فتمرات، فإن لم يجد فما استند إلى حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: “كان رسول الله ﷺ يفطر على رُطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رُطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن تمرات فحسوات من ماء”. وشدد على ضرورة الكف عن كل ما ينافي آداب الصيام، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”.
مبطلات الصيام ومكروهاته
تعددت الأمور التي تفسد الصوم والمفطرات عموماً ما عدا الحيض والنفاس للنساء، ولا يفطر بها الصائم إلا بثلاث شروط: أن يكون عالماً غير جاهل، وأن يكون ذاكراً غير ناسي، وأن يكون مختاراً غير مضطر. وفي مقدمة مبطلات الصيام ومكروهاته يأتي:
- أولاً: الجماع، فمتى جامع الصائم بطل صومه، ووجب عليه لزوم القضاء مع قضاء الكفارة المغلظة، وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، لا يفطر بينهما إلا لعذر شرعي كأيام العيدين والتشريق، أو لعذر حسي كالمرض والسفر لغير قصد الفطر. فإن أفطر لغير عذر ولو يوماً واحداً، لزمه استئناف الصيام من جديد ليحصل التتابع، فإن لم يستطع صيام شهرين متتابعين، فإطعام 60 مسكيناً، لكل مسكين نصف كيلو و10 جرامات من البر الجيد.
- أما الثاني من مبطلات الصيام فهو إنزال المني اختياراً، سواء بتقبيل أو لمس أو استمناء أو غير ذلك في نهار رمضان، لأن هذه من الشهوة التي لا يكون الصوم إلا باجتنابها.
- أما الثالث فهو الأكل أو الشرب عمداً، فإذا أكل الصائم أو شرب عمداً مختاراً، فسد صومه لقوله تعالى” وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ”.
- ورابعًا من مبطلات الصيام التقيؤ عمدًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ”.