Close

أخباركم

نهاية السحر الأسود

 


كوثر وسعدية كانوا مشهورين جدًا في المنوفية، ومن 20 سنة كانوا بيشتغلوا مع الشيطان بشكل مباشر.

كانوا بيعملوا السحر بأنواعه، كانوا معروفين جدًا، وحياتهم كانت مرعبة أوي، ونهايتهم كانت مرعبة أكتر.

سنة 2003 م، وبالتحديد في محافظة المنوفية بقرية الباجور، كان في ناس كتيرة واقفة في طابور وكل واحد مستني الدور بتاعه.

كل الناس دي كانت عايزة تدخل لسعدية وكوثر وكانوا بيقولوا لبعض ان هما بيدخلوا ياخدوا منهم البركة، بس الحقيقة هما جايين للسحر اللي مشهورين بيه في المنطقة.

كانت كوثر وسعدية بيحاولوا يقنعوا الناس ان هما سبب السعادة، وان اللي بيكسر كلامهم بيبقى يا ويله، كانوا بيسيطروا بشكل كبير على عقول الناس.

المكان بره البيت اللي بتقعد فيه كوثر وسعدية كان بيكون زحمة جدًا، وكل الناس بتقف تستناهم فيه، بس في البيت من جوه الدنيا مختلفة خالص.

البيت كان متقسم بشكل مناسب جدًا، كل حاجة ليها أوضتها، الناس اللي عايزة تعمل سحر بسيط في أوضة، والناس اللي عايزة تعمل سحر سفلي في أوضة، وأي حاجة صعبة عن كده في أوضة تالته.

كل حاجة من دول ليها حساب لوحدهاـ وكل الناس بتخاف منهم، والناس عشان تطمن كانت بتبعد عنهم وعن سور بيتهم.

وفي يوم كل حاجة من دي اتغيرت، لما صحيوا أهل المنطقة من النوم وشافوا الاتنين حياتهم خلصت لحد كده.

كانوا مرميين على الأرض في صالة البيت وحواليهم دمهم.

الرقبة كانت مفصولة عن الجسم والأصابع كانت مفصولة عن الايد ومتنطورة في كل مكان في البيت.

كلم الأهالي رجال الشرطة اللي وصلوا بسرعة وهما مخضوضين من الوصف اللي اتقالهم في البلاغ، وكان معاهم رجال المعمل الجنائي اللي كانوا عايزين يعرفوا ايه اللي حصل في البيت ده.

أول حاجة لاحظوها ان الأبواب والشبابيك سليمة ومش ظاهر أي عنف عليهم، وكان باين ان الموضوع ده حصل من حوالي ساعة.

والناس الزباين اللي مشيوا من عندهم مشيوا الساعة 2:00 بالليل، والكلام ده حصل في مدخل البيت، كانت كوثر قريبة من باب البيت وبعدها بمسافة بسيطة كانت سعدية.

كان باين من شكل العملية ان المجرم استخدم فيها أداة للقطع حادة جدًا، المعمل الجنائي حاول يفحص البصمات بس لقى بصمات كتيرة جدًا في البيت، وده بسبب عدد الزباين الكتيرة اللي كانت بتجلهم كل يوم.

وبعد كده اتنقل الاتنين للطب الشرعي عشان يعرفوا ايه هو سبب الحادثة.

الطب الشرعي كتب ملاحظة مهمة، وهي ان الجريمة دي تمت بطريقة احترافية جدًا من حد خبير في الموضوع ده.

الغريب ان كان في دقايق بسيطة بين وقت وفاة الاتنين، كمان ظهر على جسمهم ان مكانش في منهم أي مقاومة زي ما يكون اللي عمل فيهم كده على معرفة بيهم كويس.

كان من أغرب الحاجات كمان ان الناس في القرية مسمعتش مقاومة أو صوت، مع ان القرى بتبقى عكس كده، والأهالي فيها على طول بيسمعوا أي حاجة بتحصل.

كله كان مستغرب مين اللي قدر يدخل من غير ما يعمل أي صوت ويخرج من غير أي صوت، ومن غير ما أي حد يكتشفه.

حاول رجال الأمن يحققوا عشان يعرفوا اللي حصل لسعدية وكوثر.

طبعًا الكلام اللي كان داير بين أهل القرية في الوقت ده ان الشيطان غضب عليهم أو انهم كانوا بيحضروا عمل مؤذي واتقلب عليهم.

الاشاعات كترت في الموضوع ده بس ده مأثرش على رجال الأمن، وكانوا بيدوروا على أدلة أو خيط يوصلهم للمجرم، عشان كده حاولوا يجمعوا كل المعلومات عن سعدية وكوثر.

وكان تجميع المعلومات هو أسهل حاجة في القضية، وعرفوا ان من ست سنين اختارت سعدية وكوثر انهم يشتغلوا في الشعوذة والسحر.

كانوا بيشتغلوا في الحاجات دي واشتهروا بيها، كان بيجيلهم ناس من قريتهم ومن القرى اللي جنبهم، وكمان كان بيجيلهم ناس من المحافظات.

من سنتين اشتروا البيت اللي الناس لقوهم في ده، وكانوا عايشين فيه مع ولادهم، وكسبوا فلوس كتيرة جدًا في الوقت ده، وكان باين ده في الدهب الكتير اللي كانوا بيلبسوه في ايدهم.

طبعًا رجال الأمن قالوا ان قطع الايد كان عشان الدهب يتاخد منهم لان كان معاهم خواتم وغوايش كتيرة جدًا تلفت نظر أي حد.

بس رجال الأمن مقدروش لحد دلوقتي يحددوا أي مشتبه فيه عشان في ناس كتيرة جدًا كانت بتروحلهم، بس هما رجحوا ان اللي عمل كده حد من الزباين اللي بيروحولهم كتير، وده بسبب ان البيت بتاعهم مكانش باين عليه أي اقتحام.

كمل رجال الأمن التحقيق، وحاولوا يدورا في العلاقات بتاعتهم، وحاولوا يعرفوا ايه اللي بينهم وبين أهل القرية وعرفوا ان أغلبية الناس بتخاف منهم أوي.

وفجأة عرفوا معلومة مهمة وهما بيتكلموا مع واحد من القرية اللي قالهم ان في جزار ساكن قريب من بيتهم وهو مختفي من القرية بقاله فترة، وبالرغم من انه مكنش عايش في القرية بقاله مدة كبيرة، وبيروح ويجي عليها، بس عمره ما اختفى الفترة الطويلة دي.

كمان قالهم ان الجزار ده متجوز في القرية وبالرغم ان الراجل حكالهم الموضوع ده كنقاش عادي، بس هو لفت انتباه رجال الشرطة، لان الراجل ده جزار، والطريقة اللي حصلت بيها الجريمة كان باين منها ان اللي عمل كده شخص خبير.طبعًا في القرى بيبقى كل الناس فيها عارفين بعض وعارفين التفاصيل الداخلية عن بعض ولما سأل رجال الأمن عن اسم الجزار قالوا ان اسمه شعبان السيد، وهو جزار في منطقة الشرابية.

وان هو كان متجوز واحدة من القرية وكان بيقعد معاها كام يوم وبعدين يسافر القاهرة تاني.

لما جمع رجال الأمن كل المعلومات عن الجزار عرفوا ان هو كان كسيب ومعاه فلوس بس بعد كده فلوسه قلت وبقى عليه ديون كتيرة وده كان شيء غريب بالنسبة ليهم.

ودي كانت المعلومة المهمة اللي خلت رجال الأمن يحسوا انه عمل كده عشان ياخد الفلوس والدهب، وطبعًا شكوا فيه لأكتر من سبب كمان، أولهم ان هو خبير والحادثة كان باين عليها ان اللي نفذها حد خبير في الموضوع.

وطبعًا بسبب ظروفه المادية الصعبة ممكن جدًا يكون هو اللي عمل كده عشان الدهب اللي معاهم ويفك بيه أزمته.

اتحرك رجال الأمن على منطقة الشرابية ولقوه قاعد في المحل بتاعه طبيعي جدًا وعنده شهود كتيرة بتأكد ان هو مسافرش البلد بقاله اسبوع أو أكتر.

بس رجال الأمن وجهوه قدام واحد من القرية قال ان هو شافه خارج من بيته الساعة 4:00 الفجر، وده معاد أول مرة يخرج فيه من بيته، وكمان جابوله دليل من موقف الميكروباص.

كمان في ناس كتيرة شافته وهو بيركب من الموقف عشان يروح المنوفية.

ولما شعبان ملقاش أي أمل انه يهرب من العدالة قرر ان هو يعترف باللي عمله.

اعترف ازاي ده حصل، وايه اللي خلاه يعمل كده في جيرانه سعدية وكوثر.

شعبان حكى انه عمل فيهم كده عشان هما دمروا حياته بالسحر وحكى كل حاجة بالتفصيل.

قال ان هو بعد ما اتجوز مراته وقعد فترة في القرية لقاها بتروح عند كوثر وسعدية.

لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل