قصص إثارة وغموض

تحقيقات المفتش عمر قضية (لغز الدكتور بسيوني)

كان صديقي عمر شايف إني لازم أتكلم عن التفاصيل الغريبة اللي ليها علاقة بالدكتور بسيوني، وده لإن بسبب الموضوع ده ظهرت شائعات كتير مزعجة، وكان رأي عمر إننا لازم نقضي علي الشائعات دي بشكل نهائي… حتي إن الموضوع وصل لمؤسسات علمية ضخمة… كان الموضوع ده من 20 سنة فاتت…بس للأسف مكانش موضوع النشر بالسهولة دي كان في صعوبات كتير.

 تفاصيل القضية الغريبة دي مستخبي في علبة من الصفيح موجود فيها كتير من القضايا، والمغامرات اللي عملها صديقي… بس في الآخر، وبعد 20 سنة اخدنا الإذن بإعلان الحقيقة…

كانت القضية دي من أواخر القضايا اللي مسكها عمر قبل ما يسيب مهنة التحقيق، ويتقاعد، وحتى دلوقتي لازم إننا نراعي سرية المعلومات، وهنضطر إننا منظهرش كل التفاصيل العلمية قدام القراء.

مقالات ذات صلة

كنا يوم الحد بالليل في أول شهر سبتمبر سنة 1903 لما وصلتني رسالة مختصرة من عمر بيقول فيها.

الرسالة: لو كان مناسب ليك تعالى فوراً… ولو مكانش مناسب تعالى في كل الأحوال.

كانت علاقتنا في الأيام الأخيرة غريبة… كان عمر شخص ملتزم بعادات معينة… عادات محددة، وواضحة، وبقيت أنا واحد منها يمكن كنت ركن أساسي في أركان حياته… كنت زي الكمان، أو البايب القديم، أو المراجع، أو حاجات تانية كتير يمكن ألاقي صعوبة في إني أقول أهميتها بالنسبة لعمر.

كان لما تظهر قضية، ويحتاج لصديق يقدر إنه يتسند على شجاعته، وقوته في الوقت ده كان بيظهر دوري بوضوح…

بس غير كده كان ليا فوايد تانية كنت بقوي عقله، وبحفزه… كان بيحتاج إنه يفكر بصوت عالي وقت ما انا أكون موجود يمكن صعب إني أقول إنه كان بيوجه كلامه ليا فكان في كتير من الأوقات بيوجهه لعمود سريره…

بس عموماً هي بقت عادة عند عمر، وعشان كده كانت حاجة مفيدة إني أكون موجود.

كمان علشان أسجل الأحداث، وأكون مشارك فيها حتى لو كان مزعج بالنسبة لعمر إستيعاب عقلي البطئ… في الحقيقة كان إستيعابي البطئ بيزود قدرة عمر، ومهاراته اللي زي النار… بيزودها بسرعة كبيرة، ونشاط كبير… وكان هو ده دوري في علاقتي بعمر.

لما وصلت لشارع بغداد لقيت عمر قاعد على الكرسي بتاعه اللي بدراعين في بيته وده كان في يوم من الأيام بيتي.

اول ما دخلت لقيت عمر سرحان، وباصص في السقف، وأول ما شافني شاورلي إني أقعد على الكرسي، وبعد كده كمل في تفكيره، وسرحانه، وفضل على كده فترة لدرجة إني حسيت إنه نسي إني موجود…وفي الآخر، وبعد فترة بدأ عمر الكلام، وقال.

عمر: معلش يا صديقي العزيز أحمد إني سرحت كنت بفكر في التفاصيل العجيبة اللي حصلت في ال 24 ساعة اللي فاتت… حاولت أحط التفاصيل قدامي، وأشوف طبيعتها… أنا بفكر إني أكتب كتاب قصير عن إستخدام الكلاب في التحقيق، ودورها في مساعدة المحقق.

قلت: بس أكيد كتاب زي ده إتكتب قبل كده يا عمر… الكلاب البوليسية بكل أنواعها…

قاطعني عمر، وقال: لأ… لأ يا أحمد الجزء ده من المسألة واضح طبعاً… بس في جزء تاني مستخبي… أكيد إنت فاكر القضية اللي إنت سميتها لغز الوظيفة الغريبة اللي فيها عرفت لما راقبت سلوك الطفل إن فيه سلوك إجرامي للأب اللي كان ظاهر بشكل بشوش، ولطيف.

قلت: اه فاكرها كويس أوي.

