جرائم غامضة (الجزء الرابع)

بعتوا اطفالهم الاتنين في المعسكر الصيفي في بلد اسمها مين، كان فيها مدارس خاصه مستوى التعليم فيها عالي جدا، اختارت البنت الكبيره انها تروح جامعه موجوده في بوسطن لانها كانت عايزه تكمل تعليمها في نفس المدينه، المدينتين كانوا قريبين من بعض جدا اللي راحتها البنت الكبيره، واللي عايشة فيها عيلتها..
تخصصت في قسم السينما والتلفزيون وكان نفسها تكون مخرجه افلام، السنه الاولى اللي اخدتها في الجامعه دي الامور مشيت كويس، لكن السنه التانيه صاحبت واحد معاها في قسم فنون المسرح وكان هو السبب في انها تنخرط لشرب المخدرات خاصه ماده الكوكايين… ومع الوقت حالتها بقيت صعبه اكتر واكتر وكان بيجيلها نوبات صرع وده اللي خلاها تشرب مخدرات اكتر واكتر، وبسبب الحاله دي مبقيتش تروح الجامعه ومكملتش تعليمها وكانت متراقبه من ناحيه الاكاديمية.
بعد فتره خفت ورجعت زي الاول بس للاسف لقيت نفسها راسبه في النتيجه، باباها ومامتها حاولوا كتير انهم يرجعوها البيت بس هي مكانتش حابه كده وكانت ساكنه في بيت موجود في بوسطن، كانت مستأجره شقه في العمارة، وهناك دورت على شغل ولقيت شغل في محل بيع كتب اسمه “ريد لاين”.. وفي الوقت ده كانت مترقيه لمنصب مديره…
بالنسبالي ده كان حب من النظره الاولى، لما جت علشان تعمل مقابله شخصيه كان من الواضح جداً انها متوتره خالص وايدها كانت بتترعش وفضلت تتاوب كتير.. الموضوع بالنسبالي كان غريب خالص بس انا كنت عارف انها متوتره، قعدت على الكرسي الدوار في المكتب وحطت ايدها على رجلها وكانت لابسه جيبه قصيره وشرابات طويله وضيقه لونها اسود، كمان كانت لابسه تيشرت شتوي رقبته عاليه، كانت رفيعه شويه ورقبتها كانت طويله.. راسها كانت كبيره بالنسبه لجسمها ووشها كان مدور بطريقه مثاليه، عينيها لونها كان بني ومناخيرها كانت رفيعه..شفايفها كانت تخينه شويه وشكلها جذاب.
كان شعرها لونه غامق ومقصوص بطريقه محترفه بس شكله كان زي الموضه القديمه كانت جميله جدا لدرجه ان قلبي كان بينبض بسرعه اول ما شوفتها.
اول ما قعدت قدامي…سألتها عن خبراتها في الشغل بس لما جاوبتني اكتشفت ان خبرتها قليله شويه لكن الصيف اللي عدى كانت بتشتغل في سلسله محلات لبيع الكتب في المركز التجاري اللي موجود في ولايه كونتكت.
كريم: مين هما الكتاب المفضلين بالنسبالك؟
الطالبة: جانيت فريم، فرجينيا وولف، جانيت وينترسون.
فكرت شويه
كريم: انا كمان بحب اقرأ الشعر وبالنسالي المفضل هو روبرت، و آن سيرين.
قالت بطريقه فيها خجل شويه: سيلفيا بلاث.. الموضوع بالنسبالي كان غريب شويه، لانه بيدل على اشهر شاعر موجود في تاريخ الشعر، انا كنت فاكره قبل كده..
سألتني هي كمان عن الكتاب وانا بالفعل جاوبتها وقولتلها عن كل الكتاب المفضلين عندي وبقينا نتكلم لفتره طويله في نفس الموضوع ده.. الكتاب وانه ازاي الشخص بيفضل يكتب لمده ساعات كامله…. في نهايه النقاش اكتشفت ان انا مسألتهاش غير سؤال واحد بس بخصوص الوظيفه الاساسيه!
كريم: ايه الساعات اللي انت هتكوني فاضيه فيها ومتاحه انك تشتغلي؟؟
لمست اعلى وشها وكانت بتفكر وبعدين قالت: اممم.. لاحظت حركات وشها في نفس اللحظه ومكنتش عارف امتى هشوف التعبير ده منها تاني، وازاي هشوفها في النهايه كشخص بيشتغل عندي وبس..
ردت عليا وهي مبتسمه مش عارفه انا ليه بفكر في الموضوع انت قصدك على اي وقت…
عدى ست اسابيع وانا بحاول ان انا اطلب منها انها تقبل وتطلع معايا خروجه، لدرجه اني حتى لما طلبتها منها كنت بطلبها منها كإننا طالعين نتكلم في اطار الشغل والمكتبه.
سألتها لو كانت حابه انها تطلع معايا وجاوبتني “اكيد موافقه”
قالت: مقرأتش الكتب قبل كده ولو كانت هتعجبني انا لازم أقرأها.
الجملة اللي قالتها دي فضلت احللها فتره كبيره بعد ما اتقابلنا زي الطالب اللي بيفضل يذاكر ويدرس دراسات كبيره جدا او مقولات لشكسبير.
كنت بكلم نفسي في دماغي وبقول: انا هكلمها تاني وهقولها اننا نطلع تاني مع بعض، ونشرب مشروب سوا.
وبالفعل! لما عرضت عليها كده وافقت وقالت تمام.
الموضوع ده حصل في ليله من ليالي نوفمبر وكان الليل بدأ ينزل على المدينه والوقت اللي كنا بنمشي فيه كان هادي جداً وقطرات تلج خفيفه بتنزل من السما…. مجرد ما تلمس الهدوم بتدوب وبتسيب وراها اثر لطيف جداً، وصلنا للمكتبه وكان جنبها جنينه موجود فيها اوراق شجر هشه مرميه على الارض.
قعدنا في الناحيه اللي من ورا في القاعه الصغيره دي وكان في اذاعه شغاله في الراديو اللي جنبنا وبيتكلم فيها مذيع وكان مهتم جداً بنفسه، ومع ذلك الحديث كان مثير وشيق جداً..
بعدين مشينا انا وهي ورحنا علشان نشرب مشروب سوا قعدنا على الترابيزه في الزاويه علشان يكون المكان هادي وبعيد عن الناس وقررنا اننا نفضل قاعدين هناك لحد ما المكان يقرر انه يقفل.
اتكلمنا انا وهي عن الكتب اكيد وكمان عن الموظفين التانيين اللي موجودين معانا في المكتبه، حبيت ان انا اديها خلفيه عنهم علشان تعرف هتتعامل مع مين، وكمان يكون عندها خلفيه عن شخصياتهم بس طبعا مكلمتهاش عن اي معلومات شخصيه تخص الموظفين بتوعي.
بعد ما خلصنا قدمتها ووصلتها لحد الشقه بتاعتها وكنا واقفين قدام المبنى وكانت الساعه 2:00 الصبح كان في شوية هوا خلوها تبرد شويه وقالت قبل ما حتى كل واحد فينا يودع التاني: انا شايفه ان انا فكره مش كويسه!
ضحكت وقلت: قصدك ايه؟
قصدي ان الافكار اللي في دماغك عني افكار مش كويسه، لان انا عندي مشاكل واللي انت بتفكر فيه تجاهي مش هينفع..
كريم: ميهمنيش..
قالت “اوكي”
مشيت وراها لجوه ولقيتها بتقولي، انت اكيد نفسك تعرف اسمي..
كريم: بصراحه اه.
الموظفه: انا اسمي تسنيم.
كريم: بصراحه اسمك جميل خالص يا تسنيم.
كريم: انا كان عندي صاحبتين في الكليه واحده منهم كانت طالبه جايه من المانيا وكانت بتدرس بقالها سنه في الجامعه دي والطالبه التانيه كانت لسه في سنه اولى ولما انا كنت في السنه الاخيره هي كانت اقل مني بسنه، والبنت دي كانت من بلد اسمها هولتون في ولايه مين.
دخلت المجله الادبيه اللي كانت موجوده في الجامعه واللي انا حررتها في الوقت ده، كان عندي مشاعر غريبه جدا تجاههم بس هما الاتنين كانوا متساويين بالنسبالي والشيء الوحيد اللي جذبني ليهم هو انهم انجذبولي في الاول.
كان مزاجهم حاد جدا وبما اني بطبعي بميل للشخص الهادي فانا بصراحه حسيت اني مرتاح معاهم، ولما رجعت واحده منهم لالمانيا قولتلها ان انا هزورها في اقرب وقت اقدر ازورها فيه وكان ردها ليا انها مكانتش تتوقع أبدا ان علاقتنا ممكن تستمر المده دي كلها حتى بعد ما تسافر وتروح امريكا.
ردها ده كان رد محير بس في نفس الوقت كان مريح نوعا ما، لانه حسيت انها بتحبني وبعد ما عدت سنتين وكانت هي اتخرجت قلت لصاحبتي اللي كانت معايا في السنه الاولى انه بما ان انا هنتقل وهروح مدينة تاني وهي هتفضل في المدينه اللي موجوده فيها فاحنا لازم ننهي علاقتنا.
بصراحه لما قلت لها كده كنت متوقع منها انها مش هتكون مهتمه وهتكون فرحانه بس اول ما قلت الجمله دي حسيت كإني ضربت نار عليها، وبعد محاولات عديده ان انا ابرر الجمله اللي انا قلتها وسلسله طويله جدا من المناقشات المؤلمه قدرت اخيرا ان انا انفصل عنها وانا عارف اني كسرت قلبها جداً.
في اللحظه دي عرفت ان انا مش بعرف اتعامل مع الستات او ممكن الناس بصفه عامه!
دخلت الشقه بتاعت تسنيم في اللحظه دي حضنا بعض قبل ما حتى نقلع الجواكت اللي كلها ميه من المطر اللي كان موجود بره
كريم: لمعلوماتك على فكره انا فظيع جدا في التلميح علشان كده عايزك تقوليلي كل حاجه.
تسنيم: انت متأكد انك عايز تعرف؟
كريم: ايوه ارجوكي احكيلي كل حاجه.
بالنسبالي ده كان كل اللي اقدر اعمله علشان ابينلها اني بحبها فعلاً.
تسنيم: طيب انا هحكيلك كل حاجه..
بدأت…
في الليله دي وفي السرير كان نور الفجر اللي داخل من الشباك بيملا المكان، كانت الاوضه كلها تراب كنت بنام هناك ديما
حكتلي كمان عن الطريقه اللي تحرش بيها مدرس العلوم بتاعها في مدرسه الاعدادي لمده سنتين!
كريم: طيب ما حكيتيش لحد عن اللي حصل؟
تسنيم: لا لان الموضوع محرج جدا وانا اتكسفت خالص وحسيت انه الناس كلها هتقول ان انا الغلط، انا حتى مكنتش قادره اصدق انه هو اللي عمل كده لانه في الواقع كان لطيف معايا بطريقه كويسة.
حتى مراته كانت بتحبني، حتى هو كان ساعات بيكون مكسوف مني وكان بيقول لي ان الموضوع لطيف وحاجات زي كده علشان يغير الموضوع..
كريم: انا بجد مصدوم ومش عارف اقولك ايه!
تسنيم: مش بس كده انا حصلتلي حاجات كتير تاني مش كويسه وده كان واحد منهم مش اكتر، حتى امي كانت دايما بتأذيني اكتر من الشخص المتحرش.
تسنيم كان عندها وشم موجود على ايدها وعلى طول القفص الصدري بتاعها كان موجود خطوط مستقيمه وكان لونها داكن شويه..
سألتها عن ده..
تسنيم: انا كنت بحب ان انا ارسم وشم بس مقدرتش اختار صوره احب انها تفضل على جسمي طول الحياه، علشان كده اخترت خطوط عاديه واحد ورا التاني، حسيت انها هتكون جميله ورفيعه زي ما انا كمان جسمي رفيع بس بطريقه مش صحيه من وجهه نظري انا.
اعتقد ان علاقتنا نجحت شويه من الوقت ده لان انا ما اسأتش الظن فيها ومكنتش بشك في الكلام اللي هي بتقولهولي.
كنت عارف ان هي عندها مشاكل وان هي كمان كانت بتشرب وكمان كانت بتشرب ممنوعات ايام الجامعه واكلها كان قليل جدا في بعض الاحيان.
فضلت تحكيلي عن حياتها وقربنا جدا من بعض، حصلت بينا مواقف كتير خلتنا نكتشف اننا شبه بعض في حاجات اكتر.. السعاده اللي انت بتحس بيها لما بتكون مع الشخص اللي شبهك سعادة جميلة ومختلفة جداً وملهاش زي كإنك اخيراً لقيت مفتاح القفل اللي معاك، ده افضل تعبير مجازي انا ممكن اقوله علشان اوصف بيه الشعور ده، انا عارف انه وصف غريب بس صح.
حسيت إن هي الانسانه الوحيده اللي لقيت معاها نفسي.
اتجوزنا احنا الاتنين في بلد اسمها لاس فيجاس، وكان الشخص اللي بيشهد على جوازنا واحد بيشتغل موزع ورق قابلناه قبل ما نتجوز بخمس دقايق.
السبب اللي خلانا احنا الاتنين نهرب قبل ما نتجوز هو ان تسنيم مكانتش متقبله فكره ان مامتها هي اللي تعمل كل تحضيرات الفرح، وانا بالنسبالي مكنتش شايف اي مشكله في كده لاني امي ماتت قبل تلات سنين بسبب سرطان في الرئه.
مع انها مكانتش بتشرب سجاير خالص، بس ابويا كان بيشرب سجاير كل يوم..طبعا الشخص اللي بيشم الريحه نفسها بيتأذي اكتر من الشخص اللي بيدخن.
ابويا لسه عايش بس مش معايا في نفس البلد اللي انا ساكن فيها وعلى حد علمي هو لسه برده مدمن على شرب السجاير وكمان الكحول وبيشرب حوالي تلات علب في يوم واحد.
بعد ما اتجوزنا انا وتسنيم انتقلنا للمكان اللي كنا عايشين فيه واجرنا الدور الاول في مبنى بيتكون من تلات ادوار، وكان قريب جدا من ميدان يونيون..
واول ما وصلنا للمرحله دي تسنيم سابت المكتبه اللي كانت بتشتغل فيها وبقى عندها وظيفه اداريه في المحطه بتاعه التلفزيون، وبدأت انها تصنع فيلم وثائقي قصير.
و بعد ما عدت سنه على اليوم اللي سبت فيه المكتبه واتقفلت فيها لقيت انا شغل في المكتبه اللي انا فيها حالياً وكان عندي وقتها 19 سنه وحسيت ان انا خلاص لقيت وظيفه العمر كله.
الموضوع ما كانش سهل بالنسبه لتسنيم لانها كرهت شغلها في المحطه بتاعه التلفزيون، بس مكانتش معاها شهاده جامعه وللاسف مفيش اي وظيفه بتعجبها وتقدم فيها الا ويطلب منها شهاده الحصول على الجامعه.
علشان كده قررت ان هي ترجع تروح الجامعه بشكل يومي علشان تاخد الشهاده دي وفي نفس الوقت كانت بتشتغل جرسونة في مطعم متواضع موجود في الميدان.
كنت دايما متعود ان انا اروح ازورها هناك كنت بقعد معاها ساعات طويله جدا مع اني كنت بعاني جدا من الصوت العالي والاغاني، كنت بشرب شعير كتير جدا وبراقب مراتي وهي بيتبص عليها من الناس السكرانه.. عودت نفسي ان انا اتجاهل كده علشان اعدي الموضوع.
مع اني مكنتش اكبر في السن بالنسبه لمديرين خشبه المسرح بس مع نفسي كنت حاسس ان انا اكبر في السن مع الكتب بتاعتي، وكمان حسيت ان شعري شاب.
الناس اللي كانت بتشرب وبتسكر هناك كانوا دايما بينادوني بالراجل العجوز اللي متجوز تسنيم، حتى تسنيم بقت تناديني بالاسم ده!
اعتقد ان مراتي فضلت تحب وجودي معاها في مكان شغلها وكانت بتيجي عندي في نهايه الشغل وبتاكل معايا العشا وبعد ما بنرجع للبيت واحنا ماسكين ايدين بعض علشان نعدي الطريق اللي كله زحمه وعربيات وضلمه كانت فعلا اجواء رومانسيه جدا معاها، ونسمع افلام كارتون مع بعض.
بس فجأة في حاجه اتغيرت في سنه 2007 كانت ولاء اخت تسنيم هتتجوز ورجعت مراتي تتعامل مع عيلتها علشان تحضر فرح اختها وقالولها انها تيجي تعيش في بيت تبع اختها ومامتها.
في الفترة دي كانت خسرت وزن كتير جداً مقارنه بالسنه اللي عدت وكمان رسمت وشم جديد على بطنها وكمان فخدها الشمال وكانت حبت جرسون جديد اسمه “احمد”…
لتكمله القصه اضغط الزر بالاسفل






