سرطان الغدد اللمفاوية، هل تعلم أن هناك نوعًا من السرطان يصيب خلايا الجهاز المناعي التي تحمينا من الأمراض؟ هذا السرطان يسمى سرطان الغدد اللمفاويه، وهو ينشأ عندما تتحول بعض خلايا الغدد اللمفاوية إلى خلايا سرطانية وتنمو بشكل غير طبيعي وتنتشر في أجزاء مختلفة من الجسم. في هذه المقالة، سنتعرف على ما هو وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه. كما سنجيب على سؤال شائع: هل يمكن لتحليل cbc أن يكشف سرطان الغدد اللمفاوية؟
ما هو سرطان الغدد اللمفاوية؟
هو نوع من أنواع السرطان التي تصيب خلايا الجهاز المناعي المسؤولة عن مكافحة العدوى والأمراض. ينشأ هذا السرطان عندما تتحول بعض خلايا الغدد اللمفاويه إلى خلايا سرطانية وتنمو بشكل غير طبيعي وتنتشر في أجزاء مختلفة من الجسم. يمكن أن يصيب أي شخص في أي عمر، لكنه أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا أو الذين يعانون من ضعف في المناعة.
هل يمكن أن تحيا دون وجود الغدد اللمفاويه؟
الغدد اللمفاوية هي جزء أساسي من الجهاز اللمفاوي الذي يعمل على حماية جسمك من العدوى. يتألف الجهاز اللمفاوي من عدة عناصر، منها الطحال، والغدة الكظرية، والأوعية اللمفاوية التي تنقل السائل اللمفاوي، والغدد اللمفاوية التي تعمل كمحطات تصفية للسائل اللمفاوي. تزيل الغدد اللمفاوية الميكروبات والخلايا المريضة من السائل اللمفاوي قبل أن يعود إلى مجرى الدم. كما تحتوي على خلايا مناعية تسمى خلايا بائية B Cells، والتي تنتج أجسام مضادة لتحديد وهجوم المسببات المرضية والقضاء عليها.
إذن، فإن الغدد اللمفاوية لها دور حاسم في صحة جسمك، وبدونها سيكون جسمك عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض. لذلك، فإنه من المستحيل أن تحيا دون وجود الغدد اللمفاوية بسبب أهميتها في نظام المناعة.
لماذا قد تصاب بسرطان الغدد اللمفاوية من الأساس؟
سرطان الغدد اللمفاوية هو نوع من الأورام الخبيثة التي نشأت في خلايا الجهاز المناعي. يحدث هذا عندما يتعرض بعض الخلايا اللمفاوية لطفرات چينية تجعلها تنقسم بشكل غير مسيطر وتتراكم في الأنسجة اللمفاوية أو في أعضاء أخرى. لا يوجد سببٌ محدد يؤدي إلى حدوث هذه الطفرات، ولكن هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، مثل:
- الإصابة ببعض الڤيروسات التي تؤثر على الجهاز المناعي، مثل ڤيروس التهاب الكبد C أو ڤيروس نقص المناعة البشرية HIV.
- وجود اضطرابات في وظائف الجهاز المناعي أو استخدام أدوية تقلل من فعاليته.
- التعرض لمواد كيميائية سامة أو مشعة تسبب ضررًا للخلايا، مثل المبيدات أو الأشعة.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية في أقارب من الدرجة الأولى.
سرطان الغدد اللمفاوية نشأت في أي جزء من الجسم يحتوي على خلايا لمفاوية، سواء كانت في الغدد أو في الأعضاء. كما ينتقل من مكان إلى آخر عبر مجرى الدم أو الأوعية اللمفاوية، وهذا ما سمى بالانتشار أو التحول.
هل يمكن لتحليل cbc أن يكشف سرطان الغدد اللمفاوية؟
تحليل cbc هو اختصار لـ complete blood count أو عد الدم الكامل، وهو اختبار دم شائع يقيس مستوى خلايا الدم المختلفة في جسم الإنسان، مثل خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية. يستخدم هذا التحليل لتشخيص ومتابعة حالات مختلفة تؤثر على صحة الدم، مثل فقر الدم والالتهابات والنزيف وبعض أنواع السرطان
الإجابة هي لا بشكل مباشر، فتحليل cbc لا يستطيع تحديد نوع أو مكان سرطان الغدد اللمفاوية بدقة. لكنه قد يكشف عن بعض التغيرات في خلايا الدم التي قد تشير إلى وجود سرطان في جسم المريض. مثلاً، قد يظهر تحليل cbc انخفاض في عدد خلايا الدم الحمراء أو ارتفاع في عدد خلايا الدم البيضاء أو اختلال في نسبة بعض أنواع خلايا الدم البيضاء. هذه التغيرات قد تكون ناتجة عن سبب آخر غير سرطان الغدد اللمفاوية، لذلك يجب إجراء فحوصات إضافية لتأكيد التشخيص.
ما هو أهم فحص لتشخيصه
أهم فحص لتشخيصه هو استئصال وخزعة عقدة لمفاوية مشبوهة، حيث يقوم طبيب مختص بإزالة جزء أو كل عقدة لمفاوية من جسم المريض وإرساله إلى مختبر لفحصه تحت المجهر. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها التأكد من وجود خلايا سرطانية في الغدد اللمفاوية وتحديد نوعها ومرحلتها.ولكن قبل إجراء هذا الفحص، قد يطلب منك الطبيب إجراء فحص cbc أو تعداد الدم الكامل، والذي يقيس عدد ونوع خلايا الدم في جسمك. هذا الفحص يساعد على اكتشاف بعض التغيرات غير الطبيعية في خلايا الدم التي قد تشير إلى وجود مشكلة في نظام المناعة أو في نخاع العظام.
بعض أنواع هذا المرض يؤثر على خلايا الدم البيضاء ويزيد من عددها بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى اضطرابات في وظائف الجسم. إذن، يمكن اعتبار تحليل cbc كفحص أولي للكشف عنه، لكنه ليس كافيًا أو دقيقًا لتأكيد التشخيص. يجب استشارة الطبيب عند ظهور أي أعراض .كما يجب اتباع تعليمات الطبيب بشأن إجراء فحوصات أخرى للتأكد من حالة المريض واختيار أفضل خطة علاجية.
فحوصات أخرى قد تحتاج إليها:
فحص النخاع الشوكي: يستخرج طبيب عينة من سائل النخاع الشوكي باستخدام إبرة رفيعة تُغرز في ظهر المريض. يُفحَص هذا السائل للبحث عن خلايا سرطانية أو علامات على التهاب.
التصوير بالأشعة: يستخدم هذا الفحص لإنتاج صور للأعضاء الداخلية والعظام. يساعد على تحديد مواقع الغدد اللمفاوية المصابة والتغيرات في العظام.
التصوير المقطعي: يستخدم هذا الفحص لإنتاج صور مفصلة للأعضاء والأنسجة في جسم المريض. يساعد على تحديد حجم وشكل وموقع الغدد اللمفاوية المصابة والأورام الأخرى.
التصوير بالإشعاع المشع: يستخدم هذا الفحص لإنتاج صور تظهر نشاط الخلايا في جسم المريض. يتم حقن مادة مشعة في الوريد وتتبع حركتها في الجسم. يساعد على تحديد المناطق التي تظهر نشاطًا زائدًا للخلايا، مما قد يشير إلى وجود سرطان.
فحص PET: يستخدم هذا الفحص لإنتاج صور تظهر كيفية استهلاك الخلايا للسكر في جسم المريض. يتم حقن مادة تحتوي على سكر مشع في الوريد وتتبع حركتها في الجسم. يساعد على تحديد المناطق التي تستهلك كمية كبيرة من السكر، مما قد يشير إلى وجود سرطان.
هل سرطان الغدد اللمفاويه خطير؟
سرطان الغدد الليمفاوية هو مرض خطير يصيب الخلايا المناعية في الجسم، وينقسم إلى نوعين رئيسيين: سرطان الغدد الليمفاوية الهودجكين واللاهودجكين. يتسبب هذا المرض في بعض المضاعفات الصحية على المدى الطويل.أحد هذه المضاعفات هو ضعف جهاز المناعة، الذي يجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الحادة والأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والرئة والاكتئاب.
كما يزيد علاج سرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكين من احتمالية الإصابة بأشكال أخرى من السرطان في المستقبل، وسمى هذه الحالة بـ”السرطان الثانوي”.وذلك لأن العلاج الكيميائي والإشعاعي يؤثران سلبًا على الخلايا السليمة في الجسم أثناء محاربة الخلايا السرطانية، وقد يحولان بعضها إلى خلايا سرطانية جديدة بعد سنوات من نهاية العلاج.
ما هي طرق علاج سرطان الغدد اللمفاوية؟
من بين الخيارات المتاحة لعلاج سرطان الغدد اللمفاوية، تبرز العلاجات التالية:
- العلاج الكيميائي: هو الأكثر شيوعًا في مواجهة سرطان الغدد اللمفاوية، وتحدد الجرعة بناءً على نوع ومرحلة الليمفاوما.
- العلاجات البيولوجية: تعمل على تنشيط جهاز المناعة ليتمكن من مهاجمة وإتلاف الخلايا السرطانية.
- العلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة: تم إدخال أجسام مضادة صناعية في مجرى الدم لتساعد جهاز المناعة على التخلص من الخلايا السرطانية.
- العلاجات الإشعاعية: تستخدم جرعات عالية من الإشعاع لقتل الخلايا السرطانية.
- زرع الخلايا الجذعية: هو خيار آخر يمكن استخدامه إذا فشلت باقي العلاجات.
- الجراحة: تستخدم لإزالة الأعضاء أو الأجزاء المصابة بالسرطان.
في الخاتمة، نود أن نؤكد على أهمية التوعية بأعراض هذا المرض والتشخيص المبكر له، حيث يزيد ذلك من فرص الشفاء والنجاة. كما ننصح بالالتزام بالنظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة والابتعاد عن التدخين والكحول والمواد المسرطنة.