عمر: الأفكار اللي بفكر فيها في دماغي عن الكلاب ماشية في نفس الطريق… الكلاب هي مرايا الأسرة اللي بيعيش فيها الكلب… فمستحيل إنك تشوف كلب مبسوط في أسرة كئيبة، أو كلب حزين في أسرة مبسوطة… هتلاقي دايماً الأسرة الكئيبة كلابهم كئيبة، والأشخاص الخطيرة كلابهم هتكون خطيرة، وعشان كده تقدر تستنتج من الكلاب معلومات كتير عن أصحابهم.

قلت، وأنا بحرك راسي: أنا شايف إنه إحتمال بعيد أوي يا عمر.

كان عمر ملي البايب تاني، ورجع قعد على الكرسي من غير ما يعلق على الكلام اللي أنا قلته.

عمر: القضية اللي أنا شغال فيها تعتبر إثبات على اللي أنا بقوله… الموضوع شبه عقدة في خيوط متشابكة، وأنا بدور على أول الخيط اللي هبتدي منه، ويمكن واحد من أطراف الخيوط دي يكون سؤال: ليه جعفر الكلب عض صاحبه الدكتور بسيوني؟

“قعدت في الكرسي، وكان عندي خيبة أمل كبيرة… معقولة السؤال التافة ده هو اللي خلى عمر يطلبني، ويخليني أسيب شغلي.

بصلي عمر بنظرة عتاب، وكالعادة جاوب على اللي في دماغي من غير ما اتكلم، وقال”

عمر: لسه ما اتغيرتش يا أحمد… لسه مش عارف إن أخطر القضايا ممكن تبدأ من أتفه الأمور…

 مش شايف انه شئ غريب إنك تلاقي دكتور عجوز، ومحترم… إنت أكيد سمعت عن دكتور بسيوني دكتور الفسيولوجيا في جامعة المنصورة مش كده؟… مش غريب يا أحمد إن شخص زيه يتعرض لهجوم من صديقه الكلب الوفي مرتين لغاية دلوقتي… إيه اللي تستنتجه من ده؟

قلت: إن الكلب تعبان.

عمر: أكيد ما نسيتش الإحتمال ده… بس هو ما هاجمش أي حد تاني، كمان هو ما بيزعجش صاحبه إلا في مواقف معينة جداً… ده أمر غريب جداً يا أحمد… غريب جداً جداً.

أهو أستاذ باسم جه قبل ميعاده… لو كان هو ده اللي بيرن الجرس… كنت أتمنى إننا نطول في كلامنا أكتر من كده قبل ما يجي.

سمعنا صوت خطوات على السلم، وبعد كده خبط على الباب، وكان خبط قوي… لحظات، ودخل الضيف للأوضة…

كان شاب ملامحه جميلة… طويل… عنده 30 سنة… لبسه شيك… بس كان في حاجة غريبة في تصرفاته كإنه مكسوف… مكانش عنده ثقة الشخص اللي مر بحاجات كتير في الحياة… سلم الضيف على عمر، وبصلي باندهاش.

وجه أستاذ باسم كلامه لعمر، وقال: الموضوع حساس جداً يا أستاذ عمر… لازم تراعي علاقتي بدكتور بسيوني إنت عارف العلاقة الخاصة اللي ما بينا… عشان كده أنا شايف إنه صعب جداً إني أتكلم عن الموضوع قدام أشخاص تانية.

عمر: ما تخافش يا أستاذ باسم دكتور أحمد صديقي، ودراعي اليمين كمان هو كاتم أسراري، وأنا بأكدلك إني هحتاج مساعدته، ووجوده معايا في القضية.

أستاذ باسم: زي ما تحب يا أستاذ عمر… أنا واثق إنك فاهم الموقف اللي أنا فيه، وعشان كده أنا إتكلمت.

عمر: هتفهم الموضوع يا أحمد لما أقولك إن الأستاذ باسم سعيد هو مساعد الدكتور العظيم… كمان هو خطيب بنته، وبيعيش معاه في نفس البيت… أكيد إنت فاهم، ومتفق معايا إن الدكتور يستاهل إخلاصه… بس أنا شايف إن من الأفضل إننا نثبت ده بإننا نبتدي خطواتنا المناسبة عشان نحل اللغز الغريب ده.

أستاذ باسم: تمام… يمكن يكون الأفضل إني أوضحلكم الموضوع الأول قبل ما أقولكم علي التطورات الجديدة اللي حصلت.

