“رحلة بين الحياة والموت”

فتاة تحقق قصتها التي بدأت عندما خطبت لشاب يعيش في ألمانيا. تقول الفتاة إن الشاب ذو أخلاق طيبة من عائلة محترمة. كانت التواصل بينهما مستمرًا عبر الإنترنت وظلوا يتواصلون فترة طويلة، فقد أحبته فوجدت فيه شخصًا ظريفًا خفيف الدم، وتعلقت به أكثر. واتفقنا على إتمام إجراءات الزواج ليتمكن من استقدامها عبر لم الشمل. وكان شرطها الوحيد أن تسافر إليه بشكل نظامي وبالطائرة، ووافق الشاب على ذلك بدون أن يتردد.
مرت الأيام وبدأت تظهر العقبات، حيث أخبرها الشاب أن الأوراق تواجه صعوبة وأن لم الشمل قد يستغرق عامين، لكنه كان يريدها بجانبه في أقرب وقت. فاقترح الشاب عليها أن تسافر عن طريق البحر، وهذا ما أصاب الفتاة بالقلق والخوف، خاصة أنها لا تجيد السباحة. في البداية، رفضت بشدة لكنه كان يلح عليها بشكل مستمر، وكان يقنعها بجميع الطرق ويقول لها إن الرحلة آمنة وممتعة، وسوف يكون معها الكثير من الأشخاص، فهناك الكثير يسافرون بهذه الطريقة ووصلوا خلال أسبوع.
طريقة إقناعه لها جعلتها تتردد، ولكن ما أقنعها أكثر أن رفيقتها وصديقتها المقربة سترافقها في الرحلة، وذلك لأنها كانت متجهة أيضًا إلى خطيبها. استعدت الفتاة للسفر وانطلقت برفقة صديقتها إلى لبنان، حيث صعدت إلى القارب المخصص للهجرة، لكن الصدمة الأولى كانت حينما وجدت القارب مليئًا بالركاب ولم يكن هناك مجال للتراجع. وأثناء الرحلة، سمعت الفتاة شابًا يتحدث مع صديقه عن فقدانه لعائلته، قائلًا له بسخرية مريرة:
“أمانة اقرأ لي الفاتحة، ما عندي حد يتذكرني.”
وتحرك القارب في عرض البحر، وبعد ساعات قليلة انقلب فجأة وسط الأمواج العاتية. فاشتد خوف الفتاة وأمسكت بصديقتها بقوة، لكنها لم تتحمل الصدمة وأغمي عليها وسط الفوضى وصيحات الاستغاثة. وعندما استعادت وعيها، وجدت نفسها مربوطة ببراميل مازوت، بينما كان الشاب الذي تحدثت معه سابقًا يجرها في الماء ويحاول إنقاذها.
فعندما استيقظت الفتاة، سألته بفزع عن صديقتها، لكنه أخبرها أنه لا يعلم مصيرها، متمنيًا أن يعثروا عليها قريبًا. ظل الموج العاتي يضربها، وكانت تشعر بأنها تفقد قوتها شيئًا فشيئًا، لكن الشاب لم يتركها، كان يبحث عن أي شيء يطفو ليزيد من فرص نجاتها، يغطس مرارًا وتكرارًا لإنقاذها ويربطها بالخشب والبراميل، يطلب منها أن تتمسك جيدًا.
مع مرور الوقت في وسط البحر والأمواج، بدأت تعب ينهكها، لكن الشاب حاول أن يبقيها يقظة من خلال الحديث معها وسؤالها عن حياتها. ثم أخرج من جيبه قطعة حلوى وقال لها مازحًا:
“خذي، قوليها، أنا لا أحبها.”
حاولت أن تعطيه نصفها لكنه رفض وواصل تشجيعها حتى لا تفقد وعيها.
وفجأة، هاجمتهما موجة عالية، ولم تعد تتذكر ما حدث بعدها.






