Close

أخباركم

المقطع الخامس والسادس من سلسلة وِرْدِي وَرِيدِي

 


المقطع الخامس والسادس من سلسلة وِرْدِي وَرِيدِي. حادي يحدو بكم لرفعكم ولدفعكم لتكوين صحبة مع كتاب الله سلسلة لفضيلة الشيخ محمد خيري تهدف إلى تعظيم كتاب الله القرآن الكريم وتكوين صحبة معه على أساس الحب فتابعوا معنا المقطع الخامس والسادس من سلسلة وردي وريدي.

المقطع الخامس والسادس من سلسلة وِرْدِي وَرِيدِي

سلوا من حفظ القرآن كيف كانوا يتصورون حفظه صعب قبل أن يحفظوه ثم سلوه كيف وجدوه وتلذذوا فيه وعايشوه. ثم كيف استسهلوه وحفظوه وأتقنوه. ثم سلوهم هل يستطيعون الآن أن يفارقوه؟!. إذا فهو والله لن يفارقهم أبدا. يقول لماذا أحفظ القرآن الكريم. وكان ينبغي عليه أن يقول كيف لا أحفظ القرآن الكريم هذه إشراقات وهمسات ودوافع تدفعك لحفظ كتاب ربك. أولها احفظ تُبارك قال الله سبحانه “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴿۱﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴿۲﴾ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴿۳﴾ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴿٤﴾ سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴿٥﴾. ر

بي ما أعذب كلامك! ما أعظم بركته! وما أقربه! وما أوسع بحاره!. نزل في ليلة واحدة فإذا بتلك الليلة تعظم مرة واحدة حتى أصبحت خير من ألف شهر. ليلة خير وبر هي أعظم من سنة صافية خالصة نقية الصلاح والفلاح. فيارب ماذا على عبد وقع في قلبه من بركة سوره القدر ما وقع؟ فعزم عزما صادقا وباع وقته لك ربي. وقال سوف أنزل القرآن في صدري رجاء أن يكون لنزوله في صدري بعض ما كان لنزوله في تلك الليلة المباركة بالبركة. ورجاء أن يكون صدري يا رب بين الصدور الأخرى كليلة القدر بين تلك الليالي. سبحانك وهل أنزلته في تلك الليلة إلا لتنزله في صدورنا وفي حياتنا وحياة العالمين. وهل أنزلته إلى الأرض إلا بمعنى أنك انزلته على قلب الأمين صلى الله عليه وسلم. فقلت سبحانك وقولك الحق كل من كان عدوا لجبريل لفانه نزله على قلبك باذن الله.

المقطع الخامس احفظ تُبارك

يا رب إنها كانت الليله زمانا من الأزمنة ونحن لا نعلم ما صتع القران بذاك الزمان إلا ما ذكرت لنا من حيازتها أعظم شرف يصيب أمثالها. ولا بديل لها في ليالي الزمان كلها. لكنك يا رب في الكتاب المبين قلت وقولك الحق “لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ”. وهل هناك مخلوق على الأرض أعظم من الجبل؟! فيا رب العالمين اجعل لقلبي نصيبا وافرا من خشيتك. كلما نزلت عليه آياتك خشية عند حفظه وعند تعهده وعند ترديده وعند التهجد به وعند تعلمه وعند وتعليمه. يا رب لو أن هذا الجبل نزل عليه كلامك لما تحمل. أفلا أعنتني يا رب ووهبتني التحمل مع التلذذ. وتدُك تلك القسوة التي في قلبي برحمتك فإذا بها كأن لم تكن.

احفظ وعطاء الله بغير حساب

احفظ وعطاء الله بغير حساب يا رب كم يستعظم العباد بل يستغربون ويستكثرون أحيانا ما جعلته من الأجور على قراءة القرآن العظيم. يستعظمون ذلك فيقولون قراءة الحرف الواحد بحسنة. والحسنة بعشر أمثالها فأي حصاد للألسن مثل هذا. 320015 حرفا فهذه أكثر من 3 مليون و 200 ألف حسنة. يقولون كل آية يقرأها العبد ويحفظها يرقى بها في الجنة درجة. إذا فالقرآن 6236 درجة. ويقولون ويقولون يا هؤلاء لو علمتم كم تندى بالأمم التي ذهبت يوم القيامة لأنها لم تقرأ القرآن وهي تراه يشهد عليها؟ ترى فيه خبرها وسرها الذي اندثر معها أليس هو كلام الله رب العالمين؟!. وهل فوق هذا من مقام وهل بعد هذا من منتهى لنا نحن خلق الله؟!.

فلننظر إلى ما بين السماء والأرض فلننظر إلى أقرب ما خلق الله سبحانه. ولننظر إلى عرش الله الكريم. لننظر الى حملة العرش الكرام العظام لننظر إلى الملائكة الكرام. لننظر إلى الأنبياء والمرسلين عليهم السلام لننظر إلى الكعبة الحرام. ننظر إلى حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى المسجد الأقصى الحرام. ولننظر إلى كل ذلك وغير ذلك بما هو أقدس من كل مقدَّس مما بين السماء والأرض. ثم أخبرونا أيها أعظم؟!. وكل ذلك عظيم. هؤلاء العظام الكرام وهذه الأشياء المقدسة العظيمة أعظم أم القرآن العظيم؟!. الجواب لن يختلف شخصان على أن القرآن أعظم. أعظم من كل ذلك لأن كل ما ذكرنا إنما هو خلق الله. إلا القرآن فهو وحده الذي في هذه الدنيا ليس بمخلوق وهو كلام الله.

المقطع السادس من سلسلة وِرْدِي وَرِيدِي

“وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ “. فهذا هو الذي تطلبه الآن هذا العظيم هو الذي تريد أن تضمه إليك وتحفظه في صدرك. فيكون كلام الله معك في صدرك إلى أن تلقى الله رب العالمين. فهل تستفسر بعد هذا جزاء إليك “كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ”. ثم أي أجر وجزاء وعطاء يستعذر إذا كان في مقابل كلام الله أن الله يعطي على إنفاق المال والمال مخلوق. ويعطي على العمل الصالح والعمل مخلوق. ويعطي سبحانه وعطاء بغير حدود. فماذا إذا سيعطي على كلامه وكلامه ليس بمخلوق؟!.