Close

أخباركم

المقطع السابع والثامن من سلسلة وِرْدي وَرِيدي.

 


المقطع السابع والثامن من سلسلة وِرْدي وَرِيدي. حادي يحدو بكم لرفعكم ولدفعكم لتكوين صحبة خاصة مع كتاب الله لفضيلة الشيخ محمد خيري حفظه الله. وفي هذا المقال سوف نقدم لكم المقطع السابع والثامن من سلسلة وِرْدي وَرِيدي فتابعو معنا.

المقطع السابع والثامن من سلسلة وِرْدي وَرِيدي.

احفظ ولك المعيّة يا رب كيف أبلغ المعيّة الكاملة مع كلامك الكريم؟! كيف يكون معي في كل حالاتي؟! إن قمت فهو معي وإن جلست فهو معي. وإن تحركت فهو معي وإن سكنت فهو معي. إن عشت فهو معي وإن مت فهو معي. في قبري يكون معي ويوم بعثي من جدَثي يكون معي. إذا عبرت الصراط يعبر معي وإن وضعت في الميزان وضع معي. يا رب لم أجد سبيلا لهذا إلا أن أضم القرآن في صدري فأحفظه عن ظهر قلب. وأتقن حفظه حتى يكون كأنه جزء من كياني. يا رب أخبرتني أن هذه المعيّة سوف تبقى حتى بعدما ينزل أهل الجنة منازلهم. ويكافؤوا على أعمالهم. بما فيهم أهل القرآن فحال أهل القرآن في ذلك حال سائر العاملين على أعمالهم. اللهم إلا جزاء حفظ ما حفظوا من القرآن فهذا له معراج آخر لن يدخل ميدانه أحد سواه .

وهنا يكون السبق في الجنة في هذا الميدان للمهرة وأهل الإحسان مع القرآن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يقال لصاحب القران اقرا وارقى وردت كما كنت ترتل في الدنيا فاذا منزلتك عده اخر ايه تقرا بها.

المقطع السابع احفظ ولك المعيَّة

فهل سمعتم أن أحدا يكون معه مصحفه يقرأ منه في كل الحالات الماضية؟!. أم سمعتم أن الذي يقرأ ويرقى في الجنة معه هاتفه ينظر فيه فيقرأ منه؟! إذا لاستوى الجميع. وربما فاق القرَّاء الحفَّاظ وفاق القراء الذين لم يحفظوا شيئا الأميين الذين حفظوا الكثير من القرآن. يا رب أعني على أن أجعل القرآن معي بأعلى درجات المعيّة. فإن الجزاء بالجنس العمل والمثليّة في الجزاء مرتبطة بالمثليّة في العمل. فيا رب اجعلني في أعلى مراحل الإتقان والإحسان والاجادة في حفظ القرآن. يا رب فإن القارئ من القرآن مهما كان -وأنعِم به- ينفصل عن القرآن إن وضع مصحفه أو فارقه أما حافظ القرآن فكيف يفارق مصحفه ومصحفه في صدره!!!.

المقطع الثامن من سلسلة وِرْدي وَرِيدي

وفيٌّ في صحبته يدعى الحافظ للقرآن ليعرج ويرقى سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث “يقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرَأ وارقَ ورتِّل كما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها” الحافظ لكتاب الله وغير الحافظ لكتاب الله أي الاثنين يصدُق عليه صاحب القرآن الكريم وقارئ القرآن الكريم وصحبته له أكثر؟ أليس الحافظ أليس صحبة من يقرأ من المصحف تذهب فإذا ذهب المصحف ذهب ما معه من القرآن أما صحبة من حفظه في قلبه آية آية حتى أصبح القرآن جزء منه. أصبح هو في معيّة القرآن وأصبح مصاحبا للقرآن حقا. في يقظته ومنامه في مشيه وسعيه في قيامه وقعوده وكل تقلباته وجميع شأنه. فهذه والله الصحبة التي لا نظير لها أبدا.

المقطع الثامن وفيٌّ في صحبته

ثم هذا الذي قيل له اقرأ وارقى يرقى هو وصاحبه القرآن المصاحب له فهو الذي يرفعه كما يرفع المحرك الآلي حمله وصاروخه ومكوكه الفضائي وكما يرفع الطائر جناحه إلى أعلى وإلى الأمام فالجناحان جزء لا يتجزء من الطائر والريش جزء من الطائر مع أنه ما نبت إلا بعدما ولد بغير ريش بفترة. وهكذا الحفظ ولله المثل الأعلى. وإن هذا الصعود وهذا العلوّ. ما كان لصاحب القرآن إلا بعدما أُكرِم أعظم الكرم فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يَجِيءُ صاحِبُ القُرآنِ يومَ القِيامةِ ، فيقولُ القرآنُ : يارَبِّ حلّه ، فيَلْبسُ تاجَ الكرامةِ ، ثُم يقولُ : ياربِّ زِدْه ، فيَلبسُ حُلَّةَ الكرامةِ ، ثُم يقولُ : ياربِّ ارْضَ عَنه ، فيَرضَى عنه ، فيُقالُ لهُ : اقْرأْ ، وارْقَ ، ويُزادُ بِكُلِّ آيةٍ حسنةً”

إذا أمعنت النظر في الحديث وجدت أن الذي يطالب هذه المطالبة لهذا الصاحب هو صاحبه القرآن. وسر هذه المطالبة هو الوفاء للصحبة الطويلة في الدنيا فالجزاء من جنس العمل وهو المحبة. فما من صاحب يحب أصحابه في عموم الأشياء كمحبة القرآن الكريم لأصحابه. فهل يستوي عند الله في الدنيا قبل الآخرة من حفظ القرآن مع من لم يحفظه ؟! . وهل يستويان في الجزاء عند الله؟!  ولذا فقد كانت الرفعة لصاحب القرآن لا تدانيها رفعة.