عمر: خليني أنا اللي أتكلم عشان أتأكد إني فاهم كل تفاصيل الأحداث، وإني مرتبها بشكل صحيح… تمام يا أحمد إنت عارف سمعة، وشهرة الدكتور في البلد كلها…حياته كلها كانت مشغولة بالجانب الدراسي… سمعته مفيهاش أي غلطة… ماتت مراته، وعنده بنت واحدة إسمها أسماء… على ما اعتقد إن دكتور بسيوني شخص مفيد، وإيجابي، وشخصيته شخصية محارب… يمكن كان هو ده حاله من كام شهر.

بعد كده إتغيرت حياته تماماً… هو عنده 61 سنة بس هو خطب بنت دكتور مجدي زميله في جامعة المنصورة… مكانش سبب الخطوبة زي ما أنا فهمت هو تفكير عاقل من راجل عجوز إنما كان إندفاع شبابي مفيش حاجة تانية تفسر ثورة الحب اللي ظهرت عليه.

 أما مدام إيمان مجدي كانت بنت مثالية في عقلها، وجمالها، وعشان كده الدكتور معذور في حبه ليها… بس الخطوبة دي ما وافقش عليها كل أفراد عيلته.

أستاذ باسم: كنا شايفين إنها أمر مش مقبول، ومش منطقي.

عمر: بالظبط أمر مش منطقي، وطايش شوية، وكمان غريب… بس الدكتور بسيوني شخص غني، وعشان كده مكانش فيه إعتراض من أبو البنت…

أما البنت نفسها فكان ليها رأي تاني… أكيد كان في أشخاص كتير متقدمين يخطبوها، وكان الدكتور بسيوني أغنى واحد فيهم بس على الأقل هما كانوا مناسبين أكتر من ناحية السن، وواضح إن البنت أعجبت بالدكتور بالرغم من سلوكه الغريب، ومكانش فيه شيء صعب غير فرق السن.

في الفترة دي حصلت مفاجأة، ولغز صغير… غير الدكتور الروتين المعتاد لحياته… عمل اللي مكانش بيعمله قبل كده أبدا… ساب البيت من غير ما يقول لحد هو رايح فين… إختفى لمدة أسبوعين، وبعد كده رجع تعبان من السفر اللي كان فيه، ومحدش عرف أبدا إيه المكان اللي راحله… رغم إن دكتور بسيوني طول عمره شخص واضح، وصريح…

في نفس الوقت إستلم أستاذ باسم رسالة من واحد من زمايله بيبلغه إنه مبسوط إنه شاف دكتور بسيوني في مدينة ب. ج… وإنه مقدرش يتكلم معاه، وبالطريقة دي عرف أهل أستاذ بسيوني المكان اللي إختفى فيه.

دلوقتي نوصل للنقطة المهمة… من الوقت ده، ولحد دلوقتي حصل تغيرات غريبة على الدكتور… بقى شخص غامض، وخبيث… كل الناس حواليه بدأت تحس إن مش هو نفس الشخص اللي كانوا يعرفوه… ولقوا فيه صفات كتير غريبة، وسيئة…

عبقريته ما اتغيرتش فلسه محاضراته رائعة زي ما هي بس لاحظ أهل البيت إن في حاجة جديدة، وغريبة فيه…

حاولت بنته كتير إنها تحافظ على علاقتها بيه، وتحاول تشيل القناع، والشخصية الغريبة اللي إتغير ليها أبوها في الفترة الأخيرة… حتى إنت يا أستاذ باسم أعتقد إنك حاولت إنك تعمل نفس الحاجة… بس كل ده كان من غير فايدة… دلوقتي يا أستاذ باسم إحكيلنا إنت عن موضوع الرسايل.

أستاذ باسم: لازم تعرف يا دكتور أحمد إن الدكتور بسيوني عمره ما خبي عني أي سر قبل كده…كنت دايماً زي إبنه، أو أخوه الصغير… أنا المساعد الشخصي ليه فلازم كنت بشوف كل ورقة بتجيله، وبفتح الرسايل، وبرتبها بنفسي… بس بعد ما رجع بفترة كل حاجة إتغيرت.

قالي إن في بعض الرسايل ممكن تيجيله، وعليها علامة حمرا تحت طابع البريد، وإني لازم أحط الرسايل دي على جنب، وأكد إن محدش يفتحها غيره… لقيت مجموعة كبيرة من الرسايل دي، وكانت عليها علامة أ. س، وكانت مكتوبة بخط سيء جداً صعب إن حد يقرأه… لو حصل وكان في رد على الرسايل مكانتش الردود دي بتجيلي كانت بتتحط في صندوق البريد اللي كنا بنجمع فيه الرسايل.

عمر: إحكيلنا عن الصندوق كمان.

أستاذ باسم: أيوه الصندوق… رجع الدكتور من السفر، ومعاه صندوق خشب صغير، وهي دي كانت الحاجة الوحيدة اللي بتدل على السفرية اللي عملها… كان صندوق قديم، وعليه رسومات منحوتة… كان الدكتور بيحتفظ بالصندوق ده في دولاب أدواته، وفي يوم كنت بدور على حاجة في الدولاب، ولمست الصندوق.

فوجئت من رد فعله إنه غضب غضب شديد جداً، وكلمني بأسلوب صعب… كانت هي دي المرة الأولى اللي يكلمني فيها بالشكل ده… الموضوع كان صعب عليا جداً… حاولت إني أفهمه إني مكانش قصدي إني ألمس الصندوق إلا إنه مسمعليش، وفضل يبصلي بشكل حاد طول اليوم، وفضل الموقف ده متعلق في دماغه بعد كده.

” خرج أستاذ باسم دفتر مذكرات صغير من جيبه، وقال”

أستاذ باسم: كان ده يوم إتنين في شهر يوليو.

عمر: إنت ممتاز يا أستاذ باسم… يمكن أحتاج بعض التواريخ اللي إنت كتبتها.

أستاذ باسم: دي من ضمن المهارات اللي إتعلمتها من دكتور بسيوني، وهي إني أكون شخص منظم، ومرتب، ودقيق.

عشان كده أول ما لاحظت أسلوب دكتور بسيوني الغريب حسيت إن واجب عليا إني أدرس حالته، وعشان كده أنا كتبت هنا إن في اليوم ده بالتحديد يوم إتنين يوليو حصلت حاجة غريبة، وهي إن جعفر الكلب هاجم الدكتور لما كان خارج من مكتبه للصالة، ومرة تانية هاجمه يوم 11 يوليو، وهاجمه تاني يوم 20 يوليو… بعد كده كان لازم إننا نبعد جعفر، ونحطه في الإسطبل… طول عمر جعفر الكلب لطيف، ووفي… أسف لو كنت ضايقتكم بالتفاصيل.

“قال أستاذ باسم الجملة الاخيرة، وهو حاسس بتأنيب ضمير… كان ظاهر على عمر إنه مكانش بيسمع… كانت ملامح وش عمر جامدة، وكان بيبص للسقف، وهو سرحان… وما فاقش من سرحانة إلا بصعوبة، وبعد كده بدأ يتكلم بصوت واطي ويقول:  غريب… غريب جداً… التفاصيل دي جديدة عليا يا أستاذ باسم… أعتقد إننا دلوقتي وضحنا الموضوع بما فيه الكفاية مش كده… إنت كنت بتقول إن في بعض التطورات الجديدة.

إتغيرت ملامح وش الضيف لما إفتكر، وفي الآخر قال: اللي هقوله ده حصل أول إمبارح بالليل… كنت نايم على سريري، وكنت لسه صاحي، وكانت الساعة 2:00 الصبح… سمعت صوت مكتوم جاي من الطرقة… فتحت الباب، وفضلت أبص بره… لازم تعرفوا إن أوضه الدكتور موجودة في آخر الطرقة…

 قاطع عمر الكلام، وقال: كان ده بتاريخ كام؟

قال أستاذ باسم، وكان شكله متضايق من مقاطعة عمر ليه: قلتلك يا أستاذ عمر إن كان ده أول إمبارح بالليل يعني 14 سبتمبر.

حرك عمر راسه مع إبتسامة بسيطة، وقال: كمل لو سمحت.

أستاذ باسم: هو بينام في أوضته اللي موجودة في آخر الطرقة، ولازم إنه يعدي من قدام باب أوضتي عشان يوصل للسلم… كان الموضوع مخيف جداً يا أستاذ عمر… أظن إني قدرت أتمالك نفسي… بس اللي شفته خوفني جداً… كانت الطرقة ضلمة جزء بس كان فيه نور بسيط، وكان جي من الشباك اللي موجود في نص الطرقة…

شفت حاجة جايه من الممر حاجة غامقة قاعدة في الضلمة… فجأة ظهر في النور، وشفته… كان هو… كان بيزحف… الدكتور يا أستاذ عمر كان بيزحف… مكانش ماشي على إيديه، وركبته… لأ كان ماشي على إيديه، ورجليه، ووشه وراسه وقعه بين إيديه… شفته كان بيتحرك بسهولة.

