اخبار

بدء العد التنازلي.. خسوف كلي للقمر يرى بمصر الأحد المقبل

يترقب محبو الظواهر الفلكية موعدا استثنائيا مع حدث نادر يزين السماء في الأيام المقبلة. حيث يستعد القمر لرحلة مختلفة تجعل الأنظار تتجه نحوه باهتمام وترقب. ومع اقتراب اللحظة، تتزايد التساؤلات حول تفاصيل هذا المشهد الفريد الذي يمنح عشاق الفضاء فرصة نادرة لمتابعته عن قرب.

بدء العد التنازلي.. خسوف كلي للقمر يرى بمصر الأحد المقبل

تترقب مصر ومعظم دول المنطقة العربية ظاهرة فلكية مميزة مساء الأحد المقبل الموافق 7 سبتمبر 2025. حيث سيشهد سكان هذه المناطق خسوفا كليا للقمر يتزامن مع منتصف شهر ربيع الأول لعام 1447 هـ. هذا الحدث الطبيعي النادر يثير اهتمام الكثيرين من المتابعين وعشاق الفلك. خاصة مع ندرة تكرار مثل هذه الظواهر بهذا الوضوح. ويعد الخسوف الكلي فرصة لمتابعة واحدة من أجمل المشاهد الفلكية التي تمنح القمر مظهرا مختلفا عن المعتاد، فيتحول لونه تدريجيا إلى الأحمر الداكن فيما يعرف أحيانا بالقمر الدموي.

تفاصيل الخسوف الكلي ومدته

أوضح المعهد القومي للبحوث الفلكية أن مراحل الخسوف الكلي المقبل ستستمر مدة زمنية طويلة نسبيا. حيث تمتد منذ البداية وحتى النهاية حوالي خمس ساعات وسبع وعشرين دقيقة تقريبا. وتعتبر هذه المدة من الفترات المميزة التي تسمح بمتابعة الظاهرة بتسلسلها الكامل، وأكد رئيس المعهد الدكتور طه رابح أن القمر سيختفي بشكل كامل في ذروة الخسوف، مع تغطية الظل الأرضي لقرصه بنسبة تتجاوز 136%، وهو ما يجعل المشهد أكثر وضوحا ودرامية للمشاهدين في مصر والدول الأخرى التي يظهر فيها القمر.

المرحلة الجزئية وبداية التغير

يبدأ الخسوف الجزئي عندما يدخل القمر تدريجيا في منطقة ظل الأرض، فتظهر حافة داكنة تغطي جزءا صغيرا من سطحه. ومع مرور الوقت، يمتد الظل ليغطي مساحة أكبر، حتى يصل إلى منتصف الظاهرة. ووفقا للبيانات الفلكية. ستستغرق هذه المرحلة الجزئية الأولى وحتى نهايتها نحو ثلاث ساعات وتسع وعشرين دقيقة، وهي مدة كافية لملاحظة الفرق الواضح بين كل مرحلة وأخرى. ويعتبر الخسوف الجزئي بداية التغيير الذي يثير فضول المتابعين. حيث يمنح القمر منظرا مختلفا يزداد تأثيره مع اقتراب الذروة.

ذروة الخسوف الكلي للقمر

تأتي اللحظة الأكثر إثارة حين يصل الخسوف إلى ذروته، حيث يختفي كامل قرص القمر خلف ظل الأرض ويأخذ لونا مميزا يميل إلى الأحمر القاتم. ووفقا للتقديرات العلمية فإن مدة الخسوف الكلي ستستمر ساعة واثنتين وعشرين دقيقة، وهي فترة تمنح الجميع فرصة لمتابعة المشهد بهدوء. هذا التغير في اللون سببه انكسار أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض وانعكاسها على سطح القمر. وهو ما يمنح هذه الظاهرة جمالا خاصا يجعلها محط أنظار الكثيرين في مختلف قارات العالم.

مناطق الرؤية حول العالم

لن يقتصر الخسوف الكلي على مصر أو المنطقة العربية فحسب، بل سيكون مرئيا في مناطق واسعة من العالم تشمل أوروبا وآسيا وأفريقيا وأستراليا. إضافة إلى أجزاء من الأمريكيتين الشمالية والجنوبية. كما يمكن مشاهدته أيضا من المحيطات الكبرى والقطبين الشمالي والجنوبي. هذا الانتشار الواسع لمناطق الرؤية يجعل الظاهرة واحدة من أبرز الأحداث الفلكية العالمية خلال عام 2025. حيث يتابعها ملايين الأشخاص في قارات مختلفة، ما يعكس مدى شغف الإنسان بمتابعة الأحداث السماوية التي تربطه بالكون.

