Close

أخباركم

ما هو حكم بر الوالدين في الإسلام؟

 


للوالدين مكانة عظيمة في نفوس الأبناء وحثت الأديان والعادات والتقاليد الاجتماعية على بر الوالدين إذا ماهو حكم بر الوالدين في الإسلام؟. حيث أنه قد حثّ الله تعالى على برّ الوالدين أي معاملتهما معاملة حسنة وجعل لذلك أجرًا عظيمًا في الدنيا والآخرة، فلا بدّ أن يكون الشّخص الذي يديم الإحسان لوالديه يستشعر البركة في كل نواحي حياته من جراء إحسانه ودعاء والديه الدائم له. فينعكس رضا الله والوالدين على صحته ورزقه وعائلته وعلمه، فتملأ السكينة قلبه والهدوء حياته، وتكلل كل طرقه بالتيسير، ويجنبه الله تعالى المصائب العظام وشرور الإنس والجن، وفي الآخرة فإنّ الجنة إن شاء الله هي جزاؤه ومسكنه. وسوف نتناول معكم في هذا المقال ما هو حكم بر الوالدين في الإسلام؟

ما هو حكم بر الوالدين في الإسلام؟

يعتبر بر الوالدين من الأشياء التي توصل فاعلها إلى الجنة وتكسبه رضا الله في الدنيا والآخرة لأنها من العبادات المحبوبة عند الله سبحانه. وقد بين الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم كيف يجب أن نعامل والدينا. حتى أنه سبحانه وتعالى جعلها في المرتبة الثانية بعد التوحيد بالله. وبين ذلك أيضا في السنة النبوية وفي السطور القادمة سوف نقدم لكم مكانة رضا الوالدين عند الله سبحانه. والفوائد التي تعود على الفرد والمجتمع من بر الوالدين فتابعونا.

رضا الله في رضا الوالدين

رضا الوالدين على أبنائهم يقود إلى رضا الله -عز وجل-، والله -عز وجل- يبارك ويرضى عن الابن البار بوالديه. فقد جعل الله الإحسان للوالدين بعد شهادة أن لا إله إلا الله في أكثر من موضع في القرآن. فقد قال سبحانه وتعالى في سورة البقرة “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”. كما قال تعالى في سورة الأنعام “قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ”.

كما يكون بر الوالدين سببًا في دخول الابن الجنة. ولا يقتصر البر على الأولاد دون البنات، أو البنات دون الأولاد، أو الصغار دون الكبار أو الكبار دون الصغار،. وإنّما يتوجب عليهم جميعًا أن يبروا والديهم على حد سواء. ويُقدمون لهم الرعاية والخدمات اللازمة دون كلل أو ملل ودون ضجر بفعل أو حتى بأقل الكلمات. وبشكل خاص عندما يكبر الوالدين فقد قال سبحانه وتعالى “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”

 بر الوالدين يحفظ المجتمع

إنّ الأب والأم يقدمان الغالي والنفيس في سبيل تربية أبنائهم تربيةً صالحةً. فواجب الأبناء تجاه آبائهم أن يردوا ذلك المعروف لهم، فالوالدين كانوا السند في الصغر، وعلى الأبناء أن يكونوا لهم السند عند الكبر. مثل: الإنفاق عليهم، زيارتهم وتلبية احتياجاتهم. أخذ رضاهم والاطمئنان على راحتهم، والدعاء لهم في الحياة والممات. فبر الوالدين ليس فقط بالكلام بل بالأفعال. قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، فالإحسان للوالدين وخدمتهم يتطلب الصبر وبذل الجهد فالوالدان يحبان أبناءهم حبًا كبيرًا غير مشروط. فهما يُشعران بعاطفة كبيرة وحنان ومسؤولية دائمة حتى الممات اتجاه فلذات أكبادهم.

لذلك رد هذا الجميل فيه ثواب وأجر عظيم. أوصى به الله -عز وجل- وأخبرنا بأهميته سيد الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم-. قال الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-: “ثلاثةٌ قد حرَّمَ اللهُ عليهم الجنةَ: مُدمنُ الخمرِ، والعاقُّ، والدَّيُّوثُ الذي يُقِرُّ في أهلِهِ الخُبْثَ“. فبر الوالدين من أهم القيم الإنسانية التي تبني المجتمعات. فكل الشرائع السماوية أكدت على أهميته ودوره في الحفاظ على الأخلاق.

بر الوالدين مفتاح التوفيق في الدنيا والآخرة

جبر الخاطر من أكثر الأعمال التي دعا إليها الدين. فكيف إذا كان جبر خاطر الوالدين؟. فالمعاملة السيئة لهما، قد تكون سببا في غلق أبواب التوفيق والنجاح والرزق. هذا لأنّ طاعة الوالدين من طاعة الله. فإذا كان الأب والأم يحتاجان المال فيجب مساعدتهم. وإذا كانا في ضيق وحزن فعليك معرفة السبب وراء ذلك وإسعادهما. وحتى إن لم تكن تستطيع فعل شيء فالدعاء لهما يدخل في باب الطاعة أيضًا.

إنّ طاعة الوالدين واجبة في كل الأمور إلا ما قد يكون فيه معصيةً لله. فهذا الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- عندما أسلم حاولت والدته رده عن ذلك وإرجاعه إلى دين أجداده. حتى إنّها رفضت الطعام والشراب وشارفت على الهلاك. ولكن في المقابل لم يرضَ الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص الرجوع عن الإسلام. وظل يبر بأمه ويُطيعها كما أمره الله تعالى.

شعر في مكانة الأم في المجتمع

بر الوالدين مفتاح التوفيق والفرج والسعادة في الحياة الدنيا والآخرة. خاصةً الأم التي حملت وتعبت وسهرت وكابدت لأجل أولادها. يقول الشاعر حافظ إبراهيم:

الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها
أَعدَدتَ شَعبًا طَيِّبَ الأَعراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَياه