Close

أخباركم

الجزء الأول والثاني من سلسلة صُحبة

 


الجزء الأول والثاني من سلسلة صُحبة. سلسلة صُحبة هي سلسلة للشيخ محمد خيري حفظه الله تعالى. وهي تهدف إلى محبة القرآن الكريم وصحبته وتلاوته أثناء الليل والنهار والعمل به وقراءته بحب. ليس فقط لكسب الحسنات ورفع الدرجات. ولكن أيضا لتكوين علاقة وطيدة. ونصبح من أهل القران الذين هم أهل الله وخاصته. وسوف نتناول في هذا المقال الجزء الأول والثاني من سلسلة صحبة فتابعونا.

الجزء الأول والثاني من سلسلة صُحبة

من مفاتيح صحبة القرآن الكريم أن المرء يُقبل عليه تحببا لا تخلصا. لأن المحب يحب وصال حبيبه. عن السيدة عائشه رضي الله عنها كانت إذا أوت إلى فراشها تقول: “هاتوا المجيد” فيؤتى بالمصحف فتأخذه في صدرها تأنس به رضي الله عنها. وكان عكرمة يضع القرآن على وجهه ويقول كتاب ربي كتاب ربي. ولما وصل الجن إلى مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ليستمعوا القرآن قال الله “فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا“. قال أهل التفسير في قوله لما حضروه قالوا اسكتوا. وذلك لأنهم ازدحموا وركب بعضهم فوق بعض حبا للقرآن وحرصا عليه.

الجزء الأول من سلسلة صُحبة

فينبغي أن يقبل الإنسان على القرآن تحببا تعبدا لا تعودا تخلصا. ليس لمجرد أنها عادة وأني أقرأ كل يوم أقرأ وردي لا. بل تقبل عليه كإقبال عبّاد بن بشر لما النبي صلى الله عليه وسلم قال: من يكلؤنا الليلة. وقام عباد وعمار يحرسان النبي وجيشه فلما أتى الليل وجن الليل. أراد عباد أن يشغل وقته فقام يشغله بالصلاة. فأتى رجل مشرك فلما رأى شخصه وعرفه رماه بسهم فلم يخطأه. فنزعه بيده واستمر في صلاته. لماذا استمر في صلاته؟ لأنه لم يرد أن يقطع الصلاة. ولم يقطعها لاشتغاله بحلاوتها عن مرارة ألم الجرح. رماه بسهم ثاني وثالث حتى رماه بثلاثة أسهم. فلما أثخنته الجراح ركع وسجد وأسرع وأيقظ عمار. وقال له: قم فقد أثخنتني الجراح. قال سبحان الله هلا ناديتني أول ما رمى قال كنت في سورة كنت أقرأها لم أحب أن أقطعها.

 تحبُّبًا لا تخلُصًا

علاقة هؤلاء مع القرآن علاقة حب حتى أن النبي يقول لابن مسعود “اقرأْ عليَّ القرآن”، قال: فقلت: يا رسول الله،‍ أقرأ عليك، وعليك أُنزِل؟ قال: “إني أشتهي أن أسمعَه من غيري” فهو يقبل عليه إقبال المحب حتى عندما كان يصلي ويقيم الليل ويقرأ سورة المائدة في أواخر سورة المائدة. يقرأ حبا وتعبدا آيات في آخر السورة ولا يهتم بإتمام السورة. ولكن ينشغل بإتمام وصول وحضور قلبه صلى الله عليه وسلم. فلما حضر قلبه مع قوله سبحانه وتعالى إن تعذبهم فأنهم  ظل يكررها مرارا لأن الحب يعين على القرب والأشواق تهوّن المشاق وكثرة التعرج تأتي بالتدبر والتذوق.

الجزء الثاني من سلسلة صُحبة

كل كلام ملول إلا كلام الله لا يُمل لا يخلق من كثرة الرد ولا يصيبه القدم. تجد نفسك دائما مقبلا عليه منتعش معه. قد تهتز لكلام البلغاء والفصحاء ولكن بعد فترة لا تجد تأثيرا له بعد ذلك. مما يعين الإنسان على أنه لا يمل أبدا ولا يمِل مع كتاب الله سبحانه وتعالى. أن تقرأه مؤمَّلا وموقنا بالمتكلم وموقنا بأهمية ما أنزل. لأن هذا الكتاب به سر الحياة ومؤمِّلا لأن من يأمل يذهب الملل ولا يشعر الإنسان بالتعب. فعندما يتعلق الشاب بفتاة فهو ينتظر أمام بيتها وفي الجامعة فترة طويلة فهو يأمل أن تأتي الفتاة ويسارقها نظرة. الذي جعله يتحمل هذا الوقت كله هو أمل.

 أَقبِل عليه مؤمِّلا

عندما يقبل الإنسان مؤمِّلا على كتاب الله أنه سيجد حاجته مع القرآن. أنه سيجد علاجه سيجد المعافاة سيجد من يبصِّره من يرشده من يزيل العتمة من قلبه. الوضع سيتغير مع كتاب الله سبحانه وتعالى. وانظر إلى الرافعي المؤمِّل يقول وأخذت أردد الآية أملأ نفسي منها. سبحان الله الإمام الرافعي هو يقول أن تجربته مع إقباله مؤمِّلا مع كتاب الله. أنه يردد مرة وثانية وثالثة أملا أن يجد فيها ما يريد. ويقول أخذت أردد الآية أملأ نفسي منها ورددت الآية في نفسي ولا أشبع منها. ثم يقول فإن الآية كلما أعدتها ملأت فراغا في النفس ولمت شعثا في القلب. وإذا ذاقت النفس المعنى لم تشبع من الترديد فأقبل عليه مؤمِّلا.