البطلة الحقيقية

كان يا ما كان، في مدرسة ابتدائية في حي شعبي بسيط، كان فيه بنت اسمها نور.
نور كانت بنت هادية ومؤدبة، بس كان عندها صعوبات في التعلم.
كانت بتعاني من مشكلة في القراءة والكتابة، وكل ما تيجي تحاول تقرأ أو تكتب، الحروف كانت بتتلخبط قدامها.
أصحابها في المدرسة مكانوش بيساعدوها، بالعكس، كانوا بيتريقوا عليها ويضحكوا كل ما تغلط في الإجابة أو تتأخر في الكتابة.
ومرة في حصة العربي، المدرس قالها تقرأ جملة من الكتاب.
حاولت، بس الكلمات كانت بتهرب منها.
زمايلها بدأوا يضحكوا بصوت عالي، ونور حست بالإحراج والدموع اتجمعت في عينيها.
وبعد الحصة، راحت نور للحمام ووقفت قدام المراية.
وبصت في عينيها وسألت نفسها: ليه أنا مش زي باقي الأطفال؟ ليه مبقدرش أقرأ وأكتب زيهم؟
خرجت من الحمام وهي مكسورة.
وفي يوم من الأيام، رجعت نور البيت وهي حزينة كالعادة.
والدتها، اللي كانت دايمًا بتحاول تفهمها وتدعمها، لاحظت إن الحالة بقت أسوأ.
سألتها: فيه إيه يا نور؟ ليه انتي حزينة النهاردة؟
نور مقدرتش تمسك نفسها وبدأت تعيط وتحكي لمامتها عن اللي بيحصل في المدرسة وعن التريقة اللي بتتعرض ليها كل يوم.
وقررت الأم إنها لازم تعمل حاجة عشان تساعد بنتها.
وراحت مع نور لعيادة دكتور نفسي متخصص في مشاكل الأطفال.
الدكتور استقبلهم ورحب بيهم، وبدأ يسمع لمشاكل نور.
الدكتور بعد ما سمع لمشاكلها، قال للأم: نور بتعاني من صعوبات في التعلم، ودي حاجة مش غريبة، فيه كتير من الأطفال بيعانوا من المشاكل دي، بس بالمساعدة والدعم بيقدروا يتغلبوا عليها.
عرف الدكتور الأم على التمارين والأنشطة اللي ممكن تساعد نور في تحسين مهاراتها في القراءة والكتابة.
وبدأت الأم تطبق النصايح والتمارين مع نور كل يوم.
وبالرغم من إنها كانت رحلة طويلة وصعبة، بس نور بدأت تحس بتحسن.
وبقت تقدر تقرأ كلمات بسيطة وتكتب جمل قصيرة من غير ما تتلخبط.
في المدرسة، كانت نور لسه بتتعرض لشوية تريقة، بس بدأت تتعلم إنها ما تسيبش كلامهم يأثر عليها.
وفي يوم من الأيام، كان عندهم حصة عن الأبطال اللي بتواجه صعوبات في التعلم واتغلبت عليها.
المدرسة قررت تحكي عن شخصيات ملهمة زي توماس إديسون وألبرت أينشتاين، اللي هما كمان كانوا بيعانوا من صعوبات في التعلم.
وبعد الحصة، حست نور إنها مش لوحدها، وإن فيه ناس كتير قبليها كانوا بيعانوا ونجحوا.
وقررت إنها مش هتستسلم وهتفضل تحاول لحد ما تتغلب على صعوباتها.
وفي يوم من الأيام، كانت المدرسة عاملة مسابقة للقراءة.
ونور قررت إنها تشترك، بالرغم من خوفها وتوترها.
ولما اتقال اسمها، طلعت نور على المسرح، وايدها كانت بتترعش، بس بصت لوالدتها اللي كانت قاعدة في الصفوف الأولى، وافتكرت كل اللي اتعلمته وكل التمارين اللي عملتها.
وبدأت تقرأ من الكتاب، وفي الأول، كانت بتقرأ الكلمات وبتتلخبط شوية، بس بعد شوية بقت الكلمات واضحة وسلسة.
نور قدرت تقرأ الفقرة كاملة من غير ما تغلط، ولما خلصت، قاعة المدرسة كانت كلها بتسقف وتشجع.
المدرسة قدمت لنور جايزة تقدير لمجهودها وشجاعتها.
وزمايلها اللي كانوا بيتريقوا عليها في الأول، بدأوا يحترموها وبطلوا يتريقوا عليها، وحتى في جزء منهم اعتذروا ليها عن اللي عملوه.
وبقت نور تشارك في الأنشطة المدرسية بثقة أكبر، وبقت تذاكر وتجتهد، والدتها كانت دايمًا جنبها، وبتدعمها وبتشجعها.
وكانت بتقولها: انتي قوية يا نور، وقدرتي تتغلبي على صعوبات كتير، المستقبل ليكي.
وبمرور الوقت، نور بقت طالبة متميزة في المدرسة، وبقت مثال لكل الطلاب اللي بيعانوا من صعوبات، والكل بقى يحترمها ويشجعها، وبقت قصتها مصدر إلهام لكل اللي حواليها.
بس الرحلة مكانتش سهلة، وكان فيه مواقف كتير بتختبر عزيمة نور وإرادتها.
وفي مرة من المرات، كان عندهم امتحان شهري، ونور كانت حاسة بالخوف والقلق.
المدرسة كانت صارمة في مسألة الغش، ونور كانت بتذاكر بجد بس كانت دايمًا متأخرة عن باقي زمايلها في التحصيل.
وفي يوم الامتحان، قررت نور إنها تركز وتبذل أقصى جهدها.
وبدأت تقرأ الأسئلة وتحاول تجاوب، بس الكلمات كانت بتتشوش في دماغها.
وفجأة، واحدة من زميلاتها، اسمها سارة، واللي كانت بتتريق عليها دايمًا، مدت ورقة الإجابة بتاعتها لنور بحركة خفية، وقالت: خدي، شوفي الإجابات.
نور كانت في حالة صراع داخلي هي عارفة إن الغش غلط، وعارفة كمان إنها لو اتقفشت، هتكون عواقبها وخيمة.
وفي نفس الوقت، كانت عايزة تثبت لنفسها وللكل إنها قادرة تنجح من غير مساعدة حد.
بصت في عيون سارة وقالتلها بهدوء: لا، شكرًا، أنا هحل لوحدي.
ورجعت تركز في ورقتها وحاولت بكل جهدها تجاوب على الأسئلة.
وفي النهاية، لما سلمت الورقة، كانت حاسة براحة نفسية إنها ما استسلمتش للغش.
ولما طلعت النتيجة، نور مجابتش الدرجة النهائية، لكنها كانت فخورة بنفسها وبمجهودها.
والمدرسة كمان لاحظت تقدمها، وبدأت تدعمها وتشجعها أكتر.
ومرة تانية، كان عندهم نشاط رياضي في المدرسة.
نور كانت دايمًا بتحب الرياضة بس مكانتش بتشارك كتير بسبب التريقة اللي بتتعرض ليها.
بس في المرة دي، قررت تشترك في فريق كرة السلة، بالرغم من إنها كانت مش واثقة في قدراتها، بس قررت تاخد التحدي.
وفي بداية المباراة، كانت نور متوترة جدًا وبتغلط كتير، وزميلاتها في الفريق كانوا بيتضايقوا، بس بعد شوية، بدأت تستجمع شجاعتها وتركيزها.
وفي اللحظة الحاسمة، الكرة كانت في ايد نور والفريق محتاج نقطة واحدة للفوز، الكل كان متوقع إنها هتغلط أو تتردد.
بس نور، بإرادة قوية، حدفت الكرة نحو السلة، ونجحت في تسجيل النقطة الحاسمة، الفرحة كانت كبيرة، والكل بدأ يهتف باسمها، وزميلاتها في الفريق شالوها على أكتافهم، وكانوا فخورين بيها.
وفي نهاية العام الدراسي، نور أخدت جايزة “الطالبة المثابرة” من المدرسة، تقديرًا لمجهودها وشجاعتها في مواجهة الصعوبات، والجائزة دي كانت مش بس شهادة أو ميدالية، بس كانت تأكيد على إن الإرادة والتصميم قادرين يغيروا المصير.
نور بقت رمز للأمل والإصرار في مدرستها، وكل طالب بيعاني من صعوبات كان بيشوف فيها نموذج يحتذى بيه.
والدتها كانت فخورة بيها بشكل لا يوصف، وكانت دايمًا بتقول لكل الناس: نور مش بس بنتي، نور بطلة حقيقية.
ومن هنا، نور اتعلمت إن التحديات جزء من الحياة، وإن مهما كانت الصعوبات، الإرادة والعزيمة هما اللي بيصنعوا الفرق.
قدرت تثبت لنفسها وللكل إنها تقدر تتغلب على أي حاجة، وإنها بطلة حقيقية.
 
				