أما أنا فكنت مصدوم، ومشلول من المنظر لدرجة إني وقفت في مكاني لفترة لحد ما وصل لباب أوضته، ووقتها إتقدمت خطوات، وسألته إذا كان محتاج لمساعده… بس هو ما ردش عليا… كان غريب جداً، وفي اللحظة دي وقف، وبصلي بصه سيئة جداً، وبعد كده عدى من قدامي، ونزل السلم.

فضلت مستنيه ساعة بعد الموقف ده… بس هو ما رجعش تاني… أظن إنه ما رجعش لأوضته إلا بعد ما طلع النهار.

عمر: تمام… يا أحمد إيه اللي إنت تستنتجه من ده؟

” سألني عمر السؤال ده كإنه دكتور بيعرض حالة نادرة”

قلت: يمكن كان عنده نوبة خرف… أنا سمعت إن في شخص إتصاب بنوبة خرف قوية خليته يمشي بنفس الطريقة… مفيش حاجة صعبة على النفس أكتر من كده.

عمر: كويس يا أحمد دايماً بتساعدني إني ما انساش الحقايق العلمية… بس إحنا مش هنقدر نفسرها  إن يكون السبب هي نوبة خرف، وده لإنه لما إنتبه وقف بشكل مستقيم، وبسرعة.

كمل أستاذ باسم: في الحقيقة كانت صحته كويسة جداً… هو أقوى مما كان من سنين…

أهي الحقايق قدامك يا أستاذ عمر… القضية دي ما ينفعش نتكلم فيها مع الشرطة… إحنا محتارين جداً، ومش عارفين نعمل إيه عندنا إحساس إن في كارثة كبيرة هتحصل… الآنسة أسماء حاسه زي ما أنا حاسس إننا ما ينفعش نقف متكتفين، وما نعملش أي حاجة.

عمر: القضية دي غريبة، ومثيرة جداً للاهتمام… إيه رأيك يا أحمد؟

بدأت أتكلم بصفتي دكتور، وقلت: بصفتي دكتور أنا شايف إن دي حالة عقلية… أعتقد إن عقل دكتور بسيوني إتأثر نتيجة الحالة العاطفية اللي مر بيها، ويمكن كمان يكون سافر بره عشان ينسى… أما الرسايل، والصندوق يمكن ليها علاقة بمعاملة خاصة يمكن تكون قرض، أو شهادات مالية حاططها في الصندوق.

عمر: والكلب جعفر ما وافقش على المعاملات المالية دي…. لأ… لأ يا أحمد مش هقدر غير إني أقترح…

“اللي كان صديقي المفتش عمر ناوي إنه يقولوه هيفضل مش معروف للأبد… ففي اللحظة دي إتفتح باب الأوضة، ودخلت منه بنت جميلة، وبمجرد ما دخلت وقف أستاذ باسم بإنفعال، وقرب منها، ومد إيده ليها، وكانت هي بالفعل مدت إيديها ليه.

أستاذ باسم: أسماء أتمنى إن الأمور تكون كويسة… في حاجة حصلت؟

الآنسة أسماء: حسيت إن لازم أجي وراك يا باسم… أنا كنت خايفة جداً… الأمر مرعب جداً إني أكون لوحدي هناك.

أستاذ باسم: هي دي الآنسة اللي كنت بتكلم عنها يا أستاذ عمر الآنسة أسماء خطيبتي.

عمر بإبتسامة: إحنا وصلنا بالفعل للإستنتاج ده مش كده يا أحمد؟… أعتقد إن في حاجة جديدة حصلت في القضية يا آنسه أسماء، وحسيتي إننا لازم نعرفها مش كده؟

“كانت الضيفة بنت جميلة…ملامحها وسيمة… جاوبت عمر بإبتسامة، وقعدت على الكرسي اللي جنب أستاذ باسم”.

الآنسة أسماء: لما عرفت إن باسم ساب البيت خمنت إن ممكن ألاقيه هنا… كان هو حكالي إنه هيطلب مساعدتك… اه يا أستاذ عمر لازم تساعد أبويا المسكين.

عمر: إن شاء الله في أمل يا آنسة بس لسه القضية غريبة، وغامضة… يمكن اللي تحكيه يكشفلنا تفاصيل جديدة.

الآنسة أسماء: كان ده إمبارح بالليل يا أستاذ عمر كان بيتصرف بشكل غريب طول اليوم… أنا متأكدة إنه ما بيفتكرش في بعض الأحيان هو بيعمل إيه كإنه عايش في حلم غريب… كان إمبارح يوم غريب جداً… لا يمكن إن يكون ده والدي اللي أنا عشت معاه سنين… شكله من برة متغيرش بس مش هو بنفس أسلوبه، وتصرفاته.

عمر: أحكيلي اللي حصل لو سمحتي.

الآنسة أسماء: صحيت بالليل على صوت الكلب جعفر… جعفر المسكين… هو مربوط دلوقتي جنب الإسطبل… أنا دايماً بقفل باب أوضتي لما باجي أنام… إحنا زي ما حكالك باسم إننا حاسين إن في خطر حوالينا… أوضتي في الدور التاني، وكانت الستائر اللي فوق بتاعة الشباك مقفوله… كان ضوء القمر قوي بره…كنت نايمة على السرير، ومثبته عيني على الضوء، وأنا بسمع صوت الكلب القوي…

إتفزعت لما شفت وش أبويا بيبصلي من الشباك… كنت هموت من الرعب يا أستاذ عمر… شفت وشه لازق في الشباك، وكانت إيديه اليمين مرفوعة كإنه بيحاول يزق الشباك… لو الشباك كان إتفتح كنت هموت… مكانتش تهيؤات يا أستاذ عمر… أرجوك ما تفكرش إنها كده… قعدت حوالي 20 ثانية ببص لوشه، وأنا مش قادرة أتحرك، وبعد كده إختفى… بس أنا مقدرتش إني أقوم من السرير إتجمدت في مكاني… كنت مرعوبة لغاية الصبح.

تاني يوم الصبح على ترابيزة السفرة وقت الفطار كان أسلوبه عنيف، وحاد… ما بانش عليه أي حاجة من اللي حصل إمبارح، وانا كمان مبينتش حاجة…بس إتحججت إني هروح مشوار في المدينة… وأديني جيت لهنا.

” كان ظاهر على عمر الإندهاش من حكاية الآنسة أسماء”

عمر: آنسة أسماء إنت بتقولي إن أوضتك في الدور التاني… هل فيه في الجنينة سلم طويل؟

الآنسة أسماء: لأ يا أستاذ عمر، وهي دي الحاجة الغريبة… مفيش أي طريقة تخلي أي حد يقدر إنه يوصل بيها للشباك، ورغم كده هو وصل.

عمر: كان ده يوم 5 سبتمبر…. الموضوع بيتعقد أكتر.

إندهشت البنت فجاة، وهنا إتكلم أستاذ باسم، وقال: دي المرة التانية اللي تتكلم عن التاريخ يا أستاذ عمر… هل الموضوع ده ليه تأثير في القضية؟

عمر: ممكن يكون ليه تأثير… ممكن جداً بس أنا لسه دلوقتي ما معيش كل المعلومات.

أستاذ باسم: يمكن تكون بتفكر بين حالة الجنون، ومراحل إكتمال القمر؟

عمر: لأ بأكدلك إني كنت بفكر في ناحية تانية خالص… ممكن تسيب المذكرة بتاعتك معايا عشان أبص في التواريخ… دلوقتي يا أحمد أعتقد إن اللي هنعمله واضح جداً…

 زي ما حكيتلنا الآنسة، وأنا واثق جداً في كلامها، وهو إن أبوها مبيفتكرش أحداث معينة بتحصل في أوقات معينة، وعشان كده إحنا هنطلب إننا نقابله كإنه حددلنا ميعاد قبل كده، وهنعتمد على ضعف ذاكرته، ومن هنا هنبدأ نشوف تصرفاته من قريب.

أستاذ باسم: كويس جداً بس أنا لازم أحذركم إن في أوقات دكتور بسيوني بيكون عنيف، وغاضب جداً.

إبتسم عمر، وقال: دي حاجات تخلينا نتحرك فوراً… حاجات مهمة جداً… لو كانت نظريتي صح… بكره هيقابلنا أستاذ باسم في الفندق اللي إسمه ضي القمر على ما اتذكر أفتكر إن الفندق ده متوسط… كمان السراير بتاعته مقبولة… أعتقد يا أحمد إن ممكن نقابل في الأيام اللي جايه حاجات إحنا مش متعودين عليها.

لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى