Close

أخباركم

الحكمة من خلق الكون: إظهار قدرة الله ورحمته ووجوده

 


الحكمة من خلق الكون،خلق الله سبحانه وتعالى الكون بما فيه من كائنات حية وجمادات. فأبدع سبحانه وتعالى فيه كما وأتقن في صنعه، ولم يأت هذا الخلق عبثاً بل إن لكل شيء في الكون حكمة وهدف، فما هي الحكمة من خلق الكون؟ وما هي الحكمة من خلق الإنسان؟وماهى الحكمة من خلق الحيوانات والنباتات؟

الحكمة العامة لخلق الكون

ما هي الحكمة من خلق الكون، الحكمة العامة لخلق الكون هي إظهار قدرة الله سبحانه وتعالى وعظمته. فالله هو الخالق والمصور والمبدع، وهو الذي خلق الكون من العدم، وهو الذي يسير أموره ويحكمه بحكمته البالغة. قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْمَلَكُوتُ وَالْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الطلاق:1]. وتشمل هذه الحكمة إظهار صفات الله سبحانه وتعالى الأخرى، مثل: قدرته، وحكمته، ورحمته، وعدل، وفضله، وكرمه، وغيرها من الصفات. فخلق الكون بنظامه ودقة ترتيبه يدل على قدرة الله سبحانه وتعالى وخلقه بتنوعه واختلافه يدل على حكمته، وخلقه بالخير والجمال يدل على رحمته. وخلق الكون دليل على وجود الله سبحانه وتعالى، فهذا النظام والدقة لا يمكن أن ينشأ من تلقاء نفسه، بل لا بد من خالق حكيم

الحكمة من خلق الكون ككل، فهي كثيرة ومتنوعة، ومن أهمها:

  • إظهار قدرة الله سبحانه وتعالى، فقد خلق الله سبحانه وتعالى الكون بقدرة عظيمة وحكمة بالغة، قال تعالى: (وَمَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [الروم:88].
  • إظهار رحمة الله سبحانه وتعالى، فقد خلق الله سبحانه وتعالى الكون ليكون رحمة للإنسان والحيوان، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء:107].
  • إثبات وجود الله سبحانه وتعالى، فقد خلق الله سبحانه وتعالى الكون بنظام وحكمة بالغين، مما يدل على أنه خالق حكيم، قال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) [آل عمران:190].

وهذه الحكم هي مجرد أمثلة على الحكم الكثيرة التي في خلق الكون. فكل شيء في الكون له حكمة وهدف. ونحن مطالبون بالتفكر والتدبر في خلق الله سبحانه وتعالى، لنعرف الحكمة من كل شيء. ولكي نشكر الله سبحانه وتعالى على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.

 لماذا خلق الله الأنسان

 ماهو الهدف من خلق الانسان، خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان على وجه الخصوص لحكمة خاصة به، ومن أهم هذه الحكم:

  • عبادة الله سبحانه وتعالى، فالإنسان هو المخلوق الوحيد الذي خلقه الله سبحانه وتعالى لعبادته، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات:56]. والعبادة هي غاية خلق الإنسان، وهي شرفه وكرامته، وهي التي ترفع مقامه في الدنيا والآخرة. وتشمل العبادة كل ما يرضي الله سبحانه وتعالى من الأقوال والأفعال. كالدعاء والذكر والتسبيح والتهليل والطاعة لله سبحانه وتعالى في كل أمر.
  • خلافة الإنسان في الأرض، فقد خليفة الله سبحانه وتعالى في الأرض، ليعمرها ويصلحها، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) [البقرة:30]. وخلافة الإنسان في الأرض تعني أن الله سبحانه وتعالى أعطاه الصلاحيات والقدرات اللازمة لكي يعمر الأرض ويصلحها. ولكي يحقق الغاية التي خلقه من أجلها. وتشمل خلافة الإنسان في الأرض كل ما ينفع الإنسان والحيوان والكون، كالبناء والتعمير والزراعة ورعاية البيئة.
  • امتحان الإنسان واختباره، فقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ليمتحنه ويمتحنه، ليعلم من هو المؤمن ومن هو الكافر، ومن هو المطيعون ومن هم العاصون. قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [البقرة:155]. وامتحان الإنسان واختباره هو اختبار صعب وعظيم، وهو الذي يحدد مصيره في الدنيا والآخرة.  وتشمل امتحان الإنسان واختباره كل ما يصيب الإنسان من مصائب وشدائد، كالمرض والموت والفقر والظلم.
  • الانتفاع بما في الكون من نعم، فقد خلق الله سبحانه وتعالى الكون بما فيه من نعم للإنسان، لينتفع بها ويعمر بها الأرض، قال تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الجاثية:13]. والنعم التي خلقها الله سبحانه وتعالى للإنسان كثيرة ومتنوعة. كالرزق والماء والهواء والنبات والحيوان. وتشمل الانتفاع بما في الكون من نعم كل ما ينفع الإنسان في حياته. كالطعام والشراب والمسكن والملابس والعلم والعمل.

 الحكمة من خلق النباتات والحيوانات

 لماذا خلق الله الحيوانات والنباتات،خلق الله سبحانه وتعالى النباتات والحيوانات لتغذية الإنسان والحيوان، قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ مِنْهَا شَرَابُكُمْ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) [النحل:10]. و كما تشمل الحكمة من خلق النباتات والحيوانات أيضًا:

  • تجميل الكون وجعله ذا فائدة للإنسان والحيوان، فالنباتات والزهور تزين الكون وتجعله مكانًا جميلًا، كما أن الحيوانات تساعد الإنسان في الزراعة وبعض الأعمال الأخرى.
  • توازن النظام البيئي، فالنباتات والحيوانات تلعب دورًا مهمًا في توازن النظام البيئي. فالنباتات تنتج الأكسجين الذي يحتاجه الإنسان والحيوان، والحيوانات تكسر المواد العضوية وتعيدها إلى التربة.
  • اختبار الإنسان، فقد خلق الله سبحانه وتعالى النباتات والحيوانات للإنسان ليستفيد منها. وليختبر الله سبحانه وتعالى شكره وامتثاله لأوامره. و كما خلق الله سبحانه وتعالى النباتات والحيوانات بإبداع ودقة. فكل نوع من النباتات والحيوانات له خصائص ووظائف محددة. مما يدل على عظمة الله سبحانه وتعالى وحكمته.