مع بداية تغيير الجو ودخول فصل الشتاء، يصاب كثير من الناس بنزلات البرد أو يتكاسلون عن الذهاب إلى الطبيب، ولا يعرفون ما هي الأدوية المناسبة لهم وحالتهم الصحية. يذهبون لأخذ بعض المضادات الحيوية التي توصف من قبل بعض الصيدليات، وأغلب دكاترة الصيدلة يقومون بوصف حقنة في حالة نزلات البرد. أصبحت هذه الحقنة متداولة بين المواطنين وتسمى بالخلطة السحرية. فهل هذه الحقنة معتمدة كعلاج للبرد أم لا؟ كل هذا وأكثر سوف نتعرف عليه من خلال هذا المقال، وسوف نوضح لكم توجيهات وزارة الصحة بخصوص هذا الأمر.
وزارة الصحة: “الخلطة السحرية ” لعلاج نزلات البرد تركيبة اجتهادية ليس لها أساس علمى
حذرت وزارة الصحة والسكان من الحقنة المتداولة بين المواطنين والتي تُسمى بالخلطة السحرية، حيث يلجأ إليها كثير من الأشخاص في حالة إصابتهم بنزلات برد. وقد قالت وزارة الصحة والسكان إنه لا يوجد مستحضر طبي، سواء كيميائي أو بيولوجي، بهذا الاسم، ولا يعرف الطب مركب تم اعتماده كعلاج للبرد بمجرد حقنه لمرة واحدة. كما قالت وزارة الصحة إن هذه الحقن تحتوي على الكورتيزون، الذي يؤدي الإفراط في استخدامه إلى ضعف المناعة وله أضرار كثيرة على مرضى السكر وارتفاع ضغط الدم. وأن هذه الحقن، التي تُعرف بالخلطة السحرية، تحتوي على مضاد حيوي، وأن المضادات الحيوية لا تعالج نزلات البرد كونها عدوى فيروسية، وإنما تستخدم لعلاج العدوى البكتيرية، والإفراط في استخدامها يجعل الجسم مقاومًا لها على المدى البعيد.
علامة تحتوي حقنه الخلطه السحريه
إن وزارة الصحة تكشف عن مكونات الحقنة المتداولة، حيث قالت إنها تحتوي على مسكنات الألم وخافض الحرارة، مع التنبيه على أن المسكنات الزائدة وخافض الحرارة تسبب مشاكل صحية لمرضى الكبد والقلب والسكري والربو. كما أن الإفراط في تناولها يسبب قرحة المعدة واختلالًا في وظائف الكلى. وأوضح الدكتور مصطفى محمدي، مدير عام التطعيمات بالمصل واللقاح، أن هذه الحقنة هي مصطلح دارج متداول بين المواطنين وبعض الصيادلة أو العاملين بها، وهي عبارة عن مركب من ثلاث مستحضرات: مضاد حيوي، مسكن للألم، خافض للحرارة، وكورتيزون. ويتم إعطاؤها لمن يعاني من أعراض نزلات البرد أو الإنفلونزا بغرض العلاج، ولكنها لا تعالج نهائيًا، فهي تركيبة اجتهادية ليس لها أساس علمي أو طبي. وإن شعر المريض بتحسن، فهي قد تحمل له قدرًا من الخطورة قد يمس حياته بشكل مباشر، ولا ينصح بأخذ هذه التركيبة من أي جهة. وتحذر وزارة الصحة كل الجهات الطبية من خطورة استخدامها.
آثار مسكن الألم و تأثير الكورتيزون
إن هناك آثارًا ملحوظة للمسكنات والكورتيزون أيضًا على أعراض الحساسية المصاحبة للبرد والإنفلونزا، حيث قد يشعر المريض ببعض التحسن، لذا أطلقوا عليه حقنة البرد دون النظر لخطورتها وعدم جدوى استخدام بعض أو كل مكوناتها، سواء مضادات حيوية أو مسكنات. هناك مخاطر قد تتعرض لها، بداية من احتمال حدوث الصدمات التحسسية، مرورًا بمخاطر استخدام المضاد بشكل سيء ودون داعٍ، وانتهاءً بتأثير هذه التركيبة السلبية على المناعة والسكر والضغط والكلى، وتهديد لحياة الشخص بشكل مباشر. فلا توجد علاقة بين لقاح الإنفلونزا الموسمية وما يعرف بالحقن المتداولة في هذه الفترة، فهناك فرق شاسع بينهم من حيث الشكل والمضمون. فإن اللقاح هو واقٍ ويحمي من الإصابة بالإنفلونزا ومضاعفاتها، ولا يحمل أي نوع من أنواع الخطورة على الصحة أو حياة متلقي اللقاح. لذلك، ينصح بتناول لقاح الإنفلونزا من قبل الجهات الصحية بغرض الوقاية والحماية.
علاجات نزلات البرد
قبل أن نوضح لكم العلاجات الطبيعية لنزلات البرد، يجب أن أنصحكم بالابتعاد التام عن الحقن المتداولة التي تؤدي إلى مخاطر كبيرة، وقد حذرت منها وزارة الصحة والسكان أيضًا. فيما يلي سوف نوضح لكم علاجات نزلات البرد، فإن نزلات البرد قد تستمر فترة من أسبوع إلى أسبوعين، وهذا لا يعني أنه يتعين عليك الشعور بالسوء طوال هذه المدة، فربما تشعر بالتحسن عند اتباع الآتي:
- أولاً، الإكثار من شرب السوائل يساعد على تخفيف الاحتقان. يمكنك تناول المياه أو العصائر أو الحساء المصفى أو مزيج الليمون والعسل بالماء الدافئ. كما تساعد هذه الأشياء على منع فقدان الكثير من السوائل، والذي يسمى بالجفاف.
- يمكنك أخذ قسط من الراحة في فترة نزلات البرد لأن جسمك يحتاج إلى الراحة من أجل التعافي.
- شرب السوائل الدافئة، حيث تستخدم العديد من الثقافات السوائل الدافئة مثل الحساء والشاي وعصير التفاح الدافئ لعلاج نزلات البرد، والتي تساعد على تخفيف الاحتقان عن طريق زيادة تدفق المخاط.
- استخدام العسل، حيث يساعد على مقاومة السعال. يمكنك أيضاً وضعه في الشاي الدافئ أو الماء بالليمون.
- إضافة المرطبات الباردة إلى الهواء، حيث يمكن أن يضيف استخدام جهاز الترطيب مزيداً من الرطوبة إلى الهواء في المنزل، والذي يساعد على تخفيف الاحتقان.
علاجات نزلات البرد مع نتائج دراسة متباينة
على الرغم من أن هناك دراسات جارية، ما زال العلماء لا يعرفون ما إذا كانت علاجات نزلات البرد مثل فيتامين سي والزنك فعالة أم لا. وإليك ما تظهره الدراسات:
- لم يثبت فعلاً أن فيتامين سي يساعد على الوقاية من نزلات البرد، ولكن اكتشفت بعض الدراسات أن تناول فيتامين سي قبل ظهور أعراض نزلة البرد قد يقلل مدة استمرار الأعراض، وقد يساعد أيضاً الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد، لأنهم غالباً ما يكونون على اتصال بالفيروسات المسببة لنزلات البرد. على سبيل المثال، ترفع خطر الإصابة عند الأطفال الذين يذهبون إلى حضانات جماعية خلال فصل الشتاء بنزلات البرد.
- هناك بعض الدراسات التي تظهر أن أقراص الزنك أو شراب الزنك قد تمنع الإصابة بنزلات البرد أو تقلل من مدة استمرار الأعراض، بينما تشير دراسات أخرى إلى أن الزنك لا يساعد ويمكن أن يسبب آثاراً جانبية ضارة.