توقيت القمر في سماء القاهرة

بحسب ما أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية، فإن القمر سيشرق في سماء القاهرة يوم الأحد الموافق 7 سبتمبر المقبل، وسيكون في تمام الساعة السابعة وخمس دقائق صباحا بتوقيت القاهرة المحلي الصيفي. هذا التوقيت يمنح فرصة لسكان العاصمة لمشاهدة جزء من الظاهرة مع شروق القمر. وإن كانت المتابعة المثالية للخسوف الكامل ستكون أوضح في بعض المناطق الأخرى حول العالم. ومع ذلك يظل الحدث فرصة نادرة لسكان مصر لمتابعة خسوف كامل للقمر في توقيت يتزامن مع اكتماله بدرا، مما يزيد من قيمته العلمية والجمالية.

ظواهر علمية خلال الخسوف وتأثير الغلاف الجوي

يظهر القمر خلال الخسوف الكلي بلون مائل إلى الأحمر الداكن فيما يعرف بالقمر الدموي، وهذا اللون ناتج عن انكسار أشعة الشمس أثناء مرورها بالغلاف الجوي للأرض. حيث يتشتت معظم الضوء ويبقى الضوء الأحمر فقط ليصل إلى سطح القمر. ويستغل العلماء هذه الظاهرة في دراسة مكونات الغلاف الجوي من خلال تحليل الأطياف الضوئية المنعكسة، إذ تكشف عن وجود غازات مثل الأوزون وبخار الماء. ومن خلال هذه القياسات. يمكن للباحثين فهم التغيرات المناخية بشكل أفضل، كما يستفيدون من الظاهرة في دراسة الأجواء على الكواكب البعيدة.

الخسوف القمري كأداة لدراسة الكواكب الخارجية

يشبه الخسوف الكلي للقمر عملية مرور كوكب أمام نجمه بالنسبة للمراقب، وهي الظاهرة التي يعتمد عليها علماء الفلك لاكتشاف الكواكب الخارجية. ومن خلال دراسة الأطياف الضوئية التي تنتج أثناء الخسوف، يمكن الحصول على نموذج عملي لفهم كيفية تحليل الغلاف الجوي للكواكب الأخرى. فقد أظهرت الدراسات أن الضوء الذي يمر عبر الغلاف الجوي للأرض خلال الخسوف يحمل بصمات جزيئات مثل الأكسجين والماء. وهو ما يستخدم كمعيار للتأكد من إمكانية وجود حياة في كواكب خارجية. كما يجري استخدام تقنيات الاستقطاب لتحليل خصائص الغلاف الجوي بدقة أكبر.

عدد الخسوفات القمرية وتكرارها عبر القرون

شهدت الأرض عبر آلاف السنين آلاف الخسوفات القمرية بأشكالها المختلفة، سواء كانت جزئية أو كلية أو شبه ظلية. ويعد الخسوف الكلي الأقل تكرارا مقارنة بالأنواع الأخرى، حيث لا يمثل سوى جزء محدود من مجموع الخسوفات التي تحدث في كل قرن. وعادة ما يشهد القرن الواحد مئات الخسوفات القمرية، منها عدد محدود فقط من النوع الكلي. هذا التوزيع يوضح ندرة الظاهرة ويجعل كل خسوف كلي حدثا مميزا ينتظره المهتمون بعلم الفلك. إذ يمنح فرصة نادرة لمراقبة القمر في صورة غير مألوفة ولأغراض علمية متعددة.

الخسوفات الرباعية وتكرارها النادر

توجد في بعض الفترات ظاهرة فلكية نادرة تعرف بالخسوفات الرباعية، وهي عبارة عن أربع خسوفات كلية متتالية تحدث خلال عامين متتاليين. وتختلف وتيرة حدوث هذه السلاسل حسب الأزمنة، فقد تتكرر بكثرة نسبية في بعض القرون بينما تغيب تماما في أخرى. ويعتبر ظهورها من الأحداث البارزة في علم الفلك. حيث تمنح العلماء فرصة أكبر لدراسة التغيرات التي تحدث في الغلاف الجوي مع كل خسوف متتابع. كما أنها تحظى باهتمام واسع من محبي الظواهر السماوية الذين يترقبونها كحدث نادر لا يتكرر كثيرا في حياة الإنسان.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى