بعد تحديد موعد الطعن على سجنه.. 3 سيناريوهات تنتظر سائق أوبر في قضية “حبيبة الشماع”
تحديد موعد الطعن أمام محكمة النقض

تترقب الأنظار جلسة محكمة النقض المقبلة في قضية حبيبة الشماع التي هزت الرأي العام وأثارت جدلاً واسعاً حول أمان تطبيقات النقل الذكي. فالقضية لم تتوقف عند حدود اتهام سائق أوبر بالتسبب في وفاة فتاة عشرينية، بل فتحت الباب لطرح أسئلة عديدة عن إجراءات السلامة والرقابة المجتمعية والقانونية. ومع اقتراب موعد الفصل في الطعن المقدم، يبقى الشارع في انتظار ما ستؤول إليه الأحكام، وسط دعوات بضرورة تعزيز الوعي وضمان حقوق الركاب في رحلاتهم اليومية.
بعد تحديد موعد الطعن على سجنه.. 3 سيناريوهات تنتظر سائق أوبر في قضية “حبيبة الشماع”
حددت محكمة النقض جلسة السادس من يناير المقبل لنظر الطعن المقدم من سائق أوبر المتهم في قضية وفاة الفتاة العشرينية حبيبة الشماع المعروفة إعلامياً بـ “فتاة التجمع”. يأتي ذلك بعد الحكم الصادر بحبسه 15 عاماً على خلفية الاتهامات الموجهة إليه، لتفتح جلسة النقض باباً جديداً أمام المتهم في محاولته للحصول على فرصة أخيرة لتخفيف العقوبة أو إلغائها. وتعد هذه المرحلة القضائية واحدة من أهم المراحل في مسار القضية، حيث تنتظر عائلة الضحية والرأي العام ما ستؤول إليه قرارات المحكمة.
السيناريوهات المحتملة لقرار النقض
ينتظر السائق أمام محكمة النقض ثلاثة سيناريوهات محتملة خلال جلسة الطعن. الأول هو تأييد الحكم السابق واستمرار العقوبة المقررة بالحبس 15 سنة كاملة. أما السيناريو الثاني فهو تخفيف الحكم إلى مدة أقل من السجن، في حال رأت المحكمة أن العقوبة السابقة غير متناسبة. والسيناريو الثالث والأكثر إثارة للجدل، هو إلغاء الحكم الصادر والحكم بالبراءة، وهو ما قد يغير مجريات القضية بشكل كامل. تلك الاحتمالات الثلاثة تبقى مرهونة بما ستكشفه المرافعات وما تراه هيئة المحكمة مناسباً وفقاً للقانون.
تفاصيل الواقعة وفق تحقيقات النيابة
كشفت النيابة العامة في تحقيقاتها أن المجني عليها استقلت سيارة المتهم عبر تطبيق النقل الذكي “أوبر”، ليقوم الأخير بإغلاق التطبيق حتى لا يتم تتبعه. ثم توجه إلى طريق صحراوي بعيد عن أعين المارة، حيث حاول الاعتداء عليها وهتك عرضها بالقوة. وعندما قاومته، انهال عليها بالضرب محدثاً إصاباتها، كما هددها بسلاح أبيض. وتمكنت الفتاة من الاستغاثة باثنين من المارة، الذين أكدوا الواقعة في التحقيقات، ليهرب السائق بعد ذلك تاركاً المجني عليها في حالة صعبة. هذه التفاصيل كانت حجر الأساس في إدانته أمام المحكمة.
ملابسات وفاة حبيبة الشماع
توفيت حبيبة الشماع يوم 14 مارس 2024 بعد إصابتها نتيجة قفزها من سيارة المتهم أثناء محاولته الاعتداء عليها. وأثبتت التحقيقات أن الفتاة لم تجد أمامها مخرجاً سوى القفز هرباً من الخطر الذي واجهته داخل السيارة. وأكد الشهود أن المجني عليها، قبيل وفاتها، ذكرت بوضوح أن السائق حاول خطفها، قائلة: “أوبر كان عايز يخطفني”. هذه الكلمات سجلت كدليل أساسي في القضية، حيث أظهرت أن الفتاة حاولت النجاة بنفسها لكنها فقدت حياتها، ما جعل الواقعة تحظى بمتابعة كبيرة من الرأي العام.
موقف شركة أوبر في القضية
أوضحت التحقيقات أن الممثل القانوني لشركة “أوبر” شهد أمام النيابة بأن حساب السائق قد أُغلق من قبل الشركة بسبب كثرة الشكاوى المقدمة ضده من مستخدمي التطبيق. إلا أن المتهم تمكن من إنشاء حساب جديد باستخدام رقم قومي آخر، مما سمح له بالعودة للعمل على التطبيق مجدداً. كما تبين وجود شكاوى سابقة ضده تضمنت اتهامات بالتحرش الجسدي بسيدة، وهو ما يثير تساؤلات حول آليات الرقابة والمتابعة داخل الشركة. هذه الملابسات أضافت بعداً آخر للقضية، وألقت الضوء على مسؤولية الشركات في ضمان سلامة الركاب.
أهمية وعي المستخدمين أثناء رحلات النقل الذكي
أثبتت قضية حبيبة الشماع أن وعي الركاب عند استخدام تطبيقات النقل الذكي أمر بالغ الأهمية. إذ يجب على كل مستخدم أن يكون مدركاً للمخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها خلال الرحلة، خاصة عند استقلال السيارة بمفرده. لذلك توصي مؤسسات الحماية المجتمعية بضرورة مشاركة تفاصيل الرحلة بشكل دائم مع أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء عبر خاصية مشاركة الموقع المتاحة في التطبيقات، لتسهيل تتبع السيارة والتحرك السريع في حال وقوع أي طارئ. هذه الإجراءات قد تبدو بسيطة لكنها تسهم في رفع مستوى الأمان.
دور الجهات الرسمية في متابعة شركات النقل
تحمل الجهات الرسمية مسؤولية كبيرة في مراقبة نشاط شركات النقل الذكي، حيث تعمل على مراجعة الشكاوى والتأكد من التزام الشركات بتطبيق قواعد السلامة. وتبرز أهمية وضع ضوابط أكثر صرامة لتوثيق بيانات السائقين ومراجعة سجلاتهم الجنائية قبل السماح لهم بالعمل. كما أن المتابعة المستمرة لآليات الرقابة داخل الشركات تمثل خط دفاع أساسياً لحماية المستخدمين. من هنا يظهر الدور المحوري للتشريعات والقوانين المنظمة، التي لا تقتصر على العقوبات فقط بل تشمل إلزام الشركات بوسائل حماية فعالة.
خطوات وقائية عند استقلال سيارات الأجرة
ينصح الخبراء بمجموعة من الإجراءات الوقائية التي يمكن أن يتبعها الركاب لتعزيز سلامتهم عند استخدام سيارات الأجرة أو النقل الذكي. من بين هذه الخطوات التأكد من مطابقة رقم السيارة وبيانات السائق مع المعلومات المسجلة في التطبيق قبل الصعود إليها. كما يفضل الجلوس في المقاعد الخلفية لتقليل فرص التعرض لأي مضايقات مباشرة. كذلك من المهم الاحتفاظ بالهاتف في متناول اليد وتشغيل خدمة تحديد الموقع الجغرافي طوال الرحلة. هذه التفاصيل البسيطة قد تشكل فارقاً كبيراً في الحد من المخاطر.
دور التوعية الإعلامية في مواجهة المخاطر
تلعب وسائل الإعلام دوراً مؤثراً في رفع وعي المجتمع بالقضايا المتعلقة بسلامة النقل. إذ أن التغطية الإعلامية الموسعة لحوادث مشابهة لقضية حبيبة الشماع ساهمت في فتح النقاش العام حول أمان تطبيقات التوصيل. كما أن نشر قصص وتجارب واقعية يسهم في تحذير المستخدمين وتعريفهم بالخطوات التي يمكن أن تحميهم. التوعية الإعلامية لا تقتصر على نقل الأخبار، بل تمتد إلى تقديم نصائح عملية ورسائل توجيهية تساعد الأفراد على التعامل مع المواقف الصعبة بطريقة أكثر أماناً.
أهمية التواصل الفوري مع السلطات المختصة
في حال شعور الراكب بأي خطر أثناء الرحلة، يصبح التواصل السريع مع السلطات المختصة خطوة ضرورية. لذلك توفر بعض التطبيقات زر طوارئ يتيح الاتصال المباشر بالشرطة أو إرسال إشعار عاجل. كما يمكن للراكب استخدام الهاتف للاتصال بالأهل وإبلاغهم بمكانه لحظياً. وتشجع الأجهزة الأمنية المواطنين على عدم التردد في الإبلاغ عن أي تجاوزات أو تصرفات مشبوهة من السائقين، حتى وإن لم تتطور الأمور إلى حادث. هذا النوع من الاستجابة المبكرة يقلل من فرص وقوع جرائم أكبر.
تعزيز دور المجتمع في دعم الضحايا
لا يقتصر التعامل مع مثل هذه القضايا على القضاء والجهات الرسمية فحسب، بل يمتد إلى المجتمع نفسه الذي يمكنه لعب دور داعم للضحايا. فالتضامن الاجتماعي والإبلاغ عن السائقين المخالفين يسهمان في حماية الآخرين من التعرض لنفس المخاطر. كذلك يساهم دعم أسر الضحايا معنوياً في تخفيف معاناتهم ويعزز شعورهم بالعدالة. وتعمل منظمات المجتمع المدني على إطلاق حملات توعية تسلط الضوء على قصص حقيقية لتكون عبرة، ولتشجع المستخدمين على الالتزام بإجراءات السلامة أثناء رحلاتهم.